من هو نزار قباني

من هو نزار قباني
من هو نزار قباني

نزار قباني

وُلد الشاعر نزار قباني في العاصمة السورية دمشق في الواحد والعشرين من شهر آذار سنة 1923، ووالده هو توفيق قباني، كان يمتلك مصنع شوكولاته، وكان له ثلاثة إخوة هم صباح ورشيد ومعتز، وأختان هما هيفاء ووِصال، ويعد أبو خليل القباني المسرحي والكاتب المشهور أحد أقاربه، وقد تعلّم نزار في مدرسة الكلية العلمية الوطنية في الفترة الزمنية الممتدة ما بين (1930-1941)، والتي كان يمتلكها أحمد منيف العايدي صديق والده، ودرس الحقوق في جامعة دمشق، عمل في السلك الدبلوماسي ما بين عامي (1945-1966)، ومن أكثر العوامل التي أثرت في طفولة نزار قباني وحياته عندما رفضت أخته الزواج التقليدي وانتحرت، ويقول نزار أن تلك الحادثة كان لها أثرٌ كبيرٌ في طبيعة ومواضيع أشعاره، والتي تدور حول الدفاع عن المرأة والحب، وقد توفي في مدينة لندن في الثلاثين من شهر نيسان سنة 1998، ودُفن في مدينة دمشق.[١]

كان نزار قباني شغوفًا بالتعرف على مختلف أنواع الفنون، فتعلم الخط على يد أحد الخطاطين اليدويين، ثم تعلم الرسم واتجه إلى الموسيقى، فتعلم التلحين والعزف على آلة العود، واستقر أخيرًا على حبّ الشِعر، وبدأ بحفظ أشعار جميل بثينة، وعمر بن أبي ربيعة، وقيس بن الملوح، وطرفة بن العبد، وتلمذ على يدّ الشاعر خليل مردم بِك الذي علمه البديع والصرف والنحو، وقد تنقل الشاعر بين عواصمٍ كثيرة، وقد قدّم استقالته من السلك الدبوماسي سنة 1966، وعُين ملحقًا لسفارة سوريا في القاهرة، وانطلق من مدينة القاهرة إلى عدة بلدان وهي: تركيا، وإسبانيا، والصين، والدانمارك، والسويد، وبلجيكا، والمانيا، وفرنسا، ولندن، إلى أن استقر في مدينة بيروت.[٢]


حياة نزار قباني

تربى نزار قباني في منزل دمشقي عتيق وتراثي فسيح، وكان أبوه توفيق رجلًا من أعيان البلد، وكان مُحبًا للشعر والأدب، وقد دعم الحركة الوطنية السورية، وعاش قباني مراحل طفولته الأولى بهدوء ورعاية وحب كبير من أمه "فايزة" التي يرجع أصلها إلى تركيا، وفي تلك المرحلة من حياته كانت ميول نزار فنية مُرتكزة على الرسم والموسيقى، فقد قال عن طفولته: "فمن الخامسة إلى الثانية عشر من عمري كنت أعيش في بحر من الألوان، أرسم على الأرض وعلى الجدران وألطخ كل ما تقع عليه يدي بحثًا عن أشكال جديدة، ثم انتقلت بعدها إلى الموسيقى، ولكن مشاكل الدراسة الثانوية أبعدتني عن هذه الهواية، وبقي ارتباطه بأمه مصدر حنين مُستمر أثر على حالته الشعرية، والإنسانية، وقد رثى أمه بقوله "فيا أمي، يا حبيبتي يا فائزة، قولي للملائكة الذين كلّفتهم بحراستي خمسين عامًا ألا يتركوني؛ لأنني أخاف أن أنام وحدي."[٢]

تزوج نزار قباني من قريبته زهراء أقبيق وأنجبت له ابنة اسمها هدباء وابن اسمه توفيق، وكانت تلك فترة انطلاقته الشعرية، وكانت تنهالُ عليه رسائل المعجبات واتصالاتهن، فلم تحتمل زوجته ذلك الوضع فحصل الطلاق بينهما بالتراضي، وفي فترة الخمسينات أحب نزار كوليت خوري، وقد كتب تفاصيل علاقة حبهما في أول رواياته "أيام معه"، وتوفي ابنه توفيق جرّاء عملية قلب، فلم يكتب نزار الشعر لمدة ثلاث سنوات لشدّة حزنه عليه، ثم التقى ببلقيس التي عشقها من النظرة الأولى، وقد تقدم لخطبتها عام 1962، ولكن أسرتها رفضت بسبب ما سمعته بأنه شاعر النساء والحب والغزل، وبالرغم من ذلك فقد بقي نزار يحبها، ثم تقدم لخطبتها مرة أخرى بعد سبعة أعوام، فتزوجا وعاشا في مدينة بيروت، وأنجبا طفلين هما عمر وزينب، وعاشا حياة رائعة يسودها الحب والحنان، وتوفيت بلقيس سنة 1981 في انفجار سيارة استهدفت السفارة العراقية في مدينة بيروت.[١]

أخذ نزار قباني الثانوية العامة من مدرسة الكلية العلمية الوطنية في دمشق، بعدها درس الحقوق في جامعة سوريا وتخرج سنة 1945، وكان مُحبًا للفنون، فتعلم الخط اليدوي ثم الرسم، وأحب الموسيقى، وتعلم على يد أستاذ موسيقي كيفية العزف على العود، وبعد ذلك اتجه إلى الشعر وأحبه كثيرًا وأخذ يحفظه، [٢]وبعد أن تخرج نزار قباني من الجامعة وُظف في السلك الدبلوماسي، وانتقل بين دول عدة إلى أن قدم استقالته سنة 1966، إذ شغل وظيفة ملحق في السفارة السورية في القاهرة، ولم يكن حينها قد تجاوز 22 عامًا من عمره، ثم انتقل من القاهرة إلى تركيا، فلندن، ففرنسا، فألمانيا، فبلجيكا، فالسويد، فالدنمارك، فالصين، فإسبانيا، واستقر أخيرًا في بيروت.[٢]

تأثر نزار قباني بوفاة زوجته كثيرًا، فسافر إلى مدينة لندن ليعيش فيها، وأثناء تواجده فيها وفي أواخر سنين عمره كتب الكثير من القصائد، وبدأت حالته الصحية بالتراجع، وقد عانى من مشاكل في القلب، وتوفي في لندن في الثلاثين من شهر نيسان سنة 1998م، ووصّى بأن يُدفن في مدينة دمشق، فدفن بجوار والده توفيق قباني، وبجوار ابنه توفيق نزار قباني.[٣]


إنجازات نزار قباني

بدأ نزار قباني بكتابة الشعر وهو في سنّ المراهقة، وأثناء دراسته الجامعية وتحديدًا في عام 1944 نشر أول ديوان شعري له وعنوانه "قالت لي السمراء"، وقد أثارت قصائد هذا الديوان الكثير من الجدل في سوريا؛ لأن المحتوى كان غير مألوفٍ لهم، وبالرغم من ذلك فقد سمح وزير الثقافة منير العجلاني بنشره، وبعد تخرجه من الجامعة عمل سفيرًا في العديد من المدن مثل: لندن، والقاهرة، ومدريد، واسطنبول، وبين عامي 1948-1950 نشر الشاعر دواوين جديدة هي؛ "أنت لي"، "سامبا"، "طفولة نهد"، وفي سنة 1956 نشر ديوان "قصائد" الذي يُعد أهم أعماله الشعرية، وفي سنة 1959 عمل كنائب سفيرٍ للجمهورية العربية المتحدة في الصين، ثم نشر 3 دواوين هي: "يوميات امرأة لا مبالية"، "الرسم بالكلمات"، "حبيبتي"، وفي سنة 1967 أقام نزار قباني دار نشر في مدينة بيروت وأطلق عليها اسم "منشورات نزار قباني"، وفي نفس السنة حدثت النكسة، إذ هُزمت فيها الجيوش العربية أمام إسرائيل، ونشر حينها قصيدة "هوانش على دفتر النكسة"، والتي تسببت بمنع دخوله إلى مصر ومنع من بث أشعاره فيها،[١] فكتب نزار قباني رسالة إلى رئيس مصر جمال عبد الناصر وضّح له فيها مدى حزنه على عدم السماح له بزيارة مصر، فنال الشاعر مُبتغاه، ورجعت قصائده تُبث في الإذاعة والتلفزيون المصريين.

في فترة السبعينات نشر نزار مجموعة جديدة من دواوينه، وهي: "كلّ عام وأنت حبيبتي"، و"أشهد أن لا امرأة إلا أنت"، و"إلى بيروت، مع حبي"، و"أشعار خارجة عن القانون"، و"قصائد متوحشة"، و"مئة رسالة حب"، و"كتاب الحب"، وتعد فترة الثمانينات من أكثر الفترات التي نشرت فيها دواوين جديدة، منها: "الأوراق السرية لعاشق قرمطي"، " لا غالب إلا الحب"، و"ثلاثية أطفال الحجارة"، و"الكبريت في يدي ودويلاتكم من ورق"، و"تزوجتك أيتها الحرية"، و"سيبقى الحب سيدي"، و"قصائد مغضوب عليها"، و"الحب لا يقف على الضوء الأحمر"، و"قصيدة بلقيس"، و"قاموس العشقين"، و"هكذا أكتب تاريخ النساء"،[١] وفي فترة التسعينات نشر نزار قباني دواوين جديدة وهي: "لا"، و"الأعمال السياسي"، و"أبجدية الياسمين"، و"تنويعات نزارية في مقام العشق"، و"خمسون عامًا في مديح النساء"، و"أنا رجل واحد وأنت قبيلة نساء"، و"أحلى قصائدي"، و"هوامش على الهوامش"، و"هل تسمعين صهيل أحزاني."[١]


وفاة نزار قباني

بعد أن توفيت زوجة نزار قباني بلقيس انتقل نزار من بيروت إلى جنيف، وبقي ينتقل بين جنيف وباريس إلى أن استقر في لندن، وقضى آخر خمس عشرة سنة من عمره فيها، وداوم قباني على كتابة القصائد، وأبرزها قصيدة "متى يعلنون موت العرب"، و"العدائين"، وعانى نزار قباني من المرض، وتدهورت حالته سنة 1997 وشُفي بعد مدة قصيرة، وبعد مرور عدة أشهر توفي عن عمر 75 سنة في لندن إثر نوبة قلبية سنة 1998، وكان قد أوصى بدفنه في دمشق.[٤]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج "من هو نزار قباني - Nizar Qabbani؟"، arageek، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-9. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث "نزار قباني"، aljazeera، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-12. بتصرّف.
  3. حنان مسالخي (2018-4-2)، "نزار قباني.. كارثتان في حياته جعلتاه شاعر المرأة الأول"، elfann، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-10. بتصرّف.
  4. "سيرة ذاتية عن الشاعر نزار قبانى .. تعرف على قصة حياته وكيف بدء مسيرته فى الشعر العربى"، murtahil، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-12. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :