محتويات
الإدمان على الحب
يُقال بأنّ الحب أعمى هل اقتنعت يومًا بهذه المقولة؟ وهل اعتبرت في مرحلةٍ ما من حياتك أنّ الحب كالهواء لا يمكنك العيش دونه؟ وهل توقعت إمكانية تحول حبك في يومٍ ما لإدمانٍ مرضي؟
يُعرف الحب بأنّه أجمل المشاعر الإنسانية على الإطلاق، والأروع استمراره في ظلّ حياةٍ سعيدةٍ يحكمها الاحترام، والاتزان، ومحبة الغير، وتقديم المساعدة والرعاية، وتقديم الأولويات.[١]
لكن في بعض الأحيان تصبح الرغبة في المحافظة على الحب مبالغة بها لدرجة الاختناق، حينها قد تُشير بعض الأدلة إلى تحول الحب لإدمان، دعنا نوضح لك بأنّ الإدمان على الحب والذي يعرف "بالحب المرضي" هو نمطٌ سلوكي مضطرب، غير متزن، وغير متكافئ لعلاقة حب تجمع شريكين، يتحول فيها الاهتمام إلى سلوكٍ مفرط، وقد يؤدي بالشخص المحب لترك اهتماماته الشخصية وإهمالها، وتغيُّر سلوكه، وصبّ كل اهتماماته على شريكة، وعلى المحافظة على علاقته، وعلى حبه دون أيّ تفكيرٍ منطقي، ودون أيّ مبرراتٍ واضحة.
وقد تتحول الحاجة للحب إلى اندفاعٍ وهوس وتغيُّر في المزاج العام في حال عدم تلقّي الحب المتوقع من الشريك الآخر، إدمانٌ سلوك يومي، ورغبةٌ ملحة تُلغي كل موازين الحياة ومقاييس وأحكام العقل، ووفقًا لبعض الدراسات تبين أنّ الفئة الشبابية أكثر تعرضًا للإدمان على الحب؛ إلا أنّه ينتشر في جميع فئات المجتمع بنسبة 3-10%.[٢]
علامات تدل على أنك مدمن على الحب
نوضح لك علامات تدل على أنك قد تكون مدمنًا على الحب تعرف عليها:[٣]
- الاندفاع والهوس: ستمتلك عند إدمانكَ الحب، مزيجًا من المشاعر التي قد تصل لحد الهوس والاندفاع، وعدم التحكم في النفس، إضافةً إلى الرغبة الجسدية، والانجذاب الملح والمفرط.
- العزلة الاجتماعية: تقل نشاطاتكَ عند إدمانكَ الحب، وتتأثر علاقاتكَ الشخصية، أو قد تكون قليلة أو شبه معدومة، وقد لا تُبدي أيّ اهتمامٍ للروابط الاجتماعية.
- الخوف من الوحدة: يسيطر عليكَ الخوف من أنّ تكون يومًا ما وحيدًا، والخوف من أنّ تفقد الحب والشريك، مما يؤدي بكَ إلى تقبل الإساءات اللفظية، أو الجسدية، وإبداء التسامح في كل مرة.
- الشغف بالشريك والتعلق به: يُسبب هذا الأمر ترك الاهتمامات، والأنشطة، والأمل، والطموح، وتخليكَ عن الصداقات والأولويات الحياتية، وقد تتطور الأمور لتصل إلى حد العزلة الجسدية والروحية.
- الإيمان المطلق بالشريك الآخر: وتتضمن الإعجاب والتقدير المفرط ومنحكَ الشريك قيمةً مطلقة.
- الشعور بالوحدة عند بعد الشريك: شعوركَ بالفراغ العاطفي في حال انشغال الشريك، وشعوركَ بعدم تقدير شريكك لكَ مع عدم القدرة على تحمل بعده.
- اختلاط المشاعر وعدم تميزها: الهدف الحقيقي لكَ عند إدمانكَ الحب؛ الاتصال والحب الحقيقي، وإنّ وجود الرغبة الملحة بتملك هذا الشعور تجعلكَ تمزج عدة مشاعرٍ معًا دون التمييز بينها؛ كمشاعر الحب، والحزن، والمشاعر السلبية، ستُوظفها جميعها للوصول إلى مبتغاكَ.
- التلاعب العاطفي: ويُقصد به "الغاية تبرر الوسيلة" أيّ في حال شعوركَ بانعدام الأمان العاطفي يمكنكَ التلاعب بأي وسيلهٍ للوصول لغايتكَ ومبتغاكَ.
- القصور الرومانسية الوهمية: شعوركَ بأنّ علاقتكَ مع شريكك ملزمةً، وبناءً على ذلك، تعيش في عالمٍ رومانسي وهمي من إبداع مخيلتكَ، وقد تشعر بالالتزام اتجاه شريككَ، وكأنكَ في علاقةٍ جادة حتى وإنّ لم تكن كذلك.
- اضطراب طرق التواصل: قد تصل إلى التواصل مع أشخاص وهميين أو أشخاص يعانون من بعض الاضطرابات؛ كالنرجسيين، أو المنبوذين اجتماعيًا، أو غيرهم من الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية.
- الرؤية الكاملة للشريك: إذ إنكَ سترى شريككَ بأفضل الصور، كأنه يتمتع بأفضل الصفات التي لا تشوبها أيّ شائبة.
- التألم من إنهاء العلاقة: ستُعاني من حالة الألم المرضي المرتبطة بالبعد، وستشعر بمشاعر سلبية قد تصل إلى حالة من الدمار العاطفي، والغضب الشديد.
- الخوف المبالغ به: ستخاف من ترك شريكك لكَ في أي لحظة دون أيّ مبررٍ أو سبب، ممّا يجعلكَ دائم الانتظار لأي إشارةٍ تشير له بحبكَ كتلقي رسالة، أو ما شابه.[٤]
- الإلحاح في الأفكار: وغالبًا ما تتمحور الأفكار حول المستقبل، والإلحاح بما سيكون عليه المستقبل، وتكرار الأسئلة على الشريك، وأغلبها ستُشير إلى هل ستكونان معًا؟[٤]
- الشعور بألم وظيفي في القلب: وخاصة عند تلقي الحب غير المتوقع من الشريك، فقد تشعر بألم حقيقي في القلب.[٤]
- السعادة المطلقة: إذ ستعتقد أن شريككَ محور الكون ومركز سعادتكَ المطلقة، وأنّ لا سعادةً أخرى بعيدًا عنه، وقد يراودكَ مزيجًا من الألم الذي يتداخل مع مشاعركَ.[٤]
- الانتظار: ستكون في حالة انتظار دائم للحب، لأيّ كلمة، أو هاتف، أو اتصال أو حتى لقاء.[٤]
كيف تتخلص منه؟
يعدّ الحب المرضي نمطٌ خاص بكَ وحدك، وشغفٌ مزمن نحو الحب، فأنت الوحيد القادر على تغيير ذاتك، وأنتَ وحدك من تخلص نفسك منه؛ لتصل إلى علاقةٍ بأسسٍ سليمةٍ وصحيحة، إليك بعض النصائح لتُساعد نفسك على التخلص من إدمان الحب:[٥]
- قارن الخلل في علاقاتك جميعها، راجع أسلوبك وطريقة تعاملك، ولاحظ الفروقات، يمكنكَ تدوين ملاحظاتك لتعرف أنماطكَ السلوكية الخاطئة، وننصحك بأنّ لا تفكر إلا بالعلاقات الشرعية الملتزمة؛ حتى لا توقع نفسك في معاناة أنت بغنى عنها، وعند ملاحظتك للأخطاء التي ما زلت تكررها أوقف عداد حياتك، وعالج الخطأ وغيّره للأفضل، ثم عُد لممارسة حياتك الطبيعية بأسسٍ صحيحة.
- حدد ما الذي كنت تبحث عنه في جميع علاقاتك، يمكن وضع هدف نبيل لتسع إليه في علاقة سليمة.
- قيم نفسك بنفسك، ببساطة أنت مرآة روحك فلمَ لا تضع تقييمًا ذاتيًا لنفسك حتى تكون مستعدًا لأيّ علاقةٍ جديدة محتملة، وننصحك إنّ كنت تمر بعلاقة أن لا تستمر فيها حتى تُقيِّم نفسك، وتعرف مطالبك الداخلية والنفسية؛ حتى تكون قادرًا على اتخاذ القرارات الصائبة.
- أحبّ نفسك كما أنت بمساوئك وحسناتك، فنحن لم نُخلق لنكون كاملين، ابدأ بمحبتك الداخلية لنفسك، وبالتأكيد تقديرك لذاتك سيمنحك القوة لتحمل مسؤولياتك في جميع محطات العمر بجميع احتمالات المواقف المختلفة التي قد تمر بها؛ كالسعادة، والحزن، والإخفاق، وحتى الفشل.
- تابع نفسك بنفسك، واجعل من نفسك رقيبًا ومتابعًا، ونظم خطة وجدولًا؛ لتصل إلى مبتغاك بعلاقةٍ صحيحة سليمة بعيدة عن أي منغصات، وإن أُحبطت، أو شعرت بالحزن في يومٍ ما، قوي من عزيمتك وستشكر نفسك بالنهاية على الجهد الذي بذلته.
- خطط لعلاقة حب تدوم دهرًا كاملًا، فالمشاعر الحقيقية لا تُمنح إلا مرةٍ واحدة بالعمر، فاحرص على أنّ تختار القلب الذي يستحقها ويقدرها، وابتعد عن الحب الزائف البارد، وإنّ وجدت المشاعر الحقيقية تقبل شريكك كما هو بصفاته وحسناته، وربما سيئاته، فالتقبل شيء جميل لاستمرار الحياة، ويمكنكَ تقديم النصيحة بأسلوبٍ راقي وجميل، والأمر بالنهاية يعود لتقبل شريككَ وشخصيته.
قد يُهِمُّكَ
نوضح لك أسس العلاقة السوية الصحية تعرف عليها:[٦]
- الدعم لإكمال العلاقة بنهج سليم: قد تصاب بعض العلاقات بالفتور وقد يجتاحها الروتين مع الوقت، أنت هنا بحاجة لدفعةٍ تنشط علاقتكَ، وتكسر حاجز الروتين الممل، أمر غير اعتيادي يعيد البهجة إليكما، وخاصة في ظل توتر الأمر وتصاعد الخلافات؛ كممارسة النشاطات المبهجة، وممارسة جلسات الاسترخاء والتأمل، والمشي، والحوار عمّا يدور بذهنيكما.
- كن أنت ولا تنسَ هويتك: لا تلغِ حياتك الاجتماعية وتواصلك مع أصدقائك وأقربائك، ولا تهمل ممارسة نشاط ٍما خاص بالأصدقاء، هي بالأصل حياتك الخاصة التي تعودت عليها، وقد يلهمك اللقاء مع الأصدقاء بالحديث عن أسس للعلاقات السليمة ببعض الأفكار الإيجابية، ونقدم لك النصيحة الأهم بأنّه لتكون علاقتك مع شريكك سوية ابدأ بعلاقة سوية مع نفسك، نصيحة تحتاج لوقفةٍ من التأمل وإعادة التفكير للتقدم بعلاقتك وحياتك بنهج صحيح وسليم دون أي متاعب محتملة.
- وضع حدود وأسس سليمة لعلاقتكما: هي أسسٌ توضح معالم علاقتكما ليفهم كل منكما نوع العلاقة، ووضع مثل هذه الأسس تمنحكما الراحة، والثقة والأمان، ومن الجدير بالذكر أنّ لا تتعدى الأسس الإساءة بطريقة غير مباشرة لشريكك نبين بعض ٍمن الأمثلة لك:
- الخروج مع الأصدقاء والأقرباء معًا كشريكين متكافئين.
- المشاركة في الأنشطة اليومية وبعض الهوايات المشتركة.
- ابداء الاحترام للاحتياجات الخاصة لكل شريك.
- التواصل بين الشريكين: يشكل التواصل حلقة الاستمرار بين الشريكين، فكلٍّ منهما يدرك احتياجات الآخر ويتفهمها، ولا بدَّ من إجراء الحوار البناء الذي يعزز العلاقة، ويمكنك التواصل بعدة طرق للحفاظ على علاقة دائمة نبينها لك:
- إخبار الطرف الآخر في أمرٍ ما يزعجك، وألّا تحتفظ به لنفسك فبالحوار يمكن إيجاد الحلول الإيجابية للطرفين.
- التواصل بأسلوبٍ يسوده الاحترام بعيدًا كل البعد عن الغضب والانفعال، مع التأكيد باحترام وجهات النظر رغم اختلافها.
- مرونة التواصل في حال وجود خلافات وهي أمرٌ لا بدَّ منه، يمكنك التغاضي في بعض الأحيان، والمرونة في اختيار قرارات عادلة ومنصفة لكليما.
- تقديم الدعم المعنوي للطرف الآخر فلا شيء أجمل من دعم شريك حياتك، فهي من أهم الأسس لبناء علاقة ناجحة، خلافًا للنقد الذي قد يهدم حياتكما.
- منح الخصوصية الشخصية واحترامها أيضًا وتوفير مساحة خاصة لشريكك.
المراجع
- ↑ "Love ", goodtherapy.,15-6-2020، Retrieved 20-7-2020.Edited.
- ↑ Arash Emamzadeh (10-2-2019), "What Is Love Addiction?"، psychologytoday, Retrieved 20-7-2020.Edited.
- ↑ Jim Hall MS, "Love Addict Behaviors, Signs, and Symptoms"، loveaddictionhelp, Retrieved 20-7-2020.Edited.
- ^ أ ب ت ث ج Paisley Gilmour (28-11-2017), "13 signs you might be a love addict"، cosmopolitan, Retrieved 20-7-2020.Edited.
- ↑ Ann Smith (1-12-2010), "How to Break the Pattern of Love Addiction "، psychologytoday, Retrieved 20-7-2020.Edited.
- ↑ "Healthy Relationships", loveisrespect, Retrieved 21-7-2020.Edited.