محتويات
النّمو السّكاني
يمكن تعريف مصطلح النّمو السّكاني بأنّه زيادة أو نُقصان في حجم السّكان بسبب العمليّات الطبيعية كالولادة، والموت، ووفقًا لصندوق الأمم المتّحدة كانت هناك زيادة سريعة في عدد البشر في العالم خلال العقود القليلة الماضية للسكان، ويُمكن أن تنشأ مشاكل خطيرة مثل المشاكل البيئية، ومحدودية توافر الموارد الغذائية، وما لم تُتخذ خطوات عاجلة للسيطرة على السكان يمكن أن يكون النمو السكاني المستمر مشكلة كبيرة، وبالتالي من المهم أن نفهم كيف يمكننا إدارة النمو السكاني لصالح الجميع، وقد حاول البشر توفير الموارد الغذائية لجميع السكان بطرق عديدة بدءاً من الثورة الصناعية، وفي الوقت الحالي توجد مدرستان لنظريات النّمو السّكاني، الأولى هي النظرة المتشائمة التي طورها القس روبرت مالتوس الباحث البريطاني الذي اعتقد أن الموارد المتاحة لن تكون كافية للبشر إذا لم يسيطر على السكان، والنظرية الأخرى هي النظرة المتفائلة التي طورها جوليان سيمون الذي اعتقد أن البشر يمكنهم إدارة قضية السكان بسبب معرفتهم ومهاراتهم.[١]
العوامل المؤثرة في زيادة السّكان
من العوامل المؤثرة في نمو السّكان، ما يلي:[٢]
- التّنمية الاقتصادية: معظم الدول التي تكون في المراحل الأولى من التنمية الاقتصادية تميل إلى أن تكون معدلات نمو السكان فيها أعلى، وفي المجتمعات التي لا توجد فيها رواتب تقاعدية حكومية، يرغب الآباء في الكثير من الأحيان أن ينجب المزيد من الأطفال كضمان لتقدمهم في العمر، ومن المتوقع أن يعتني الأطفال بالوالدين في سن الشيخوخة؛ نظرًا لأن معدلات وفيات الأطفال غالبًا ما تكون أعلى، الضروري وجود عدد أكبر من الأطفال لضمان أن يكون للوالدين أطفال لرعايتهم في سن الشيخوخة، وفي المجتمعات التي تعتمد على الزراعة يُنظر إلى الأطفال على أنهم مصادر دخل محتمل، ويمكنهم المساعدة في الأعمال المنزلية، وجمع المحصول.
- العوامل الاجتماعية، والثّقافية: قبل سياسة الأسرة الواحدة كان للهند والصين ارتباطات اجتماعية قوية بوجود أسر كبيرة، وفي المجتمعات الحديثة الأسر الأصغر هي القاعدة.
- مدفوعات الرّعاية الاجتماعية: خطة التّقاعد الحكومية الجيّدة تعني أنّ الأزواج لا يحتاجون إلى إنجاب أطفال لتوفير دعم تقاعدي فعّال عندما يكبرون في السّن، إذ إنّ في البلدان النامية يُنظر للأطفال على أنهم تأمين لرعايتهم في سن الشيخوخة، ولذلك تكون أحجام الأسرة أعلى، وهذا ليس ضروريًا في المجتمعات الحديثة؛ لذلك تراجعت معدلات المواليد.
- تنظيم الأسرة: في الوقت الحاضر أصبح من الممكن للنّساء المحافظة على حجم الأسرة أقرب للمستوى المطلوب، وذلك بسبب زيادة توافر وسائل منع الحمل، ولأن توافر وسائل منع الحمل في دول العالم النّامي يكون محدودًا، يؤدي ذلك إلى حالات حمل غير مخطط لها وإلى نُمو سكاني أسرع، إذ إنّ في أفريقيا في عام 2015 قُدّر أنّ 33٪ فقط من النّساء لديهن وسائل منع الحمل.
- التّعليم: يكون التّعليم في العادة إلزاميًا حتى سن 16 عامًا في الدول المتقدمة، ولأن التعليم يصبح إلزاميًا، لم يعد الأطفال يمثلون أصولًا اقتصادية بل تكاليف اقتصادية، إذ إنّ في الولايات المتحدة يقدر أنّ الطفل يمكن أن يكلف حوالي 230.000 دولار عند الانتهاء من جميع المراحل التعليمية، لذلك فإن تكلفة تربية الأطفال تعد حافزًا لتقليل حجم الأسرة، ووفق ورقة بحثية أصدرها غاري بيكر في عام 1973، والتي تنص على أن الآباء الذين يختارون عدد الأطفال على أساس التّكلفة، وتحليل المنافع في البلدان المتقدمة التي ترتفع فيها معدلات عوائد التعليم، يكون لدى الآباء حافز لإنجاب عدد أقل من الأطفال، وإنفاق المزيد على تعليمهم؛ لتزويد أطفالهم ليس فقط بالتعليم الجيّد، ولكن بتعليم أفضل نسبيًا من غيرهم؛ لإعطاء الأطفال أفضل بداية في الحياة، فهذا يتطلب أسر أصغر، إذ أشار بيكر أنّ في العائلات الصّغيرة يرتفع نصيب الفرد من إجمالي النّاتج المحلي الحقيقي عمومًا.
- معدّلات الوفاة ومستوى الدّعم الطّبي: في الغالب يكون العمل على تخفيض معدلات الوفيات قبل حدوث تباطؤ في معدلات المواليد، وذلك يتسبب بطفرة في حجم السكان عند نقطة معينة في التنمية الاقتصادية للبلد، في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، كان هناك تحسّن سريع في العلاجات الطبية التي ساعدت في التعامل مع العديد من الأمراض القاتلة، فانخفضت معدلات الوفيات، وزاد متوسط العمر المتوقع.
- الهجرة: بعض البلدان تكون الهجرة هي الدافع الأكبر للنمو السكاني، إذ إنّ في المملكة المتحدة كان حوالي 50٪ من صافي النمو السكاني من الهجرة الدولية الصافية من عام 2000 إلى عام 2013، وشهدت بلدان مثل اليابان التي لديها قوانين هجرة شديدة للغاية ركودًا في عدد السكان.
- مشاركة الإناث في سوق العمل: يكون تعليم الإناث والحراك الاجتماعي في الكثير من الأحيان أقل في الاقتصادات النامية في المجتمعات التي تحصل فيها المرأة على تعليم أفضل، فيكون هناك ميول أكبر لتأسيس أسرة، أما في العالم المتقدم في الغالب تختار النساء تأجيل الزواج والإنجاب، أو عدم الإنجاب؛ لأنهن يفضلن العمل والتركيز على مهنتهن.
- العوامل التاريخية والحرب: شهدت الدول الغربية طفرة في عدد السكان في فترة ما بعد الحرب، إذ بدأ الأزواج في نهاية الحرب العالمية الثانية بتكوين أسر، وتدل فترة طفرة المواليد على أنّ النّمو السكاني يمكن أن يتأثر بالأحداث التاريخية، ومجموعة من العوامل التي تسببت بتأخير إنجاب الأطفال حتى انتهاء الحرب.
الآثار المترتبة على نمو السّكان
من الآثار المترتبة عل زيادة النمو السكاني، ما يلي:[٣]
- ارتفاع تكلفة المعيشة: مع تزايد الفرق بين الطلب والعرض في التوسع بسبب الزيادة السكانية، فإن أسعار مختلف السلع بما في ذلك الغذاء، والمأوى، والرعاية الصحية سترتفع، وهذا يعني أن على الناس دفع المزيد من أجل البقاء وإطعام أسرهم.
- نضوب الموارد الطّبيعية: تؤثر الزيادة السكانية على الموارد الطبيعية إذ تسبب استنزافها، ويمكن للأرض أن تنتج كمية محددة من الماء، والغذاء والتي تقل عن الاحتياجات الحالية، وتعد زيادة أعداد الناس على كوكب الأرض هي سبب معظم الأضرار البيئية التي ظهرت في السنوات الخمسين الماضية، إذ يقطع البشر الغابات، ويطاردون الحياة البريّة بطريقة متهورة، ويمارسون أنشطة تسبب التّلوث، ولاحظ المشاركون في الحديث عن الاكتظاظ السّكاني أن أعمال العنف والعدوان خارج منطقة الحرب قد ازدادت كثيرًا أثناء التّنافس على الموارد.
- النّزاعات والحروب: بسبب زيادة النمو السكاني في البلدان النامية زاد الضغط على الموارد التي من المفترض استخدامها في التنمية، وأصبحت النزاعات على المياه مصدرًا للتوتر بين الدول، مما قد يؤدي إلى الحروب، وقد يؤدي إلى انتشار المزيد من الأمراض، ويجعل السّيطرة عليها صعبًا للغاية، وكذلك يُعد الجوع مشكلة كبيرة تواجه العالم، والفقر هو من أكثر المشاكل المنتشرة بسبب الزيادة السكانية، وكل هذا سوف يصبح أسوأ إذا لم نجد حلول للعوامل التي تؤثر على البشر.
- ارتفاع معدل البطالة: عندما يزداد عدد السكان، فإنّ ذلك يؤدي إلى زيادة البطالة، إذ يوجد عدد أقل من الوظائف لدعم عدد كبير من الناس، كما يؤدي الارتفاع في معدل البطالة إلى الجريمة.
- تدهور البيئة: بدأت بعض الآثار الخطيرة تظهر على البيئة بسبب الاستخدام المفرط للفحم، والنفط، والغاز الطبيعي، وقد أثر الارتفاع الكبير في عدد المركبات والصناعات على نوعية الهواء، وارتفاع كمية انبعاثات CO2 يؤدي إلى ظاهرة الاحتباس الحراري، ومن العواقب التي قد تظهر بسبب تلوث البيئة، ذوبان القمم الجليديّة القطبيّة، وتغير أنماط المناخ، وارتفاع مستوى سطح البحر.
حلول النّمو السكاني
من الإجراءات التي يمكن اتباعها لحل مشاكل النمو السكاني:[٤]
- تعزيز ثقافة تنظيم الأسرة.
- تحسين نوعية التّعليم.
- الحوافز الحكومية.
- تمكين المرأة.
- تشريع سياسة الطفل الواحد.
المراجع
- ↑ "Factors Affecting Population Growth", ukessays, Retrieved 6-12-2019. Edited.
- ↑ "Factors that affect population size and growth", economicshelp, Retrieved 6-12-2019. Edited.
- ↑ "?What is Overpopulation", conserve energy future, Retrieved 6-12-2019. Edited.
- ↑ "5 possible solutions to overpopulation", positive.news, Retrieved 6-12-2019. Edited.