الفرق بين المسكين والفقير

المسكين

يُعرف المسكين على أنه الشخص الذي لا يملك الحدّ الأدنى من متطلباته الأساسية، أو أقل من نصف متطلباته الضرورية والأساسية، ويكون معتمدًا فقط على الأموال التي يكسبها من خلال المساهمات أو التبرعات التي تصله، وفي أغلب الأوقات يكون المسكين شخصًا عاجزًا كليًا عن العمل، وليس لديه أسرة أو أي أحد ليرعى أو يسد متطلباته، وبحسب ما قال العلماء المسلمين، أنّ المسكين بحاجة لمساعداتٍ أكثر من الفقير، وعند العودة إلى الأصل اللغوي لكلمة مسكين، فإن الكلمة مشتقة من كلمة السكون، وتعني من سكن يديه عن التحرك ولم يتمكن من الحصول على مشربه ومأكله بأي طريقة.[١]


الفرق بين المسكين والفقير

خلق الله تعالى البشر وأوجد بينهم تفاوتًا في جميع الأمور مثل نسبة الجمال والذكاء العقلي، وكذلك الطبقات المادية، وقد كان في السابق في الحضارة الفرعونية والرومانية القديمة يرمز للمجتمع بشكل الهرم، فقد كانوا الأشخاص يعيشون تدريجيًا في كل شيء، ولله تعالى حكمه يجهلها الناس في جعل المجتمعات بهذه الصورة، إلا أنه من المؤكد أنّ نسب حاجة الأشخاص للمتطلبات المادية متفاوتة، فلا يعد أي شخص يمر بضائقة مادية من الفقراء، ولا يتساوى مع الذين يريدون فقط توفير أقل المتطلبات، ولا يتساوى هؤلاء الاثنين مع الذي يطمح فقط لتوفير الطعام، ولذلك فقد أوصانا الله تعالى بمساعدة المساكين والفقراء وتوفير المستطاع من متطلباتهم، وقد فّرق العلماء في الدين الإسلامي بين المساكين والفقراء، ووضعوا لكلٍ منهم منزلة مختلفة عن الآخر، فالمسكين هو الذي لا يستطيع تأمين أدنى متطلبات المعيشة، بينما الفقير هو الشخص الذي لا يمتلك المال أو لا يوجد لديه مصدر دخل يؤمن له متطلباته الأساسية بصورة كاملة، مما يعني أنه بحاجة إلى المساعدة لسدّ باقي متطلباته، وبحسب النظريات الإقتصادية، فالفقير هو الشخص الذي لا يملك المقدرة الشرائية التي تجعله يتمكن من سداد متطلباته، بالإضافة إلى أن الفقير هو الذي قد يكون لا يستطيع العمل في وظيفة تؤمن له دخلًا بسبب المرض، أو عدم وجود شهادات علمية تمكنه من العمل في وظيفة تؤمن له دخلًا كافيًا، وكذلك يتضمن مصطلح الفقراء الأشخاص الذين لا يتمكنون من ممارسة العمل بسبب وقوع كوارث طبيعية كالمجاعات أو الحروب، وقد أشتق المعنى اللغوي لكلمة الفقراء من مصطلح فقرات الظهر، وذلك ليدل على أن الشخص يمكنه العمل ولكن على فقرات متفاوتة، وهذا ما يعنيه المصطلح، إذ أنّ الشخص قد لا يجد العمل المناسب بالنسبة له.[٢]


أسباب الفقر في البلدان العربية

من أسباب الفقر في البلاد العربية ما يلي:[٣]

  • انتشار الفساد في البنى الإقتصادية والإجتماعية والسياسية في العديد من البلدان العربية، إذ يشتمل الفساد على إساءة استخدام السلطة العامة أو الوظيفة العامة لكسب الخاص، أي استغلال الموظف في الدولة والمؤسسة الخاصة أو العامة للصالح العام من أجل خدمة منافع ومآرب خاصة، وينتج الفساد من تفسخ المنظومة الاجتماعية القيمية ودمار هذه المنظومة، ولهذا يتحول الفساد إلى سلوكٍ اجتماعي تسعى رموزه إلى الانتهاك من قواعد المبادئ الاجتماعية، ونمو الفساد يكون من خلال الحصول على تراخيص غير مشروعة وتسهيلات خدمية، أو أخذ الرشوة في سبيل تسهيل عقد أو طرح مناقصة عامة مثلاً، كما أن الفساد يمكن أن يحدث من خلال استغلال الوظيفة العامة مدون اللجوء إلى الرشوة، وذلك من خلال تعيين الأقارب تحت منطق المحاباة والمحسوبية، أو من خلال سرقة أموال الدولة مباشرةً، وقد بينت اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد في عام 2003 م الحالات التي يتحول فيها الفساد إلى ممارسات عملية على أرض الواقع، وهي الرشوة بكل وجوهها في القطاعين الخاص والعام، والاختلاس بكل صوره، والإتجار بالنقود، وسوء استغلال الوظيفة، والثراء غير المشروع، وتبييض الأموال، وغيرها من صور الفساد الأخرى.
  • التقليل من إنتاجية الفرد الذي يعمل في البلدان العربية، فقد أشارت الدراسات إلى أن المعدل في إنتاجية الفرد في البلاد العربية يتراوح بين 60 دقيقة من بين ثماني ساعات عمل كل يوم، وهذا يقلل من الإنتاج الخدمي والسلعي في العديد من البلاد العربية، ويجعل منها دول منخفضة الاكتفاء الذاتي لا تتجاوز 16%-45%.
  • الانخفاض في الاستثمارات الأجنبية والوطنية في البلاد العربية الذي يؤدي إلى الإنخفاض في الإنتاج، ودمار البنية التحتية، والتراجع في القطاعات الإقتصادية وعدم القدرة على التوسع في الإنتاج.


المراجع

  1. "تعريف المسكين"، albayan، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-19. بتصرّف.
  2. "تعريف الفقير"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-19. بتصرّف.
  3. "أسباب الفقر في البلدان العربية"، assabeel، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-19. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :