محتويات
تركيا
تقع تركيا في جنوب شرق أوروبا وجنوب غرب أسيا، تقع قرب مهد الديانات السماوية حيث بلاد الشام؛ لذلك فمن الطبيعي أن تكون زاخرة بآثار دينية لمختلف الأديان، وتبلغ مساحتها الإجمالية مع الخط الساحلي 8430 كيلو متر مربع، وحسب التعداد السكاني لعام 2017 يبلغ عدد سكانها حوالي 80,810,525 نسمة، وعاصمتها أنقرة، وتشترك تركيا بحدودها مع البحر الأسود من الشمال، ومن الغرب بحر إيجه، والبحر الأبيض المتوسط من الجنوب، وتعد أكبر مدينة في تركيا وهي التي تقع بين القارتين، وهي الدولة الوحيدة ذات الأغلبيّة المسلمة التي تعمل وفق دستور علماني، وتبلغ نسبة المسلمين فيها 99,8%، وذلك إضافة إلى أنها كانت مقرًا لإمبراطوريات تاريخية عدة كان للأديان فيها دور مهم ورئيسي.[١]
الدولة العثمانيّة
وهي التي أنشأتها القبائل التركيّة الأناضول، وواحدة من أكبر وأطول الامبرطوريات في التاريخ، وقد امتدت أكثر من 600 عام، وهي مستوحاة من المؤسسات الإسلاميّة، وكانت عاصمتها القسطنطينيّة بعدما احتلها السلطان محمد الثاني عام 1453، وقد أعاد تسميتها من القسطنطينيّة إلى اسطنبول، وأصبحت واحدة من أهم المراكز التجاريّة الكبرى في العالم بسبب موقعها الجغرافي الواقع بين القارتين أوربا وآسيا، وقد احتلت الإمبرطوريّة البيزنطيّة قوة عظمى في شرق البحر الأبيض المتوسط، ووصلت إلى ذورتها في عهد السلطان سليمان، وقد توسعت وشملت البلقان والمجر حتى وصلت فيينا، وبعد ذلك هُزمت الدولة العثمانيّة في معركة ليبانتو عام 1571، وبدأت بالانخفاض وفقد قوتها البحريّة وانتهت في الحرب العالميّة الأولى وحروب البلقان.[٢]
الآثار العثمانيّة في تركيا
تمتاز تركيا بانتشار العديد من الآثار فيها، خاصة الإسلامية منها، ومن أهمها:
- جامع السلطان أيوب: كان أول مسجد شيده الأتراك في إسطنبول، وبعد نشوء الدولة العثمانية وفتح القسطنطينية ارتفعت مكانة أبي أيوب الأنصاري في الثقافة العثمانية، وقد اعتاد السلاطين العثمانيون في يوم تتويجهم الملك أن يقيموا حفلًا دينيًا في مسجد أبي أيوب، وقد بُني في عام 1458 ميلاديًا ولكنه دُمّر بسبب الزلازل، ثم أُعيد بناء هيكله من قبل السلطان سليم الثالث، وبالرغم من أن المسجد ليس أكبر مساجد إسطنبول، إلا أنه يعد الأهم؛ وخصوصًا لدى عامة الشعب التركي، ويأتي الملايين من الناس إلى المسجد في كل عام، إضافة إلى الأعداد الكبيرة التي تأتي من السكان المحليين للصلاة فيه، وسبب اهتمام الشعب التركي بهذا المسجد هو احتواؤه على ضريح الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري واحد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.[٣]
- جامع السلطان أحمد: يسمّى هذا المسجد بالمسجد الأزرق، وهو مسجد تاريخي مهم جدًا في اسطنبول، وسمي بهذا الاسم بسبب بلاطه الأزرق المحيط بجدران التصميم الداخلي، بُني بين عامي 1609 و1616 في عهد أحمد الأول، تمامًا مثل العديد من المساجد الأخرى، وهو يضم أيضًا قبرًا للمؤسس، ومدرسة، ومسرحًا، وأصبح مسجد السلطان أحمد أيضًا من المعالم السياحية الشهيرة في إسطنبول، وإلى جانب كونه معلم جذب سياحي، فهو أيضًا مسجد نشط، لذا فهو مغلق أمام غير المصلين لمدة نصف ساعة أو نحو ذلك خلال الصلوات الخمسة اليومية.[٤]
- قصر دولما باهشتي: وهو من أروع القصور في تركيا، وهو بمثابة المركز الإداري للإمبرطوريّة العثمانيّة، وكان طول القصر 600 متر، وقد استغرق بناء القصر 13 عامًا، وقد صممه المهندس المعماري الأرماني كارابيت باليان وابنه نيكوس باليان بتكليف من السلطان عبد اللمجيد، ويمتاز القصر بوجود 202 تمثال يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، والثريا التي تبلغ مساحتها 4.5 طن، وهي أكبر ثريا بلوريه بوهيمية في العالم أهديت من قِبل الملكة فكتوريا.[٥]
- جامع السليمانية: سُمي جامع السليمانية نسبة إلى السلطان سليمان القانوني، وهو من أشهر السلاطين العثمانيين، وقد بُني بين عامي 1550-1557 من قِبل سنان العظيم، وقد بلغت الدولة العثمانية في عهد السلطان سليمان القانوني أعلى مراتب الكمال والعظمة، وهو السلطان العثماني العاشر، وقد أراد السلطان سليمان القانوني بناء جامع فخم، فوكّل أشهر مهندسي العمارة الإسلامية على الإطلاق في عصره سنان باشا بهذه المهمة، ويقال إن سنان قبل أن يبدأ العمل رسم الخرائط والتصاميم والأفكار والنماذج، ووضعها بين يدي السلطان نفسه فأعجبته، ووافق عليها، وفتح باب خزانته لتنفيذها بميزانية مفتوحة، مما جعل المهندس المعماري الفنان سنان يطلق العنان لخياله وخبرته لإنجاز جامع لا مثيل له، وقال عنه :"إن هذا المسجد هو أعظم إنجازاتي"، وقد اُختير ليكون مقر جامع السليمانية، فقد بُني الجامع على تلة مرتفعة تطل على مضيق البوسفور والقرن الذهبي.[٦]
- آثار الرسول صلى الله عليه وسلم: كانت آثار النبي صلى الله عليه وسلم تنقل من المدينة المنورة إلى مدينة إسطنبول منذ عهد سليم الأول، ثم سجل فخر الدين باشا آخر أمراء الدولة العثمانية على المدينة المنورة قبل الحرب العالمية الأولى ما يسمى "الأمانات المقدسة" من آثار الرسول عليه الصلاة والسلام في دفاتر خاصة، وإرسال آخر ما تبقى منها إلى إسطنبول عاصمة العثمانيين، وكانت توضع في حجرات خاصة من قصر "توب كابي"، ثم سميت فيما بعد بجناح الأمانات المقدسة، ومن أهم تلك الآثار؛ أثر قدم النبي صلى الله عليه وسلم، إذ بقي أثر قدم النبي صلى الله عليه وسلم اليمنى، وهي من الآثار التي أخذها السلطان سليم من الشريف بركات أمير مكة، وشعرة النبي صلى الله عليه وسلم، وتوجد شعرات منتشرة في أكثر من دولة في العالم الإسلامي، وسبب ذلك هو أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أبا طلحة أن يوزع شعر جانبه الأيسر بين الناس بعد أن حُلق في حجة الوداع، لكن المحفوظ في تركيا هي شعرات من لحية النبي صلى الله عليه وسلم، ورباعية النبي عليه الصلاه والسلام، وكانت الرباعية هي الأسنان بين الثنية والناب، وما هو محفوظ في "الأمانات المقدسة" هي الرباعية السفلى اليمنى، التي أصيبت أثناء معركة أحد، وخاتم النبي الله عليه الصلاة والسلام، إذ اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم خاتمه لختم خطاباته إلى الملوك، ومنقوش عليه "محمد رسول الله"، وكذلك سيف النبي صلى الله عليه وسلم هو من السيوف التي كان يستعملها الرسول صلى الله عليه وسلم، إضافة إلى القوس التي أخذها من "بني قينقاع"، وبردة النبي وهي عباءة صوفية لونها أسود، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطويها أحيانًا، ويضعها تحت رأسه ويستخدمها كالوسادة.[٧]
أهم الوجهات السياحيّة في تركيا
توجد العديد من الوجهات السياحية في تركيا، ومن أبرزها ما يأتي:[٨]
- أنقرة: تُعد أنقرة مركزًا مهمًا، فهي تضم المباني الحكوميّة والشركات التجاريّة والسفارات الأجنبيّة وغيرها، وهي عاصمة تركيا، وتقدم المدينة بحد ذاتها مشهدًا للفنون والثقافة والمتاحف بما في ذلك متحف الحضارات الأناضوليّة.
- إسطنبول: عاصمة الإمبرطوريتين العثمانيّة والبيزنطيّة، وهي أكبر مدينة في تركيا، وما يميزها أنها المدينة الوحيدة التي تمتد عبر قارتين، هما آسيا وأوروبا، وكذلك هندستها المعماريّة والمواقع التاريخيّة المثيرة، وتشمل كنيسة آيا صوفيا والمسجد الأزرق .
- مارماريس: وهي مثال للهندسة المعماريّة والشواطئ الرمليّة وأحد أكثر المنتجعات الساحليّة شعبيّة في تركيا.
- بودروم: إحدى عجائب الدنيا السبعة القديمة، وكانت المدينة موطنًا للضريح، وتتميز بودروم بشواطئها الرمليّة المذهلة وقلعة بودرم التي بُنيت عام 1402 ومراكز التسوق والمقاهي والنوادي الليليّة.
- أفسس: تعود أفسس إلى القرن الأول قبل الميلاد، وهي واحدة من أكبر المدن التي تعود إلى الإمبرطوريّة الرومانيّة، تقع في بحر إيجة في تركيا، وهي واحدة من مناطق الجذب السياحيّة والأكثر شعبيّة، تضم الأماكن الأثريّة مثل معبد أرتميس وهو واحد من عجائب الدنيا السبعة القديمة ومعبد هادريان ومكتبة سيلسوس فهي تحتوي على أكثر من 12000 مخطوطة.
المراجع
- ↑ "Turkey", bhfieldschool, Retrieved 2019-10-13. Edited.
- ↑ "Ottoman Empire (1301-1922)", bbc,2009-9-4، Retrieved 2019-10-15. Edited.
- ↑ "Tomb of Abu Ayyub Ansari (may Allah be pleased with him)", islamiclandmarks, Retrieved 2019-10-15. Edited.
- ↑ "About Blue Mosque", bluemosque, Retrieved 12-11-2019. Edited.
- ↑ "DOLMABAHÇE PALACE", istanbultourstudio, Retrieved 2019-10-14. Edited.
- ↑ "Süleymaniye Mosque", lonelyplanet, Retrieved 12-11-2019. Edited.
- ↑ "Islam's sacred relics protected by Turkish state, foundations", dailysabah,2017-12-24، Retrieved 2019-10-15. Edited.
- ↑ "10 Best Places to Visit in Turkey", touropia,13-7-2019، Retrieved 12-11-2019. Edited.