محتويات
الإسلام دين الفطرة
شرع الله تعالى الإسلام وارتضاه لعباده لأنه دين لا يتعارض مع فطرة الله التي فطر الناس عليها، دين لا يتصادم مع المنطق والعقل السوي السليم، وتعرفه النفوس المستقيمة وتتقبله، فالفطرة الطيبة تعرف الحق وتتقبله وترضاه وتعرف الإثم وتنفر منه وتبتعد عنه، وعليه فإن الفطرة هي الخلقة التي خلق الله تعالى جميع الناس عليها بحب الخير وكراهية الشر، وحب الإيثار والعطاء، وفطرهم على استعداد خالص لقبول الخير وتوحيد الله تعالى خالقهم وفاطرهم، فالفطرة هي طبيعة النفس واستعدادها الداخلي لمعرفة الحق وقبوله والرضا به، ومعرفة الباطل ورفضه والنفور منه، فالفطرة هي التي تأخذ بالإنسان إلى قبول الحق والإيمان بالله الخالق وحده والاستسلام والعبودية له وحده لا شريك له، وجاء الإسلام على هذه الفطرة والطبيعة التي خلقها الله وأوجدها في نفوس الخلق جميعًا، وقد اختار الله لأمة محمد صلى الله عليه وسلم الفطرة النقية وخصها بالدين الإسلامي، وفي هذا المقال تعريفٌ للإسلام وأركانه والفرق بينه وبين الإيمان.[١]
تعريف الإسلام
الإسلام لغةً من الاستسلام أي الخضوع والانقياد والذل، وفي الاصطلاح يقصد به انقياد وخضوع جميع الخلائق للواحد الأحد، وإطاعة لأوامره الكونيّة القدريّة، والإسلام بهذا المعنى لا يختلف فيه المسلم عن الكافر، ولا البشر عن سائر المخلوقات، فلا حيلة لأي أحد منهم في الحياة والموت أو في الصحة والمرض أو في الغنى والفقر، فجميعهم خاضعون لله سبحانه وتعالى، وعليهم الصبر على المرض، والشكر على الابتلاء، والانقياد والانصياع لأوامر الله عزّ وجلّ الشرعيّة. ويندرج تحت الإسلام معنيان معنى عام ومعنى خاص، فالإسلام العام هو جميع الأديان التي أُنزلت على جميع الأنبياء، فكلّها رسالات سماويّة وتنادي بمبدأ واحد وهو الشهادة لله بالتفرّد بالألوهيّة، أمّا الإسلام الخاص فهو الرسالة التي أُنزلت على سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم، والإسلام بهذا المعنى هو النطق بالشهادتين، أيّ أن يقول الراغب بدخول الإسلام أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأنّ محمّدًا رسول الله، والإسلام على أربعة مذاهب، وهي؛ المذهب الحنفي، والمذهب الشافعي، والمذهب المالكي، والمذهب الحنبلي.[٢]
أركان الإسلام
أركان الإسلام هي الدعائم الأساسيّة التي يقوم عليها الدين الإسلامي، ولا يصح إسلام المرء ما لم يؤتها، وتتألف هذه الأركان من خمسة أعمال واجبة على كل مسلم بالغ عاقل تدل على إيمانه وسلامة عقيدته، وأركان الإسلام خمسة هي:[٣]
- الشهادتان: اعتقاد الإنسان بوحدانية الله وربوبيته وأنه وحده الخالق القادر المتصرف في كل شيء، وهو المستحق للعبادة، ويعتقد أن محمد صلى الله عليه وسلم هو رسول الله أرسله وأنزل عليه القرآن وأمره بنشر الدين وتبليغ الرسالة، ويعتقد أن طاعة ومحبة الله ورسوله واجبة، فكل من نطق عن اقتناع بأشهد أن لا إله إلاّ الله، وأنّ محمّدًا رسول الله يدخل الإسلام ويصبح له ما للمسلمين وعليه ما عليهم.
- إقامة الصلاة: اعتقاد الإنسان أن الصلاة فرض عين على كل مسلم بالغ عاقل، يقيمها خمس مرّات في يومه وليلته، وتبدأ بفرض الفجر، ثم الظهر، ثم العصر، ثم المغرب، ثم العشاء ويختمها بالوتر إن أحب إضافة إلى السنن الرواتب، وفرض الله تعالى على المسلم أن يلتزم بالطهارة عند الصلاة وأن يستقبل القبلة ويقيمها كما علًم النبي محمد صلى الله عليه وسلم أمته وصحابته لتكون الصلاة هي حلقة الوصل بين العبد وربه، وهي لحظة عظيمة يتقرب فيها العبد من خالقه يدعوه ويناجيه لتطيب حياته وتستقر نفسه وتهدأ جوارحه، قال تعالى {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ}[٤].
- إيتاء الزكاة: وهي الركن الثالث من أركان الإسلام، والزكاة فرض على كلّ من بلغ ماله أو ما يملكه من عقارات، أو أراضٍ، أو محاصيل، أو مواشٍ، أو معادن نفيسة حدّ النّصاب مع مرور عامٍ كاملٍ على بلوغه عدا المحاصيل والمواشي، إذ تكون زكاة الأخيرة عند ولادتها، بينما زكاة المحاصيل تكون يوم حصادها، فالزكاة طهارة للنفس ومرضاة للرب، وتكافل وتعاضد مجتمعي إسلامي إنساني بديع.
- صوم رمضان: شهر رمضان هو الشهر التاسع من الأشهر الهجرية، والصوم في الإسلام يعني الانقطاع عن المفطرات من طعام وشراب وجماع منذ طلوع شمس أول يوم من شهر رمضان المبارك وحتى غروب الشمس بنية الصيام ولمدّة ثلاثين يومّا أو حسب رؤية الهلال، فبداية شهر رمضان ونهايته مرهونة برؤية الهلال؛ فالصوم مدرسة تربوية متقدمة تهذب النفس والجوارح على حدٍّ سواء في سبيل نيل رضا الله تعالى ودخول جنته، عدا عن فوائد الصوم ومنافعه الصحية، فما شرع الله أمرًا إلا وفيه كل الخير والمنفعة للإنسان، فكان شهر رمضان شهر الصدقات ومضاعفة الحسنات، وفيه ليلة خير من ألف شهر وهي ليلة القدر.
- حج البيت من استطاع إليه سبيلا: حج بيت الله في مكة المكرمة يبدأ في العشر الأوائل من شهر ذي الحجة من كل عام؛ لأن رحلة الحج فيها مشقة بدنية ومادية ومقرونة دائمًا بالاستطاعة، وعلى الرغم من أنّه فرض عين على كلّ مسلم بالغ عاقل، إلاّ أنّه مرهون بالقدرة الماليّة والجسديّة، وله أحوال كثيرة فصّلها العلماء، وآداب وشروط لا بد منها؛ مثل حفظ اللسان وغض البصر والبعد عن الجدال والمشاحنات وإخلاص النية لله وحده، وأجرُ من أتم الحج وأخلص النية فيه وتأدب بأحسن الأخلاق كان كفارة له من ذنوبه.
أهميّة الإسلام
الإسلام دين الفِطرة السّليمة التي فطر الله عليها النّاس، وهو دين الهداية، والصلاح والفلاح، والرّاحة النّفسيّة والطمأنينة والسّكينة، وأهم ما مَيّز الإسلام هو رسالته التي جاءت للناس كافّة التي تقوم على الخير وحب الآخر والابتعاد عن التّمييز والظّلم والاستبداد بخلاف القوانين البشريّة، والإسلام تعاليمه صالحة لكل زمانٍ ومكان، والدّين الإسلامي جاء بالحضارة الإسلاميّة التي أنقذت الناس من براثن الجهل والتّخلف والرّجعيّة التي كانوا يعيشونها لتنقلهم إلى دين الأخلاق والرّقي والعدل والمساواة، الذي لا يُفرّق بين غنيٍ ولا فقير ولا أبيضٍ ولا أسود، وميزان التّفاضل عنده هو التّقوى، والإسلام يحمل بين طيّاته كلّ مُقوّمات الحياة الكريمة التي يرتضيها الأفراد لأنفسهم.[٥]
الفرق بين أركان الإسلام وأركان الإيمان
أركان الإسلام هي خمسةُ أركانٍ ظاهرة متعلقة بالجوارح، بينما أركان الإيمان ستةُ أركانٍ باطنة غير ظاهرة محلها القلب، فالإسلام يتطلّب دخوله قولًا وفعلًا، فيتعلق القول بنطق الشهادتين، والفعل بأركان الإسلام الأربعة السابقة، ولا يعلم مدى صدق من يدخل الإسلام إلاّ لله تعالى، فهو أمر يتعلّق بما يظهر على جوارح المسلم، فإن صلّى المرء وحج وصام وأخرج الزكاة فهو مسلم، ويعد إسلامه صادقًا بينه وبين بارئه، أمّا الإيمان فيتعلّق بالقلوب، فهو الإيمان بالغيبيّات مثل الإيمان بالله، وجميع رسله وملائكته وكتبه واليوم الآخر والقدر خيره وشرّه، وجميعها ليس لها وجود مادّي ملموس، بل تعد من الغيبيّات التي يجب التصديق بها، إذ إن عدم التصديق بأي منها يُخرج المرء من ملّة الإسلام.
ويعد الإسلام آخر الرسالات السّماويّة، إذ بعث الله تعالى لكل أمّة نبيًا أو رسولًا لهدايتهم إلى سبيل الرشاد وعبادة الله سبحان وتعالى ولا يشركون به شيئًا، وكانت كل ديانة تُخبر عن النّبي أو الرسول الذي سيبعث بعدها، وخُتموا بمحمد صلّى الله عليه وسلّم، وقد جاءت نبوءات في التوراة والإنجيل تُخبر عن صفاته الخَلقيّة والخُلقيّة، فكان خاتم الأنبياء فلا نبيّ بعده، وهو مبعوث عليه للعالمين لا لأمّة بعينها، ولا توجد رسالة بعد القرآن الكريم، فهو الكتاب السماوي حتى قيام الساعة.[٦]
المراجع
- ↑ د. سمير الأبارة (8-8-2015)، "الإسلام دين الفطرة"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 14-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "معنى الإسلام"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 15-4-2019.بتصرّف.
- ↑ "أركان الإسلام"، islamqa، 11-2-2001، اطّلع عليه بتاريخ 15-10-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 45.
- ↑ حسام العيسوي إبراهيم. "الإسلام منهج حياة"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 15-4-2019.بتصرّف.
- ↑ "أركان الإسلام وأركان الإيمان"، islamweb، 14-4-2004، اطّلع عليه بتاريخ 15-10-2019. بتصرّف.