بحث عن المسنين

بحث عن المسنين
بحث عن المسنين

المُسنّون

يعرف المسنون بأنهم الفئة من السكان التي تبلغ من العمر ستين عامًا فأكثر، وعلى الرغم من وجود الكثير من المسنين الذين يتمتعون بصحة جسدية ونفسية جيّدة، إلا أن غالب المسنين يتعرضون للشيخوخة، وهي ظاهرة اجتماعية أطلقت بمواصفات معينة على الأفراد الذين عجزوا عن أداء أدوارهم الحيوية والاجتماعية، ليتّسم طابع حياتهم بما يُسمّى بالاغتراب الاجتماعي، أو الهوامش الاجتماعية.[١]

وقد اختلف المعرّفون في تحديد تعريف محدد وشامل لفئة المسنين، فالمفهوم واسع وشامل لعديد من الجوانب، ومنها:[٢]

  • الجانب الاجتماعي: عُرّف المسنّ في هذا الجانب على أنه الشخص الذي يقرّ له مجتمعه على أنه مسن أو بلغ سن الكِبر نتيجة اجتماع عدة مقومات وعوامل فيه، ومنها العامل الثقافي، والاجتماعي، وتختلف معاييرها من مجتمع إلى آخر.
  • الجانب الاقتصادي: أقر المسؤولون في هذا الجانب على أن المسنّ هو الشخص الذي يصل سن التقاعد.
  • تعريف منظمة الأمم المتحدة: في عام 1980م أطلقت منظمة الأمم المتحدة المسنّ على شريحة من الناس البالغة أعمارهم 60 سنة، والمتميزة عن غيرها بنواحٍ عدة، مثل الناحية البيولوجية، والوظيفية والعاطفية، والتي تختلف من مسنّ إلى آخر اعتمادًا على ظروف عدة، والتي قد تكون وراثية، ومهنية وغيرها.


صفات المسنين وتصرفاتهم

لدى المسنين العديد من العلامات الملموسة والمعنوية بالإضافة لوجود العديد من السلوكيات الغريبة، ومنها ما يأتي:[٣]

  • صفات المسنين: ظهور التجاعيد والبقع في الوجه، وتغير لون الشعر، وظهور الشيب بالإضافة إلى تساقطه، وانخفاض كفاءة الوظائف العامة للجسم، مثل ضعف الحواس، وبالذات السمع والبصر، والإصابة بالأمراض المختلفة، مثل ضغط الدم، والسكري، وآلام العظام والمفاصل، والعديد من التغيرات النفسية، مثل الاكتئاب، والمزاجيّة، وفقدان الذاكرة.
  • تصرفات المسنين: تكثر العادات الغريبة التي ترافق المسن خاصة مع التقدم في العمر، ومنها رفض الاستحمام، ويوجد من يحب الاستحمام ويريده باستمرار، كما يتسم البعض بالعناد والتمسك بعادات غريبة والتي تكون تافهة في نظر المحيطين إلا أنها تعدّ طقوسًا مقدسة لهم، بالإضافة إلى التمسّك بالرأي، وعدم الاستماع للآراء الأخرى بصفته الكبير، ومن يملك بعد النظر والخبرة في الأمور، وتكرار الحديث في الموضوع ذاته، وفي اليوم نفسه، بالإضافة إلى الحديث عن قصص وأحداث قديمة لربما لم تحدث في الواقع، وأخيرًا يوجد من يحب الصمت والعزلة وآخرون يحبون الثرثرة والتواصل الاجتماعي.


طب المسنين

يُعرّف طب المسنين أو طب الشيخوخة على أنه فرع من فروع الطب والذي يختص بكبار السن وذلك بالتركيز على المشاكل والأمراض المتعلقة بهم وعلاجها ونشر التوعية والثقافة حول كيفية الحماية والوقاية من الإصابة بها، وبالذات أمراض الشيخوخة، وأما أسباب ظهور طب المسنين فهي كثيرة، ومنها ما يأتي:[٤][٣]

  • التركيز على الأمراض المتعلقة بالمسنين وبالذات الباطنية وتوجيه الرعاية الخاصة لهم.
  • وجود احتياجات خاصة لكبار السن، ومنها الاضطرابات الصحية بفعل تداخل الأدوية المتناولة نتيجة المشاكل الصحية المرتبطة بكبر السن.
  • زيادة معدلات العمر، وتغير مفهوم الحياة نتيجة التقدم، والتطور الحاصل في الحياة، واعتبار المسن في بداية حياة جديدة يجب أن يملأها النشاط.
  • تغيير المفهوم والنظرة الدارجة حول المسنين من خلال بروز دورهم المهم والمستمر في المجتمع، وذلك من خلال تشجيع التعامل معهم كتخصيص مساعد خاص لمرافقة كبير السن وتقديم العلاج لهم سواء أكان ذلك ماديًا (جسديًا) أو معنويًا (نفسيًّا)، أو طلب ممرض متخصص لمساعدة المسن على تنظيم حياته وإقامة جدول حول كيفية تناسق وترتيب تناول الغذاء والأدوية، بالإضافة إلى الزيارة الدورية للطبيب والذي بدوره يُقيّم حالته الصحية ويقدم الإجراءات اللازمة للحفاظ على سلامة توزانه الصحي.


الأمراض الشائعة بين المسنين

يمر الإنسان خلال تقدمه في العمر بالعديد من الأمراض إثر ضعف جهاز المناعة لديه وظهور الضعف العام على أعضاء الجسم وانخفاض قدرتها على أداء وظائفها، ويشترك المسنون في عدة أمراض والتي من أشهرها ما يأتي:[٥]

  • الاضطراب السلوكي: أي التغير في التصرفات وبعض السلوكيات نتيجة الإصابة والخلل في المعدلات الطبيعية للسكر وضغط الدم، مما يؤدي إلى اختلاف قوة تحمل المسن للألم.
  • مرض النسيان والخرف: أو مرض الزهايمر ويحدث في تقدم العمر لأن الإنسان طيلة حياته يستهلك الكثير من الطاقة خلال التفكير.
  • أمراض القلب: ويحدث نتيجة خلل هرمونات أو ازدياد طبقة الدهون الملتصقة بجدران الشرايين وبالتالي التأثير على مدى تدفق الدم الواصل إلى القلب وضخه، إذ يعم الضعف على عضلة القلب نتيجة الكِبَر، مما يؤدي إلى عجز القدرة على ضخ الدم بكفاءة وقوة كبيرة كما في حال الشباب.


أساسيات رعاية المسنين

وفيما يأتي أساسيات رعاية المسنين:[٦]

  • الاهتمام بالنظام الغذائي للمسنين: إذ لا بدّ أن المسنين بحاجة إلى الحفاظ على نظام غذائي صحيّ في حياتهم، بالإضافة إلى اتباع أسلوب حياة نشط، فيجب أن يحتوي غذائهم على جميع العناصر الغذائية من الفواكه والخضار والبروتينات والحبوب الكاملة، والعديد من العناصر الغذائية التي يمكن أن تساهم في تعزيز صحة كبار السن، كما أوصت الأكاديمية الأمريكية للتغذية وعلم التغذية بأن يحتوي النظام الغذائي الخاص بالمسنين على ما يأتي:
    • الكالسيوم وفيتامين (د): يحتاج كبار السن إلى تناول هذين العنصرين بمعدلات أعلى وذلك للحفاظ على صحة عظامهم، لذلك، يوصى بتناول ثلاث حصص من اللبن أو الحليب المدعّم قليل أو خالي الدسم والغني بفيتامين (د) يوميًا، وتوجد أطعمة أخرى غنية بالكالسيوم مثل حبوب الإفطار المدعّمة به والخضروات داكنة الأوراق وأنواع الأسماك المعلبة التي تُحفظ مع الحسك اللين.
    • فيتامين (ب 12): يفضّل تزويد كبار السن بالكمية التي يحتاجون إليها من فيتامين (ب12) من خلال تناول الحبوب المدعمّة بفيتامين (ب12) واللحوم والأسماك الخالية من الدهون.
    • الألياف: وتعد من العناصرالغذائية الضرورية للحفاظ على سلامة الأمعاء وانتظام عملها، وتعدّ الحبوب الكاملة وخبزها والفاصولياء والبازيلاء من الأطعمة الغنية بالألياف الضرورية.
    • البوتاسيوم: تُعدّ الفواكه والخضروات والحليب أو اللبن قليل أو خالي الدسم من المصادر الجيدة للبوتاسيوم، إذ يجب أن نزيد من الأطعمة التي تحتوي على البوتاسيوم وأن نقلل من تناول الملح وذلك للحد من أخطار ارتفاع ضغط الدم.
    • الدهون: يجب تخفيض نسبة الدهون المشبعة والمتحولة في الغذاء، وتناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة من الأحماض الدهنية (أوميغا 3) وذلك للتقليص من أخطار الإصابة بالعدوى وأمراض القلب.
  • الاهتمام بالأدوية ومواعيد الزيارات الطبية: عندما يتقدم الأشخاص بالسن، غالبًا ما تظهر أسباب تجعلهم يواجهون صعوبات في الالتزام بأخذ أدويتهم في مواعيدها وحسب وصفة الطبيب، لذلك في هذه الحالة يجب أن يتدخل أفراد الأسرة أو الأصدقاء للمساعدة، فالذاكرة تضعف مع التقدُّم في السن، لذلك يمكن اللجوء إلى وسائل التذكيرعلى الهاتف أو إعداد جدول زمني للتذكير بأوقات تناول الأدوية ومواعيد زيارة الطبيب، ويمكن تقديم الدعم والمساعدة للمسنين وذلك من خلال توفير وسيلة نقل مناسبة ومرافقتهم إلى مواعيد زيارة الطبيب من أجل تقديم المساعدة الجسدية، والتأكد والانتباه الكامل للإرشادات الطبية.
  • الاهتمام بالجانب الاجتماعي لهم: يشعر كبار السن بالوحدة والعزلة الاجتماعية، وتعد هذه المشاعر السلبية خطرة فقد تؤدي إلى تدهور صحة كبار السن وتراجع نوعية حياتهم، فكلما يتقدم الأشخاص بالسن، يصعب عليه قيادة السيارة والذهاب إلى المقهى أو الحديقة للقاء الأصدقاء والعائلة وقضاء حوائجه، لذلك يُنصح بمحاولة التخطيط لأنشطة سهلة يمكن لجميع الأجيال أن تستمتع بها ويمكن لكبار السن المشاركة فيها، مثل الشواء عندما يكون الطقس جميلًا أو مشاركتهم بمشاهدة فيلم ممتع في المنزل.
  • الاهتمام بالحياة اليومية لهم: قد تصبح المهام اليومية السهلة التي نعتاد على فعها في شبابنا مرهقة ومتعبة للمسنين، مثل الاستحمام و ارتداء الملابس، وتنظيف المنزل والطبخ، إذ لا يستطيع المسنّ تنفيذ هذه الأعمال وحده، وخاصة إذا كان يعيش بمفرده، لذلك، يجب تقديم الدعم والمساعدة اليومية، مثل اصطحاب المسن للتسوق، أو مساعدته في ترتيب منزله وتقديم الطعام له أو مساعدته في تحضيره.


اليوم العالمي للمسنين

تحيي العديد من بلدان العالم اليوم الأول من تشرين الأول (أكتوبر) في كل سنة باعتباره يومًا عالميًا للمسنين؛ من أجل تركيز النظر والرؤية حول هذه الفئة وزيادة العناية والاهتمام بهم، وتنشر الإحصائيات المنطلقة من قبل هيئة الأمم المتحدة أن حوالي 700 مليون شخص قد تجاوزوا سن الستين عامًا، وفي حلول عام 2050م سيبلغ عددهم حوالي 2 مليار شخص أي يشكلون ما نسبته 20%، وفي عام 2002م أقرت الجمعية العالمية الثانية للشيخوخة في مدريد على إطلاق خطة دولية للشيخوخة من أجل تطبيق البرامج المخصصة لتسهيل انخراط المسنين مع كافة فئات المجتمع وتعزيز ممارسة حقوقهم في الحياة اليومية، وتوفير فرص عمل وأنشطة تناسب قدراتهم واحتياجاتهم.[٧][٨]


دار المسنين

يقع واجب الاهتمام بكافة الشرائح والفئات في المجتمع على عاتق الدولة فهي المسؤول الأول والأخير عن توفير كافة الاحتياجات الأساسية والثانوية لرعاياها، وغالبًا ما تخصص وزارات رسمية للبحث في ذلك، وتكوين لجان من شأنها صهر كافة الشرائح مع المجتمع ومنعها من الانعزال عنه، وتعد فئة المسنين من أهم الفئات وأكثرها حساسية وذلك لأن التعامل فيها يكون مع الكهول والكبار في العمر ممن تخطى سن الشباب وبدت علامات الشيخوخة والتقدم في السن عليهم، ولم يعودوا قادرين على العناية أو الاهتمام بأنفسهم، فتبني الدولة دور رعاية خاصة بهم تراعي احتياجاتهم الجسدية والنفسية وتقف عندها وتؤمنها بأفضل الوسائل والطرق، إذ يعتني بهم عدد من الأكاديميين والممرضين والتربوين والأخصائيين في العمل الاجتماعي ممن يدركون حاجة الكبار في السن ويستطيعون التعامل معهم بشكل إنساني ومهني وعلمي متكامل.[٩]


أهمية دار المسنين

تختلف نظرة المجتمعات إلى دار رعاية المسنين كثيرًا، ففي المجتمعات العربية تبدو الصورة مرفوضة خاصة مع وجود عائلة وأبناء لكبار السن ويستطيعون رعايتهم والاهتمام بهم، وذلك من باب البر والإحسان إلى الأم والأب في مرحلة الكبر تمامًا مثلما قدموا للأبناء الكثير من الاهتمام والعلم والعاطفة والحب في فترة طفولتهم، أما في الدول الغربية والأجنبية فتبدو الفكرة أكثر تقبلًا وانسجامًا مع المجتمع، وفيما يلي سنبين أهمية دار المسنين:[١٠]

  • تلقي العلاج الدوري والفحص الطبي من تخطيط القلب، ونسبة الكوليسترول، واستجابة العضلات، وقوة المفاصل، وقوة الدم وغيرها من الفحوصات التي تتطلب انتباهًا دائمًا.
  • الحصول على الحب والعاطفة والدفء والاهتمام والعناية ولفت الانتباه.
  • الحرص على استمرارية اندماجهم بالمجتمع من خلال تكوين علاقات وصداقات مع الآخرين في دار الرعاية، فذلك يجعلهم أكثر أملًا بالحاضر وأقل يأسًا وشعورًا بالإحباط والحزن والاكتئاب.
  • إظهار صورة الاهتمام والعناية بالكبار في السن والكهول لدى بقية فئات المجتمع من الشبان واليافعين، وضرورة اهتمامهم بالوالدين والإحسان لهما والحرص على بذل الجهد والوِسع في سبيل سعادتهما.


معلومات عن دار المسنين

وفيما يلي نذكر بعض المعلومات عن دار المسنين والأسباب التي أدت إلى انتشارها في الوطن العربي:[١١]

  • توضع العديد من المعايير المرتفعة للعاملين في دور رعاية المسنين من أجل تأهيلهم للتعامل مع الكبار في السن والتعامل معهم بالصورة الحسنة المأمولة.
  • تعد ظاهرة دور المسنين والعجزة من الظواهر الغريبة والدخيلة على المجتمعات الإسلامية فهي لم تكن معروفة قبل عقد قريب ولم يكن هناك إقبال كبير عليها.
  • تقف الكثير من الأسباب خلف تزايد ظاهرة دور المسنين في المجتمعات العربية والإسلامية ومن أبرزها عقوق الوالدين، والابتعاد عن الدين وغياب الوازع الديني، وتفكك أواصر المحبة والرعاية بين الأسرة، والأنانية الفردية والمصالح الذاتية، ونكران الجميل، لذلك يجب على جميع الجهات التعليمية والتربوية الحرص على ترسيخ مفهوم بر الوالدين في نفوس الطلبة وعقولهم وضرورة الإحسان إليهما والتذلل في سبيل الحصول على رضاهما.


المراجع

  1. د. زيد الرماني (18-4-2010)، "المسنون"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 16-6-2019. بتصرّف.
  2. "تعريف المسن ومن هم المسنون"، kenanaonline، 2012-11-14، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-7. بتصرّف.
  3. ^ أ ب Salma Osama، "بحث عن كبار السن وكيفية التعامل معهم"، mosoah، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-7. بتصرّف.
  4. "طب المسنين .. تخصص حديث لاحتياجات معاصرة"، feedo، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-7. بتصرّف.
  5. Asmaa Mohamed، "بحث عن أهمية رعاية المسنين في الإسلام"، thaqfya، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-7. بتصرّف.
  6. "تعرف على أساسيات رعاية المسنين"، clevelandclinicabudhabi، 6-4-2017، اطّلع عليه بتاريخ 17-6-2017. بتصرّف.
  7. "أبرز المعلومات عن اليوم العالمي للمسنين"، alwafd، 2018-10-1، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-7. بتصرّف.
  8. "اليوم العالمي للمسنين"، arabic.rt، 2015-10-1، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-7. بتصرّف.
  9. "بحث عن دار المسنين "، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-25. بتصرّف.
  10. "5 نقاط مهمة عن دار المسنين "، edarabia، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-25. بتصرّف.
  11. "دار العجزة بديار الإسلام: البدائل والحلول"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-25. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :