محتويات
مدينة كرن
مدينة كرن مدينة جبلية وتعدّ واحدة من أكبر المدن الإرتيرية، وهي العاصمة الإقليمية لمنطقة أنسيبا، أما اسم المدينة فيعني المرتفعات، وقد سميت كذلك لأنها تقع على هضبة مرتفعة وتُحيط بها جبال كثيرة، وتعد مدينة كرن واحدة من المراكز الزراعية الرئيسية في إرتيريا وتشتهر بزراعة الفواكه والخضروات ويُزرَع الموز في مناطقها الغربية، كما يتوفر فيها قطعان لإنتاج الألبان والحليب الطازج والزبدة، ويوجد فيها مصنع جبن شهير يُنتج جبن البروفولون وأنواع أخرى من الأجبان،[١]وتبلغ مساحة كرن حوالي 125.5 كيلومتر مربع.[٢]
ستجد في مدينة كرن أمثلة على التراث الاستعماري الإيطالي والإثيوبي والعديد من الآثار والمعالم التاريخية التي تركتها دول الاستعمار التي حكمت المدينة في أوقات سابقة، وتفتخر المدينة بوجود محطتين للسكك الحديدية تعمل إحداها اليوم كمحطة حافلات محلية للحافلات المتجهة إلى المدن الإرتيرية الأخرى، ولكن إن زُرت مدينة كرن ستلاحظ أن عدد الحمير والجِمال يفوق عدد السيارات، فما زال السكان المحليون فيها يستخدمون الدواب للتنقل.[١]
جغرافية ومناخ مدينة كرن
تعدّ مدينة كرن ثاني أكبر مدن إريتريا وتقع على بعد 91 كيلومتر شمال غرب مدينة أسمرة، وترتفع حوالي 1390 مترًا عن سطح البحر، وتمتد المدينة على حوض واسع وتُحيط بها الجبال الجرانيتية من جميع الجهات،[٣]أما المناخ فيها فمُعتدل،[٤]إذ يبدأ الشتاء في مدينة كرن في شهر ديسمبر ويتسم فصل الشتاء فيها باعتدال الحرارة ويمتد إلى شهر فبراير، إذ تتراوح درجات الحرارة في أشهر الشتاء الثلاثة بين 12.6 درجة مئوية و29.5 درجة مئوية، بينما تتراوح درجات الحرارة في فصل الربيع في أشهر مارس، أبريل، ومايو بين 15.1 درجة مئوية و34.6 درجة مئوية، ويبدأ فصل الصيف الحار في شهر يونيو ويكون متوسط درجة الحرارة خلاله حوالي 33.1 درجة مئوية، وينتهي في شهر أغسطس عندما يكون متوسط درجة الحرارة 27.6 درجة مئوية، وأخيرًا تتراوح درجات الحرارة في فصل الخريف في أشهر سبتمبر، وأكتوبر، ونوفمبر بين 15 درجة مئوية و 31.4 درجة مئوية.[٥]
سكان مدينة كرن
يتنوعّ السكان المحليون في مدينة كرن، فحوالي 55% منهم من المسلمين و40% من المسيحيين، ولهذا ستجد في المدينة عددًا كبيرًا من المساجد والكنائس، كما أنها موطنًا لمجموعة بيلين العرقية،[٤]وقد بلغ عدد سكان المدينة في عام 2015 ميلاديًا حوالي 177,616 نسمة، أما فيما يتعلق بالزيادة السكانية فقد ازداد عدد سكانها بين عامي 1975 و 2015 بحوالي 116.7%، أما بين عامي 2000 و 2015 انخفض التزايد السكاني ووصل إلى 54.2%، ويبلغ متوسط أعمار سكانها 18.2 سنة، وبدقة أكبر فإن متوسط أعمار الذكور هو 17.7 سنة ومتوسط أعمار الإناث 18.7 سنة،[٢]أما في عام 2020 فيبلغ عدد سكانها حوالي 74,800 نسمة، مما يعني انخفاضًا في أعداد السكان عما كانت عليه في عام 2015.[٦]
التطور التاريخي لمدينة كرن
التاريخ المبكر
التاريخ المبكّر لمدينة كرن غامض ولا يعرف عنه سوى القليل، وليس من الواضح كيف تأسست المدينة أو كيف أُنشئت، ولكن يوضّح أحد المؤرخين الإرتيريين أن اللغة الأولى التي تحدّث بها سكان كرن هي البيلين Bilen والتي تعني الحجر أو الصخر؛ وهي لغة قديمة كان يتحدث بها سكان المرتفعات في إريتريا وعلى الرغم من عدم معرفة تاريخها المبكّر إلا أنه من الواضح أن سكان المدينة كان لهم دورًا كبيرًا في ازدهارها ونهضتها كمدينة إقليمية في أوائل القرن التاسع عشر وحتى منتصفه.[٧]
تطوّر المدينة
بدأ تطوّر المدينة في الفترة بين عام 1840 وحتى ستينيات القرن التاسع عشر، وذلك بمغادرة العديد من العائلات النيبالية منطقة هيرغيغو وتحوّلها إلى التجارة بين ساحل البحر الأحمر والنيل الأبيض، فجلبوا العاج والشمع والقهوة إلى المنطقة بعد سيطرتهم على التجارة فيها واستخدموا مدينة كرن كمدينة عبور لهم، وبهذا الوقت أصبحت المدينة مكانًا للقاء التجار المحليين، وقد جذب النشاط التجاري في كرن الناس إليها، وفي هذه الأثناء شارك سكانها في إنتاج البضائع ونقلها وتوزيعها، كما أن تضاريس المدينة وخصوبة أرضها ساهمت في تطورها وجعلتها مدينة سوق.
وقد أنتجت المجتمعات الرعوية والزراعية منتجات عديدة للتصدير وللأسواق المتنامية في المدينة، وقد فضّل الهنود طريق كسلا- مصوع على طريق سواكن لأنه كان أقرب للشحن المتجه شرقًا، ما زاد من أهمية مدينة كرن، وبهذا لعبت كرن دورًا هامًا في التجارة بين أفريقيا وآسيا، وكانت محطة فرعية تنقل البضائع القادمة من السودان إلى ما ورائه، ولكن لم يقتصر تطوّر المدينة على التجارة فحسب، بل لعب الحج الديني دورًا هامًا في ازدهارها فكانت كرن مدينة عبور للحجاج الذاهبين إلى مكة المكرمة.[٧]
الاستعمار
استولى المصريون على مدينة كرن في شهر يونيو عام 1872، وشكّل هذا التاريخ نقطة تحوّل بالنسبة لها؛ لأن التنافس بين المصريين والإثيوبيين والإيطاليين أدى إلى تباطؤ الأنشطة التجارية في المدينة، فحوّلها المصريون إلى مدينة مشتعلة لتأمين الأراضي الواقعة بين كسلا ومصوع وهذه الأراضي استولوا عليها من الأتراك عام 1865، فتسلل المصريون إلى مرتفعات إريتيريا وقاتلوا الإثيوبيين في جواري عام 1876 وفي غوندنت عام 1875، واستمرت الحروب حتى عام 1880 وتحولت المنطقة إلى منطقة صراع مما أدى إلى تدهور اقتصاد كرن.
وقد احتل الإيطاليون كرن في عام 1889، ولكن قبل الاحتلال الإيطالي جلب الإيطاليون والسويديون المبشرون الكاثوليكية والبروتستانتية إلى المنطقة للتبشير بالدين المسيحي، وبنى المبشرون الإيطاليون مدرسة دينية في كرن، كما وبنى السويديون مدرسة دينية أخرى في غيلب، وفي هذه الأثناء كان لدى مدينة كرن أول مطبعة في إريتريا عام 1878، ومن ثم انتقلت المطبعة إلى أسمرة عام 1899، وفي هذه الفترة لم ينوي الإيطاليون الخروج من إريتيريا وبنوا مدنًا إرتيرية على غرار مدنهم باستخدام عمالة إرتيرية كبيرة، ولكن أدى خلافهم مع دول الحلفاء إلى خروجهم من جميع دول شرق أفريقيا، وتعدّ المعركة الشرسة بين البريطانيين والإيطاليين عام 1941 المعركة الأشهر في تاريخ مدينة كرن.[٧]
أماكن يمكنك زيارتها في مدينة كرن
تعدّ كرن واحدة من أكثر المدن الإريترية الجذابة للسياح؛ لأنها تضم الكثير من المعالم التاريخية الهامة، فإذا ذهبت إليها احرص على زيارة المعالم التالية:[٨]
- قلعة تيجو المصرية: هي واحدة من مناطق الجذب السياحي الرئيسية في مدينة كرن، ويعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر الميلادي.
- مصلى القديسة مريم ديري: هذا المصلى موقع ديني رئيسي في المدينة، وهذه الكنيسة تجذب السياح من جميع أنحاء البلاد، ويُسمح بزيارتها على مدار السنة.
- مقابر جنود الجيش البريطاني والجيش الإيطالي: بما أن كرن كانت موقعًا للحرب التاريخية التي دارت بين الإيطاليين والبريطانيين خلال الحرب العالمية الثانية، فقد شُيدت المقابر للجنود الذين لقوا حتفهم آنذاك، وأصبحت هذه المقبرة منطقة جذب سياحي هامة.
- محطة سكة حديد كرن السابقة: بدأ مشروع السكك الحديدية في إريتريا من قبل إيطاليا أثناء حكمهم لها في عام 1887 وظل المشروع قيد التشغيل حتى عام 1932، ولكن الحروب التي حدثت في المنطقة دمّرت السكك الحديدية وأفقدتها أهميتها ولكن بقيت آثارها اليوم وأصبحت معالم جذب سياحي.
- أماكن أخرى: يمكن أن تزور مناطق أخرى في كرن مثل، الجامع القديم وكاتدرائية جوزيف، وأسواق كرن الشهيرة، وغيرها الكثير.
قد يُهِمُّكَ
يتحدث سكان مدينة كرن عدّة لغات حالهم كحال باقي سكان إريتريا، فتوجد في إريتريا تسع لغات ولكن اللغة التيغرينية واللغة العربية هما اللغتان الأكثر انتشارًا، إذ يتحدث اللغة التيغرينية حوالي 50% من السكان، وما تبقى منهم يتحدثون لغات أخرى أقل انتشارًا، ومع ذلك فإن اللغتين الإنجليزية والإيطالية هما لغتان مفهومتان على نطاق واسع في البلاد، ومع أنه لا توجد لغة رسمية في البلاد إلا أن اللغات التغرينية والعربية والإنجليزية هي لغات التجارة والأعمال الوطنية، وتشجع الحكومة استخدام وتطوير جميع اللغات الإريترية الأخرى، وفي ظل الاحتلال الإثيوبي لإريتريا كانت اللغة الأمهرية هي اللغة الرسمية لنظام الحكم وحظرت إثيوبيا على السكان التحدّث باللغات الإريترية، ولكن أصرّ الإرتيريون التحدّث بلغاتهم وعلموها لأطفالهم ولهذا بقيت لغتهم إلى اليوم.[٩]
المراجع
- ^ أ ب "Keren Eritrea", eritrea, Retrieved 2020-10-16. Edited.
- ^ أ ب "Keren", city-facts, Retrieved 2020-10-16. Edited.
- ↑ "Keren City", traveloeritrea, Retrieved 2020-10-16. Edited.
- ^ أ ب "Keren", explore-eritrea, Retrieved 2020-10-16. Edited.
- ↑ "Monthly weather forecast and climate Keren, Eritrea", weather-atlas, Retrieved 2020-10-16. Edited.
- ↑ "Population of Cities in Eritrea (2020)", worldpopulationreview, Retrieved 2020-10-17. Edited.
- ^ أ ب ت "The Story of Keren Its Origin, Development, and Eritrean Contributions", eriswiss, Retrieved 2020-10-16. Edited.
- ↑ "Keren Tourist Places to Visit in Keren, Eastern Africa, Africa", mustvisitplace, Retrieved 2020-10-16. Edited.
- ↑ "Languages in Eritrea", eritrea, Retrieved 2020-10-16. Edited.