سورة التوبة
تأتي سورة التوبة بعد سورة الأنفال وهي سورة مدنية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة عبر الملك جبريل عليه السلام، ويعتقد أن ذلك كان في السنة التاسعة من الهجرة وقبل وفاة النبي عليه السلام بعام، وهي السورة الوحيدة التي لا تبدأ بقول (بسم الله الرحمن الرحيم) في القرآن الكريم، ولها أسماء عدة منها سورة البراءة؛ وذلك لأن الله ونبيه والمؤمنين تبرأوا ممن نقضوا عهدهم مع الله عز وجل، وذلك بعدم طاعتهم له، ولقد كان نزول سورة التوبة خلفًا لغزوة تبوك أي بعد 22 عامًا على نزول رسالة الإسلام وانتشارها في الجزيرة العربية، ومن أسمائها الأخرى أيضًا العذاب، المبعثرة، الكاشفة، المقشقشة والمنكلة وغيرها، وسميت بالتوبة لأن كلمة التوبة ورد ذكرها فيها 17 مرة، وهي بهذا الأكثر ورودًا من السور، ويعتبر المؤرخون والعلماء أن التوقيت الذي تنزلت به السورة الكريمة على المسلمين عائد إلى اقتراب وفاة النبي ودخول الخلافة الإسلامية في مرحلة جديدة[١].
عدد حروف سورة التوبة
تأتي سورة التوبة في القرآن الكريم في الترتيب التاسع، وعدد آياتها 129 آية، وعدد كلماتها 2506 كلمة، وعدد حروفها 10873 حرف، وفي كل حرف من حروفها ينال المسلم الكثير من الحسنات وذلك لما رواه عبدالله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ) [رواه الترمذي]، ولقد تحدث الشيخ ابن العثيمين رحمه الله عن سورة التوبة خصوصًا فقال: (البسملة آية فاصلة بين السور، يؤتى بها في ابتداء كل سورة، ما عدا سورة البراءة؛ فإن سورة براءة ليس في أولها بسملة) [مجموع فتاوى ورسائل العثيمين] ، ويعتقد علماء الإسلام والفقهاء أنها آخر سورة تنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم[٢].
مواضيع سورة التوبة
عندما يقرأ المسلم آيات القرآن الكريم ويتدبرها ويتفحصها فإنه سيتعلم الكثير من العبر والفوائد، من قصص الأنبياء والسلف الصالح، وأحوال المسلمين والمشركين وغيرها، وفيما يلي سنتناول مقاصد سورة التوبة على وجه التحديد:
- يحدد الله في سورة التوبة الطريقة والكيفية التي سيتعامل فيها مع الكافرين والمنافقين والمخادعين، فقد كان يؤخر تعذيب المنافقين ليمهلهم فرصة للتوبة والعودة لرشدهم إلا أنهم لم يعودوا.
- تناولت سورة التوبة أصناف الناس الذين يعيشون في المدينة المنورة فمنهم الكافرون المنافقون المندسون بين صفوف المؤمنين، ومنهم المؤمنون الذي عاهدوا الله وما كذبوا، ومنهم الأعراب القساة الذين عاشوا في الصحراء وأسلم بعضهم وكفر بعضهم الآخر.
- بين الله المتخاذلين الذين لم يجاهدوا في سبيله عز وجل وتقاعسوا وتراجعوا، وبين لهم أن هذا هو ما يفعله الجبناء وأن النصر ياتي من عنده تعالى وحسب، وأن الله قادر على أن يعز من يريد ويريه للناس كافة.
- وضح الله توبته على النبي ومن آمن معه من المؤمنين، وأن تلك علامة على الرضا والرحمة، كما وتاب على الثلاثة الذين تخلّفوا عن الجهاد واختاروا الراحة على نصرة إخوانهم في المعركة[٣].
المراجع
- ↑ "سورة التوبة"، الكلم الطيب، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-14. بتصرّف.
- ↑ "سورة التوبة"، المعرفة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-14. بتصرّف.
- ↑ "مقاصد سورة التوبة "، الألوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-14. بتصرّف.