محتويات
تاريخ الطيران
لقد كان اختراع الطيران الذي نعرفه اليوم نتيجة تجارب ودراسات تراكمت منذ مئات السنين، فكل من حاول التحليق في الجو له مجهود وتجربة كانت مفتاحًا لمن أتى بعده من العلماء، إذ كان التحليق في السماء من القضايا التي جذبت انتباه الناس منذ القدم، وما يدل على ذلك الرسومات أو الحفريات التي كشفت عن ذلك، وللأمانة العلمية لابد من التفريق بين من حاولوا الطيران بطريقة أو بأخرى، وبين من صمموا هيكلًا يشبه الطائرة وحلقت بالفعل، وفي هذه الفقرة سنتناول تاريخ العلماء ممن فكروا بتصميم هيكل ليطير في السماء مستخدمين الحقائق العلمية، وسنأتي على محاولات الطيران لاحقًا في المقال نفسه، وهم كالآتي : [١]
- بدأت فكرة الطيران عمليًا عند العالم فرانسيسكو تيرزي، والذي نشر نظريته في عام 1670م مقترحًا فيها رفع كور نحاسية فيها فراغ لكي تكون أخف من الهواء الأمر الذي يرفعها للأعلى، ولكن تجربته لم تنجح عمليًا بالرغم من صحتها علميًا، فضغط الهواء المحيط بها سيدمر هذه الكرات إلا في حالة احتوائها على الفراغ فقط.
- بعد أن كُشف عن غاز الهيدروجين في القرن الثامن عشر الميلادي، والذي يعد غازًا أخف من الهواء، نجحت فكرة فرانسيسكو تيرزي عمليًا، وعلى يد الأخوين مونتجولفير حاولوا الطيران بالمنطاد الذي فيه الهواء الساخن آنذاك، وفي عام 1783م أطلقوا أول منطاد يحمل ركابًا، فطار مسافة 8 كم حرًا، ليُستخدم لاحقًا لأغراض عسكرية، وبدأ تصنيعه لشركات تابعة للحكومة الفرنسية،
- صمم العالم هنري جيفارد بالطيران لمسافة 24 كم بمنطاد يمكن التحكم به عام 1852م، ويعمل بمحرك بخاري.
- حدد العالم عام 1853م القوى الأربع التي تتحكم في الطائرة، وهي الدفع والارتفاع والحسب والوزن، فصمم أول طائرة شراعية أثقل من الهواء وحملت طيارًا شراعيًا.
- اعتمد الاخوان رايت في عام 1903م على تطوير الطيران الشراعي ليصمموا أول طائرة أثقل من الهواء يمكن التحكم بها ودفعها بالمحرك، لتطير في أول رحلة لها بتاريخ 17 ديسمبر عام 1903م، ولكنها غير مستقرة في التحليق، مما دعاهم للمزيد من التجارب والتطوير لصناعة طائرة رقم 2 وطائرة رقم 3، والأخيرة تطير باسقرار وهبوطها آمن.
- تطورت صناعة الطيران والتي كان أول استخدامتها للأغراض العسكرية فقط، ولكن التطور كان سريعًا، إذ كانت الفترة ما بين الحربين العالميتين الأولى والثانية فترة اتطور الملف في تكنولوجيا الطيران، إذ أصبحت الطائرات تُصنع من الألمنيوم بدلًا من الخشب والقماش، وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بدأت الولايات المتحدة الأمريكية بصناعتها لتطال الأغراض المدنية، أي ما يطلق عليه اليوم بالطيران المدني.
عباس بن فرناس أول من حاول الطيران
اسمه أبو القاسم عباس بن فرناس التاكرني، ولد في عام 810 م وتوفي في عام 887، من أصول بربرية أمازيجية، وكان من موالي الأمويين، وهو العالم الذي اعتبره العديد من العلماء أول من حاول التحليق واختراق الجو، في حين أن البعض الآخر منهم لم يعط ِالأهمية العلمية أو العملية لما قام به في هذا المجال، إذ بدأ العالم بتجاربة المتعلقة برفع الأجسام وكيف ستقاوم الهواء، وما هو التأثير الذي سيحدثه الضغط في حال ارتفاعها، فهو بالاضافة لذلك عالمًا في الطبيعة وعلومها والكيمياء والفيزياء، وعلى دراية بخصائص الأجسام، الأمر الذي دفعه لتجربة أن يطير، فغطى نفسه بالريش المستخلص من الحرير الأبيض بسبب قوته ومتانته، فصنع أيضًا أجنحة من نفس الحرير، فجهز نفسه من مكان مرتفع وأيقن أنه إذا ما حرك جناحيه فإنه سيطير في الجو كالطيور، فأعلن للجميع في مدينة قرطبة الإندلسية حيث كانت موطنه، الأمر الذي أثار فضولهم فاجتمعوا ليشاهدوا ماذا سيجري، فقد صعد لمكان مرتفع وحرك أجنحته وقفز في الجو، فطار مسافة بعيدة من مكان انطلاقة، ولكنه لم ينتبه أن الطيران يحتاج ذنب للهبوط بآمان، فوقع وأصيب في ظهره وتأذى. [٢]
اختراع المحرك النفاث في عالم الطيران
أحدث اختراع المحرك النفاث قفزة كبيرة في عالم الطيران، لا سيما الطيران المدني، فبفضل الطائرات النفاثة اليوم يمكن نقل مئات الأشخاص لمسافة تتجاوز عشرة آلاف كيلومتر، فالمحرط النفاث يعمل بواسطة الدفع الحراري، أي نفث الغازات والهواء الساخن من الأجزاء الخلفية، ويأخذ الهواء من المقدمة للحرق وبالتالي توليد الطاقة، أما مخترع المحرك النفاث فهو العالم فرانك ويتل من مواليد العام 1907م في إنجلترا، وقد رُفض مرتين عند محاولته الالتحاق بالقوات الجوية البريطانية بسبب قصر قامته، ولاحقًا تمكّن من الانضمام ليصبح عام 1928 ضابط طيار، وأثناء رحلاته في الجو وجد أن ثمة شيء لا بد أن يرفع الطائرة للأعلى، وكلما ارتفعت للأعلى تقل مقاومة الهواء لها، ولكن الأمر يحتاج لقوة دافعة كبيرة، فطرح فكرة وضع مروحة في هيكل الطائرة لتحقيق ذلك، ففي عام 1935م نفذ طرحه وصمم نموذج لمحرك حسب أطروحته، وبعد ست سنوات انتهى من تصميمه النهائي وكانت أول تجربة ناجحة للمحرك عام 1941م، فأثبت فعالية كبيرة مما دعى الولايات المتحدة الأمريكية بتبني المشروع، وبقي المحرك النفاث في حالة من التطور وإضافة التقنيات التكنولوجية الحديثة، ولكن مبدأ العمل الذي وضعه العالم فرانك ويتل لم يتغير، ومن الجدير ذكره أنه عندما نفذ العالم ويتل فكرته على المحرك النفاث تزامن ذلك بوجود عالم ألماني اسمه هانز فون اخترع طائرة نفاثة وقامت برحلتها الأولى عام 1936، في حين كانت رحلة الطائرة التي اخترعها عام 1938م، فالخلاف هنا هل يعود اختراع المحرك النفاث وبالتالي الطائرة النفاثة لبريطانيا أم ألمانيا.[٣]
المراجع
- ↑ "تاريخ الطيران: من هو مخترع الطائرة ؟"، oxfordsaudia، 21-6-2018، اطّلع عليه بتاريخ 23-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "عباس بن فرناس: أول طيار في التاريخ"، mawhopon، اطّلع عليه بتاريخ 23-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "مخترع المحرك النفاث .. فرانك ويتل"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 24-6-2019. بتصرّف.