محمد الفاتح
محمد الفاتح هو أحد الشخصيات التاريخية التي حفظ لها التاريخ اسمها ومكانتها وأهم أعمالها، محمد الفاتح هو السلطان محمد خان الثاني، سابع سلاطين الدولة العثمانية، تميز بالذكاء والحكمة وبإنجازاته وفتوحاته العظيمة وأبرزها فتح القسطنطينية والقضاء على الدولة البيزنطية بعد فترة طويلة من حكمها، وحقق المزيد من التوسع والتطور للدولة العثمانية في عهده، فلقب بأبي الخيرات وأبي الفتوح[١].
ولد محمد الفاتح في أدرنة عاصمة الدولة العثمانية في ذلك الوقت في تاريخ 20 إبريل من عام 1429 ميلاديًا، الموافق 26 رجب عام 833 هجريًا، والده هو السلطان مراد الثاني وأمه هي خديجة خاتون، نشأ محمد الفاتح نشأة طيبة صالحة فحفظ القرآن الكريم كاملًا، وتعلم الكثير من العلوم واللغات، وتتلمذ على أيدي كبار العلماء الذين أدبوه وعلموه وأحسنوا تعليمه وتأديبه، فشب على العلم والدين والتقوى والحكمة، وحظي محمد الفاتح برعاية والديه وتنشئته وإعداده ليكون ذلك القائد الفاتح، إضافة إلى ما تميز به الفاتح بالدهاء السياسي والدراية بشؤون الدولة، كل هذا بفضل رعاية والديه والاهتمام بحسن تربيته وتأديبه، وعندما بلغ من العمر 11 سنة أرسله والده إلى أماسيا ليدير شؤونها ويتولى إدارة الحكم فيها رغبة من أبيه في أن ينخرط الفاتح في السياسة والحكم، وتتكون لديه خبرة كافية عن الحكم والسلطنة، وعاصر صراعات الدولة البيزنطية، ووعى الظروف والملابسات الخاصة بها.[١].
حكم محمد الفاتح
استطاع السلطان محمد الفاتح في عهد والده تولي الحكم أكثر من مرة لأسباب مختلفة، فكانت تجربته الأولى عندما أرسله والده إلى أماسيا ليحكمها ويتولى شؤونها، وفي عام 1444 ميلاديًا توفي الابن الأكبر للسلطان مراد الثاني؛ الأمر الذي أحزن قلب السلطان مراد كثيرًا ودفعه إلى ترك الحكم والزهد في الدنيا حزنًا على فقد ولده، وغادر البلاد مهاجرًا لولاية أيدين ليعيش حزنه وحده هناك، فتنازل عن العرش وأوكل مهام الحكم لوليه السلطان محمد الفاتح الذي لم يبلغ 15عامًا، إلا أن صغر عمره كان حائلًا بينه وبين القدرة على إدارة أمور الدولة كما يجب؛ ففي غياب والده السلطان مراد الثاني أغار المجر على البلغار ناقضين الهدنة التي بينهم وبين الدولة العثمانية، وعليه فقد طلب الفاتح من أبيه العودة لتولي الحكم مرة ثانية، وفي عام 1451 ميلاديًا، الموافق 855 هجريًا، وبعد وفاة الوالد السلطان مراد الثاني تولى الابن محمد الفاتح الحكم وقد بلغ الثانية والعشرين من عمره، فأثبت السلطان محمد الفاتح خلال فترة حكمه قدرته وحنكته في الأمور السياسية والعسكرية.[٢].
فتح القسطنطينية
تأسست القسطنطينية عام 330 ميلاديًا على يد قسطنطين الأول، وتتميز مدينة القسطنطينية بموقعها الفريد في العالم حتى قيل عنها "لو أن الدنيا بأكملها مملكة واحدة لكانت القسطنطينية أفضل مدينة تستحق أن تكون العاصمة"، وتجدر الإشارة إلى أن القسطنطينية هي إسطنبول حاليًا، وكانت القسطنطينية في ذلك الوقت تحت الحكم البيزنطي، وبالحديث عن الفاتح السلطان محمد الذي نشأ على الإيمان بأنه هو المقصود من قوله صلى الله عليه وسلم: (لَتُفْتَحَنَّ القسطنطينيةُ، ولِنعْمَ الأميرُ أميرُها، ولنعمَ الجيشُ ذلكَ الجيشُ) [الجامع الصغير| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، الأمر الذي ترك ذلك في نفسه أثرًا إيجابيًا كبيرًا؛ فمع بداية توليه الحكم على أماسيا وضع محمد الفاتح نصب عينيه فتح القسطنطينية هدفًا له وللدولة العثمانية، على الرغم من علمه بمدى المحاولات الفاشلة التي قام بها الأوائل لفتحها، إلا أنه بدأ بإعداد الدولة العثمانية للمواجهة الكبرى بإعادة إعمارها وإصلاحها من الداخل، والاهتمام بالأمور المادية وتحسين موارد الدولة، وإمداد الجيش بالأسلحة اللازمة وتوفير كامل عتادهم من مدافع، وسفن حربية وغيرها، وبث في نفوسهم روح الجهاد والحماسة، وعقد الكثير من المعاهدات مع الأعداء للتفرغ كليًا لفتح القسطنطينية.[٣]
عندما بلغ الإمبراطور البيزنطي عزم السلطان محمد الفاتح فتح القسطنطينية لجأ إلى عرض الأموال والهدايا بغية رشوة السلطان محمد الفاتح وثنيه عن نيته فتح القسطنطينية، إلا أن محمد الفاتح لم يقبل هدايا الإمبراطور البيزنطي وطلب منه تسليم المدينة له بلا قتال ويضمن له ولأهلها العيش بأمان، العرض الذي رفضه الإمبراطور، وبعد أن تأكد من إصرار السلطان محمد الفاتح على فتح القسطنطينية بدأ في طلب العون والمساعدة من الدول الأوروبية، ومن جهة ثانية بدأ الفاتح يحشد جيشه متوجهًا نحو القسطنطينية المحصنة من ثلاث جهات إضافة إلى أسوارها المحصنة، بيد أن السلطان محمد الفاتح كان قد أعد خطة محكمة لفتح المدينة؛ فحفر الخنادق ووجه السفن نحو القسطنطينية وحاصرها قرابة 53 ليلة، كانت القسطنطينية تحت حكم قسطنطين الذي قتل أكثر من 200 مسلم وعلقهم على أسوار المدينة بغرض إخافة الجيوش وكسر عزيمتهم، إلا أن السلطان القائد محمد الفاتح لم يزدد إلا عزمًا وإصرارًا على فتح المدينة وتخليص أهلها من الظلم البيزنطي الذي دام فترة طويلة، وكان محمد الفاتح بين الحين والآخر يرفع معنويات الجيش ويذكرهم بقول النبي عليه السلام بفضل من سيحرر القسطنطينية، والتحم الجيشان الإسلامي بقيادة محمد الفاتح، والبيزنطي بقيادة قسطنطين، وبدأت الجيوش الإسلامية تقترب من أسوار المدينة، وعندما رأى الإمبراطور قسطنطين رايات المسلمين ترفرف على أسوار المدينة وجنوده يفرون من أمام المسلمين أخذ يضرب يمينًا ويسارًا حتى ناله التعب الشديد وضعفت يده فنال منه أحد جنود المسلمين وأرداه قتيلًا، وتحقق بذلك فتح القسطنطينية على يد القائد السلطان محمد الفاتح[٣].
المراجع
- ^ أ ب Amira Fahmy (21-10-2018)، "من هو محمد الفاتح"، موثوق، اطّلع عليه بتاريخ 11-7-2019. بتصرّف.
- ↑ "من هو محمد الفاتح"، المجنون ، اطّلع عليه بتاريخ 11-7-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب Amal Ahmed (25-3-2019)، "محمد الفاتح من هو وكيف تمكن من فتح القسطنطينية"، بحوث، اطّلع عليه بتاريخ 11-7-2019. بتصرّف.