كيفية الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري

كيفية الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري
كيفية الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري

الاحتباس الحراري

في الماضي البعيد لعبت الشّمس وحدها دور تبريد وتدفئة كوكب الأرض والمسطّحات المائيّة، بسبب اختلاف موقع الأرض من الشّمس وشدّة تركيز الطّاقة الشمسيّة، الأمر الذي يجعل من التغيّرات في الغلاف الجوّي النّاتجة عنها طبيعيّة، وليس لها أي أضرار سلبيّة على المناخ، ولكن في الآونة الأخيرة انضمّ لاعب جديد، له تأثير قوي وسلبي إلى جانب تأثير الشّمس، ألا وهو الثّورة الصّناعيّة ذات الارتباط المباشر والوثيق بالنّشاط البشري الذي يعتمد على استخدام الوقود الأحفوري بكميّات كبيرة، إذ سبّب هذا الأخير ارتفاع نسبة تركيز الغازات الدّفيئة في الغلاف الجوّي، وكان له تأثير مدمّر على الأرض، يتمثّل بزيادة سريعة ومطّردة في متوسّط درجة حرارة سطحها، وما سبق يشير باختصار إلى تعريف بسيط لظاهرة الاحتباس الحراري، التي سنتناولها بشيء من التّفصيل في الأسطر القليلة القادمة.[١]


كيفيّة الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري

إنّ السّبب الرّئيسي لظاهرة الاحتباس الحراري هو زيادة نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون وغازات الدفيئة في الغلاف الجوّي، وبالتّالي للتغلّب على هذه الظاهرة والحد منها، يجب اتّباع إجراءات وسياسات لتقليل النّشاطات التي ينبعث عنها غاز ثاني أكسيد الكربون، ويمكن تلخيصها بما يلي:[٢]

  • استخدام مصادر الطّاقة المتجدّدة: مثل الطّاقة الشمسيّة، وقوّة الرّياح لتوليد الطاقة الكهربائيّة، بدلًا من استخدام الغاز الطّبيعي في توليدها، وما ينتج عن احتراقه لتوليد الكهرباء من كميّات عالية من ثاني أكسيد الكربون.
  • استخدام الأجهزة الموفّرة للطّاقة: استخدام الطّاقة بكفاءة يؤدي إلى تقليل انبعاث الغازات الدّفيئة إلى الغلاف الجوّي، مثل الثّلاجات الموفّرة للطّاقة، والغسّالات، والمكانس الكهربائيّة، ومكيّفات الهواء وغيرها من الأجهزة الكهربائيّة التي لا يخلو منها أي منزل، ويمكن التأكّد من أنّها موفّرة للطّاقة من خلال الملصقات، ودليل الاستخدام.
  • استخدام الماء بكفاءة: إذ تتطلّب عمليّة ضخ الماء للمنازل، والمصانع، وتسخينها، ومعالجتها في محطّات تنقية المياه استخدام الكثير من الطّاقة التي ينبعث عنها ثاني أكسيد الكربون، وبالتّالي فإنّ المسؤوليّة في استخدام الماء يقلّل من كميّة هدره، ويمكن الوصول لهذه الغاية باستخدام صنابير المياه الموفّرة، والعقلانيّة في الممارسات اليوميّة التي تعتمد على استخدام المياه، مثل غلق صنبور الماء أثناء تنظيف الأسنان، أو أثناء تصبين الأطباق.
  • الحد من هدر الطّعام: إذ تتطلّب عمليّة تأمين الغذاء الكثير من الطّاقة التي تبدأ من استخدام الآلات الكبيرة في الزّراعة وحراثة الأرض، ومرورًا بتجهيزها وتعبئتها، انتهاء بمصاريف شحنها، وصولًا إلى المستهلك، ويقع على عاتق المتسهلك جزء كبير من المسؤوليّة بهذا الخصوص، إذ يجب استخدام ما يحتاجه من الطّعام بعقلانيّة، دون إفراط أو إسراف، فالمبالغة في شراء الطّعام تزيد من كميّة هدره وانتهائه في مكب النّفايات، ويُنصح بتقليل استهلاك المنتجات الحيوانيّة لأنّ عمليّة تجهيز الغذاء الذي يحتوي منتجات حيوانيّة، تتطلّب طاقة أكبر من تجهيز نظيرتها من المنتجات النّباتيّة.
  • استخدام المصابيح الموفّرة للطّاقة: مثل مصابيح LED التي تستهلك في إضاءتها طاقة أقل من المصابيح التقليديّة تصل إلى 80%، إلى جانب انخفاض قيمته الشّرائيّة مقارنةً بنظيره التّقليدي، إذ يمكن أن يبلغ حجم التّوفير على المدى البعيد في استخدام مصباح LED بقوّة 10 واط، بدلًا من مصباح تقليدي بقوّة 60 واط ما قيمته 125 دولارًا.
  • إيقاف الهدر الخامل من الطاقة الكهربائيّة: فمن المعروف أنّ الأجهزة الكهربائيّة وهي في حالة عدم استعمال، واتّصال بقابس الكهرباء، تصرف طاقة تُعرف باسم الهدر الخامل، إذ يُنصح بسحب مثل هذه الأجهزة من قابس الكهرباء في حال عدم استخدامها، مثل أجهزة الصّوت، والفيديو، وأجهزة الكمبيوتر، والأجهزة الذكيّة، فهذه الأخيرة حتّى بعد اكتمال شحنها بالكامل، مع بقائها موصوله بقابس الكهرباء تبقى تصرف مقدارًا قليلًا من الكهرباء، لذلك يجب إزالتها بمجرّد اكتمال شحنها، أو توصيلها وغيرها من الأجهزة الذكيّة، وأجهزة الحاسوب التي تحتاج إلى شحن بطاريّاتها توصيلها بشرائط الطّاقة المؤقّتة، وتوقيتها على زمن معيّن، وكذلك الضّبط التّلقائي للشّاشات وأجهزة الحاسوب على الوضع الموفّر للطّاقة عندما تكون خارج نطاق الاستعمال.
  • قيادة المركبات الذكيّة: مثل السيّارات الهجينة التي تعمل على الوقود والكهرباء معًا، أو تلك التي تعمل بشكل كامل على الكهرباء دون حاجتها للبنزين، إذ بات واضحًا تأثير عوادم السيّارات التي تعمل بالوقود على المناخ، وزيادة ظاهرة الاحتباس الحراري، ويساعد التّقليل من استخدام المركبات، واستبدالها بالمشي، أو استخدام الدرّاجات الهوائيّة من تقليل تلوّث الهواء، وتقليل استهلاك الوقود، الذي يؤثّر على تغيّر المناخ.
  • التنقّل لمسافات طويلة بذكاء: إذ تشير الدّراسات إلى أنّ الطّائرات أكثر استخدامًا للوقود من القطارات، وأكثر إضرارًا بالبيئة، لذلك يمكن اللّجوء إلى القطارات في السّفر، والتنقّلات لمسافات طويلة بدلًا من الطّائرات، ما يخفّف من استهلاك الوقود، وتغيّرات المناخ النّاتجة عن استهلاكه.


حلول مشكلة تغيّر المناخ

بات معروفًا التّأثيرات السلبيّة لظاهرة الاحتباس الحراري على الأرض، وما تُحدثه من تغييرات مميتة في المناخ، لذلك سارعت الدّول إلى اتّخاذ إجراءات، والتّوقيع على اتفاقيّات دوليّة للحد من تدهور المناخ، وتحقيق مستقبل آمن أكثر استدامة من حيث التنمية الاقتصاديّة، إلى جانب حل مشكلة التغيّرات المناخيّة المدمّرة للبيئة، ومن أبرزها ما يلي:[٣]

  • المحافظة على مصادر المياه: وحمايتها من التلوّث، وتصريف مياه الصّرف الصحّي بطرق صحيّة للبيئة، من خلال سن قوانين تُلزِم المصانع على التخلّص من نفاياتها الصّناعيّة بعيدًا عن مصادر المياه.
  • استخدام مصادر الطّاقة المتجدّدة: من خلال دعم الشّركات والمصانع لاستخدام الطاقة المتجدّدة، إذ ينتج عن استخدام الطّاقة التقليديّة حوالي 60% من مجموع انبعاثات الغازات الدّفيئة، وتشير الإحصاءات إلى أنّ استهلاك الطّاقة النّظيفة بلغ حوالي 17% من مثيلتها التقليديّة، واستخدام الحلول العلميّة المبتكرة لتقليل خطر الانبعاثات الكربونيّة، إذ تؤكّد الهيئات الدوليّة المغنيّة بالتّغير المناخي، على ضرورة وصول استخدام الطّاقة النّظيفة إلى 85% بحلول عام 2050 لتجنّب سيناريوهات مدمّرة للمناخ، يمكن أن تودي بالحياة البشريّة على كوكب الأرض.
  • تعزيز الثّقافة البيئيّة لدى الأفراد: من خلال توعيتهم بالآثار المدمّرة لظاهرة الاحتباس الحراري، في حال بقيت الممارسات اليوميّة على ما هي عليه في الوقت الرّاهن، وتشجيعهم على اتّباع أنماط استهلاكيّة تسير بهم وبالكوكب إلى شاطئ الأمان، تتمثّل بالنّقاط المذكورة بالفقرة السّابقة.
  • مكافحة التصحّر وزيادة الغطاء الأخضر: إذ من المعروف أنّ الأشجار والنّباتات خلال عمليّة البناء الضّوئي تمتص ثاني أكسيد الكربون، والكربون في عمليّة بناء جدران خلاياها، وتُطلق الأكسجين كناتج لهذه العمليّة، وبالتّالي الحفاظ على الأشجار، ومنع إزالة الغابات المطيرة والتعدّي عليها يقلّل من نسبة الكربون، وثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوّي، ويزيد من نسبة الأكسجين ما يسمح للمخلوقات والأرض بالتنفّس، والتّقليل من ظاهرة الاحتباس الحراري، فطالما أنّ الغطاء الأخضر، والغابات بخير يظل هناك أمل في إعادة إحياء الكوكب وتبريد حرارته، فالتعدّي على الأشجار بالقطع، أو تلوّث التّربة الذي يسبّب تعفّنها، يؤدّي إلى موت الأشجار التي تطلق بعد موتها الكربون إلى الغلاف الجوّي، ما يزيد من تركيزه بالنّسبة لتركيز غازات الغلاف الجوّي الأخرى، وزيادة خطورة التدهّور المناخي.[٤]


أسباب الاحتباس الحراري

رصد علماء البيئة زيادة في درجة حرارة الأرض عمّا كانت عليه قبل عصر الثّورة الصناعيّة التي ساهمت في ظهور مشكلة الاحتباس الحراري بسبب العوامل والأسباب التّالية:[٥]

  • زيادة نسبة الغازات الدّفيئة في الغلاف الجوّي: يتكوّن الغلاف الجوّي من مجموعة متنوّعة من الغازات تُعرف باسم الغازات الدّفيئة أهمّها ثاني أكسيد الكربون، وغاز الميثان، وغاز النّيتروز، وغازات مفلورة، تعمل عمل البيوت البلاستيكيّة المستخدمة للزّراعة، إذ إنّها تحتفظ بحرارة أشعّة الشّمس التي تخترق الغلاف الجوّي، وتُبقيها داخله، ونتيجة للنشاط البشري الصّناعي الذي أدّى لزيادة تركيز الغازات الدّفيئة عن معدّلها الطّبيعي في الغلاف الجوّي، تزيد نسبة الاحتفاظ بحرارة أشعّة الشّمس الأمر الذي يزيد من درجة الحرارة على سطح الأرض، ويعد غاز ثاني أكسيد الكربون النّاتج عن حرق الوقود الأحفوري مثل والفحم، والنّفط، والغاز، من أكثر الغازات الدّفيئة مسؤوليّة عن ظاهرة الاحتباس الحراري بنسبة 64% من الغازات الأخرى، وقد زادت نسبة تركيزه في الغلاف الجوّي إلى حوالي 40% عمّا كانت عليه في بدايات الثّورة الصّناعيّة، أمّا الغازات الدّفيئة الأخرى فمساهمتها في الاحتباس الحراري أقل عن سابقها ثاني أكسيد الكربون، ولكنّها أكثر كفاءة منه بآلاف المرّات بالاحتفاظ بالحرارة، فغاز الميثان المنبعث عن النّشاط البشري مسؤول عن 17% من الاحتباس الحراري، بينما أكسيد النيتروز يساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري بنسبة 6%.
  • تدمير الغابات المطيرة: إذ كما أسلفنا ينظّم الغطاء الأخطر المناخ، ويُبقيه متوازنًا من خلال امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الجو، وإطلاق غاز الأكسجين الحيوي للحياة على كوكب الأرض أثناء عمليّة البناء الضّوئي، وتخسر الأرض هذه الميزة عندما تُدمّر الغابات المطيرة، بقطع الأشجار الجائر، والمبالغ فيه، لغايات تجاريّة، وصناعيّة، إذ تُعيد الأشجار المقطوعة أو التي ماتت وتعفّنت إطلاق الكربون المخزّن فيها مرّة أخرى إلى الغلاف الجوّي، ما يزيد من نسبة تركيزه في الغلاف الجوّي، ويساهم في زيادة ظاهرة الاحتباس الحراري.
  • تربية الماشية: زيادة الاستهلاك البشري من اللّحوم، ومنتجات الألبان يضع المنتج تحت حمّى زيادة رأسماله من الثّروة الحيوانيّة لتلبية طلبات المستهلكين، وتحقيق ربح أكبر، وتربية المزيد من الماشية يعني زيادة ظاهرة الاحتباس الحراري، إذ ينتج عن روث الماشية نسبة كبيرة من غاز الميثان.
  • استخدام السّماد الكيماوي: الذي يحتوي على نسبة كبيرة من غاز النّيتروجين، وعند استخدامه كسماد للتّربة ينتج عنه غاز أكسيد النّيتروز.
  • المصانع ومحطّات توليد الطّاقة: مرّة أخرى زيادة الاستهلاك البشري للكهرباء، والمنتجات المصنّعة في المصانع، يزيد من نشاط هذه الأخيرة لمجاراة الطّلب عليها، إذ لها حصّة الأسد في المساهمة بانبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون، ما أدّى لزيادة درجة حرارة الأرض بنسبة 0.85% عمّا كانت عليه قبل عام بديات الثّورة الصّناعية عام 1850.
  • استخدام الغازات المفلورة: وهي مجموعة من الغازات المصنّعة المستخدمة في النّشاطات الصّناعيّة، وعلى الرّغم من قلّة انبعاثها، إلاّ أنّ تأثيرها في زيادة الاحتباس الحراري أكثر بحوالي 23 ألف مرّة من ثاني أكسيد الكربون، وقد تنبّه الاتّحاد الأوروبي لخطورة استخدام الغازات المفلورة وتأثيرها المدمّر للبيئة، ووضع سياسات تُجبر القطاع الصّناعي على استخدامها في حدودها الدّنيا.


آثار الاحتباس الحراري

عكفنا في هذا المقال على ترديد كلمة تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري المدمّرة على البيئة، ومن الضّروري ذكر هذه الآثار المدمّرة المرتبطة ببعضها البعض، وتؤدّي واحدة منها إلى الأخرى:[٦]

  • ارتفاع مستوى مياه البحار والمحيطات: زيادة درجة حرارة الأرض تؤثّر على الغطاء الجليدي في قطبي الأرض المتجمّدين الشّمالي والجنوبي، وتسبّب ذوبانها بكميّات أكبر من قدرة البحار والمحيطات على استيعابها، فتتدفّق المياه الزّائدة إلى اليابسة على شكل فيضانات مدمّرة، إلى جانب تآكل اليابسة لصالح المسطّحات المائيّة، إذ يتوقّع علماء البيئة أنّ ذوبان الجرف الجليدي في غريلاند، أو في أنتاركتيكا في الولايات المتّحدة الأمريكيّة، سيسبّب ارتفاع منسوب مياه البحر حوالي ستة أمتار، أي ما يعادل 20 قدمًا، وهو ما سينتج عنه غمر أجزاء كبيرة من ولاية فلوريدا، وساحل الخليج، ونيو أورليانز، وهيوستن وإغراقها تحت الماء بشكل كامل.
  • زيادة نسبة تبخّر مياه البحار والمحيطات: إذ من المعروف أنّ مياه المسطّحات المائيّة تتبخّر بفعل حرارة الشّمس، وهو ما ينتج عنه الأمطار، وزيادة حرارة الشّمس المحتبسة في الغلاف الجوّي تزيد من نسبة تبخّر الماء، ما ينتج عنه أمطار غزيرة لا يُستفاد منها كما لو كانت بمعدّل هطولها الطّبيعي، ناهيك عن تشكّل السّيول، وانجراف التّربة وآثار بيئيّة مدمّرة على الحياة البشريّة نتيجة هذه الأمطار الغزيرة.
  • الأعاصير المدمّرة: التي تزيد درجة قوّتها وعنفها بالتّدمير بسبب ارتفاع منسوب المياه في الغلاف الجوي، وما ينتج عن هذه الأخيرة كما أشرنا بالنّقطة الأولى إلى زيادة وتيرة وحدّة الفيضانات، وتآكل اليابسة.
  • الجفاف: تأثير ارتفاع درجة حرارة الأرض في بعض المناطق يكون بهطول أمطار غزيرة مدمّرة، إلاّ أنّه في مناطق أخرى يسبّب حدوث موجات حر طويلة، وجفاف وقلّة في هطول الأمطار، ما يجعل المناطق الحارّة أصلًا أكثر سخونة وجفاف، وتحوّل المناطق التي كانت يومًا درجة حرارتها معتدلة، وتشهد هطول أمطار منتظمة أكثر سخونة وتُعاني من الجفاف الذي يهدّد الأمن المائي والغذائي لهذه المناطق.
  • تغيير النظم البيئية: كالأسماك التي يعتاش من صيدها الكثير، إذ تهاجر الأسماك والأحياء البحريّة لمسافات طويلة للبحث عن وسط مائي تلائم درجة حرارته الدّرجة التي تمكّنها من البقاء على قيد الحياة، ما يتطلّب من الصيّادين قطع مسافات عميقة داخل البحر لأماكن وجود الأسماك، ما يهدّد الأمن الغذائي للكثير من الشّعوب التي تعتمد في غذائها على الثّروة السمكيّة.
  • تدمير الغطاء الأخضر: إذ تؤدّي التغيّرات المناخيّة إلى موت المئات من النّباتات التي ترفد الغلاف الجوّي بالمزيد من الأكسجين، وتنقّي الهواء من تأثير النّشاطات الصناعيّة، فمثلًا الغابات في أوروبا ونتيجة للاحتباس الحراري، ستغيّر شكلها، وتموت فيها بعض النّباتات، وتهاجر لتنمو في بيئة بعيدة مئات الأميال، ما يزيد نسبة التلوثّ في أوروبا.
  • تهديد الأمن الغذائي: إذ تحتاج بعض المحاصيل الأساسيّة إلى درجة حرارة معيّنة لتنمو، وزيادة درجة حرارة الأرض سيؤثّر على انخفاض نجاح زراعتها، وبالتّالي تقليص إنتاجيّتها، مثل الذّرة، والقمح، والأرز، إذ تشير التوقّعات العلميّة إلى أنّ تأثير زيادة درجة حرارة الأرض على تايلند التي تعد أكبر مصدّر للأرز، ستخفّض من إنتاجيّتها بنسبة 25% بحلول عام 2050، ومن المعروف أنّ الأرز يعد الغذاء الأساسي لأكثر من ثلث سكّان العالم، ويتوقّع العلماء أنّ إنتاجيّة الأرز ستنخفض بنسبة 10% مع كل زيادة بنسبة درجة مئويّة واحدة من حرارة الأرض.
  • انتشار الآفات والأمراض: تحتاج بعض الميكروبات والحشرات المسبّبة للأمراض إلى مناخ مرتفع الحرارة لتبقى على قيد الحياة بفعاليّة وكفاءة، وهذه الحشرات والميكروبات التي كانت يومًا تستوطن فقط المناطق الاستوائيّة ستنتقل وتمتد بفعل زيادة درجة حرارة الأرض، وحدوث موجات الحر في بعض المناطق التي كانت في السّابق ذات مناخ معتدل، إلى جانب أنّ زيادة درجات الحرارة تزيد معدّل تطوير هذه الحشرات والميكروبات لتركيبتها الجينيّة بالطّريقة التي تمكّنها من مقاومة الأمصال واللّقاحات، وهو ما يجعلها أكثر شراسة وفتكًا بالحياة البشرية، مثل الملاريا، وحمّى الضّنك.


المراجع

  1. "Global Warming", earthobservatory, Retrieved 2020-5-15. Edited.
  2. "How You Can Stop Global Warming", nrdc, Retrieved 2020-5-15. Edited.
  3. "Why working with CDP means working towards the UN’s Sustainable Development Goals (SDGs)", cdp, Retrieved 2020-5-15. Edited.
  4. "Can your town save the earth?", warmheartworldwide, Retrieved 2020-5-15. Edited.
  5. "Causes of climate change", europa, Retrieved 2020-5-15. Edited.
  6. "Climate Change Primer", warmheartworldwide, Retrieved 2020-5-15. Edited.

فيديو ذو صلة :