محتويات
مدينة الخرطوم
إنّ اهتمامكَ بمدينة الخرطوم لا شكَ نابعٌ من تاريخها العريق؛ إذ تشتهر دول شمال إفريقيا عمومًا بالمدن القديمة العريقة التي تلاقت فيها الحضارات منذ آلاف السنين، لتنتج ثقافة ثرية عاشت حتى يومنا هذا، ولقد أصبحت العديد من تلك المدن عواصم لبلادها مثل مدينة الخرطوم عاصمةُ السودان التنفيذية التي يلتقي فيها نهر النيل العظيم مع النهر الأزرق في السودان، كما تُعدّ الخرطوم –إلى جانب مدينة أم الدرمان- أكبر مدن التجمع السكاني، وإذا عُدتَ إلى تاريخها القديم فقد كانت عبارة عن معسكر للجيش المصري نُصب في عام 1821م، وهو ما يفسر كون المدينة عسكرية بامتياز.
وفي عام 1885م حاصر المهديون المدينة وتمكنوا من الدخول إليها بعد أن قتلوا أحد ألوية الجيش البريطاني المحتل فيها آنذاك، وأعيد احتلالها مجددًا في عام 1898م، لأطماع المملكة المتحدة فيها وقاموا بإعمارها، ولعلّ آثار بناء اللورد كيتشنر لها واضحة وماثلة على عمرانها حتى يومنا هذا، وبقي رابط المعاهدة (البريطانية- المصرية) ساريًا بين الدولتين حتى عام 1956م وبعدها، أصبحت الخرطوم عاصمة جمهورية السودان المستقلة، وسنخصص هذا المقال للحديث عنها بشكل موسع.[١]
من بنى مدينة الخرطوم؟
لمدينة الخرطوم تاريخ عريق كما تعلم، ويتضمن الممالك المروية، والسنارية، والكوشية، والألودية، كما أنّها مدينة تعزز اختلاف وتعدد الديانات مثل؛ الديانة الإسلامية والمسيحية، وقد أصبح معروف بالنسبة لكَ أنّها كانت مستعمرةٌ بريطانيةٌ استراتيجية حتى تاريخ استقلالها الحديثة في عام 1956م.
وقد قام إبراهيم باشا نجل محمد علي حاكم مصر الشهير ببناء مدينة الخرطوم وتأسيسها، بل جعلها في عام 1821م مركزًا وموقعًا أماميًا لحكم الجيش المصري في السودان، وقد نمت في وقت قصير بشكل كبير جدًا، وأصبحت من وجهات التجارة الرئيسية الإقليمية بما فيها تجارة الرقيق، التي كانت منتشرة بشكل ملحوظ في ذلك الوقت.
وفي عام 1840م تزايد عدد سكانها ليصبح قرابة 30 ألفًا، ولكنها عادت من العمران غير المدروس والمُقام بشكل عشوائي وفي مباني طينية قذرة تتخللها أكواش مصنوعة من القش المحلي، وعندما استلم إسماعيل باشا الحكم خلال الفترة الممتدة (1863- 1879)م توسع الحكم المصري إلى الجنوب، مما ساهم في جذب النفوذ البريطاني من جديد وفتح أبوابًا عديدة في الخرطوم على مصراعيها، وبهذا بُنيت مدينة الخرطوم التي كانت فيما مضى مقرًا لمجموعة من القبائل شبه الرُحّل.[٢]
معلومات حول مدينة الخرطوم
إليكَ مجموعة من أبرز المعلومات المهمة عن مدينة الخرطوم التي لا بدّ ستُقربكَ منها أكثر، وستُعرفك عليها عن كثب:[٣]
- تبلغ مساحة مدينة الخرطوم 375 ميلًا مربعًا، أيّ ما يُعادل 971 كيلو متر مربع، ويبلغ تعدادها السكاني مليوني نسمة.
- تعدّ مدينة الخرطوم عاصمة الولاية الرسمية أيضًا، وهي واحدة من 18 ولاية سودانية تغطي أرض الجمهورية على امتدادها.
- تقدر الكثافة السكانية للعاصمة الخرطوم بمتوسط 8.5 شخص لكل ميل مربع واحد، وينخفض ذلك المقدار فوق المناطق الواسعة من السودان.
- تحتوي مدينة الخرطوم على أكبر مطار دولي في السودان، ومنه تسافر الطائرات إلى أنحاء العالم كافةً تقريبًا.
- اشتهرت السودان عمومًا والخرطوم خاصة، بكونها مركزًا للتجارات الحيوية في المنطقة، وكذلك تصدير العديد من المواد المهمة، مثل؛ بذور السمسم، والصمغ العربي الطبيعي، وسكر القصب الخام، وبذور البطيخ، وبعض المعادن المهمة؛ كالذهب، والعمل في تجارة المواشي، والأغنام، والجمال، والماعز.
- تحتوي الخرطوم على كمية كبيرة من الوقود الطبيعي ومنها؛ الزيوت البترولية، والنفط الخام، إضافةً إلى النفط المكرر.
- وثقت موسوعة جينيس للأرقام القياسية إعدام أكبر رجل في العالم في مدينة الخرطوم، وذلك في 18 من شهر يناير عام 1986م.
السياحة في الخرطوم
عندما تصل إلى الخرطوم ستحتاج لا محالة إلى دليل سياحي يُعرفكَ على أبرز مواقعها السياحية المعروفة، التي كانت شاهدة منذ آلاف السنين على الحضارات والقبائل التي مرت بها، فما رأيك لو وضعنا هذا الدليل بين يديكَ:[٤]
- ضريح حامد النيل، وهو أفضل موقع إسلامي شهير فيها، يجتمع فيه الناس خاصة ظهر كل يوم جمعة بعد أداء الصلاة، ويزخر المكان بالفرق الصوفية المولوية، التي تتألق في شهر رمضان المبارك وتزيد المكان بهجة.
- المتحف الوطني الذي يحتوي على أفضل القطع التاريخية في السودان، وفيه قطع من حضارة الكوش والمروي والكرمة، بالإضافة إلى عدد من اللوحات الفنية المسيحية التي أُحضرت من الكنائس.
- جسر النيل الأزرق الذي يتدفق المياه على ضفتيه بشكل ساحر وخلاب قبل أن ينتهي إلى المصب الرئيسي.
- المتحف الإثنوغرافي وهو متحف للقطع القبلية التي جُمعت من أنحاء السودان كافة، وفيه يُمكنك التعرف على انعكاس تباين المناخ على الولايات.
- مقبرة حرب الكومنولث، وتحتوي هذه المقبرة القديمة على شواهد صورية لعدد من ضحايا الحرب العالمية الثانية دون أجسادهم، وهي مقبرة تُحيي الصراع بين إيطاليا وإثيوبيا.
قد يُهِمُّكَ
من المؤكد أنّكَ تعلم أن الخرطوم لن تكون وجهتك السياحية الأولى لقضاء الإجازة أو شهر العسل، فغالبًا ما ستكتفي بالمرور بها ليوم أثناء رحلة عمل أو إجازة عابرة، ولكننا سننظم لكَ برنامجًا شيقًا لقضاء 24 ساعة لا تُنسى في الخرطوم:[٥]
- ابدأ يومكَ بالإفطار في مقهى نهر النيل الشهير بحيث تُقدم لكَ مجموعة من الأطباق المحلية الشهية إلى جانب القهوة السودانية التقليدية.
- انطلق لمشاهدة أعمال الفنانين السودانيين المحليين في معرض موجو أو معرض ديبانجا لتتعرف على الهوية الثقافية السودانية.
- تسوَّق واشترِ بعض التذكارات من الخرطوم، وبالطبع يُمكنكَ التوجه إلى سوق أم درمان لفعل ذلك.
- توجه إلى متحف بيت خليفة وشاهد العديد من الآثار التي تعكس نضال الثورة السودانية ضد المحتل البريطاني.
- اتجه إلى موقع المصارعة النوبية الشهيرة التي توجد فقط في يوم الجمعة، وهي رياضة الدفاع عن النفس الشهيرة في السودان.
- أنهِ أُمسيتك بشرب القهوة في مقهى الجاز، واستمتع بالموسيقى العذبة التي يعزفها الموسيقيون فيه.
المراجع
- ↑ "Khartoum", britannica, Retrieved 2020-6-19. Edited.
- ↑ "Khartoum", newworldencyclopedia, Retrieved 2020-6-19. Edited.
- ↑ "Capital Facts for Khartoum, Sudan", worldscapitalcities, Retrieved 2020-6-19. Edited.
- ↑ "Khartoum", lonelyplanet, Retrieved 2020-6-19. Edited.
- ↑ "WHAT TO DO IN KHARTOUM IN 24 HOURS", corinthia, Retrieved 2020-6-19. Edited.