محتويات
الحب في الله
حرصَ الإسلامُ على إقامة وحدة المجتمع المسلم وتماسكه وتراحمه، ومن ضمن السّبل لتعزيز ذلك حرصًا على إقامة علاقات الأخوة بين المسلمين وجعل رابطة الأخوة والعقيدة التي تجمعهم من أقوى الرّوابط، فكانت الأخوةُ الإيمانيّةُ في الله مظهرًا من مظاهر تآلف المسلمين ووحدتهم وترابطهم، وقد سلكَ سبلًا عديدة في ذلك على رأسها تقوية رابطة ووشائج المحبّة في الله سبحانه، فيوجدُ طرق لتقوية وتعزيز ذلك، ويوجدُ علاماتٌ تدلُّ على قوّة علاقة المحبّة في الله، وآثار لوجود هذه العلاقات. قال صلى الله عليه وسلم [إنَّ مِن عبادِ اللهِ لَأُناسًا ما هم بأنبياءَ ولا شُهداءَ، يغبِطُهم الأنبياءُ والشُّهداءُ يومَ القيامةِ بمكانِهم مِن اللهِ تعالى، قالوا: يا رسولَ اللهِ، تُخبِرُنا مَن هم؟ قال: هم قومٌ تحابُّوا برُوحِ اللهِ على غيرِ أرحامٍ بَيْنَهم، ولا أموالٍ يتعاطَوْنَها، فواللهِ إنَّ وجوهَهم لَنُورٌ، وإنَّهم على نُورٍ، لا يخافونَ إذا خاف النَّاسُ، ولا يحزَنونَ إذا حزِن النَّاسُ][١].
علامات الحب في الله
من علامات الحب في الله ما يأتي:[٢]
- التّلفظ بذلك، كأن يُصرّح المسلم بعبارة الحب في الله لأخيه المسلم.
- قضاء الحاجات، فإن أحب الناس لله أنفعهم للناس.
- الإيثار، بأن يفضّل المسلم أخيه المسلم على نفسه فيما هو بحاجة إليه، لقوله تعالى: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[٣].
- لين الجانب وطلاقة الوجه، والبعد عن الضّغائن والأحقاد.
- الدّعاء له عن ظهر الغيب، فيدعو المسلم لأخيه المسلم بالخير دائمًا ودون أن يطلب منه ذلك.
- التماس الأعذار والعفو عن الزلّات، فيعفو المسلم عن أخيه المسلم، ويعفو عنه ويصفح عنه ويلتمس له الأعذار.
شروط الحب في الله
من شروط الحب في الله ما يأتي:[٤]
- االمناصرة والتأييد والمؤازرة ومحبة الخير.
- التواصي بالحق والصبر وتقديم النصيحة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والإعانة على الخير والدفع إليه.
- القيام بالأمور التي تدعو إلى التوادد وزيادة الصلة، وأداء الحقوق.
- لين الجانب، وطلاقة الوجه، وصفاء السريرة، والتبسط في الحديث.
- الدلالة على الخير، والإعانة على الطاعة، والتحذير من المعاصي والمنكرات، والردع عن الظلم والعدوان.
- تقديم الهدية والحرص على أن تكون مفيدة ونافعة، مثل أن تكون كتاب إسلامي، أو شريط نافع، أو مسواك أو غيره.
آثار قوة رابطة المحبة في الله
ولقوّة رابطة المحبّة في الله بين المسلمين آثار عظيمة على الفرد والمجتمع، منها:[٥]
- نيل الفرد لمحبّة الله ورضوانه، وبالتالي الدرجات العليا من الجنّة.
- استحقاق شفاعة الرّسول لهم يوم القيامة.
- النّجاة من عذاب النار، وأهوال يوم القيامة الصعبة.
- استمرار المحبّة وبقائها حتى بعدَ يوم القيامة.
- كسب الفرد المسلم العون والتأييد من الله سبحانه والاستجابة لدعائه.
- قوّة ترابط المجتمع المسلم وتقدمه وازدهاره.
- المتحابون في الله ينالون شرف الاستظلال في ظل عرش الرحمن يوم القيامة يوم لا ظلّ إلّا ظله.
- يصعدون على منابر من نور يوم القيامة، فيغبطهم في ذلك النبيون والشهداء.
- بالحب بالله يجد المتحابون الحلاوة الحقيقيّة للإيمان، للحديث الشريف: [ثلاثٌ مَن كنَّ فيه وجَد حلاوةَ الإيمانِ : مَن كان اللهُ ورسولُه أحبَّ إليه مما سواهما، ومَن أحبَّ عبدًا لا يحِبُّه إلا للهِ، ومَن يَكرَهُ أن يعودَ في الكفرِ، بعد إذ أنقَذه اللهُ، كما يَكرَهُ أن يُلقى في النارِ][٦].
المراجع
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 3527، صحيح.
- ↑ "صور من الحب في الله"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 13-4-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة الحشر ، آية: 9.
- ↑ "الحب في الله علاماته وفضله وشروطه "، islamway، اطّلع عليه بتاريخ 13-4-2020. بتصرّف.
- ↑ "آثارُ المَحَبَّةِ فِي اللهِ"، alseraj، اطّلع عليه بتاريخ 13-4-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 21، صحيح.
