محتويات
شرح بسم الله الرحمن الرحيم
عندما ينطق الفرد البسملة، وهي قول بسم الله الرحمن الرحيم قبل البدء في القيام بأي عمل، فذلك يعني أن الإنسان يستعين بالله سبحانه وتعالى ليُسهل له هذا العمل ويتمه على النحو المرغوب به، فالإنسان بذلك يلتمس التيسير والبركة من الله سبحانه وتعالى، وهو بذلك يقولها متوسلًا بأسماء الله الحسنى راجيًا منه أن يوفقه ويعينه ويرشده إلى السبيل الأفضل في الأمر الذي ينوي القيام به، والذي ذكر اسم الله سبحانه وتعالى في أوله، فالله عز وجل هو الإله الأعظم الذي يحبه عبيده، لذلك تتوجه القلوب بالحب والعبادة والتعظيم والطاعة، فهو الرحمن الرحيم الذي يتميّز برحمته الواسعة، والرحيم الذي يوصل رحمته إلى عبيده ومخلوقاته، لذلك فإنه يتوجب على الإنسان البدء بالبسملة قبل القيام بأي عمل، فيكون تقدير الجملة بأنني ابتدئ عملي باسم الله سبحانه وتعالى الرحمن الرحيم، وبذلك فهي جملة محذوف بدايتها، فلفظ الجلالة الله سبحانه وتعالى وهو الاسم الأعظم على الإطلاق، والذي لا يحتاج إلى أي نوع من أنواع التعريف، فهو أعرف المعارف، إذ أنه مشتق من إله يأله، وآلهة.[١][٢]
ويوصي رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بالبدء بالبسملة في أي أمر، وقد وصف الرسول الكريم كل أمر لا يبدأ بالبسملة بأنه عمل أقطع، أي مقطوع الذنب أو الذيل، أي أنه عمل ناقص؛ لأن الإنسان عندما لا يبدأ عمله بالبسملة، تكون نفسه مصابة ببعض الغرور والطغيان، وإذا كان الإنسان يرغب بعطاء الدنيا والآخرة، فعليه الإقبال على كل عمل أو أمر بالبسملة. وتجدر الإشارة إلى أن الرحمة والرحمن والرحيم جميعها مشتق منها كلمة الرحم، وقد قال الحق سبحانه وتعالى في الحديث القدسي إظهارًا وبيانًا لعظمة الرحمة: "أنا الرحمن، خلقت الرحم، وشققت لها اسمًا من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها قطعته"، ونلاحظ في هذا السياق بأن الرحمن والرحيم تعد من صيغ المبالغة، فيُقال راحم ورحمن ورحيم، فإذا قلنا راحم فإن فيه صفة الرحمة، وإذا قلنا رحمن، فإن فيها مبالغة في الصفة، وإذا قلنا رحيم فإنها أيضًا تكون مبالغة في الصفة، والله سبحانه وتعالى هو رحمن الدنيا ورحيم الآخرة.[٣]
كما أن كلمة الرحمن تعد واحدة من أسماء الله سبحانه وتعالى الحسنى، والذي يشير إلى صاحب الرحمة الواسعة التي لا سعة ولا حدود لها، فهي مبنية على وزن فعلان، وهو وزن يدل على الكثرة والوفرة، ويعد لفظ الرحمن بأنه الأخص بعد لفظ الجلالة من أسماء الله سبحانه وتعالى الحسنى، وتجدر الإشارة إلى أن صفة الرحمة تعد الصفة الأكثر خصوصيةً من صفات الله سبحانه وتعالى، وهذا ما يفسر سبب وجودها بعد لفظ الجلالة حتى في آيات القرآن الكريم، ولفظ الرحيم يدل على من يوصل الرحمة إلى من يريد من العباد، وهو الله سبحانه وتعالى، بالإضافة إلى من يرحم الناس يوم القيامة، فالرحمن تدل على صاحب الصفة الذي تتعلق به وتُلازمه، أما لفظة الرحيم فإنها ترتبط بالمرحوم، والتالي فهي تشير إلى الفعل، على عكس الأولى التي تشير إلى اللفظ.[١][٤]
البسملة في القرآن الكريم
وقد شرع الله سبحانه وتعالى البسملة للناس حتى يتسنى لعبيده ذكره في كافة مواقف حياتهم، وذلك بهدف طلب البركة وسعيًا إلى رحمته سبحانه وتعالى، وقد يرد استخدام البسملة في العديد من المواضع في القرآن الكريم التي نذكر منها:[٥]
- الآية الأولى من سورة الفاتحة المباركة والتي تدعو إلى البدء والافتتاح في أي أمر من أمور الدنيا بالبسملة تيمنًا وتبركًا بما ورد في القرآن الكريم وبسورة الفاتحة، ولهذا كان النبي محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم يبدأ كافة أعماله بها.
- توجد البسملة في آية كريمة من سورة النمل المباركة، وتحديدًا الآية رقم 30، وقد اختلف الكثير من العلماء حول هذه الآية، وما إذا كانت قد جاءت للفصل بين الآيات أم أنها آية منفصلة أو أنها تمثل آية بحدّ ذاتها موجودة في سورة الفاتحة فقط دون غيرها، وتوجد غيرها الكثير من الأقوال المختلفة التي بحثها المفسرون من علماء الدين الإسلامي الحنيف.
- قبل نزول البسملة لم يكن سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم يعرف كيف يفصل بين سور القرآن الكريم حتى نزلت عليه البسملة، كما أن الصحابة الكرام كانوا قد استخدموا البسملة في افتتاح كتاب الله سبحانه وتعالى، مما جعل من البسملة جملة مستحبة في كل عمل يقوم به الإنسان في حياته اليومية.[٣]
فوائد البسملة
وقد جاء الكثير في السنة النبوية الشريفة لبيان فضل البسملة وأهميتها، إذ نذكر منها:[٥]
- قبل دعاء دخول الحمام، إذ يمثل هذا الدعاء على أنه الحاجز بين المؤمن والشيطان الرجيم.
- ويستحب أن يبدأ الإنسان المسلم وضوءه بالبسملة.
- كما يستحب أن يبدأ الإنسان المسلم تلاوته للقرآن الكريم ومجالسة أصدقائه ورفاقه وحديثه بالبسملة أيضًا، أي قول بسم الله الرحمن الرحيم.
- أما عند الذبح فإن البسملة هنا واجبة.
- تعد البسملة مستحبة عند الشروع في الأكل، وهي من التوجيهات النبوية الشريفة لتأديب الأمة.
أحكام البسملة
لقراءة البسملة قبل تلاوة القرآن الكريم أربع حالات، وهي:[١]
- أن يقرأها الفرد في بداية سور القرآن الكريم عدا سورة التوبة أو سورة براءة، وأغلب الأئمة في الدين الإسلامي الحنيف يرون أنه من المستحب قراءتها قبل البدء بتلاوة القرآن الكريم، حتى أن بعضهم يرى أن ختمة القرآن الكريم تعد ناقصة في حال لم تقرأ البسملة في البداية، أي قبل البدء بتلاوة القرآن الكريم.
- أما الحالة الأخرى لقراءة البسملة عند تلاوة القرآن الكريم فهي عندما تكون في منتصف الآيات الكريمة، وقد اختلف على ذلك الكثير من العلماء والمفسرين والقرّاء المتخصصين في قراءة وتلاوة القرآن الكريم، إلا أن أغلبهم يرون أنه لا توجد أي موانع من البدء بها عند قراءة وتلاوة القرآن الكريم في أي موقع.
- والحالة الثالثة لقراءة البسملة هي عند البدء بسورة التوبة، إذ لا يختلف العلماء والمفسرون والقراء المتخصصين في قراءة وتلاوة القرآن الكريم في ترجيح أنها مكروهة في بداية هذه السورة.
- والحالة الرابعة والأخيرة لقراءة البسملة عند تلاوة القرآن الكريم هي بعد قراءة جزء من سورة التوبة، وهو الأمر الذي اختلف عليه الكثير من العلماء والمفسرين حول إمكانية البسملة في منتصف هذه السورة من عدمها.
المراجع
- ^ أ ب ت "تفسير البسملة، وحكم افتتاح القراءة بها"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 2/11/2019. بتصرّف.
- ↑ "معنى: بسم الله الرحمن الرحيم "، islamweb، 28-8-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-11-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب " بسم الله الرحمن الرحيم"، alro7، اطّلع عليه بتاريخ 2-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "تفسير: (بسم الله الرحمن الرحيم) "، alukah، 14-12--2016، اطّلع عليه بتاريخ 2-11-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب " في ذكر البسملة وفضائلها العظيمة وفوائدها "، alukah، 23-8-2012، اطّلع عليه بتاريخ 2-11-2019. بتصرّف.