محتويات
مصبّ نهر الدانوب
يصب نهر الدانوب في البحر الأسود بعد أن يمر في عشرة بلدان، إذ يعد ثاني أطول نهر في الاتحاد الأوروبي بعد نهر الفولغا، ويبلغ طوله 2860 كم تقريبًا ، ويربط بين ثقافات متعددة ومختلفة عن بعضها البعض، وتأتي تسمية النهر من لغة الكلت وهم سكان المنطقة في الماضي وتعني كلمة (دونا المياه العميقة بمعنى مياه النهرين)، أو ربما تكون مشتقة من كلمة "دانو" الهندوأوربية وتعني النهر وكان إله الماء عند الرومان يسمى دانوبيوس وسمي النهر بعد ذلك تيمّنًا باسمه.[١]
وخلافًا لمعظم الأنهار فإنه لا يوجد منبع محدد لنهر الدانوب وتكمن منابع هذا النهر العظيم في الغابة السوداء في ألمانيا، إذ ينبع اثنين من الأنهار الصغيرة، وهما نهري بريج وبريجش ثم يلتقيان عند مدينة دوناوشيغن الألمانية، وقبل أن يلتقي النهران يتدفق رافد صغير إلى نهر بريجش عند حديقة قلعة في تلة كنيسة دوناوشنجر، وهذه الروافد الثلاثة هي المصدر الحقيقي لنهر الدانوب، وللنهر عدة روافد رئيسية، أهمها: إين، ومورافا، ودرافا، وأولت، وجيو، وسافا، وموريش، وإيسار، وبروت، وتيسا، ويتغذى نهر الدانوب من ذوبان الثلوج في الجبال ومن مياه الأمطار والمياه الجوفية.[١]
الجغرافيا الطبيعية لنهر الدانوب
يبلغ طول النهر 260 كم، ومساحة منطقة حوض التجميع حوالي 817 ألف كم مربع، ويمر هذا الطول الشاسع للنهر عبر مجموعة متنوعة من التضاريس الطبيعية التي تؤثر على أصول المجاري المائية وأنظمتها، ويتوسع حوض الدانوب ويضيق بغير انتظام، ففي ولاية بادن فورتمبيرغ الألمانية يمر النهر على عمق 12كم تحت الأرض، ويتسع عرض النهر في كيليهايم لمرور السفن الكبيرة، ثم يصبح مجرى النهر في النمسا ممرًا هامًا للتجارة، ويستخرج من النهر عدة أنواع من السمك كسمك الحفش، وسمك السلور، وسمك السلور، وسمك الكراكي، وسمك الرنجة وغيرها من الأسماك، ويمر نهر الدانوب من منبعه إلى مصبه في عشرة بلدان هي ألمانيا، والنمسا، وسلوفاكيا، والمجر، وصربيا، وكرواتيا، ورومانيا، وبلغاريا، ومولدوفا، وأكرانيا.[١]
دلتا نهر الدانوب
يتغذى نهر الدانوب في رحلته من ألمانيا إلى البحر الأسود بالمياه الغزيرة والطمي من حوالي ٣٠٠ رافد لتتشكل دلتا جميلة عند المصب على شواطئ البحر الأسود وتبلغ مساحتها 4,300 كم مربع و3,5 ألف كم مربع ضمن الأراضي الرومانية والباقي يقع في أوكرانيا، والدلتا عبارة عن مستنقع كبير مغلق له ثلاثة أذرع رئيسية هي كيلييا، سولينا، وسفنتوجورجة وكل ذراع تُشكّل عند المصب دلتا خاصة بها تصب في البحر الأسود منفصلة عن بعضها، وتتشعب هذه الفروع مجارٍ مائية صغيرة تغذي العديد من البحيرات والمستنقعات، كما تختلط رواسب النهر برمال البحر فتتشكل ضفافًا رملية وجزرًا كبيرة، وتتكون على هذه الضفاف كثبان أشبه بالصحراء وترتفع لستة أمتار، وتشكل الدلتا أكبر مساحة من الأراضي الرطبة في أوروبا وتوجد فيها أكبر مساحة من أحواض القصب في العالم، كما تنمو فيها غابات رائعة من السنديان، والدردار، ويتسلق عليها نباتات اللبلاب، والكرمة وغيرها، وعلاوة على ذلك فالدلتا مكونة من مواد عضوية تعمل كمرشح ضخم للماء ولذلك تشكل أكبر نظام لتنقية المياه في أوروبا.[٢]
وتهيّئ الدلتا موطنًا مثاليًا للطيور إذ يعيش فيها حوالي ٣٠٠ نوع من الطيور كطيور الغاق، والوز الأحمر وطيور البجع التي تبني أعشاشها على جزر القصب العائمة على سطح الماء، ويعيش في المنطقة اليابسة في الدلتا مجموعة من الحيوانات كالثعالب، والأرانب البرية وبعض الأنواع المهددة بالانقراض كثعلب الماء والمنك الأوربي، ويوجد كذلك زهاء ١٨٠٠نوع من الحشرات التي تزحف وتطير في تلك المنطقة المائية الخلابة وأدرجت دلتا الدانوب على لائحة التراث العالمي، ثم صنفت عالميًا كمحمية بيئية تنظم السلطات المسؤولة عملية الصيد فيها.[٢]
معلومات عن نهر الدانوب
توجد عدّة معلومات عن نهر الدانوب، منها:[٣]
- سكنت مجموعات ثقافية كثيرة حول حوض نهر الدانوب في القدم، الأمر الذي زاد من أهميته التاريخية.
- بجانب الدول والعواصم يمر نهر الدانوب بعدة مدن أوروبية مهمة خلال رحلته مثل: إنجولشتات، ريجنزبورج، لينز، دانا ويافورس بالإضافة إلى أولم ونوفي ساد وفوكوفار.
- تخدم مياه نهر الدانوب قرابة 20 مليون نسمة في الدول الأوروبية.
- يمارس الصيادون هواية الصيد على ضفاف نهر الدانوب لما يحتويه من ثروة سمكية رائعة.
- ساهم الدانوب بإثراء القطاع السياحي للدول التي يمر بها، فهو يحتوي على وادي فاخاو الخلاب في النمسا، وغابة جيمينك الاستثنائية في المجر، بالإضافة إلى متنزه داناو آوين في ألمانيا ومتنزه كوباتشكي في كرواتيا ومضيق آيرون جيتس بين رومانيا وصربيا ودلتا الدانوب في رومانيا ومحمية سيربارنا في بلغاريا.
- من الناحية السياحية أيضًا يُستخدم نهر الدانوب للرحلات سواء بالقوارب أو السفن التجارية الكبيرة.
- يمتلك نهر الدانوب أهمية اقتصادية لا يُستهان بها للدول التي يمر بها، إذ يُستخدم لأغراض نقل البضاعة والري وتوليد الكهرباء، بالإضافة إلى صيد الأسماك.
- يُمكن لعشاق الدراجات ممارسة هوايتهم على مسار طويل جدًا على ضفاف الدانوب، ويعبر المسار عدة دول أيضاً؛ لمزيد من الإثارة والتشويق.
- خلال الحرب العالمية الثانية أغرقت ألمانيا النازية سفن كثيرة في قعر الدانوب لكي لا يتمكن الجيش الروسي من السيطرة عليها أو استخدامها.
- يبلغ متوسط معدل صرف المياه في الدانوب قرابة 6,600 مترًا مكعبًا لكل ثانية.
- يمكن لسفن الشحن الكبيرة عبور نهر الدانوب بكل أريحية بسبب كبر حجمه وعمق قعره.
- تحتوي دلتا الدانوب على أنواع رائعة من الحيوانات والطيور والنباتات التي يقدر عددها بحوالي 5,000 نوع.
- تمتلك دولة المجر داخل حدودها قرابة الثلث من مسار الدانوب.
- في عام 1991 ميلادي صُنّف نهر الدانوب على أنه أحد مواقع التراث العالمي لليونيسكو.
- بُني على ضفاف الدانوب أكثر من 700 سدًا في العديد من البلدان الأوروبية؛ للاستفادة من مياهه الجارية.
المراجع
- ^ أ ب ت "جولة سريعة في نهر الدانوب أو نهر العواصم للمزيد"، magltk، اطّلع عليه بتاريخ 24-6-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "دلتا الدانوب منطقة زاخرة بالتنوع المذهل"، wol.jw، اطّلع عليه بتاريخ 24-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "حقائق رائعة عن نهر الدانوب"، ibelieveinsci، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-21. بتصرّف.