علامات الساعة
يؤمن المسلم بالموت وما بعده، وبالعديد من الغيبيات التي تحدث عنها الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن تلك الغيبيات يوم القيامة وما سيحدث فيه من إعادة إحياءٍ للموتى وحسابهم على ما قدموا في الحياة الدنيا من أعمال، إلا أنه توجد مجموعة من العلامات التي تدل على اقتراب هذا اليوم.
تسمى علامات الساعات أيضًا بأشراط الساعة أي أسبابها وعلاماتها؛ وهي مجموعة الأحداث والظواهر التي يدل وقوعها على اقتراب يوم القيامة، وهي تقسم إلى علامات الساعة الصغرى البعيدة عن القيامة، وعلامات الساعة الكبرى تدل على اقتراب القيامة وانتهاء الحياة الدنيا، ومن الجدير بالذكر أنها لم ترد مرتبة حسب تاريخ وقوعها وإنما استقيت من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وبعض قصص السلف والروايات المنقولة عنهم، وفي هذا المقال تفصيل لكل منها. [١]
علامات الساعة الصغرى
وهي علامات كثيرة، وقد ورد ذكرها في كتب السيرة وهي العلامات التي حصلت وانقضت ومضى زمنها، ومنها: [٢]
- بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم ووفاته: فقال صلى الله عليه وسلم (بُعِثْتُ أنا والسَّاعَةُ كَهاتَيْنِ. وضَمَّ السَّبَّابَةَ والْوُسْطَى) [٣]
- انشقاق القمر.
- فتح بيت المقدس.
- كثرة الفتن ومنها مقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه، وموقعة الجمل والحرة، وظهور الخوارج الذين خرجوا على علي بن أبي طالب كرم الله وجهه بعد معركة صفين.
- انتهاء عصر الصحابة رضوان الله عنهم أجمعين.
- إدعاء الدجالين النبوة مثل مسيلمة الكذاب: فقال صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله) [٤]
- ظهور نار عظيمة، ويرجّح أنها نار الحجاز التي ظهرت في منتصف القرن السابع الهجري وقد وصفها النووي قائلًا: (خرجت في زماننا نار عظيمة من جنب المدينة الشرقي، وتواتر العلم بها عند جميع بلاد الشام وسائر البلدان).
- الربا وانتشاره وهذا ما نراه اليوم في الكثير من المعاملات والبنوك التي تبني استثماراتها مع العملاء على الفائدة الربا.
- قبض العلم وانتشار الجهل ولعل هذا يظهر في قلة العلماء وحب العلم، والمجاهرة بالجهل، وأن يفاخر به صاحبه مع علم أو من دون علم.
- ضياع الأمانة، فما عاد يوجد كثيرون يستطيعون تحمل الأمانات وردها إلى أصحابها، بل ضعفت النفوس وصارت تؤْثر نفسها على حقوق الآخرين.
- ولادة الأمة لربتها، وهذا مثبت في الكثير من الأحاديث الصحيحة وهو يعني عقوق الأبناء لآبائهم وأمهاتهم، فبدل أن يحصل الوالدان على البر والاهتمام والاعتناء في الكبر، يلقيان الشتم والسب والتخلي وينتهي مصيرهم في دور العجزة والرعاية، وأبناؤهم أحق برعايتهم.
- كثرة الزلازل وهذا ما تسجله الدراسات الجيولوجية لنشاط الطبقات الأرضية على امتداد العقود الأخيرة.
- ظهور النسوة الكاسيات العاريات.
- انكشاف الفرات عن جبل من الذهب.
- كثرة القتل وتزايد معدل الجريمة بين أبناء المجتمع الواحد: فقال صلى الله عليه وسلم: (لا تَقومُ السَّاعةُ حتى يَكثُرَ المالُ، ويَفيضَ، حتى يَخرُجَ الرَّجُلُ بزكاةِ مالِه، فلا يَجِدُ أحدًا يَقبَلُها منه، وحتى تَعودَ أرضُ العَرَبِ مُروجًا وأنهارًا، وحتى يَكثُرَ الهَرْجُ، قالوا: وما الهَرْجُ يا رسولَ اللهِ؟ قال: القَتلُ القَتلُ). [٥]
- انتشار الغناء والمعازف: لقوله صلى الله عليه وسلم: (سيكونُ في آخرِ الزمانِ خَسْفُ وقذفٌ ومَسْخٌ ، إذا ظَهَرَتِ المعازِفُ والقَيْناتُ، واسْتُحِلَّتِ الخمْرُ). [٦]
- ضياع الأمانة لقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا ضُيِّعَتِ الأمانَةُ فانْتَظِرِ السَّاعَةَ قالَ: كيفَ إضاعَتُها يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: إذا أُسْنِدَ الأمْرُ إلى غيرِ أهْلِهِ فانْتَظِرِ السَّاعَةَ) [٧]
علامات الساعة الكبرى
وهي عشر علامات إذا ظهرت فهذا يعني أن يوم القيامة بات وشيكًا، فقد جاء عن حذيفة رضي الله عنه أن قال: (اطَّلَعَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ عَلَيْنَا وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ، فَقالَ: ما تَذَاكَرُونَ؟ قالوا: نَذْكُرُ السَّاعَةَ، قالَ: إنَّهَا لَنْ تَقُومَ حتَّى تَرَوْنَ قَبْلَهَا عَشْرَ آيَاتٍ، فَذَكَرَ الدُّخَانَ، وَالدَّجَّالَ، وَالدَّابَّةَ، وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِهَا، وَنُزُولَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَيَأَجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَثَلَاثَةَ خُسُوفٍ: خَسْفٌ بالمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بالمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ بجَزِيرَةِ العَرَبِ، وَآخِرُ ذلكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنَ اليَمَنِ، تَطْرُدُ النَّاسَ إلى مَحْشَرِهِمْ) [٨] وذكر: [٩]
- الدخان: وهو ظهور دخان عظيم يملأ السماء والكون كله فيصاب الناس بالخوف والجزع حتى ليظنوه العذاب الأليم، وتصبح الأض كأنها بيت أوقد فيه، وسبب ظهوره هو ترك الناس للحق واتباعهم الباطل وكثرة وقوعهم في المعاصي. فقال تعالى: (فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ) [١٠]
- ظهور الأعور الدجال الذي يفتن المؤمن عن دينه.
- الدابة وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم في سورة النمل.
- طلوع الشمس من مغربها.
- نزول عيسى بن مريم عليه السلام من السماء إلى الأرض.
- خروج قوم يأجوج ومأجوج، قال تعالى: (حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ~ وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ) [١١]
- الخسف بالمشرق، وهو أول الخسوف الثلاثة، ويعني نزول شيء إلى باطن الأرض، والخسف بالمغرب ثم الخسف بجزيرة العرب وهو آخرها.
- النار التي تخرج من اليمن فتطرد الناس إلى محشرهم وهي تدل على نهاية الدنيا.
أحداث يوم القيامة
قرر العلماء والمحققون من أهل العلم ترتيب أحداث يوم القيامة وما يحصل فيها، وهي كالآتي: [١٢]
- بعث الناس من قبورهم وذهابهم إلى أرض المحشر، فيمكثون في أرض المحشر مدة طويلة، فتكون حالة الناس في ذلك الوقت؛ الخوف والقلق بسبب طول المدة عليهم، وتأكيدهم من الحساب وما سيجريه الله تعالى.
- يرفع الله عز وجل نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أولًا إلى حوضه، فيكون حوضه مقيمًا في عرصات القيامة، فمن مات على سنة نبيه غير محدث ولا مغير ولا مبدل ورد على الحوض، وسقي منه، عندها يكون أول الأمان لهم أنهم سقيوا من حوض النبي صلى الله عليه وسلم، فبعدها يرفع الله تعالى لكل نبي حوضه فيسقي أمته الصالحة منه.
- الشفاعة العظمى، وهي شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم، بأن يعجل الله تعالى حساب الخلائق.
- العرض: وهي عرض الأعمال على لله تعالى.
- الحساب الأول.
- بعد الحساب تتطاير الصحف، فيؤتى أهل اليمين كتابهم بيمينهم، ويؤتى أهل الشمال كتابهم بشمالهم، فعندها تُقرأ الكتب.
- الحساب الثاني، ويكون بعد قراءة الكتاب، فيكون هذا الحساب لقطع المعذرة، والقيام بحجة قراءة ما في الكتاب.
- الميزان.
- بعد الميزان تقسم الناس إلى أزواج، فتقام ألوية للأنبياء فتقسم الناس حسب ألويتهم.
- المشي على الصراط.
- بعدها يدخل النبي صلى الله عليه وسلم الجنة .
المراجع
- ↑ "ترتيب أحداث يوم القيامة"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 11/10/2019. بتصرّف.
- ↑ "علامات القيامة الصغرى والوسطى"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 11/10/2019.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2951، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 7121، صحيح.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 9395، إسناده صحيح على شرط مسلم.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن سهل بن سعد الساعدي و أبو سعيد الخدري و عمران بن الحصين، الصفحة أو الرقم: 3665، صحيح.
- ↑ رواه بخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 6496، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن حذيفة بن أسيد الغفاري، الصفحة أو الرقم: 2901، صحيح.
- ↑ "علامات القيامة الكبرى رابط المادة: http://iswy.co/e113gd"، islamway، اطّلع عليه بتاريخ 11/10/2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الدخان، آية: 10.
- ↑ سورة الأنبياء، آية: 96- 97 .
- ↑ "ترتيب أحداث يوم القيامة"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 11/10/2019.