محتويات
علامات يوم القيامة
المقصود بعلامات يوم القيامة هي العلامات التي تسبق يوم القيامة وتدل على اقتراب موعد حساب الناس وعذابهم، وقد قُسّمت هذه العلامات إلى علامات صغرى وعلامات كبرى؛ فعلامات الساعة الصغرى هي التي تسبق وقوع يوم القيامة بوقت طويل، فمنها ما وقع وانقضى وقد يستمر أو يتكرر وقوعه، ومنها ما ظهر سابقًا ولما يزال يظهر متتابعًا، ومنها ما لم يظهر بعد ولكنه سيقع كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديثه الشريفة، أما علامات الساعة الكبرى فهي العلامات والدلائل التي تشير إلى اقتراب وقوع الساعة، إذ تقع هذه العلامات قبل قيام الساعة بفترة قصيرة، وهي أمور عظيمة ومهولة وخارقة للعادة،[١] وقد ذُكرت أشراط الساعة وأماراتها في الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة والآيات الكريمة ليكون المسلم على أتم الاستعداد لذلك اليوم العظيم، فقال تعالى في محكم كتابه: {فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً ۖ فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا ۚ فَأَنَّىٰ لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ}[٢]، وقد كانت بعثة النبي صلى الله عليه وسلم من أوائل أشراط الساعة، ولأن أشراط الساعة عظيمة ومخيفة فقد اهتم بها الرسول صلى الله عليه وسلم وبذكرها وذكر ما يحدث فيها من فتن وشدائد وانقلاب لحال الناس، وقد حذّر الرسول ونبّه أُمته بأن يتأهبوا لذلك اليوم، وموعد يوم القيامة هو من الأمور التي لا يعلمها إلى الله تعالى، إذ أخفى عن الناس أمر حدوثها ليكونوا على استعداد تام دائمًا وأبدًا لحدوث ذلك اليوم.[٣]
ما هي علامات يوم القيامة الكبرى؟
ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم علامات الساعة الكبرى في حديث حذيفة بن أُسيد الغفاري رضي الله عنه قال: [اطَّلَعَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ عَلَيْنَا وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ، فَقالَ: ما تَذَاكَرُونَ؟ قالوا: نَذْكُرُ السَّاعَةَ، قالَ: إنَّهَا لَنْ تَقُومَ حتَّى تَرَوْنَ قَبْلَهَا عَشْرَ آيَاتٍ، فَذَكَرَ، الدُّخَانَ، وَالدَّجَّالَ، وَالدَّابَّةَ، وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِهَا، وَنُزُولَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَيَأَجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَثَلَاثَةَ خُسُوفٍ: خَسْفٌ بالمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بالمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ بجَزِيرَةِ العَرَبِ، وَآخِرُ ذلكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنَ اليَمَنِ، تَطْرُدُ النَّاسَ إلى مَحْشَرِهِمْ][٤]، فعلامات الساعة الكبرى هي 10 علامات، وتفصيلها كما جاء في الحديث الشريف هي:[١]
- ظهور الأعور الدّجال.
- نزول عيسى ابن مريم عليه السلام إلى الأرض.
- خروج يأجوج ومأجوج.
- حدوث خسوف في المشرق.
- حدوث خسوف في المغرب.
- حدوث خسوف في جزيرة العرب.
- ظهور الدخان.
- طلوع الشمس من المغرب بدلًا من المشرق.
- الدّابة.
- النار التي تَسوق الناس إلى مكان حشرهم.
ويكون ظهور علامات الساعة الكبرى متتابعًا متتاليًا، فإذا ظهرت علامة واحدة من هذه العلامات تتوالى بقية العلامات بالظهور تباعًا ثم تعقبها يوم القيامة، ولا يوجد ما يدل على ترتيب هذه العلامات ترتيبًا صحيحًا، فهي لم تُذكر مرتبة، فبعض علامات الساعة مرتب ومعلوم، والبعض الآخر غير مرتب وغير معلوم، أما علامات الساعة الكبرى المرتبة فهي نزول عيسى عليه السلام، وخروج يأجوج ومأجوج، وظهور الأعور الدجال، وهذه العلامات الثلات من علامات الساعة الكبرى وردت مرتبة، فيخرج الدجال، ثم ينزل عيسى عليه السلام ويقتله، ثم يخرج قوم يأجوج ومأجوج، وقد رتّب عدد من العلماء أشراط الساعة وفقًا لبعض الأحاديث والآيات الكريمة التي ذكرت تلك العلامات والأشراط، ولكن لا يهمنا ترتيب أشراط الساعة بقدر ما يهمنا أنّ للساعة علامات عظيمة إذا وقعت فيكون قد اقترب موعدها، وقد حدد الله تعالى هذه الأشراط لأنها حدث هام وغير عابر يحتاج إلى تنبيه الناس لقرب موعد حدوثه ليستعدوا له.[١]
علامات يوم القيامة الصغرى
علامات يوم القيامة الصغرى هي من الحقائق الثابتة والواردة في ديننا الحنيف والتي لا يمكن تجاهلها أو نفيها، ولكن العلم بوقوعها هو مما استأثر به الله تعالى في علم الغيب عنده، حتى الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يعرف بوقت حدوثها عندما سأله الناس عن ذلك، وسنذكر عددًا من علامات الساعة الصغرى التي وردت في الأحادث النبوية الشريفة، وأهم هذه العلامات هي:[٥]
- بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم: وهي من العلامات التي ظهرت وانقضت.
- انشقاق القمر: وقد ذكر انشقاقه في القرآن الكريم، وقد حدث انشقاق القمر في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما انقسم القمر إلى فلقتين.
- موت الرسول صلى الله عليه وسلم.
- فتح بيت المقدس: وهي من علامات الساعة التي انقضت، حيث فتح بيت المقدس في عهد الخليفة عمر بن الخطاب.
- ظهور مُدّعي النبوة: فقد يكثر ظهور الدجالين ومدعي النبوة، وقد ظهر بعضًا منهم منذ زمن طويل؛ منهم مُسيلمة الكذاب، وسجاح وهي امرأة إدعت النبوة، والأسود العنسي، وفي العصر الحديث ظهر ميرزا أحمد القادياني الذي ادعى النبوة وصار له جماعته التي تُدعى القاديانيّة.
- تضييع الإمانة: وهي إسناد الأمر إلى غير أهله، وهذه العلامة واضحة جلية في وقتنا الحاضر.
- ظهور النساء الكاسيات العاريات: والمقصود بذلك أنهن يلبسن ثيابًا شفافة غير ساترة للبدن تبرز عورتهن لضيقها.
- انتشار الربا: فنجده الآن منتشر انتشارًا لا يمكن إيقافه بين أمة محمد.
- كثرة القتل: فلا يعرف القاتل لما قَتَل، ولا المقتول فيما قُتِل.
- ظهور الزّنا: يُعد الزنا من الآفات الظاهرة في وقتنا الحالي والتي جهر بها الناس، بل وعُدّت من مظاهر المدنية والحضارة.
- ظهور المعازف: فقد ظهرت المعازف واستحلها الناس وعلا شأنها علوًا كبيرًا وارتفعت قيمتها، وأصبح المغنون والمُغنيّات عند بعض الناس أجل قدرًا من الدعاة والعلماء.
- عَودة أرض العرب مروجًا وأنهارًا.
- ظهور الرويبضة: وهو الرجل التافه الذي يتكلّم في أمر العامة ويستولي على مقاليد أمورهم.
قد يُهِمُّك
توجد بعض علامات الساعة الصغرى التي ظهرت وانقضت، والبعض الآخر الذي لم يظهر بعد، ومن أهم علامات الساعة الصغرى التي لم تظهر بعد هي:[٦]
- انتفاخ الأهِلّة.
- نزول المطر وعدم إنبات الزرع.
- نزول مطر من السماء لا يصمد أمامه بيوت الطين والحجارة.
- محاصرة المسلمين إلى المدينة.
- فناء قبيلة قريش.
- زوال الجبال من أماكنها.
- تكليم السباع والجمادات للإنسان.
- انحسار الفرات عن جبل من ذهب.
- إخراج الأرض كنوزها المخبوءة.
- عودة جزيرة العرب جناتٍ وأنهارا.
- عودة الخلافة الراشدة.
- عمران بيت المقدس وخراب المدينة.
- في آخر الزمان لا يُقسم ميراث، ولا يفرح الناس بغنيمة.
- السجدة تكون خير من الدنيا وما فيها.
- خروج رجل يقال له الجهجاه.
- هدم الكعبة.
- غربة الإسلام، فيرجع الإسلام غريبًا كما ظهر في بدايته.
- ريح طيبة تقبض أرواح المؤمنين.
- عودة بعض قبائل العرب لعبادة الأصنام.
- قتال اليهود.
المراجع
- ^ أ ب ت "علامات يوم القيامة الصغرى والكبرى"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 10-7-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة محمد، آية: 18.
- ↑ "علامات يوم القيامة"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 10-7-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم ، عن حذيفة بن أسيد الغفاري، الصفحة أو الرقم: 2910، خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
- ↑ "علامات الساعة الصغرى"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 10-7-2020. بتصرّف.
- ↑ الشيخ ندا أبو أحمد، "علامات الساعة الصغرى التي لم تظهر إجمالا"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 10-7-2020. بتصرّف.