محتويات
التوزيع السكاني
يقصد بالتوزيع السكاني هو مجموع عدد السكان في بقعة جغرافية معينة، وهذه البقعة الجغرافية يطلق عليها اسم إقليم يخضع لسلطة نظام سياسي يدير شؤون هذا الإقليم الجغرافي، وهو ما يسمى بالدولة، التي لا يكتمل تكوينها إلا بوجود عدة عناصر أساسية لها وهي الشعب، وهم مجموعة السكان الذين يقيمون على مساحة من الأرض، ويخضعون جميعًا للسلطة ذاتها، ويتشاركون في عدة أمور كالعادات والتقاليد والثقافة واللغة والدين أحيانًا، والإقليم وهي بقعة الأرض التي يقيم عليها السكان، وتفرض الحكومة سلطتها التي هي مجموعة من التدابير والإجراءات الاقتصادية والسياسية على هذا الإقليم وحدوده الجغرافية، بهدف نمو الدولة وتقدمها والحفاظ على سلطتها وحدودها وكيانها.[١]
العوامل الطبيعية المتحكمة في توزيع السكان
يتباين توزيع السكان حول العالم من مكان لآخر، إذ توجد مناطق كثافتها السكانية عالية جدًا مثل المدن، وتقل الكثافة السكانية في مناطق أخرى كالأرياف مثلًا، وعليه فإن توزيع السكان في العالم يتحدد وفق عدة عوامل منها العوامل الطبيعية وهي كالآتي:
- التضاريس:
- السهول: يميل معظم السكان إلى العيش في المناطق السهلية؛ نظرًا لسهولة المواصلات وتوفر الكثير من سبل العيش؛ مثل المجال الزراعي حيث تربة السهول الخصبة والمناسبة للزراعة، وتتميز المناطق السهلية بسهولة شق الطرق التي تربط سكانها بالمناطق المجاورة، وبالتالي التوسع في النشاط الاقتصادي، وزيادة في الازدحام السكاني.
- المرتفعات: تنخفض نسبة الكثافة السكانية في المناطق الجبلية؛ بسبب شدة الانحدار ووعورة هذه المناطق، وصعوبة شق الطرق فيها، لكنها في الوقت الحالي باتت محل جذب للسكن فيها لما تتمتع به من جو لطيف وموقع مميز ومطل، ويوجد في الوطن العربي الكثير من المرتفعات التي تشهد ازدحامًا سكانيًا لافتًا مثل جبال لبنان التي يسكنها الموارنة، وجبل دارفور في السودان وغيرها الكثير.[٢]
- المناخ: تشهد المناطق ذات المناخ المعتدل ونسبة الهطول الوفيرة نسبة أعلى في توزيعها السكاني عن غيرها من المناطق الجافة أو المناطق المتجمدة، ومن أبرز عوامل المناخ تأثيرًا في التوزيع السكاني ما يأتي:
- الأمطار: الماء هو عصب الحياة وأساس قيام الحضارات الإنسانية وبقائها، وعليه فإنه من أهم عوامل الجذب السكاني، والأمطار التي تعد المصدر الأساسي للماء تلعب الدور الأبرز في توزيع السكان، فتشهد الأقاليم المطيرة ازدحامًا سكانيًا كبيرًا على العكس من المناطق والأقاليم الجافة التي تقل فيها نسبة الهطول السنوي فتكاد تخلو من السكان، باستثناء بعض الواحات التي تعد وفيرة المياه الجوفية وبعض الأقاليم التعدينية.
- الحرارة: وهي أحد أهم عوامل المناخ المؤثرة على التوزيع السكاني، مع العلم أن أثرها محدود نوعًا ما، وذلك في المناطق الحارة والمعتدلة، أما المناطق الباردة فيظهر بوضوح دور درجات الحرارة في توزيع السكان؛ إذ تكاد هذه المناطق الباردة تخلو من سكانها؛ لأن قدرة الإنسان على تحمل درجات الحرارة العالية تعد أكبر من قدرته على تحمل درجات الحرارة المتدنية جدًا.[٢]
- التربة: من الجدير بالذكر أن التربة أيضًا لها دور ملحوظ في توزيع السكان، إذ أن بعض أنواع التربات ترتفع فوقها الكثافة السكانية مقارنة مع غيرها، وهذه الأنواع كالآتي:
- التربة الفيضية: تتمتع التربة الفيضية بخصوبتها العالية ومنتوجاتها الزراعية الجيدة والوفيرة، وعليه فإنها تجذب الكثير من السكان للعيش والاستقرار فوقها، ومن الأمثلة على هذا النوع من التربة؛ هي التربة الفيضية في بلاد مصر والعراق، والتربة البركانية في بلاد اليمن، وتربة البحر الأبيض المتوسط الحمراء والسمراء.
- التربة الصحراوية: لا تعد التربة الصحراوية عاملًا لجذب السكان سواء أكانت رملية أو جيرية؛ نظرًا لقلة خصوبتها وعدم ملائمتها لكافة المحاصيل الزراعية.[٢]
- الموارد الطبيعية: هي الموارد الأساسية في حياة الإنسان، مثل المواد المعدنية والمواد الخام، ومصادر الطاقة، التي لها آثار مباشرة وأخرى غير مباشرة على التوزيع السكاني، وهي كالآتي:
- الآثار المباشرة: هي آثار تجذب السكان للبدء بعمليات التعدين بغض النظر عن عوامل العمران الأخرى، لأن العامل الأهم هو العامل الاقتصادي، ومن الأمثلة عليها مناطق استخراج البترول في منطقة الإحساء بالمملكة العربية السعودية، ومناطق استخراج البترول في صحراء ليبيا والجزائر، إضافة إلى أن مناطق التعدين تلك تستقطب الأيدي العاملة والفنيين لإدارة عمليات الإنتاج والاستخراج، ومع كثافة العمال في هذه المناطق أصبحت تشهد تطورًا عمرانيًا ملحوظًا.
- الآثار غير المباشرة: وهي تلك الآثار المتمثلة في قيام صناعات من هذه الموارد المعدنية، وتجذب السكان لمناطقها أكثر من حرفة التعدين، إلا أنها في المنطقة العربية تحديدًا ما زالت تشهد خمولًا واضحًا؛ وبالتالي لا تترك عظيم الأثر في تأثيرها على التوزيع السكاني في مناطقها.[٢]
- الكوارث الطبيعية: الكوارث الطبيعية هي عوامل مؤثرة جدًا في التوزيع السكاني؛ بسبب شدة وقوة تأثيرها وبشاعة دمارها، كونها قوى طبيعية لا دخل للإنسان فيها ولا حيلة له للحد من قوة تأثيرها، إذ تشهد المناطق المعروفة بكثرة كوارثها الطبيعية من زلازل وبراكين وأعاصير نزوحًا كبيرًا للسكان وانتقالهم للعيش في مناطق أخرى أكثر هدوءًا.[٣]
العوامل البشرية المتحكمة في توزيع السكان
تتعدد العوامل البشرية المتحكمة في تحديد توزيع السكان في العالم، وتلعب الدور الكبير في ذلك، ومن أهم هذه العوامل البشرية ما يأتي:
- الدين: يعد العامل الديني مهمًا في التوزيع السكاني؛ إذ يفضل الإنسان العيش بالقرب مع من يعتنقون ديانته، تجنبًا للنزاعات الدينية الطائفية.
- النقل: وسائل المواصلات والنقل من أهم العوامل المؤثرة في توزيع السكان في العالم، فهي عامل جذب رئيسي للسكان؛ لأنهم يحرصون على الإقامة في الأماكن التي تتوفر فيها شبكات ووسائل للنقل.
- العامل الاقتصادي: المناطق التي تحظى بثروات طبيعية ومساحات واسعة وأماكن مناسبة لنشوء العديد من الحرف كالنجارة والزراعة والصيد؛ هي مناطق جذب للسكان للإقامة والاستقرار فيها كون الإنسان يسعى بطبيعته للعمل وتأمين دخل مادي له ولأسرته.
- العامل السياسي: مما لا شك فيه أن السياسة تلعب دورًا كبيرًا في توزيع السكان حول العالم، إذ أن المناطق التي تشهد صراعات وحروب سياسية كثيرة، يضطر سكانها للهجرة منها والعيش في مناطق أكثر أمنًا وهدوءًا، وفيها الكثير من فرص الحياة الكريمة.
- التحضر: المناطق المتحضرة التي تتمتع بدرجات عالية من التقدم والرقي والحضارة تشهد ازدحامًا سكانيًا فوق رقعتها الجغرافية؛ كون الإنسان يميل للرفاهية والتمدن، إضافة إلى العمالة الوافدة إلى هذه المناطق لتوفر فرص العمل.[١]
المراجع
- ^ أ ب "العوامل المتحكمة في توزيع السكان"، كله لك، اطّلع عليه بتاريخ 21-6-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث محمد نوفل، "العوامل المؤثرة في توزيع السكان في الوطن العربي"، historymemo، اطّلع عليه بتاريخ 21-6-2019. بتصرّف.
- ↑ Mostafa Zahran، "العوامل المؤثرة في توزيع السكان"، قلمي، اطّلع عليه بتاريخ 21-6-2019. بتصرّف.