احتباس حراري

احتباس حراري
احتباس حراري

الاحتباس الحراري

لا بد من أنك تلاحظ تكرار مصطلح الاحتباس الحراري على مسامعك كلما شاهدت فيلمًا وثائقيًا عن الطبيعية أو البيئة، لكن ماذا يعني الاحتباس الحراري؟ وما أسبابه وتأثيره على البيئة؟ تعني ظاهرة الاحتباس الحراري ارتفاع درجة الحرارة العالمية وهو التسخين طويل المدى لنظام الأرض الذي لوحِظَ في فترة ما قبل الصناعة بين عامي 1850 و1900 ميلادي وتعد الأنشطة البشرية المسبب الرئيسي لظاهرة الاحتباس الحراري بالإضافة إلى حرق الوقود الأحفوري في المقام الأول، ويسمى الاحتباس الحراري بالاحترار العالمي أيضًا وكثيرًا ما يعدّ مرادفًا لمصطلح تغيّر المناخ، وتشير التقديرات إلى أن درجة الحرارة العالمية ازدادت بنحو 1 درجة مئوية منذ فترة ما قبل الصناعة، ويزداد هذا الرقم حاليًا بنسبة 0.2 درجة مئوية كل عشر سنوات، ويُرجّح أن 95% من الاحترار العالمي نتيجة للنشاط البشري منذ فترة الخمسينيات.[١]


أسباب الاحتباس الحراري

والآن بعد أن عرفت مفهوم الاحتباس الحراري، لا بد لك من معرفة أسباب هذه الظاهرة، إذ يعد السبب الرئيسي للاحتباس الحراري هو تجمّع غاز ثاني أكسيد الكربون CO2 وملوثات الهواء الأخرى وغازات الدفيئة في الغلاف الجوي وامتصاصها لأشعة الشمس التي ترتد عن سطح الأرض، وهذه الأشعة تنتشر غالبًا في الفضاء ولكن بسبب هذه الملوثات التي يمكن أن تبقى سنوات في الغلاف الجوي تنحبس الحرارة والأشعة ما يؤدي إلى ارتفاع حرارة الكوكب.[٢] ولكن ما هي العوامل الأخرى التي سببت ظاهرة الاحتباس الحراري؟ ويوجد العديد من العوامل التي أدت إلى التسبب بظاهرة الاحتباس الحرارة وأدت إلى تفاقم تلك المشكلة ومن أبرزها:[٣]

  • حرق الوقود الأحفوري: يعدّ حرق الوقود الأحفوري من أخطر المشاكل البيئية والأكثر تأثيرًا على ظاهرة الاحتباس الحراري، فعندما نحرق الوقود الأحفوري كالفحم والنفط والغاز بهدف توليد الكهرباء أو تشغيل السيارات تنطلق ملوثات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، فعلى سبيل المثال يعد توليد الكهرباء هو السبب الرئيسي للتلوث الكربوني في أستراليا، فالكهرباء تنتج عند حرق الفحم بنسبة 73% وحدها وحرق الغاز بنسبة 13% أما النسبة المتبقية من الكهرباء فتنتج من مصادر الطاقة المتجددة الأخرى التي لا تؤدي إلى انبعاث الكربون في الهواء.
  • إزالة الغابات وقطع الأشجار: تلعب النباتات والغابات دورًا كبيرًا في تنظيم المناخ وتنقية الجو؛ لأنها تمتص منه غاز ثاني أكسيد الكربون وتعيد إليه الأكسجين، فالغابات والأشجار وسيلة هامة للحفاظ على الاحترار العالمي عند درجة 1.5 درجة مئوية ومنعه من التفاقم، وللأسف يزيل البشر مساحات شاسعة من الغابات والأشجار من أجل التوسع الحضري ولبيع منتجاتها أيضًا كصناعة الزيوت والورق.
  • الرعي والزراعة: قد لا تعلم أن الحيوانات وخصوصًا الماشية مثل الأغنام تنتج غاز الميثان وهو من غازات الدفيئة، فعندما ترعى الماشية على نطاق واسع من الأراضي تزداد كمية الميثان وتساهم بشكل كبير في ظاهرة الاحتباس الحراري، كما أن بعض الأسمدة التي يستخدمها المزارعون في الزراعة تطلق مادة أكسيد النيتروز وهو من غازات الدفيئة أيضًا.


الآثار الناجمة عن الاحتباس الحراري

ولكن ما هي الآثار الناتجة عن ظاهرة الاحتباس الحراري؟ للاحتباس الحراري عواقب وخيمة على كوكب الأرض وعلى جميع الكائنات فيه وهي عواقب اقتصادية وبيئية وصحية، وفيما يلي بعض الآثار الناتجة عنه:[٢]

  • من أبرز آثار الاحتباس الحراري ذوبان الأنهار الجليدية وذوبان الثلوج المبكر بالإضافة إلى الجفاف الشديد في الكثير من المناطق ما يؤدي إلى نقص كبير في المياه وزيادة خطر حرائق الغابات.
  • يؤدي الاحتباس الحراري إلى ارتفاع مستوى سطح البحر ما يؤدي إلى حدوث فيضانات في المناطق الساحلية، كما أن الغابات والمزارع ستواجه آفات جديدة وموجات حرّ عالية وأمطار غزيرة جدًا وسترتفع فرصة حدوث الفيضانات وهذه العوامل كفيلة بإلحاق الضرر بالزراعة وصيد الأسماك وهي المهن التي يعيش منها ملايين الأشخاص حول العالم.
  • يؤدي الاحتباس الحراري إلى اختلال الموائل مثل الشعاب المرجانية ومروج جبال الألب وسيؤدي إلى فقدان التنوع البيولوجي وانقراض العديد من الحيوانات والنباتات.
  • يؤدي الاحتباس الحراري إلى مشاكل صحية عديدة فمن المرجّح أن ينتشر مرض الربو وأمراض الحساسية وستتفشى الأمراض المعدية بشكل كبير وأكثر شيوعًا مما سبق.
  • سيؤدي الاحتباس الحراري أيضًا إلى ارتفاع مستوى تلوث الهواء وانتشار الظروف الملائمة لتشكل الأمراض.


ما هي الحلول المتوفرة لمشكلة الاحتباس الحراري؟

في الحقيقة لا يوجد حل وحيد أو نهائي للاحتباس الحراري ولكن الحلول المقترحة أدناه تخفف من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون وغازات الدفيئة ما يسيطر على المشكلة إلى حدّ ما ويمنعها من التدهور، فكيف يمكنك أن تساهم في ذلك؟ من بعض الحلول التي يمكنك أن تساهم في بعضها للحد من الآثار السلبية لتلك الظاهرة:[٤]

  • تعزيز كفاءة الطاقة: إن الطاقة الني تستخدمها لتدفئة وتبريد منزلك ومكتبك وشركتك هي أكبر مساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري، وبفضل التقدّم التكنولوجي مكنتك تقنيات كفاءة الطاقة من استخدام طاقة أقل للحصول على نفس المستويات من الخدمات التي توفر لك الراحة والرفاهية ويمكنك هذا النهج من توفير الطاقة والمال وتوجد الكثير من المنتجات في الأسواق الموفّرة للطاقة.
  • تخضير النقل: يعني مصطلح تخضير النقل جعله أقل ضررًا بالبيئة من خلال التحوّل من الوقود الحالي الذي تستخدمه في سيارتك ووسائل النقل إلى الوقود منخفض الكربون لأن قطاع النقل يستهلك طاقة كبيرة، ويمكنك كفرد أن تستخدم وسائل النقل العام وعدم استخدام سيارتك للمسافات البسيطة أو التنقل إلى الأماكن القريبة، فبهذه الطريقة تساهم في تخفيف الانبعاثات الناتجة عن سيارتك.
  • استخدام مصادر الطاقة المتجددة: للطاقة المتجددة قدرة على تلبية غالبية احتياجات الإنسان من الطاقة، وتتمثل الطاقة المتجددة بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الحرارية والطاقة الحيوية التي أصبحت منتشرة في جميع أنحاء العالم، وهذه التقنية فعّالة من حيث التكلفة وتساهم في الحد من التلوث.
  • التخلّص التدريجي من كهرباء الوقود الأحفوري: بما أن الوقود الأحفوري هو الأخطر على الاحتباس الحراري فإن الإقلاع عن حرقه سيحدث فرقًا في تغيّر المناخ، ويتم ذلك من خلال الإغلاق التدريجي لمحطات الفحم.
  • إدارة الغابات والزراعة: إزالة الغابات واستخدام المواد السامة في الزراعة تساهم بنحو 30% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العالم ولهذا يجب إيقاف عمليات إزالة الغابات والأشجار، ويمكنك كفرد أن تقلل استخدامك من الورق أو تعيد تكريره لأن الكثير من الغابات تُزال من أجل صناعة الورق.
  • الحد من هدر المياه: إذا وفرت المياه وقللت من استهلاكك لها ستساهم في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري لأن ضخ المياه وتسخينها ومعالجتها تتطلب الكثير من الطاقة.[٥]
  • الحد من هدر الطعام وتقليل استهلاك اللحوم: تستهلك الكثير من الطاقة في مصانع الأغذية حول العالم وتشير الإحصائيات إلى أن 40% من هذه الأغذية تذهب إلى النفايات أخيرًا فإذا استهلكت جميع أغذيتك ستساهم في الحد من استهلاك الطاقة، ومن ناحية أخرى تعد منتجات الثروة الحيوانية واحدة من أكثر المنتجات المستهلكة للموارد فإذا قللت اعتمادك على اللحوم ستساهم أيضًا في الحد من الاحتباس الحراري.[٥]


مَعْلومَة

توفّر لك القائمة التالية أبرز الحقائق والمعلومات حول ظاهرة الاحتباس الحراري والتي قد يهمك معرفتها:[٦]

  • تبلغ مستويات غاز ثاني أكسيد الكربون، في الغلاف الجوي 412 جزءًا في المليون وهذا في عام 2020 ميلاديًا، وهو المساهم الرئيسي في ظاهرة الاحتباس الحراري.
  • ارتفع متوسط درجة الحرارة العالمية بنسبة 3.4 درجة مئوية منذ عام 1880 ميلاديًا.
  • انخفض الحدّ الأدنى من مساحة الجليد البحري في القطب الشمالي بنسبة 12.85% لكل عشر سنوات منذ عام 1979 ميلاديًا.
  • انخفض مستوى الجليد الأرضي في قطبي الكرة الشمالي والجنوبي بمقدار 413 جيجا طن منذ عام 2002 ميلادي.
  • ارتفع مستوى سطح البحر العالمي بمقدار 176 ملليمتر في القرن الماضي.
  • يوجد غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي حاليًا أكثر من أي وقت مضى خلال الـ 800,000 سنة الماضية.[٧]
  • مع أن سكان الأمريكيتين يشكلون 4% فقط من سكان العالم إلا أنهم ينتجون 25% من ثاني أكسيد الكربون بسبب حرق الوقود الأحفوري.[٧]
  • تشكّل موجات الحرّ التي يسببها الاحتباس الحراري خطرًا أكبر على صحة الإنسان وتعرّضه للإصابة بالأمراض وتزيد من نسب الوفيات المرتبطة بارتفاع درجة الحرارة وتكون هذه الوفيات على الأغلب بين مرضى السكري كبار السن أو الصغار جدًا.[٧]
  • الاحتباس الحراري يعرّض الشعاب المرجانية للخطر بسبب ارتفاع درجة حرارة المحيطات ويخشى العلماء على الشعاب المرجانية من أنها لن تكون قادرة على التكيّف مع الظروف المتغيّرة.[٧]


المراجع

  1. "Overview: Weather, Global Warming and Climate Change", climate.nasa, Retrieved 6-7-2020. Edited.
  2. ^ أ ب "Global Warming 101", nrdc, Retrieved 6-7-2020. Edited.
  3. "Causes of global warming", wwf, Retrieved 6-7-2020. Edited.
  4. "Solutions to Global Warming", climatehotmap, Retrieved 6-7-2020. Edited.
  5. ^ أ ب "How You Can Stop Global Warming", nrdc, Retrieved 6-7-2020. Edited.
  6. "What is global warming?", livescience, Retrieved 6-7-2020. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث "11 FACTS ABOUT GLOBAL WARMING", dosomething, Retrieved 6-7-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :