محتويات
ضعف الإيمان
يُعد ضعف الإيمان ظاهرةً منتشرةً بين الناس في وقتنا الحالي، وهذه الظاهرة أكثر ما تُشبَّهُ بالمرض، فهي سببٌ لكل علة وأساس المصائب والنواقص والبلايا، ولعل هذه المشكلة نابعة عن قلب المسلم، فقد سمي القلب قلبًا لسرعة تقلبه، فقد قال خير الخلق صلى الله عليه وسلم: [إنَّما سُمِّيَ القلبَ من تَقَلُّبِه، إِنَّما مَثلُ القلبِ مَثَلُ رِيشَةٍ بالفلاةِ، تَعَلَّقَتْ في أصْلِ شجرةٍ، يُقَلِّبُها الرّيحُ ظَهْرًا لِبَطْنٍ][١]، والمسؤول عن تقلب القلوب هو الله سبحانه وتعالى إذ يقلّبها كيف يشاء، والمُفلحُ من الخلق من يُبعث يوم القيامة بقلبٍ سليمٍ لا يشوبه ضعف الإيمان أو أحد مظاهرة المتعارف عليه، قال تعالى: {إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}[٢]، فلا بد للمسلم العاقل أن يتحسس ما به من ضعفٍ للإيمان ويبحث عن أسبابه وطرق علاجه ابتغاءً لمرضاة الله، ويُشار إلى أن ضعف الإيمان أمرًا غير هين، فقد حذّر الله تعالى من قسوة القلب وأشكاله وأوضح ما ينتج عن ذلك[٣]، وترتبط هذه الظاهرة بمجموعة من الأسباب والمظاهر إلى جانب إمكانية علاجها والتخلّص منها، وفي قادم المقال سنتعرّف أكثر حول هذه الظاهرة.
أسباب ضعف الإيمان عند الشباب
يُصاب الإنسان بالغفلة عن دينه فيصيبه ضعف الإيمان، ويشتد عليه الأمر بإهماله والتأجيل في علاجه، ولضعف الإيمان أسباب عدة نجمل أبرزها فيما يلي:[٤]
- الجهل بمعرفة أسماء الله الحسنى؛ لأن تدبر معاني أسمائه سبحانه يبعث الخشية منه وطلب الرحمة منه واتباع أمره وتجنب نواهيه.
- إنكار آيات الله الشرعية والكونية يقلل من الإيمان في قلب المسلم.
- التخاذل عن الطاعات وتركها سبب قويٌ لضعف الإيمان، فإذا كانت الطاعة واجبة على المسلم وتخاذل عنها وقصّر في آدائها يُلام عليها ويستحق العقاب كذلك، وإذا كانت الطاعة واجبة وتركها بعذرٍ شرعي أو أنها غير واجبة فلا يلام على ذلك.
- اقتراف الذنوب والمعاصي أحد أكثر الأسباب المؤدية لضعف الإيمان في قلب المسلم، فقد قال عليه الصلاة والسلام: [لا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وهو مُؤْمِنٌ، ولا يَشْرَبُ الخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُها وهو مُؤْمِنٌ، ولا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وهو مُؤْمِنٌ...][٥].
- الابتعاد عن الصحبة الصالحة الخيّرة ومجالس الذكر والأعمال الخيرية.[٦]
- الانشغال الزائد في الدنيا ومتاعها والغوص في البيئات السيئة البعيدة عن ذكر الله وقربه.[٦]
- التسويف وطول الأمل في التوبة والرجوع إلى الله ظنًا بتوفر الوقت الكافي لذلك، فقد قال الله تعالى: {ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ ۖ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ}[٧][٦].
- غياب القدوة الصالحة.[٨]
- الانشغال بهموم الأولاد والزوجة والتغافل عن ذكر الله.[٨]
- الإفراط في النوم والطعام واللهو.[٨]
- النفور من طلب العلوم الشرعية الإسلامية.[٨]
مظاهر ضعف الإيمان عند الشباب
يتعرض المسلم في الكثير من الأحيان للتشكيك والتفكير فيما إذا كان يعاني من ضعف الإيمان أم لا، ولكي يكون الأمر واضحًا يمكن التعرّف على ذلك من خلال جملة من المظاهر ندرج أبرزها فيما يلي:[٩]
- الوقوع في المعاصي وارتكاب الذنوب والمحرمات سبب يؤكد ضعف الإيمان لديك، ولعل الاستمرار في ارتكاب هذه المعاصي يجعلها عادةً مألوفة يواظب على ارتكابها دون خشية من الله تعالى.
- الشعور بقسوة القلب وخشونته حتى يشعر المسلم بعدم اللين والرفق في قلبه كالحجارة، مما يعني عدم تأثره بالمواعظ.
- الضعف في إتقان العبادات على اختلافها، كأن يستمر المؤمن بالشرود أثناء الصلاة وتلاوة القرآن والذكر وسائر العبادات المماثلة.
- الكسل والخمول في آداء العبادات وإضاعتها دون خشية من الله أو شعورٍ بالذنب، مما يدل على عدم اكتراثه لضياع الأجر جرّاء ضعف إيمانه.
- ضيق الصدر وسرعة الغضب والضجر والتأفف من أفعال الناس مهما بلغ حجمها.
- قلة التأثر بآيات القران الكريم وعوده وأوامره ونواهيه.
- الغفلة عن ذكر الله وشكره ودعائه وطلب الهداية منه عز وجل.
- الخوف والفزع عند نزول الأهوال والمصائب مهما بلغ حجمها.
- البخل وإمساك المال وعدم الإنفاق حتى في واضع الخير.
- التعلّق بالدنيا ومتاعها والتحسّر على ما يفوته منها دون إدراكٍ بأنها زائلة لا تساوي عند الله جناح بعوضة.
- إهمال هموم المسلمين وعدم السعي لتفقد أحوالهم والاكتفاء بنفسه وهمومه.
علاج ضعف الإيمان عند الشباب
ينبغي على المسلم المسارعة في علاج ضعف إيمانه إن وجد فيه ذلك؛ لأن الله تعالى يُحب العبد المؤمن فاعل الخير مبتغي الأجر من الله وحده، ولعلاج ظاهرة ضعف الإيمان لدى شبابنا اليوم ينبغي التوكّل على الله أولًا ثم الشروع بمجموعةٍ من الإجراءات تضمن حلًّا جذريًا لهذه الظاهرة، ومن أبرز حلول مشكلة ضعف الإيمان ما يلي:[٦]
- التوبة الصادقة النصوحة إلى الله تعالى.
- ترك الذنوب والمعاصي ابتغاءً لمرضاة الله.
- تأدية العبادات المفروضة وقت دخولها دون تأجيلٍ بغير عذر.
- قراءة القرآن وتدبره، فهو الشفاء والرحمة من الله تعالى.
- مجالسة الصالحين ضمن حلقات العلم والاستفادة من دروسهم للناس.
- الإقبال على السنن والنوافل والاجتهاد فيها قدر الإمكان.
- قيام الليل ولو بجزءٍ يسيرٍ منه، فهو نورٌ للقلب.
- تنويع العبادات والأعمال الخيرية والمسارعة فيها قدر الإمكان.
- تذكير النفس بالموت بين الحين والآخر، إلى جانب ذكر الدار الآخرة.
- المواظبة على مساءلة النفس ومحاسبتها على ما اقترفت من الخطايا.
- الدعاء والإكثار منه، فهو زاد المؤمن الذي لا يخطئ، واحرص على أن يكون في كل وقت وخاصةً أوقات الاستجابة.
- استشعار عظمة الله تعالى في السر والعلن.[٨]
- تقصير الأمل بما يخص الدنيا ومتاعها.[٨]
- تعظيم حرمات الله وتذكير النفس بعواقب التعدي عليها.[٨]
قد يُهِمُك
يزداد الإيمان وينقص في قلب المؤمن جرّاء ما يؤديه من العبادات في حياته كما ورد عن أهل العلم والاختصاص، وللعبادات ثلاثة أنواع مختلفة، وتجتمع على وجوب إخلاص النيّة لله تعالى وقت آدائها، ويمكن إجمال هذه الأنواع فيما يلي:[١٠]
- عبادات قلبية : وهي العبادات النابعة من القلب؛ كالحب والرجاء والخوف من الله والتوكّل والخشية.
- عبادات لسانية : وهي العبادات المنطوقة بنيّة التقرّب من الله تعالى؛ كالثناء والدعاء وقراءة القرآن والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وسائر الذكر.
- عبادات بدنية : كالصلاة والحج والنذر والنحر وما إلى ذلك من العبادات الشكلية.
المراجع
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبو موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم: 2365، صحيح.
- ↑ سورة الشعراء، آية: 89.
- ↑ "ظاهرة ضعف الايمان"، kalemtayeb، اطّلع عليه بتاريخ 12-6-2020. بتصرّف.
- ↑ "أسباب ضعف الإيمان"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 12-6-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 5578، صحيح.
- ^ أ ب ت ث "ما هي أسباب ضعف الإيمان، وكيف أقوي إيماني؟"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 12-6-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة الحجر، آية: 3.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ "ملخص لظاهرة ضعف الإيمان"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 12-6-2020. بتصرّف.
- ↑ "ظاهرة ضعف الإيمان أعراضها أسبابها علاجها"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 12-6-2020. بتصرّف.
- ↑ "أنواع العبادة في الاسلام"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 12-6-2020. بتصرّف.