طرق رعاية المسنين

المسنون

يمر الإنسان خلال حياته بمراحل متتالية، إذ تختلف في كل مرحلة قدراته وحاجاته وإمكاناته تبعًا للمرحلة التي يمر بها، علمًا بأنّ مرحلتي الطفولة والشيخوخة هما أهم المراحل التي يحتاج فيها الإنسان إلى الرعاية الخاصة، وفيما يتعلق بمرحلة الطفولة، فإن هذه المرحلة حظيت باهتمام كبير على كافة الأصعدة وبشتى الطرق على مر الزمان، الأمر المختلف بالنسبة لمرحلة الشيخوخة مقارنة مع الطفولة، فللأسف لم تحظَ مرحلة الشيخوخة بنفس المستوى من الاهتمام، بل تعد هذه المرحلة مهمشة نوعًا ما، وهذا ما يمكن لمسه من خلال واقع المسنين، علمًا أن القيم الإنسانية والأخلاقية والدينية وكذلك حقوق الإنسان تؤكد على ضرورة تقديم الرعاية الكاملة للمسنين وتوفير الحياة الكريمة لهم، فهذا واجب على الأفراد والدولة والمجتمع على حد سواء، وأهم ما يعزز هذا الواجب؛ هو الاعتراف بما قدمه المسنين للمجتمع في سبيل خدمة عائلاتهم وبلادهم خلال سنوات شبابهم وعملهم وعطائهم، أمّا فيما يتعلق بمفهوم المسنين فهو يعبر عن الأشخاص الذين يتجاوز عمرهم 60 عامًا، وخسروا قدرتهم على أداء الأعمال التي كانوا يقومون بها، وبالتالي أصبحوا بحاجة لوجود من يدعمهم ويقدم المساعدة لهم.[١]


طرق رعاية المسنين

إن أهم ما يحتاجه المسنون بالدرجة الأولى هو شعورهم بحب من يحيط بهم وامتنانهم لوجودهم في حياتهم، كذلك هم بحاجة إلى العيش وسط بيئة تساعدهم على أداء أنشطتهم والحفاظ على نمط حياة يشعرهم بأنهم موجودون، ولتحقيق ذلك، توجد العديد من الطرق، ومنها: [٢]

  • الرعاية الجسدية: يحتاج معظم المسنين سواء من يعاني من أمراض معينة أو من هو سليم إلى الحصول على الرعاية الجسدية، إذ إن التقدم بالعمر يجعل الإنسان يصبح عرضة أكثر للإصابة بالعديد من الأمراض أو التعرض للحدواث المختلفة، والمتابعة الدورية لصحة المسنين من شأنها أن تساعد في حل بعض المشاكل الصحية الموجودة أو حتى الوقاية من حدوثها، وبالتالي تقلل الرعاية الصحية من فرض حدوث حالات طارئة في اللحظة الأخيرة سواء بسبب مرض أو إصابة مفاجئة، كما يجب الاستعداد مسبقًا للحالات الطارئة والحوداث المفاجئة التي قد يتعرض لها المسنون، من خلال وضع خطة للطوارئ وحفظ أرقام هواتف الطوارئ في مكان يسهل الوصول إليه بسرعة، والاحتفاظ بمجموعة من الإسعافات الأولية داخل المنزل للمساعدة في الحوادث الطفيفة التي قد يتعرض لها المسنين، كما يمكن الاستعانة بالعديد من تقنيات التطور التكنولوجي المتعلقة بإيجاد بيئة مناسبة للمسنين، فمثلًا تتوفر أجهزة تتبع تعمل على تحديد مكان المسن مما يساعد على مراقبة مكان تواجده وعدم اقترابه من الأماكن الخطرة خاصة بالنسبة للمسنين الذين يعانون من مشاكل ذهنية أو فقدان للذاكرة، كما تتوفر علب أدوية خاصة تضيء وتصدر رنينًا عندما يحين موعد الدواء لتذكير المسن بموعد تناول دوائه، إضافة إلى وجود العديد من الأدوات التي تساعد في جعل المنزل أكثر أمانًا، فمثلًا يمكن إستخدام جهاز لضبط درجة حرارة مياه في الحمام، كذلك تتوفر كاشفات للدخان والغاز تصدر تنبيهات ضوئية وصوتية لإيقاظ كبار السن عند الخطر وإرسال رسالة تنبيه لمن يقوم برعاية المسن وبالتالي التقليل من حجم الحوادث، وأيضًا من المهم تركيب المقابض المعدنية في الحمام للإمساك بها عند الحركة سواء كان المسن مريضًا أم لا، فالتقدم في العمر يجعل الإنسان أكثر عرضة لاختلال توازنه، كما ينبغي مساعدة المسن على أداء بعض النشاطات التي تشعره بأنه ما زالت لديه القدرة على أداء بعض المهمات، فمثلًا مساعدته على ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة المناسبة، إذ إنها تساعد على الوقاية من بعض الأمراض وإطالة العمر الوظيفي للجسم، وتفيد بالتمتع بصحة مستقرة لفترة أطول.
  • الرعاية النفسية: بالرغم من أن المسن قد بلغ عمرًا طويلًا وقد يكون فقد صحته أو جزءًا منها، إلا أنه لا يزال إنسانًا يشعر ويفكر وقد تزيد مشاعره حساسيةً في هذه المرحلة، لذا لا بد من احترام ذلك واحترام المرحلة التي يمر بها برغم كل المشاكل المترتبة عليها، فيتوجب عدم استخدام عبارات غير مناسبة تضايق المسن، ويجب مساعدته على التعايش مع فقدانه للاستقلال وتشجيعه على التواصل وإبقاء العلاقات الاجتماعية مع محيطه بالرغم من المشاكل الصحية أو الذهنية التي يعاني منها، وكذلك إقناعه بأن فقدانه الاستقلال والقدرة على اتخاذ القرار في العديد من القضايا الخاصة به، ليس إخفاقًا شخصيًا منه، بل جزءًا من دورة الحياة الطبيعية، كما أن زیارة المسن تخلق تواصلًا عاطفیًا جيدًا يحسّن من صحته النفسية مما ينعكس إيجابًأ أيضًا على صحته الجسدية وتقبله لوضعه، إضافةً إلى أن معظم المسنين يتنابهم عدم الارتياح والتوتر اتجاه فكرة التغيير، خاصة عندما يخرجون من منازلهم للعيش في أماكن أخرى مثل بيت المسنين، لذا يجب دعمهم في هذه الجزئية، وتأمين بيئة مشابهة لبيئتهم السابقة، ولا بد من الإشارة إلى أن المسنين يحبون بكثرة رواية القصص والأحداث التي مروا بها في الماضي بإستمرار، وعند إيجادهم من يسمعهم ويهتم بقصصهم ويشاركهم بها، يحسن ذلك من نفسيتهم ويعزز من ثقتهم بأنفسهم.


مقاومة المسنين

غالبًا ما يتعامل المسن مع الخسارة التي يتعرض لها نتيجة ضعفه البدني أو فقدان قدرته على التذكر أو فقدان الاستقلالية، بشعور من الخوف والضعف والنقص أو حتى العجز، وقد يشعر أيضًا بالغضب في بعض الأحيان من حاجته إلى المساعدة والحزن على ذلك أو يشعر بأنه مذنب لفكرة أنه أصبح عبئًا على عائلته وأصدقائه، فيمنعه ذلك من قبول المساعدة بسهولة، فهو مضطر للتخلي عن الخصوصية والتكيف مع إجراءات جديدة، في بعض الحالات يكون المسن عنيدًا، أو لديه مخاوف تتعلق بالصحة العقلية، أو مجرد التفكير في أنه أصبح ضعيفًا ويحتاج إلى المساعدة، وقد يكون أيضًا قلقًا بشأن تكلفة أنواع معينة من الرعاية، كما قد يجعل فقدان الذاكرة من الصعب على المسن أن يفهم سبب حاجته إلى المساعدة، كل هذه الأسباب من شأنها أن تدفع المسن من مقاومة من يقدم له المساعدة فيصعب الأمر، لذا لا بد من اتباع طرق واستراتيجيات تلائم وضع المسن.[٣]


إستراتيجيات التعامل مع مقاومة المسنين

فيما يأتي بعض إستراتيجيات التعامل مع مقاومة المسنين:[٣]

  • التواصل مع المسن ومناقشته واقتراح فترة تجريبية وعقد اتفاق معه حول كيف ستمر هذه المرحلة، ووضع خطط بديلة في حال لم يتكيف مع خطة الرعاية.
  • وصف طرق الرعاية بطريقة إيجابية، كأن تكون على شكل أنشطة مشجعة تعجب المسن، وتتناسب مع اهتماماته، وكذلك يمكن طلب الدعم من مركز لرعاية المسنين للحديث حول طرق الرعاية بأسلوب مقنع للمسن.
  • توضيح ضرورة قبول الرعاية، لجعل حياة من يحيط بالمسن أسهل قليلًا، مع التذكير أنه في بعض الأحيان يتوجب إيجاد حل وسط بشأن بعض القضايا المتعلقة بالمسن.
  • إذا كانت رعاية المسن مشمولة بالرعاية الطبية أو مركز صحي أو أي تمويل آخر، فيجب مشاركة هذه المعلومات مع المسن للمساعدته في تخفيف مخاوفه اتجاه تكلفة رعايته الصحية.
  • عدم طرح النقاشات فيما يتعلق برعايته والاهتمام به بين أفراد الأسرة أمامه، خاصة في حال وجود خلافات، حتى لا يؤثر على شعوره بالحزن والعجز والعبء على أسرته.


المراجع

  1. "رعاية المسنين"، وزارة التنمية الاجتماعية، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-9.
  2. sarah Gehrke، "كيفية رعاية المسنين"، wiki how، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-9.
  3. ^ أ ب "Caring for the elderly: Dealing with resistance"، mayo clinic، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-9.

فيديو ذو صلة :