محتويات
تعريف الإيمان
العقيدة الإسلامية هي التصديق التام والإيمان الجازم بالله عز وجل وما جاء عنه، والإقرار برسالة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم واتباعه وتصديقه، ويعرف الإيمان لغةً بأنه التصديق والإقرار بمعنى الاعتراف بالشيء أي تصديق به. تعريف الإيمان شرعًا: هو ما دل عليه القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة بالإضافة لإجماع أهل السلف الصالحين من الأمة، وأنه عمل واعتقاد بالجنان وقول باللسان، وعمل بالجوارح ينقص بالعصيان ويزيد بالطاعة، وفي هذا المقال سنبين لكم أركان الإيمان بالتفصيل، وثمراتها وفوائدها وتعريف الإيمان عند أهل السنة.[١]
شرح أركان الإيمان
الإيمان ما وقر في القلب وصدّقه اللّسان والجوارح، وأركان الإيمان ستة، هي:[٢]
- الإيمان بالله تعالى: هو الركن الأول من أركان الإيمان وهو أساس جميع الأركان، فجميعها يدخل بها الإيمان بالله، وقد ذُكر الإيمان بالله والحث عليه في القرآن الكريم لعظم شأنه والتركيز على أهمّيته، والإيمان بالله يتضمّن أربعة جوانب هي:
- الإيمان بوجوده: وما يدلّ على وجوده الفطرة والعقل، فكل إنسان مفطور على ضرورة وجود إله يُعبد ليلجأ إليه في السراء والضراء، أمّا الاستدلال على الخالق بالعقل يكون من خلال التطرّق لهذا الكون البديع وما فيه من مخلوقات سابقة ولاحقة يستحيل أن تتواجد من قبيل الصّدفة، إذ لا بد من خالق لها يتّصف بالعظمة والقدرة المطلقة.
- الإيمان بربوبيّته: أي الاعتقاد الراسخ بأنّ الله سبحانه وتعالى هو المتفرّد في كلّ أمر، فلا خالق ولا رازق غيره تبارك وتعالى، وهو الذي بيده مقاليد الأمور كلّها، وهو المالك لكلّ شيء والمدبّر له.
- الإيمان بألوهيّته: إفراده بالألوهيّة، وعدم إشراك شيء أو أحد معه في ألوهيّته، فهو الفرد الصمد الواحد الأحد، وهذا الإيمان يقتضي تخصيصه وإفراده بالعبادة.
- الإيمان بأسمائه الحسنى: أي الاعتقاد الجازم بأنّه سبحانه وتعالى يتّصف بكل صفات الكمال والجلال، وأنّه منزّه عن كل نقص أو عيب، وأنّه متفرّد بهذه الصفات عن جميع مخلوقاته.
- الإيمان بالملائكة: الاعتقاد الجازم بأنّ الملائكة من مخلوقات الله سبحانه وتعالى، وأنّها مخلوقات من نور لا تعصي أوامره، ولا يصح إيمان المرء إن أنكر وجود الملائكة، وقد عرّفنا تبارك وتعالى بصفاتهم وأوصافهم وبعض من أسمائهم وأعمالهم وأحوالهم.
- الإيمان بالكتب السمّاويّة: الاعتقاد الجازم بأنّ جميع ما أُنزل على الأنبياء والرسل من رسالات مصدرها الله سبحانه وتعالى، وجميعها نزلت بالحق والهدى والنّور وتدعو إلى توحيد الله سبحانه وتعالى وعبادته، والكتب التي أخبرنا عنها سبحانه هي التوراة، والإنجيل، والزّبور، والقرآن الكريم.
- الإيمان بالأنبياء والرّسل: أي الإيمان بما سمّى الله سبحانه وتعالى من أنبياء ورسل في القرآن الكريم، ويجب الإيمان برسالتهم ونبوّتهم تفصيلًا وإجمالًا.
- الإيمان باليوم الآخر: الإيمان بكل ما أخبرنا به الله سبحانه وتعالى من البعث بعد الموت، والنّشور، والحشر، وعرض الصّحائف على الله، والعرض على الصّراط، والحساب، والحوض، والشفاعة، والجنّة، والنّار، وما أعدّه تبارك وتعالى لأهليهما من نعيم أو عذاب.
- الإيمان بقضاء الله وقدره: الاعتقاد الجازم بأنّ الله سبحانه وتعالى يعلم الأمور كلّها ويعلم الغيب كلّه، ما كان منه وما سيكون، وعلمه تبارك وتعالى بما ستكون عليه المخلوقات مستقبلاً وإيجاده لها حسب علمه وإرادته، وللإيمان بالقضاء والقدر مراتب هي:
- علم الله سبحانه وتعالى بأعمال عباده قبل أن يُقدموا على فعلها.
- الإيمان بأن مصائر العباد وأرزاقهم وحياتهم ومماتهم مكتوبة باللّوح المحفوظ.
- الإيمان بأنّ مشيئة الله تعالى هي النافذة في جميع الأمور؛ لأنّ قدرته شاملة تحيط كل شيء.
- الإيمان بأنّ الله هو الخالق الوحيد لجميع المخلوقات وبيده وحده مصائرهم ما كانت وما ستكون، وما كان من الممكن أن تكون عليه.
ثمرات أركان الإيمان
إن الإيمان بالله تعالى يثمر تعظيم الله ومحبته وعبادته وشكره وخشيته وطاعته وامتثال أوامره، أما الإيمان بالملائكة يُثمر الاستحياء منهم ومحبتهم والاعتبار بطاعتهم، والإيمان بالكتب والرسل يُثمر محبته لله وقوة إيمانه، بالإضافة لمعرفة شرائع الله وما يحب وما يكره، ومحبة وطاعة رسل الله عز وجل، ومعرفة أحوال الدار الآخرة، أما الإيمان باليوم الآخر فهو يُثمر رغبة العبد بفعل الخيرات والطاعات، والابتعاد عن المنكرات والمعاصي، أما الإيمان بالقدر فإنه يُثمر سكون النفس اطمئنانها، ورضاها بقدر الله تعالى، وإذا تحقق هذا في حياة المسلم فإنه يكون مؤهلاً لدخول الجنة، وهذا لا يحصل إلا بطاعة الله عز وجل وطاعة رسوله.[٣]
فوائد الإيمان وآثاره على المجتمع والنفس
إن فوائد الإيمان تظهر جلية في حياة المسلم، وتمتد تلك الفوائد لتعم المجتمع بأكمله، وتوجد العديد من الفوائد للإيمان على المجتمع والنفس ومنها: أن الإنسان يعيش بطمأنينة وسكينة، كما أنه ينال التوفيق من الله تعالى، كما أن كافة أموره تتيسر، كما أنه يتمكن في الأرض، فالله تعالى وعد عباده المؤمنين بالظهور والتمكين بالأرض، كما تزداد رغبة الإنسان بالإكثار من الأعمال الصالحة والحسنات، وزيادة الخشية والخوف من الله عز وجل ومراقبته سبحانه، كما أن الإيمان يمكن ثبات العبد ويزيد صموده أمام الزلات والفتن، كما أنه يجعل المجتمع مجتمعًا طاهرًا وآمنًا ومتعاونًا ومتآلفًا ومحبًا، تسود فيه معاني المحبة والأخوة، كما أن الإيمان يبعد العبد عن الأخلاق السيئة كالرشوة والغش.[٤]
تعريف الإيمان عند أهل السنة
الإيمان عند أهل السنة يعني النطق باللسان والإقرار بالقلب والعمل بالجوارح، فإما يزيد الإيمان أو ينقص؛ لأن الإقرار يتفاضل في القلب فليس الإقرار بمعانيه كالإقرار بالخبر، فالإيمان يزيد بإقرار القلب وسكونه وطمأنينته، فالإنسان يجد ذلك بنفسه، فعندما يحضر مجلسًا فيه موعظة وذكر للنار والجنة يزداد إيمانه وكأنه يرى ذلك بعينه، كما أن الإيمان يزداد من حيث القول، فذكر الله تعالى مرات ليس كذكره مئة مرة، كما أن الشخص الذي يؤدي العبادة على أكمل وجه يكون إيمانه أكبر من الشخص الذي يؤديها على وجه ناقص، وكذلك العمل فإنسان إذا عمل عملاً بجوارحه أكثر من غيره فإن الأكثر عملًا أصبح أزيد إيمانًا، قال تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا}.[٥] وقال تعالى: { وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ}[٦].[٧]
المراجع
- ↑ الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر (1-5-2016)، "تعريف الإيمان بالله لغة واصطلاحا"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "أركــــــان الإيـمـان"، iid-alraid.com، اطّلع عليه بتاريخ 30-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "ثمرات أركان الإيمان"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 30-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "أثر الإيمان في حياة الإنسان"، www.alukah.net، 5-2-2018، اطّلع عليه بتاريخ 30-10-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة المدثر، آية: 31.
- ↑ سورة التوبة، آية: 124-125.
- ↑ "هل يزيد الإيمان وينقص عند أهل السنة والجماعة"، islamqa.info، 19-1-2001، اطّلع عليه بتاريخ 30-10-2019. بتصرّف.