اثار عثمانية

اثار عثمانية
اثار عثمانية

العصر العُثماني

تعد الإمبراطورية العثمانية واحدة من أقوى وأطول السلالات الحاكمة في التاريخ، وقد حكمت هذه القوة العظمى الإسلامية مناطق واسعة من الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية وشمال إفريقيا لأكثر من 600 عام، ومنح زعيم الدولة المعروف باسم السلطان سلطة دينية وسياسية مطلقة على الشعب، وبينما كان الأوروبيون الغربيون ينظرون إليهم على أنهم تهديد، إلا أن العديد من المؤرخين يعتبرون الإمبراطورية العثمانية مصدرًا للاستقرار والأمن، وهذا فضلاً عن الإنجازات المهمة في الفنون والعلوم والدين والثقافة، وجاء أصل الإمبراطورية من زعيم القبائل التركية في الأناضول عثمان بيك الأول أول سلطان عثماني الذي أسس الدولة في عام 1299 تقريبًا، ومصطلح العثماني مشتق من اسمه، وفي عام 1453 ميلادي قاد السلطان محمد الثاني (الفاتح) الأتراك العثمانيين للاستيلاء على مدينة القسطنطينية القديمة عاصمة الإمبراطورية البيزنطية، وأعاد السلطان محمد تسمية المدينة إلى إسطنبول بمعنى "مدينة الإسلام"، وجعلها عاصمة جديدة للإمبراطورية العثمانية، وأصبحت إسطنبول مركزًا دوليًا مهيمنًا للتجارة والثقافة.[١]


آثار عثمانية

توجد العديد من المواقع الأثرية العثمانية الرائعة والشهيرة داخل تركيا وخارجها، ومن أهم هذه المواقع:

  • جامع أورطوكاي: ويسمى بمسجد بيوك ميسيديا، وهو مسجد واقع على إحدى ضفاف مضيق البسفور في حيّ أورتاكوي في إسطنبول، وهذا المسجد هو تحفة فنية من أعمال عائلة باليان التي شيدت قصر دولما باهتشي ومسجد دولما باهتشي أيضًا.[٢]
  • جامع السلطان أحمد: بناء من روائع أبنية القرن السابع عشر الميلادي، والمعروف أيضًا باسم الجامع الأزرق، يلفت التصميم الرائع انتباه الزوار من اللحظة الأولى التي يضعون فيها أعينهم عليه، وقد بدء ببناء المسجد في عام 1609 ميلادي بناءً على أوامر السلطان أحمد الأول وانتهي منه عام 1616 من قبل المهندس المعماري صديق محمد آغا، ومن جمالية هذا المسجد بأن الجزء الداخلي منه يحوي أكثر من 20 ألف زهرة من زهور الأقحوان، والزنبق، والقرنفل وغيرها من الزهور.[٢]
  • جامع بيازيد: مسجد بيازيد هو أحد الأمثلة الأولى على العمارة العثمانية الكلاسيكية في إسطنبول، وقد بناه السلطان بيازيد الثاني بعد 50 سنة من فتح إسطنبول، وفي القرن السادس عشر الميلادي أضاف المهندس المعماري العثماني الشهير سنان آغا قوسًا لدعم المسجد.[٢]
  • متحف آيا صوفيا: توجد العديد من المعالم الأثرية الهامة في إسطنبول، ويُعد متحف آيا صوفيا أشهرها، وقد بناه الإمبراطور البيزنطي جستنيان ككنيسة في عام 537 ميلادي وحُول إلى مسجد بعد فتح القسطنطينية في عام 1453 ميلادي، وأعلنه أتاتورك كمتحف في عام 1935 ميلادي، ويتفوق على بقية معالم إسطنبول بسبب شكله المعماري المبتكر، والتاريخ الغني، والأهمية الدينية والجمال الاستثنائي.[٣]
  • قصر طوب قابي: قصر طوب قابي أو كما يلفظ في التركية توبكابي كان مقرًا لسلاطين الدولة العثمانية وعائلاتهم وحاشيتهم، وكان أيضًا مركزًا لإدارة الدولة، وقد بدأ بناء القصر في عام 1459 ميلادي واكتمل في عام 1478 ميلادي، مما جعله القصر العثماني الثاني في إسطنبول، وقد سكنه السلاطين من السلطان محمد الثاني إلى السلطان عبد المجيد أي بقي مقر الدولة لما يقارب أربعة قرون وفترة 25 سلطان، وفي عام 1924 ميلادي حوّل القصر إلى متحف، وهو مفتوح آلان للجمهور للتجول بداخله وفي أفنيته، وفنائه الأول يحوي مرافق خدمات كثيرة من المستشفى، والمخبز والترسانة الدفاعية، وأماكن التخزين وبعض صالات النوم، وأما فنائه الثاني يحوي مقر الديوان الإمبراطوري، وفيه إسطبلات خاصة ومطابخ ومعرض للأسلحة.[٤]
  • قلعة تبوك: تقع في مدينة تبوك في المملكة العربية السعودية، وهي قلعة عثمانية بنيت في العهد العثماني عام 1559 ميلادي لحماية الحجاج القادمين من الدول المجاورة لآداء فريضة الحج.[٥]
  • قلعة المعظم: بنيت في العهد العثماني على طريق الحجاج في أراضي المملكة العربية السعودية.[٦]
  • قلعة المويلح: قلعة تبوك بنيت في عام 1655 ميلادي على طريق الحج العثماني لمكة المكرمة.[٧]


العمارة العثمانية

اشتُهر العصر العثماني بالعمارة وبناء أجمل المباني والأقواس والبروج العالمية، وتكثر هذه الأبنية في العديد من البلدان والمناطق حول العالم، والعمارة العثمانية هو أسلوب ظهرت بداياته في مدينتي بورصة وإدرنة في القرنين الرابع عشر والخامس عشر في زمن سلاطين الدولة الأوائل، واعتمد الأسلوب البنائي للعثمانيين على كل من أسلوب البناء الإسلامي والبيزنطي المسيحي، إذ دمجت لإنتاج أسلوب العثمانيين الرائع والمتناغم، وقد حقق العثمانيون أعلى مستويات الرقي من العمارة في أراضيهم، ومن أشهر المعماريين العثمانيين هو المعماري سنان آغا الذي عاصر ثلاث سلةاطين وصمم روائع الهندسة المعمارية العثمانية، وإنّ الآثار المعمارية العظيمة للإمبراطورية العثمانية تقف في التاريخ شاهدة على حضارتهم، ومن أرقى الأعمال والآثار العثمانية هي المباني العامة مثل المساجد والمجمعات المحيطة بها والذي يتكون من مبانٍ توفر رفاهية المجتمع مثل: المستشفيات، والمدارس، ومطابخ الصدقات، وبيوت الضيافة والحمامات، كما تميز البناء العثماني الفخم المتمثل في بناء القصور، والجسور، والنوافير والمقابر، واستخدم العثمانيون التصميمات الهندسية والمواد الغنية مثل الحجر الملون وأنواع الخشب الغريبة، والذهب واللؤلؤ.[٨]


التاريخ العثماني

الدولة العثمانية أو الدولة العلية كما كانت تُسمى نشأت على يد عثمان غازي كإمارة صغيرة تعمل تحت خدمة السلاجقة لرد الغارات البيزنطية، وبعد سقوط الدولة السلجوقية عبر العثمانيون لشرق أوروبا في عام 1354 ميلادي وبدأ عصرهم باحتلال الأراضي السلجوقية القديمة، وفي السنوات اللاحقة كبرت الإمارة الصغيرة وأصبحت دولة كبيرة وأول دولة إسلامية في منطقة البلقان، وفي عام 1453 ميلادي أسقط السلطان العثماني محمد الفاتح الدولة البيزنطية التي دام حكمها 11 قرنًا، واحتل عاصمتهم القسطنطينية وحولها كعاصمة للدولة العثمانية وسماها إسطنبول (مدينة الإسلام)، وقد بلغت الدولة العثمانية ذروة مجدها وقوتها في عهد السلطان سليمان القانوني والفترة القليلة اللاحقة له أي خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين، وشملت أراضي الدولة أجزاء واسعة من قارات العالم القديم الثلاثة: أوروبا، وآسيا وأفريقيا، وخضعت لها كامل آسيا الصغرى وأجزاء كبيرة من جنوب شرق أوروبا، وغربي آسيا، وشمالي أفريقيا، ووصل عدد الولايات العثمانية إلى 29 ولاية.[٩]

أخذت الدولة العثمانية بالتراجع في كافة المجلات بدايةً من سنة 1683 ميلادي، وتفوق عليها منافسيها عسكريًا وعلميًا خاصة دولتي روسيا والنمسا، وفي القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين تكبدت الجيوش العثمانية هزائم قاسية ومذلة من الجيشين الروسي والنمساوي، وفي عهد السلطان عبد الحميد الثاني آخر السلاطين العثمانيين الحقيقين تحسنت أوضاع الإمبراطورية قليلًا، وتميز عهد السلطان عبد الحميد بالعمار والانفتاح على الغرب، ولكن في عام 1908 ميلادي سيطر حزب الاتحاد والترقي على مجلس النواب وأعاد النظام الملكي الدستوري وبدأت مرحلة انهيار الدولة الفعلي، وانتهت الدولة العثمانية في عام 1922 ميلادي كدولة سياسية، وانتهت كليًا كدولة بسقوط الخلافة في 24 يوليو من عام 1923 ميلادي بعد توقيع معاهدة لوزان.[٩]


المراجع

  1. "Ottoman Empire", history,7-6-2019، Retrieved 5-11-2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت " A spiritual journey in the mosques of Istanbul ", turkishairlines, Retrieved 5-11-2019. Edited.
  3. "Aya Sofya", lonelyplanet, Retrieved 5-11-2019. Edited.
  4. Şerif Yenen (11-1-2018), "Topkapi Palace: The Seat Of The Ottoman Empire"، theculturetrip, Retrieved 5-11-2019. Edited.
  5. "Tabuk Castle", lonelyplanet, Retrieved 6-11-2019. Edited.
  6. "Al-Muazzam Fort", archiqoo, Retrieved 6-11-2019. Edited.
  7. "tabouk Location", tripadvisor,6-11-2010، Retrieved 6-11-2019. Edited.
  8. "Ottoman Architecture in Turkey", goturkeytourism, Retrieved 5-11-2019. Edited.
  9. ^ أ ب Malcolm Edward Yapp Stanford Jay Shaw (8-8-2019), " Ottoman Empire "، britannica, Retrieved 5-11-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :