محتويات
الحكم العثماني في مصر
بدأ الحكم العثماني في مصر مع هزيمة المماليك على يد الأتراك عام 1516م، وقد غيّر ذلك الكثير في الدولة إذ عادت مصر إلى وضع المقاطعة التي تحكمها الإدارة العليا في مدينة القسطنطينية (اسطنبول حاليًا)، كما رافق ذلك تغير على الصعيد الثقافي والاقتصادي إلى جانب الوجود الأجنبي فيها، ولقد هدفت السلطة إلى توفير حكومة مستقرة في مصر من شأنها الحفاظ على المورد الزراعي تحديدًا بمستوى إنتاج عالٍ مع تعزيز تجارة التبادل والعبور، واستمر الوجود العثماني أكثر من 280 عامًا في مصر، إلى انتهى عام 1798م.[١]
ما هي مظاهر الحكم العثماني في مصر؟
مرّت الكثير من الحضارات على تاريخ مصر، واتصف كل منها بصبغة خاصة أضفى على أرضها طابعًا مختلفًا ومظاهر معينة، وفيما يلي سنستعرض منها ما شهدته أرض الكنانة إبان الحكم العثماني:[٢]
- بدأ الحكم العثماني في مصر بهزيمة القوات المملوكية في منطقة الريدانية خارج القاهرة، وذلك على يد السلطان العثماني سليم الأول.
- يرجع أصل العثمانيين الذين حكموا مصر إلى القبائل التركية التي عبرت الأراضي العربية في أوائل القرن العاشر، وبعيد قدومها من بغداد والأناضول.
- يتمثل شكل الحكم العثماني بسلالات تركية صغيرة تسمى بالأميرات، وحاكمها هو السلطان عثمان مؤسس الإمبراطورية الأول منذ عام 1280م.
- بدأ العثمانيون منذ اتساع بقعة حكمهم بإضافة المقاطعات العربية إلى امتدادهم وكانت مصر هدفًا أساسيًا بحكم موقعها الاستراتيجي.
- وضع السلطان سليم الأول مساعده خير بك حاكمًا على مصر وتابعًا للسلطان، ولم يكن حاكمًا إقليميًا، وأبقى على القلعة كمقر لحكم مصر.
- تمكن السلطان العثماني من حكم مصر باستقلالية خلال قرن واحد وحسب، لأن المماليك كانوا قادرين على التأثير على الحكم وسير مجرياته.
- نشأت العديد من الثورات في فترة الحكم على مصر والتي انتهت في تحويل السلطة إلى البايات في حلول منتصق القرن 16م.
- أثر الصراع بين المماليك والعثمانيين على هياكل الدولة العسكرية والسياسية في مصر وأطاح أخيرًا بالعثمانيين.
الآثار العثمانية في مصر
إذا كنتَ تنوي الذهاب برحلة تاريخية لاستكشاف الآثار العثمانية في مصر؛ فلربما عليكَ أن تطيل الإقامة فيها، إذ أنها تزخر بالآثار التي بناها العثمانيين على مدار قرون عدة، ومن أبرزها:[٣][٤]
- مسجد سليمان باشا الخادم بالقلعة والذي بُني في 1528م، إذ يُعتبر أول مسجد عثماني في مصر، ويتميز بالحجارة الفسيفسائية الجميلة الألوان والمصنوعة من الرخام، والمئذنة العثمانية المخططة بقلم رصاص، والقبة المركزية، والجدير بالذكر أن هذا المسجد كان لخدمة الجنود في الخدمة الإنكشارية والجيش العثماني.
- فندق تقية سليمان باشا والذي بُني عام 1543م، والتقية مصطلح عثماني يعني الخانقة التي كانت تُستخدم الضيوف، وهو مصمم على الطراز العثماني إضافة إلى لمسات وتأثيرات مملوكية تظهر خاصة في الواجهة، وفيه محراب داخلي يمكن الاستدلال على اتجاه القِبلة الصحيح من خلاله، ويمكن للزائر الإحساس بالنمط الصوفي فيه فور دخوله.
- مسجد سنان باشا الذي بُني على ضفاف نهر النيل في القاهرة، وهو مثل معظم المساجد الحضرية كان منحرفًا عن اتجاه القبلة إلى مكة، ويتميز بالأقواس المدببة، والقباب المستديرة والضحلة من حيث العمران، بالإضافة إلى قبة مركزية فاطمية الطراز تهيمن على المسجد ككل، وتعتبر أكبر قباب العاصمة المصرية (القاهرة) إذ يبلغ قطرها حوالي 45 قدمًا، أما المئذنة فهي عبارة عن هيكل إسطواني الأوجه، وهو ذو شرفة واحدة وسطح مخروطي الشكل.
نهاية الحكم العثماني في مصر
يعتبر العام 1922م التاريخ السنوي الرسمي الذي استقلت فيه مصر عن الحكم العثماني، وذلك بعد فترة طويلة من ترنح حكم السلاطين الأتراك وضعف نفوذهم، إلا أن أصبحت الإمبراطورية العثمانية تُعرف باسم الرجل المريض، وذلك لأنها كانت تحتضر وتعد أيامها الأخيرة قبل أن تستلم دولٌ أخرى زمام الأمور، إذ بدأ النفوذ البريطاني في التوغل في مصر بشكل ملحوظ وخاصة برغبة الإنجليز الجامحة بالسيطرة على قناة السويس ذات الموقع الاستراتيجي الرابط بين قارتي آسيا وإفريقيا بل وأوروبا في الشمال، مع ظهور منافس آخر لها وهو فرنسا، وذلك ما أزعج المصريين وأدخلهم في العديد من المعارك والثورات ضد الاحتلال للاستفراد بخيرات بلادهم، لتحصل مصر أخيرًا على استقلالها في عام 1956م، ودخل حينها جمال عبد الناصر (حاكم مصر) في حرب مع بريطانيا وفرنسا لاستعادة السلطة على القناة وبدعم من الولايات المتحدة الأمريكية وضغط كبير انسحبت كل من بريطانيا وفرنسا، وهو ما دلل على أن أيام بريطانيا الاستعمارية قد ولّت إلى غير رجعة في مصر.[٥]
قد يُهِمُّكَ
تتابع العديد من السلاطين والأمراء على حكم مصر في العهد العثماني، منهم من بقي فترة طويلة على كرسي الحكم ومنهم من لم تمهله الأيام الكثير، ومنهم من جلب الرخاء والحضارة والعلم ومنهم من كانت سنيه عجافًا ولم يرحمه التاريخ، وفيما يلي نتناول قائمة بأبرزهم:[٦]
- يونس باشا واستمرت فترة حكمه أقل من عام واحد وهو 1517م وذلك بسبب الفساد.
- الباي حاير واستمرت فترة حكمه ما بين (1517- 1522) بسبب الوفاة الطبيعية.
- شوبان مصطفى باشا الذي حكم مصر لعام واحد (1522- 1523) بعد إخماده لثورة مملوكية صغيرة.
- السلطان هين أحمد باشا الذي حكم لعام واحد أيضًا، وتوفي عام 1524م بسبب إعدامه لتمرده.
- غوزليك قاسم باشا وحكم لعام واحد أيضًا حتى سنة 1525م.
- برقة إبراهيم باشا، وحكم مصر لثلاث شهور وحسب بسبب النظام العسكري والمدني التركي في مصر.
- غوزليك قاسم باشا الذي تجددت فترة حكمه من جديد، والتي لم تصمد سوى لبضعة شهور.
- حضر سليمان باشا الذي حكم مصر لعشر سنوات انتهت عام 1535م.
- ديفان خسريف باشا وحكم مصر لمدة عامين فقط حتى 1537م.
- حاتم سليمان باشا حكم مصر لسنة واحدة حتى 1538م فقط.
- داوود باشا الذي حكم 11 عام انتهت سنة 1549م.
المراجع
- ↑ "The Ottomans 1517/1798", britannica, Retrieved 2020-10-28. Edited.
- ↑ "THE OTTOMAN EMPIRE", countrystudies, Retrieved 2020-10-28. Edited.
- ↑ "15 - Ottoman Architecture in Cairo: The Age of the Governors", mit, Retrieved 2020-10-28. Edited.
- ↑ " Ottoman period", uidaho, Retrieved 2020-10-28. Edited.
- ↑ "The end of the British empire in Africa", nationalarchives, Retrieved 2020-10-28. Edited.
- ↑ "List of Ottoman governors of Egypt", thereaderwiki, Retrieved 2020-10-28. Edited.