محتويات
موقع مدينة ريغا
تعد ريغا العاصمة الرسمية لجمهورية لاتفيا، وهي أكبر المدن فيها، وتقع المدينة على سواحل بحر البلطيق عند مصب نهر دوجفا، وتتميز بأنها أكبر المدن المُطلّة على بحر البلطيق، وتُعد مدينة ريغا واحدةً من أبرز وأجمل المدن في العالم، وقد حصلت على لقب عاصمة الثقافة الأوروبية للعام 2014م، وتتميز مدينة ريغا بتاريخها والموسيقى الرائعة، بالإضافة إلى عدد من العروض المسرحية والأوبرا وأماكن التسوق والمتاحف، إذ تُعد مركزًا أساسيًا للثقافة، والتعليم، والسياسة، والمال، والتجارة، والاقتصاد، والصناعة لمنطقة بحر البلطيق، فتميزها هندستها المعمارية العالمية دون إخفاء اللمسات المحلية التقليدية لها، وعلى صعيد المدينة القديمة فقد تمكنت من الحفاظ على رونقها وطابعها القرطوسي المحصّن، وعادةً ما يُنصح بأخذ جولةً سياحيةً سيرًا على الأقدام للتعرف على كل ما هو جديد في المدينة، كما أنها مدينة دائمة الخضرة إلى حدٍّ ما، ويُطلق عليها عدة أسماء مثل؛ مدينة الالهام وباريس الشمال، وتحتضن ريغا بين جنباتها تجمعات خاصة بالمراكز الدينية والثقافية والهندسية لجمهورية لاتفيا، بالإضافة إلى عدد من الأبنية المُنشأة وفقًا للطراز الأوروبي المعاصر أو الطراز الروماني القديم.[١][٢]
جغرافية مدينة ريغا
تغطي مدينة ريغا مساحة تبلغ حوالي 307 كيلو متر مربع، وتعد أكبر مدن دول البلطيق الواقعة على الشواطئ الجنوبية لبحر البلطيق وعند مصب نهر داوغافا، وقد ساعد موقعها الاستراتيجي بين أوروبا الشرقية والغربية على جعلها جزءًا مهمًا من التجارة الروسية مع دول أوروبا الغربية، إلا أن موقعها أخضعها للاحتلال والغزو طول تاريخها الذي استمر حوالي 800 عام، وتقع المدينة على سهل رملي على بعد يبلغ حوالي 15 كيلو متر من مصب نهر داوغاغا وخليج ريغا، وتضم المدينة مساحات واسعة من المناظر الطبيعية الجذابة، والتي تحتل حوالي 112.41 كيلو متر مربع من مساحتها، أو ما يعادل أكثر من 36% من مساحتها الإجمالية، كما تضم المدينة مجموعة واسعة من الغابات التي تغطي حوالي 17% من مساحتها الكلية، بالإضافة إلى العديد من محميات الطيور، و25 نوعًا من النباتات المختلفة[٣]، وتشكل الأنهار والبحيرات والأراضي الرطبة حوالي 17.6% من إجمالي مساحة ريغا، إذ تضم المدينة حوالي 13 بحيرة، وتعد بحيرة كيسيزير أكبر تلك البحيرات، والتي تحتل مساحة تبلغ حوالي 17.4 كيلومتر مربع، بالإضافة إلى بحيرة جغلاس التي تحتل مساحة تبلغ حوالي 5.7 كيلومتر مربع، كما تضم المدينة العديد من الأحواض الصغيرة، بالإضافة إلى حوالي 96.4 كيلومتر من الأنهار.[٣]
مناخ مدينة ريغا
يؤدي قرب مدينة ريغا من البحر إلى تأثرها بمناخ معتدل، مع كتل من السحب التي تغطيها لمدة تبلغ حوالي 40% من العام، كما يؤدي وقوعها قرب البحر إلى ارتفاع نسبة الرطوبة فيها إلى حوالي 80% مقارنة بالمناطق الداخلية منها، ويتميز صيفها بأنه قصير وبارد، إذ يبلغ متوسط درجة الحرارة خلال الصيف حوالي 18 درجة مئوية، أما الشتاء فيكون طويل وبارد، ويبلغ متوسط درجات الحرارة في المدينة خلال الشتاء حوالي درجتين مئويتين تحت الصفر، كما تتساقط الثلوج فيها بغزارة، وعادةً ما يستمر من منتصف شهر ديسمبر إلى منتصف شهر مارس، كما يبلغ متوسط هطول الأمطار السنوي فيها حوالي 636 ملم.[٣]
السكان في مدينة ريغا
تعد مدينة لاتفيا أكبر مدينة في لاتفيا من حيث عدد السكان، إذ يعيش فيها أكثر من ثلث سكان البلاد، كما أنها المدينة الأكثر اكتظاظًا بالسكان في جميع ولايات البلطيق، إذ بلغ عدد سكانها في عام 2017م حوالي 641,423 نسمة، بينما يقدر عدد سكانها في عام 2019م بحوالي 633,820 نسمة، كما تبلغ الكثافة السكانية فيها حوالي 2000 نسمة لكل كيلومتر مربع، كما تعد ريغا من المدن السياحية الشهيرة، إذ زار إلى المدينة حوالي 2.3 مليون سائح في عام 2016م، ويبلغ عدد سكان المنطقة الحضرية من ريغا حوالي مليون نسمة، وتبلغ نسبة النمو السكاني في المدينة حوالي -0.47%، وهو ما يمثل انخفاض في أعداد السكان، إذ انخفض عدد السكان بنسبة تبلغ حوالي 11,995 نسمة منذ عام 2015م وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، وقد انخفض عدد السكان نتيجة انخفاض معدلات المواليد وزياة معدلات الهجرة، كما يُتوقع أن ينخفض أعداد السكان إلى النصف في عام 2050م مع استمرار الهجرة وانخفاض معدلات المواليد في المدينة.[٤]
يمثل مواطنو لاتفيا حوالي 44% من سكان مدينة ريغا، بينما تشكل المجموعة العرقية الروسية حوالي 37.88% من السكان، أما مجموعة البيلاروسيا يشكلون حوالي 3.72% من السكان، أما الأوكرانيون فيمثلون حوالي 3.66% من السكان، في حين يشكل البولنديون حوالي 1.83%، أما الأعراق الأخرى فتشكل حوالي 8.1%، كما تضم المدينة نسبة مرتفعة من الروس الذين يشكلون حوالي 37% من السكان، ومن المتوقع أن تنخفض نسبة الروس الذين يعيشون في المدينة خلال السنوات القادمة نتيجة استمرار الهجرة.[٤]
معلومات عن ريغا
يتميز شعب الريغا والشعب اللاتيفي بعدد من المميزات التي تجعل منهم شعبًا ذا طابعٍ غريبٍ، وفيما يأتي بعض المعلومات الخاصة بسكان مدينة ريغا اللاتيفية:[٥]
- يُفضل شعب مدينة ريغا العزلة والانطواء والتفرد مع أنفسهم، مما يجعل الأمر غريبًا بعض الشيء، ولا يُعد الأمر سرًّا، بل يُطرح ويُناقش في كافة الأماكن في الندوات المؤتمرات وما إلى ذلك، وينطبق الأمر على كافة الأجيال في تلك المدينة.
- يتميز الشعب اللاتيفي بالإبداع والتميز بين شعوب أوروبا خاصةً أهالي مدينة ريغا، إذ تظهر بصماتهم الإبداعية في العديد من المجالات العلمية والفنية والأدبية.
- أحد أبرز ما يتميز به شعب لاتفيا ومدينة ريغا تحديدًا هو الميل للهدوء الشديد، وإيثار الصمت والهدوء على الضجيج والإزعاج والصخب.
- يُعد الشعب اللاتيفي أحد أكثر الشعوب محافظةً على العادات والتقاليد في العالم، وعلى الرغم من كون مدينة ريغا منفتحةً متطورةً بأحدث أنواع وأشكال التكنولوجيا، إلا أن أهالي تلك المنطقة ما زالوا متمسكين بعاداتهم وتقاليدهم التي هي رمز حضارتهم.
- يرى الشعب اللاتيفي أن الطبيعة ليست مجرد أشجار ومكونات طبيعية تحيط هم، بل هي أحد أجزاء الروح لديهم، فهي المتنفس والمأوى والملجأ للهدوء والاستجمام في كل وقتٍ، وتتمتع بكثافة سكانية قليلة بسبب الهجرة المستمرة، كما تتمتع بغابات خصبة للغاية.
السياحة في مدينة ريغا
تحتوي مدينة ريغا على عدد كبير من المعالم والمواقع التي تجعل منها محط أنظار السياح، وفيما يأتي ذكر بعضها:[٦][٧]
- نُصب الحرية : عبارة عن نُصب تذكاري واقع في شارع الحرية على مقربة من البلدة القديمة، وأنشئ النُصب لتكريم الجنود الذين ماتوا في حرب استقلال اللاتفية خلال عام 1935م، ويبلغ من الطول 42 مترًا، وهو رمز دال على السيادة والاستقلال والحرية في جمهورية لاتفيا.
- كنيسة St. Peter’s Church : تعود الكنيسة إلى عام 1209م، وهي كنيسة القديس بطرس، وتتميز ببنائها القوي الذي لم يتأذ رغم القصف الذي تعرّضت له المدينة في فتراتٍ سابقة، وبُني جزء الكنيسة الأوسط خلال القرن الثالث عشر، ومن السهل التعرف عليه من خلال معالم تلك الفترة في جدران وصحن الكنيسة الخارجي وبعض أعمدتها الداخلية، وما يميزها تصاميمها المعمارية التي تحمل الفن القوطي والفن الروماني والفن الباروكي.
- متحف the occupation of latvia : يتميز المتحف باحتوائه على كل ما يدل على فترة الاحتلال المنصرمة لتلك البلاد، وقد أنشئ عقب طرح أستاذ التاريخ ويسكونسن أو كلير هذه الفكرة على وزارة الثقافة لجمهورية لاتفيا، ويُنصح بزيارة المتحف إن سمحت الفرصة.
- متحف Latvian ethnographic open air : أو كما يُعرف بمتحف الهواء الطلق في لاتفيا، وهو متحف خارجي يقع في مدينة ريغا، ووافق مجلس آثار لاتفيا في عام 1924م على إنشائه، ويقع متحف الهواء الطلق على مقربة من بحيرة juglas، وقد افتتح خلال العام 1932م، وهو الآن متحف يتميز بشعبيته الكبيرة.
- كاتدرائية ريغا: تأسست تلك الكاتدرائية في عام 1211م كمقر لأبرشية ريغا، إذ تعد أكبر كنيسة في القرون الوسطى في منطقة البلطيق، وتتميز تلك الكنيسة بهندستها المعمارية التي هي عبارة عن مزيج من الأساليب المعمارية التي تعود إلى القترة من القرن الثالث عشر إلى القرن الثامن عشر الميلادي، كما يتميز الجزء الشرقي منها بميزات رومانية، وهو يعد أقدم جزء فيها، كما يعود البرج المكون لها إلى القرن الثامن عشر الميلادي، أما معظم أجزائه فتعود إلى زمن القوطية في القرن الخامس عشر الميلادي.
- متحف ريغا بورس للفن: يعد هذا المتحف معرضًا رائعًا للفنون الخاصة بالمناطق الحضرية، وتتميز واجهته بأنها مكونة من مجموعة من الآلهة التي ترقص بين نوافذها، أما في داخل المتحف فتتألق الثريات المذهب المعروضة في الاسقف المزخرفة، بينما يتميز الجزء الشرقي منها بالخزف الصيني والياباني الرائع، مع وجود مومياء مصرية، بينما تُخصص القاعات الرئيسية للفن الغربي.
- متحف الفنون والتصميم الزخرفي: يقع هذا المتحف في كنيسة سانت جورج، وهو متحف مكرس للفن التطبيقي الخاص بفترة الفن الحديث إلى الوقت الحاضر، ويضم هذا المتحف مجموعة رائعة من الآثاث والقطع الخشبية، بالإضافة إلى المنسوجات والسيراميك، ويعود بناء هذا المتحف إلى عام 1207م.
المراجع
- ↑ "ريگا"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 19-9-2019. بتصرف.
- ↑ "بالصور.. “ريغا”.. معقل الفن والعمارة والتاريخ الأوروبي الحديث"، travelerpedia، اطّلع عليه بتاريخ 19-9-2019. بتصرف.
- ^ أ ب ت "Riga, Latvia", newworldencyclopedia, Retrieved 2-9-2019. Edited.
- ^ أ ب "Riga Population 2019", worldpopulationreview, Retrieved 2-9-2019. Edited.
- ↑ "لاتفيا: شعب أوروبا "الانطوائي" في بلد يحتاج إلى مهاجرين"، bbc ، اطّلع عليه بتاريخ 23-9-2019. بتصرّف.
- ↑ "تقرير عن السياحة في مدينة ريغا عاصمة لاتفيا"، ar-traveler، اطّلع عليه بتاريخ 19-9-2019. بتصرف.
- ↑ "Rīga attractions", lonelyplanet, Retrieved 2-9-2019. Edited.