أين تقع مدينة قبرص

أين تقع مدينة قبرص
أين تقع مدينة قبرص

موقع مدينة قبرص

توجد دولة قبرص على جزيرة شرق البحر الأبيض المتوسط، وتعد ثالث أكبر الجزر في البحر المتوسّط بعد جزيرة صقلية وجزيرة سردينيا الإيطالية من حيث المساحة وعدد السكان، وتوجد مدينة قبرص في الجنوب الشرقي من القارة الأوروبية، والشمال الغربي من القارة الآسيوية قريبًا من دولة تركيا، وقد استقلت عن بريطانيا عام 1960م، وقُسمت الدولة في عام 1974م من بعد التدخل العسكري التركي إلى قسم في الوسط وفي الجنوب، وغالبية سكانه من اليونانيين، والقسم الآخر في الشمال وغالبية سكانه من الأتراك، وفي عام 1983م أُعلن عن قيام جمهورية في الجزء التركي في شمال قبرص، وأُطلق على قبرص هذا الاسم نسبةً إلى شهرتها بكثرة النحاس في أراضيها منذ القدم، وقد أُخذ اسمها من الكلمة الإغريقية (Kypros) ومعناها النحاس باللآتينية، وتصل مساحة جمهورية قبرص إلى ما يقارب 9,250 كيلو متر مربّع، وتحتوي على سلسلتين من الجبال، واحدة توجد في الشمال واسمها سلسلة جبال بينتاداكتيلوس، وأخرى توجد في الجنوب الغربي من البلاد واسمها سلسلة جبال ترودوس، غربي من البلاد. [١]

وقد وُضعت القوانين والأسس من أجل تنظيم البلاد بحسب دستور عام 1960م؛ إذ إنّ حاكم البلاد هو نفسه رئيس الحكومة وفق هذا الدستور، وغالبًا ما يشغل شخص تركي قبرصي منصب نائب الرئيس، إلا أنه بعد احتلال تركيا لقبرص في عام 1974 والذي وقع بسبب الانقلاب الذي قام به الضباط اليونانيون على الحكم وبعد إقامة الجمهورية الشمالية من قبرص غير المعترف بها دوليًا؛ وذلك لأن منصب نائب الرئيس ما يزال شاغرًا، فإنه يُنتخب الرئيس بالانتخابات المباشرة، وتكون مدّة الرئاسة خمسة أعوام، ويتكلم سكان الجنوب في جمهورية قبرص باللغة اليونانية، بينما في الجزء الشمالي يتكلمون باللغة التركية، وقد حدث هذا الاختلاف في اللغة بين السكان بعد أن أُنشئت الجمهورية الشمالية لقبرص، بالإضافة إلى انتقال العديد من اليونانيين من الشمال إلى الجنوب، إلا أنه قبل ذلك كانت اللغة اليونانية هي اللغة الدارجة، بالإضافة إلى اللغة الإنجليزية بسبب الاستعمار البريطاني على الجزيرة، وليست فقط اللغة هي الوحيدة المقسمة، فإن الديانة لا تختلف عنها كثيرًا، فهي مقسمة بحسب الطوائف اليونانية والتركية؛ إذ إنّ الديانة المسيحية الأرثوذكسية هي الديانة الرسمية لسكان قبرص اليونانيين، أمّا من يسكن قبرص من الأتراك فديانتهم الإسلام.[١]


تاريخ قبرص

تعد قبرص واحدة من أقدم دول العالم من حيث الاسيطان البشري، إذ تمتلك أدلة أثرية تظهر وجود الإنسان قبل أكثر من 9000 سنة، وعاشت قبرص تحت حكم العديد من الممالك خلال الفتوحات، إذ استوطنها الفينيقيون والإغريق أوائل القرون، وقد كانت بمثابة موقع استراتيجي للشرق الأوسط، كما احتلتها العديد من الدول كالآشوريين والمصريين واليونانيين، وحكمها الإسكندر الأكبر والرومان كذلك، كما كانت المدينة قابعةً تحت الحكم البيزنطي والعثماني والبريطاني في العصور الوسطى، إذ بقيت مستعمرة تركية تابعة للإمبراطورية البريطانية حتى عام 1925م حتى حصلت على استقلالها بعد سنوات من المقاومة من قبل القبارصة عام 1960م.

كان لقبرص علاقات وثيقة مع كل من آسيا وأوروبا، إذ إنها تعدّ جزيرة مهمة لكل من أوروبا (اليونان) وآسيا وكذلك مصر، نظرًا لموقعها الإستراتيجي والحيوي للتجارة بين آسيا وأوروبا وروابطها مع الإسكندرية وأثينا، إذ كان زيت الزيتون أهم سلعة خلال فترة حكم الرومان، والتي كانت تُصدَّر للخارج وتُباع محليًا، وكان اليونان سببًا في دخول المسيحية للبلاد أما الأتراك فقد أدخلوا الإسلام إليها.[٢]


المناخ والبيئة في قبرص

تمتلك جزيرة قبرص مناخًا متوسطًا يتميز بإيقاعه الموسمي القوي، إذ يمتد فصل الصيف الحار والجاف من شهر يونيو وحتى شهر سبتمبر، إذ تتراوح درجات الحرارة في العاصمة نيقوسيا ما بين 37 درجة مئوية و21 درجة مئوية، أما شتاؤها والممتد من شهر ديسمبر وحتى شهر مارس؛ فماطر يبلغ معدل هطول الأمطار فيه نحو 500 ملم وتتراوح درجات الحرارة فيه ما بين 15 درجة مئوية و5 درجات مئوية، أما مواسم الخريف والربيع فهي قصيرة تمتد من شهر أكتوبر إلى أبريل وحتى شهرمايو.

تمتلك جزيرة قبرص أراضٍ خصبة تمتد على طول الساحل الشمالي والذي تنتشر عليه أشجار الزيتون والخروب والحمضيات، كما تغطي غابات ترودوس أشجار الصنوبر والبلوط والقزم وأشجار الأرز، أما سهول ميسوريا فهي خضراء وملونة تنتشر فيها الزهور البرية والشجيرات المزهرة، كما تحوي بعض الغابات أشجار أنواع الأوكالبتوس وأنواع مختلفة من أشجار السنط والسرو والصنوبر، أما في الطرف الشمالي الغربي من الجزيرة فتنتشر مزارع البرتقال.

عثر في الجزيرة على بقايا حقرية للفيلة وأفراس النهر في منطقة كيرينيا، إذ إن الحفريات تشير لوجود أعداد كبيرة من الغزلان والخنازير، أما اليوم فإن حيوان الأجرينو هو الحيوان البري الوحيد الذي ما زال على قيد الحياة، والذي يعد نوعًا من الأغنام البرية والموجود في حماية ترودوس، وتمر ملايين الطيور المهاجرة عبر الجزيرة خلال فصلي الربيع والخريف.[٣]


السياحة في مدينة قبرص

تحتوي قبرص على العديد من المدن السياحية الجميلة، ومنها:[٤][٥]

  • مدينة بافوس: تعد مدينة بافوس العاصمة الثقافية لجزيرة قبرص، وذلك كونها غنية بالكثير من المعالم الأثرية والثقافية وخصوصًا مقابر الملوك أدونيس التي جعلت من مدينة بافوس أحد أكثر الأماكن السياحية جذبًا للسيّاح في قبرص، بالإضافة إلى الشلالات والحمامات الدافئة وغيرها من الأماكن المدهشة التي تستحق الزيارة فهي تندرج ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو.
  • مدينة نيقوسيا: تعد مدينة نيقوسيا عاصمة قبرص اليونانية، فقد تمكنت من أن تجمع بين ملامح الكثير من الممالك والإمبراطوريات التي تمتد من العصر البرونزي إلى العصر الحالي، وتوجد مدينة نيقوسيا في الشمال من قبرص في وسط البحر الأبيض المتوسط وتتمركز في قلبه، وتقسم المدينة إلى قسمين أساسيين وهما: القسم الجنوبي اليوناني والقسم الشمالي التركي، وتحتوي نيقوسيا على أجمل الأماكن السياحية في القسم اليوناني.
  • مدينة ليماسول: تعد ثاني أكبر المدن في جزيرة قبرص وهي عاصمة مقاطعة ليماسول، ويوجد فيها واحد من أكبر الشواطئ في قبرص اليونانية، وهي المركز المالي والتجاري لها، وتقدم مدينة ليماسول الكثير من الأنشطة المائية مثل التزلج على الماء والغوص، وهي مشهورة بمعالم تاريخية متميزة، ولعل من أبرزها القلعة التي ترجع إلى القرن العاشر، بالإضافة إلى المتحف الأثري لعشاق التاريخ العريق والذي يتضمن الكثير من المقتنيات التي ترجع إلى العصر الحجري والروماني، وتستضيف مدينة ليماسول كل ربيع موكبًا كرنفاليًا في البلاد بوجود آلاف من الزائرين.
  • دير كيكوس : يقع دير كيكوس على قمة جبل، إذ يحتاج الوصول إليه لمعدات المشي لمسافات طويلة، وتزين الدير ديكورات وقطع قديمة مصنوعة من المعادن الثمينة مثل؛ الذهب والفضة والنحاس والبرونز، ويقدم الدير سردً للتاريخ المسيحي المذكور في المخطوطات وغيرها من الوثائق.
  • شاطيء نيسي: يمتد شاطيء نيسي على مساحة تبلغ نحو 500 متر مغطى بالرمال البيضاء والمياه الزرقاء الفيروزية، ويمكن للزائر ممارسة رياضة التزحلق والركوب على الأمواج ويعد هذا الشاطئ واحدًا من الشواطئ التي حصلت على تصنيف العلم الأزرق وهي 57 شاطئًا.
  • صخرة أفروديت : يزور الناس هذا المكان للسباحة في مياهه الباردة خلال فصل الصيف، إذ يعتقدون أن السباحة فيها تعيد لهم شبابهم، كما يرتبط هذا المكان بأسطورة آلهة الحب والجمال اليونانية.
  • مقابر الملوك: يعود تاريخ مقابر الملوك إلى القرن الرابع قبل الميلاد، إذ يُعتقد أنه مكان لدفن الملوك والأسر الحاكمة، وهو مكان محفور تحت الأرض في الضخور الصلبة، ويبعد نحو 1.24 ميلًا إلى شمال ميناء بافوس، أما اليوم فقد دفن كبار المسؤولين فيها واستمدت اسمها من حجمها وروعة المقابر فيها، فهي منحنية بدقة، ويأتي الزوار إليها من شتى أنحاء العالم لإبداء إعجابهم بالمكان
  • جبل أوليمبوس: يعد هذا الجبل أعلى نقطة في جزيرة قبرص والواقع في جبال ترودوس، المطلة على الأراضي الوعرة والشاسعة للبحر الأبيض المتوسط في إذ يبلغ ارتفاعه نحو 1952 مترًا، مما يجعل منه نقطة جذبٍ لعشاق المغامرات، إذ يمكنهم التقاط صور للمناظر الطبيعية في الجزيرة.

مناخ مدينة قبرص

تتميز قبرص بمناخ البحر الأبيض المتوسط؛ إذ كون صيفها طويلًا، وجافًا وحارًا، ويبدأ في شهر آب ويستمر إلى تشرين الأول، بينما يستمر فصل الشتاء في قبرص من شهر كانون الثاني إلى شهر آذار ويكون متقلبًا، وغالبًا ما يكون فصلا الربيع والخريف قصيران ويشهدان تغيرات مناخية سريع، وتشرق الشمس على قبرص ما يقارب من 300 يوم في العام، وما يُقارب من 30 إلى 40 يومًا من المطر، وفي العادة خلال فصل الشتاء في قبرص تصل متوسط درجة الحرارة فيها من 15 إلى 20 درجة مئوية، بينما يكون شهر آب أشد الأشهر حرًا، وتصل متوسط درجات الحرارة فيه من 25-40 درجة مئوية.[٦]


المراجع

  1. ^ أ ب "أين تقع قبرص في أي قارة"، arabfeed، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-24. بتصرّف.
  2. "Is Cyprus In Europe Or Asia?", www.worldatlas.com, Retrieved 23-6-2019. Edited.
  3. "Cyprus", www.britannica.com, Retrieved 23-6-2019. Edited.
  4. "السياحة في قبرص اليونانية"، urtrips، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-24. بتصرّف.
  5. "20 Must-Visit Attractions in Cyprus", theculturetrip.com, Retrieved 23-6-2019. Edited.
  6. "المناخ"، cyprusinformation، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-24. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :