محتويات
معنى الحب
أصله في اللغة هو الوِدادُ والصفاء، أما اصطلاحًا فهو ميل القلب إلى المحبوب، وموافقة الحبيب في وجوده وغيبته، وأن يستولي ذكر المحبوب على قلب المحب، وأن يهب نفسه وروحه لمن يحبه، وألا يفكر في أحد غيره، وأن يغار عليه ويحفظ حدوده، ويؤدي لمحبوب كل ما يحبه منه، وأن يعمى القلب عن رؤية غير المحبوب. والحب من أرفع المقامات، وهو سلوة الفؤاد، وريحانة الظهير، ودوحة الغناء، وإخلاص وصفاء ونقاء، وبه تصفو الحياة وتشرق الشمس ويرقص القلب، وبالحب تُغفر الزلات، وتزال العثرات، ولولاه ما التف الغصن على الغصن، ولا بكت الغيوم على الأرض الجدباء، ولا ضحكت الأرض لأزهار الربيع، وإذا ما انتهى الحب تُظلم النفوس وتضيق الصدور.[١]
مراتب الحب
للحب سبع مراتب، وهي كما يلي:[٢]
- العلاقة، وسميت بذلك لتعلق المحب بالمحبوب.
- الصبابة، وسميت بذلك لانصباب القلب إلى المحبوب، كانصباب الماء من أعلى إلى الأسفل.
- الغرام، وهو لزوم الحب للقلب لزومًا لا ينفك عنه.
- العشـق، هو إفراط المحبة.
- الشوق، وهو سفر قلب المحب إلى المحبوب أحث السفر.
- التتيّم، وهو تعبّد المحب لمحبوبه، وحقيقية التعبد هي الذل والخضوع للمحبوب.
- الخلة، ومنها اشتقت الخليلة، وتتضمن كمال المحبة ونهايتها، إذ لا تبقى في قلب المحب سعة لغير محبوبه.
علامات الحب
تبدأ لغة الجسم والأحاسيس بإيصال المعاني عندما تعجز الكلمات عن تفسير العواطف، وهنا بعض العلامات التي تدل على وجود علاقة حب بين طرفين:[٣]
- كثرة التودد والملاطفة بشكل مفرط، حيث اللطف والمودة أمور عادية مألوفة بين المقربين والأصدقاء، لكن إذا ما ازداد هذا الأمر عن حده وبشكل مبالغ فيه ثمة هنا عواطف أكثر تشابكًا وتعقيدًا من الصداقة توحي بوجود ملامح الحب في الطرف الصادرة عنه هذه التصرفات.
- الاهتمام بأمور المحبوب وخصوصياته بشكل لافت.
- التواصل المستمر سواء أكان بسبب أم دونه.
- التلميحات؛ كتغيير نبرة الصوت لتكون أكثر هدوءًا وحنانًا، بالإضافة إلى التلفظ بتعبيرات رومانسية، والنظر إلى المحبوب نظرات غير طبيعية.
أنواع الحب
للحب مسارات يطؤها ويسير فيها بحسب كل مرءٍ، وما نوى في صدره، وهو في حالين:
- الحب الحلال، وهو الذي يوافق تعاليم الشرع؛ مثل:[٤]
- حب الله -عز وجل-.
- حب الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
- الحب الناس في الله.
- حب الزوجة والأولاد.
- حب الذات.
- حب العمل.
- حب الوطن.
- الحب الحرام، وهو من كان خارج الإطار الشرعي، والحب الحرام قوة خفية حينما تتمكن من الإنسان تذله وتدمر حياته، ويكون نتيجة تزيين الشيطان لتلك الأعمال التي تحرمها الشريعة الإسلامية.
الحب الفطري المكتسب
يكون الحب فطريًا ومكتسبًا في الوقت ذاته؛ فهو فطري أودعه الله في قلب الإنسان لحكم جليلة وكثيرة، وهو دليل على ضعف الإنسان، وهو مكتسب من خلال الاهتمام وسلوكيات أخرى معينة، فالحب من أهم الحاجات النفسية الطبيعية للإنسان، وبحسب علم النفس الحديث فالحب والارتباط العاطفي ما هو إلا إحساس فطري بالضعف. وهو يحصل بين طرفين؛ محب ومحبوب، والمحب غالبًا ما يكون في موقع ضعف والمحبوب في موقع قوة؛ أي إنّ المحبوب له مميزات وصفات وخصائص ومؤهلات بفضلها انجذب المحب إليه، وفي واقع الحال فإنّ كلا المحبين ضعيفان، فالإنسان كيفما كان فهو مخلوق ضعيف، وفي حاجة إلى دفقة من حنان وحب ورعاية من الضروري أن يؤمنها له والداه، وزوجه، وأقرباؤهـ وإخوته في الدين، وإخوانه في الإنسانية. والمحبة، والعطف، والكلمة الطيبة من الضرورات الأساسية لحسن نمو شخصية الإنسان وتوازنها.[٥]
حب الله -عز وجل-
أفضل محبوب على الإطلاق هو الله -عز وجل-، وما العبادة إلا غاية الذل التي تزينها غاية الحب، فالإنسان يحب الجمال، والله جميل، ويحب الإنسان الكمال، والكمال له -عز وجل-، أمّا حين توجيه الحب إلى غير الله تعالى ووقع المحب في الحب الحرام فإنه على شفى أن يوقع في الذل، وأن يعيش في العذاب النفسي، فكأنما هو يرعى حول حمى يوشك أن يواقعه.[٦]
فوائد حب العبد لله
من الفوائد التي لا حصر لها لحب العباد لله تعالى:[٦]
- حب الله -عز وجل- يجعل الإنسان يستمد من أسماء الله الحسنى وصفاته العليا الخير العميم.
- حب الله -عز وجل- حينما يستقر في القلب يجعله سعيدًا ومطمئنًا ومنعمًا بالسكينة.
- حب الله تعالى يتجلى في طاعته والعمل بمنهجه.
علامات حب الله -عز وجل- للعبد
إنّ الله إذا أحب عبدًا كان لحبه علامات دالة عليه، ومنها:[٦]
- التدين والتفقه في الدين، فإن الله إذا أحب عبدًا يفقّهه في دينه.
- حمايته من الدنيا، ومن علامات حب الله -عز وجل- صرف شر الأمور في الدنيا عن عبد، وتوجيه الخير إليه.
- ابتلاؤه، وذلك ليمحص الله المؤمنين من المنافقين، فكلما زاد الإيمان عظم البلاء.
- تعجيل العقوبة في الدنيا، إذ كل ابن ادم خطاء، فيعجل الله عقوبة عبده في الدنيا، فهي مهما كانت أخف من الآخرة وأيسر.
- القبول في الأرض وحب الناس له.
- يوفقه إلى عمل صالح في آخر حياته.
حب الأرض
مهما طال الزمان وتجبّر الظلام في ليل الغربة يبقى الحنين إلى أرض الوطن وحضن ترابه الدافئ، ومحبة الأهل وحنوهم إلى رجعة البعيد، فيظل قلب المغترب معلقًا بحب بلاده دائمًا؛ ففيه ذكريات الزمن الغابر، وأحزان مرت بهذه الأرض وحدثت، وأفراح، وسير، وقصص، وجرى الزمان بها، لتبقى منها الذكريات التي تمر على باله بين الفينة والفينة، فيتوق شوقًا للعودة إلى وطنه، والإنسان يشعر بذاك الرابط بينه وأرضه، وقد حثّ الإسلام على حب الوطن والولاء له، والدفاع عنه والانتماء إليه، وهذا من أزهى صور الحب.[٧]
المراجع
- ↑ "ما هو تعريف الحب"، موسوعة، اطّلع عليه بتاريخ 20-3-2019.
- ↑ "ما هو الحب والمعنى الحقيقي له"، سيدتي، اطّلع عليه بتاريخ 20-3-2019.
- ↑ "علامات تدل على تحول الصداقة إلى حب"، سيدتي، اطّلع عليه بتاريخ 20-3-2019.
- ↑ "بين الحب الحلال والحب الحرام"، مسلم، اطّلع عليه بتاريخ 20-3-2019.
- ↑ "الحب فطري أصيل أم مكتسب ممكن تغيره"، جريدة اخبار العالم .. مصر بين يديك.
- ^ أ ب ت "يكفيك حب الله عز وجل"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 20-3-2019.
- ↑ "حب الوطن: معنى ومبنى"، الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 17-3-2019.