النضج العاطفي
يُعرف النضج العاطفي بأنّه قدرتكَ في السيطرة على مشاعرك والتحكم في ردّات فعلك عند تعرُّضك للضغوطات وتعاملك مع المواقف بطريقة جيدة، ومعرفتك بالمهارات اللازمة للاستمرار، والهدوء في الحوار،
باستطاعتك التوصل إلى النضج العاطفي من حصيلة التجارب التي صادفتكَ في حياتكَ المبكرة، ويرتبط النضج العاطفي كثيرًا بالذكاء العاطفي المرتبط بردود الأفعال تجاه الأمور والأشخاص المحيطين بكَ، وهذا الأمر يؤكد على أن النضج العاطفي ليس مرتبطًا بالعمر، فقد تكون صغير السن وأكثر حكمة من الأشخاص الأكبر منك بسنوات عديدة، لكن ما هي علامات النضج العاطفي؟ وكيف يمكن أن تكون ناضجًا؟ هذا ما سنجيبك عليه في هذا المقال.[١]
علامات نضوج الرجل عاطفيًا
يوجد العديد من العلامات التي تدل على نضوج الرجل عاطفيًا التي عليك معرفتها لتساعدك في تقييم نفسك، ولو تقييمًا بسيطًا من خلالها، وسنوضح لك بعض هذه العلامات كالأتي:[٢]
- تقبُّل المشاعر: إذا كنت تحاول عدم مقاومة مشاعرك المختلفة مثل؛ الألم والحزن أو التهرّب منها، بل تتقبلها حتى لا يتولّد في داخلك مشاعر سلبية، قد تؤثر على سلوكك وحياتك لفترة طويلة بسبب كبتها في داخلك وتتعامل معها وتحاول معالجتها حتى تنحسر طبيعيًا وبأقل ضرر، فأنت بلا شك من الأشخاص الذين لديهم نضج عاطفي.
- الوعي والتحكّم: باستطاعتك تعلّم كيفية التحكم بردود أفعالك تجاه المواقف من خلال تقبّلك للمشكلات والمشاعر السلبية التي قد تصيبك ومحاولة فهمها واستيعابها.
- السعي لتكون أكثر نضجًا: فأنت تسعى دائمًا للتأمل بشخصيتك وبطريقة تفكيرك وعواطفك ومشاعرك كافًة، بمستوى كبير كي تصل إلى النضوج العاطفي وتقوّم سلوكك، وتواجه الأشياء السلبية في داخلك وتحاول تصحيحها، كما أنكَ دائمًا ما تتقبّل ما تشعر به حتى تتجاوزه.
- الانفتاح على التعلم والتطور: فأنت تحاول دائمًا تجديد وتطوير نفسك وشخصيتك لتكون أفضل وتبتعد عن أنماط الحياة السيئة وغير صحية كما أنكَّ أكثر انفتاحًا على الأمور الجديدة التي تحسّن من شخصيتك الأمر الذي يزيد من نضجك ويقوّي علاقاتك.
- التواصل: فأنت تناقش مشاعرك المختلفة مع شخص ذو ثقة وتحاول التعامل معها بالشكل الصحيح ولا تدعها تسيطر عليك بطريقة سلبية.
- أسلوب الحوار: فأنتَ تحاول النقاش مع الأشخاص المحيطين بكَ باحترام، وتسيطر على مشاعرك ولا تجعلها تتحكم بك كي لا تنفعل وتحدّد ما تريد قوله في النقاش قبل الخوض به، وترتّب أفكارك حتى لا تكون المناقشة غير مجدية.
- التواضع: حاول أن تكون أكثر راحة وصراحة مع نفسك بما يخص مشاعرك، ولا تُحاول فهم نقاط الضعف في داخلك حتى تفهمها تتخطاها لتكون مستعدًا في مواجهة محيطكَ والتعامل معه.
- تحيط نفسك بالأشخاص الناضجين عاطفيًا: فغالبًا ما ترافق الأشخاص الناضجين عاطفيًا، وتلجأ إليهم لحل مشاكلكَ، وتقتدي بسلوكهم وتصرفاتهم وردود أفعالهم تجاه المواقف المحيطة بهم حتى تكتسب بعض الخبرة منهم.
- إعطاء مساحة للشريك: فأنت تتصف بالحكمة في التعامل مع الشريك، وتكون متاحًا في أوقات احتياجه لك، وعدم الحكم عليه أثناء المواقف الحادة.
- الاحترام: من خلال وضع مسافة بينك وبين المحيطين بك، واحترام خصوصياتهم وعدم التعدّي عليها.
- الاستماع دون تقيُّد: فأنت مستمع جيد ولكن ليس عليك أيضًا الشعور بالمسؤولية تجاه الآخرين لحل مشاكلهم وإصلاحها.
- العطف: فأنت تفهم مشاعر الآخرين لتصل إلى النضج العاطفي، كما أنك متسامح أثناء الصراع والخلاف، وتبتعد عن الأسلوب الهجومي، وتُحاول التحاور برفق وتتحلّى بالصبر.
- العطاء: فأنت تحرص على أن تكون معطاءً تجاه الآخرين، وأن تدعمهم عاطفيًا ونفسيًا، وتهتم بهم وبأفكارهم وأرائهم.
كيف تكون ناضجًا؟
يعد الوصول إلى النضج العاطفي من الأمور التي عليك متابعتها والاهتمام بها لتتعامل مع الأمور والأشخاص المحيطين بك تعاملًا صحيحًا، لذلك سنوضح لك بعض الطرق والأساليب لتكون ناضجًا:[٣]
- تحمّل المسؤوليات: حاول التكفّل بواجباتك جميعها ابتداءً بالأشياء البسيطة والصغيرة حتى الأمور الكبيرة، ففي كل مرحلة تتخطاها تكون أكثر نضجًا ووعيًا للأمور المحيطة بكَ وأكثر قوة، وفي هذه المرحلة باستطاعتك اكتشاف قدراتك في مواجهة الأمور ومدى صبرك على حلّها.
- ابتعد عن التذمّر: حاول عدم الإكثار من الشكوى فهذه التصرفات تزيد من الضغوطات عليك وعلى المحيطين بك وتضعفك، لذلك كن قويًا واستغل وقتك وابحث عن الحلول المناسبة لمشكلتك، وتعامل معها كما يجب، هكذا تكون أكثر نضجًا وتحملًا للمسؤولية.
- ابتعد عن إلقاء اللوم على الآخرين: واجه أخطاءك وتعلّم منها وتحمّل مسؤولية واجباتك، وابتعد عن تقديم الأعذار لأنّها في كثير من الأحيان تزيد من المشكلات، حاول تبسيط الأمور لإيجاد الطرق المناسبة لحلّها.
- امتلك الشجاعة لتقبل الأمور من حولك: حاول أن تكون مستعدًا في مواجهة الأمور الحياتية كافًة، وتقبّل الأمور الطارئة لتتعامل معها بالطريقة اللازمة، لذلك حاول أن تكون شجاعًا أمام الظروف دائمًا.
- أعطِ مساحة للأخرين: حاول احترام أراء الآخرين وأفكارهم وعدم تهميشها ومحاولة تغييرها لتتناسب مع وجهات نظرك والابتعاد عن فرض رأيك عليهم وحثهم ليقتدوا بك، حاول التحاور باحترام وكسب الخبرات الجديدة في المناقشة مع الآخرين.
- ابتعد عن التحدث بسوء عن الآخرين: حاول دائمًا ضبط مشاعرك واستيائك من الآخرين وألّا تسيء لهم في غيابهم ولا تفشي أسرارهم وعيوبهم أمام غيرهم، حاول مواجهتهم بأخطائهم والنقاش معهم بهدوء ومسامحتهم والمضي قُدمًا.
- تعامل بإنصاف مع الآخرين: حاول أن تكون عادلًا مع الآخرين دائمًا واحرص على عدم الاهتمام إلى التصنيفات العرقية والدينية والثقافية، حتى تتوسع آفاق تفكيرك، وتفرض الاحترام في محيطك، وتفهم الأمور بصورة أوضح.
قَد يُهِمُّكَ
لماذا يعد النضج العاطفي مهمًا في علاقتك مع شريكة حياتك؟ أن تكون وشريكك ناضجين عاطفيًا هذا يعني أن علاقتكما قائمة على أساس سليم وقوي، فالعلاقات عمومًا عاطفية جدًا، وتعتمد على المشاعر، فهي التي غالبًا ما تحدد مسار العلاقة، لذلك أن تُنشأ علاقة قائمة على النضج وإيجاد حلول والسيطرة على المشاكل التي قد تنشأ بينك وشريكتك فهذا علامة على النضج العاطفي لكليكما.
إنّ النضج العاطفي من العناصر المهمة في العلاقة حتى تتمكنا من التعامل مع الظروف والصعوبات التي قد تقف عائقًا في سبيل استقرار علاقتكما، فهو ما يجعل من أيّ نزاع قابل للحل، وهو ما يجعلكما قادرين على تحمل مسؤولية أنفسكم وأفعالكم، بالإضافة إلى قدرتكما على السيطرة على الأمور بحيث لا تتخذ منحى سيئ، فإن القدرة على تحمل مسؤولية نفسك وأفعالك في العلاقة من أكبر الهدايا التي يمكن أن تقدمها لشريكك، وبالتالي تصلان معًا إلى علاقة فريدة من نوعها، مستقرة وهادئة بعيدًا عن أي نزاعات.[٤]
المراجع
- ↑ "Emotional Maturity: What It Looks Like", healthline, Retrieved 18-7-2020. Edited.
- ↑ "13 Signs Of An Emotionally Mature Man", mindbodygreen, Retrieved 18-7-2020. Edited.
- ↑ "How to Be a Mature Person (Gradually)", vishalostwal, Retrieved 18-7-2020. Edited.
- ↑ "What Is Emotional Maturity And Why Is It Important In Relationships?", regain, Retrieved 23-7-2020. Edited.
