لماذا سميت الدولة العثمانية بهذا الاسم

الدولة العثمانية

سُميت الدولة العثمانية بهذا الاسم نسبةً إلى مؤسسها عثمان بن أرطغرل، وتُعدّ الدولة العثمانية دولة إسلامية في نشأتِها وتوجهاتها وغايتها، وقد استمرّت ستةَ قرون، وبقيت مسيطرةً على سياسة العالم لعدة قرون، ويعود إليها الفضلُ في نشر الإسلام، وذلك في الكثير من مناطق أوروبا، وخاصةً بلدان أوروبا الشَّرقية، وقد حافظتْ الدولة العثمانية على تراث الإسلامِ الدِّيني والثقافي، إذ التزمت بتشريعاته ومبادئه في قوانينِها، وعمَّرت المساجد والمؤسسات الدينية، واهتمَّتْ بجميع الشعائر الدينية من صلواتٍ وحجٍّ ومقدسات، وبذلك حافظت على وَحدةِ المسلمين، وشكّلت حاجزًا يحميهم من التيارات الصَّليبيةِ والمذاهب الهدَّامة.

وبسبب الطابع الإسلامي للدولة العثمانية، فقد تعرَّضتْ للكثيرٍ من المؤامرات، وتكالبتْ عليها جميع القوى المعادية للإسلام، من الصليبيين والاستعماريين ،والصهاينة والاتحاديين والعلمانيين، مما أدّى إلى سقوطها في النهاية، وقد ترتَّبَ على سقوط الدولة العثمانية نتائجُ خطيرة، من أهمها؛ حلّ الوحدةِ السياسية للعالم الإسلامي، وخسارته للقوةِ التي تدافعُ عنه، مما أدّى إلى وقوعه فريسةً سهلة في أيادي القوى الاستعمارية الغربية، ونجاح الصهيونية العالمية في مواصلةِ مخططاتِها، إلى أن أقامتْ لها دولةً على أرض فلسطين، وتوسّعت حملات الاستشراق والتشكيك ضدَّ الإسلام بشتّى نواحيه عقيدةً وفكرًا وحضارة.[١]


نشأة العثمانيين

يعود نسب العثمانيين إلى قبيلة تركمانية، كانت تعيش في كردستان، وتمارس حرفة الرعي، وكان ذلك في القرن 7 هجري الموافق للقرن 13 ميلادي، وقد وُصف الأتراك بأنهم قبائل بدوية، امتهنت الفروسية والحرب والغزو، وذلك في وقت مبكر، وقد كان أفراد هذه القبيلة من أشد المقاتلين وأكثرهم صلابة في الحرب، وكان منهم الفرسان الأقوياء الذين لا يشق لهم غبار، لكن بسبب الغزو المغولي بقيادة جنكيز خان على منطقة العراق ومناطق شرق آسيا الصغرى، فإن سليمان شاه جد عثمان غازي قد هاجر مع قبيلته من كردستان إلى بلاد الأناضول، وذلك في عام (617هـ - 1220م)، فاستقروا في مدينة أخلاط الواقعة شرقي الأناضول.[٢]

بعد وفاة سليمان شاه الذي مات غرقًا في نهر الفرات أثناء عبوره، خَلَفَه ابنه أرطغرل في عام (628هـ - 1230م)، الذي واصل تحركه نحو الشمال الغربي من الأناضول، وقد كان شجاعًا وعادلًا فأقطعه السلطان السلجوقي في قونية، أرض سوغوت الواقعة على الحدود الغربية للأناضول، بجانب الثغور مع الروم البيزنطيين، ولقّب السلطان السلجوقي أرطغرل بأمير القبائل التركية في تلك المناطق، وبذلك فتح السلاجقة الطريق لأرطغرل وأبنائه من بعده، للتوسع على حساب الروم، فأصبح حليفًا قويًا ومشاركًا للسلاجقة في الجهاد ضدّ الروم، واستمرّت هذه العلاقة بين أرطغرل والسلاجقة حتى وفاته سنة (699هـ/1299م)، ثمّ خلف الحكم من بعده ابنه عثمان؛ إذ سار على خطا أبيه في الجهاد والتوسّع في أراضي الروم، والتحالف مع السلاجقة.[٢]


عثمان مؤسس الدولة العثمانية

ولد عثمان بن أرطغرل سنة (656هـ -1258م)، وإليه نُسبت الدولة العثمانية، وتزامنت ولادة عثمان مع غزو المغول لبغداد بقيادة هولاكو، وقد كان غزو المغول لعاصمة الخلافة العباسية بغداد من المصائب الجسيمة.

بدأت قصة القوة والتمكين للدولة العثمانية، مع ظهور القائد عثمان غازي، وعندما نتأمل سيرة عثمان غازي الأول تتوضّح لنا بعض صفاته المتأصلة في شخصيته، كقائد عسكري، ورجل سياسي محنّك، ومن صفاته؛ الشجاعة، والحكمة، والصبر، والإخلاص، والعدل، والتجرد لله وحده في فتوحاته، ولقد كانت شخصية عثمان غازي متزنة، إذ لم تطغَ قوته على عدالته، ولم يطغَ سلطانه على رحمته، ولا حتّى غناه على تواضعه، وقد أكرمه الله عزّ وجلّ بالأخذ بجميع أسباب التمكين والغلبة، وذلك فضل من الله على عبده عثمان، فأصبحت له قدرة على التصرف في آسيا الصغرى، فكان له حسن التدبير والرأي؛ فقد فتح فتوحات عظيمة بحد السيف، وفتح القلوب بالإيمان والإحسان، وكان حريصًا على تنفيذ الأعمال الإصلاحية في كافة الأقاليم والمناطق التي فتحها.[٢]


إنجازات الدولة العثمانية

حققت الدولة العثمانية الكثير من الإنجازات المهمة، منها:[٣]

  • توسيع رقعة البلاد الإسلامية، إذ فتح العثمانيون القسطنطينية، وتقدموا في فتوحاتهم إلى أوروبا إلى ما عجز المسلمون عن فتحه من قبلهم، منذ زمن معاوية.
  • التصدّي والوقوف في وجه الصليبيين، في مختلف الجبهات، إذ تقدموا في شرقي أوروبا، ليخف بذلك الضغط عن المسلمين في الأندلس، وانطلقوا كذلك إلى شمال البحر الأسود، بالإضافة إلى التصدّي للإسبان وذلك في البحر المتوسط ،والبرتغاليين وذلك في شرق أفريقيا والخليج، لكنهم لم يوفقوا في حملاتهم، وذلك بسبب عدم تكاتف المسلمين حولهم .
  • ساهم العثمانيون على نشر الإسلام بشكل كبير، وشجعوا على الدخول به.
  • حمى دخول العثمانيين إلى بعض الأقطار الإسلامية من بلاء الاستعمار، وذلك أن المناطق التي لم يدخلها العثمانيون قد وقعت جميعها فريسة للاستعمار، باستثناء دولة المغرب.
  • لقد مثّلت الدولة العثمانية الأقطار الإسلامية، إذ كانت مركزًا للخلافة الإسلامية، لذلك كان المسلمون في جميع الأقطار ينظرون إلى الخلافة وإلى الخليفة نظرة احترام وهيبة وتقدير، وكان المسلمون إذا وجدوا أنفسهم في ضائقة طلبوا العون من مركز الخلافة، كما كان الحال زمن الخلفاء .
  • أزال العثمانيون أعتى إمبراطورية صليبية من خريطة العالم وفتحوها، وهي الإمبراطورية البيزنطية، وكان فتح عاصمتها عام 857 هـ.


المراجع

  1. د.محمد الرفاعي (11-9-2011)، "قيام الدولة العثمانية واتساعها"، islamstory، اطّلع عليه بتاريخ 28-6-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت د.علي الصلّابي (18-6-2018)، "قيام آل عثمان.. نشأتهم وقيام دولتهم"، turkpress، اطّلع عليه بتاريخ 28-6-2019. بتصرّف.
  3. "أسباب سقوط الدولة العثمانية"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 28-6-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :