محتويات
عجائب الدنيا السبعة
تتميز المُنشآت المعماريّة والمنحوتات الفنيّة القديمة بسحرٍ خلابٍ وإعجازٍ بشريّ لا يُرى في المباني التكنولوجيّة الحديثة المصنوعة بالآلات والمعدات التقنيّة الحديثة مباشرة، والمواد المصنوعة من الدراساتِ والأبحاثِ الكيميائيّةِ، إذ إنَّ الإنسان القديم لا يملك في جعبَتِهِ سِوى المعدات البسيطة التي حفرت من خلالِهِ المُنشآت والتماثيلِ الصخريّةِ، وبُنيت هذه المعالمِ المَرْمُوقة عالميًّا بارتفاعاتٍ شامخةٍ منذ العهد القديم، كما أنَّ هذه العجائب تُقسمُ لعجائبِ الدُّنْيَا السّبعة القديمةِ وعجائب الدُّنْيَا السبعة الجديدة، وما زالت تُبهر الزّائرين من كافّة بقاع العالم.[١]
عجائب الدنيا السبعة القديمة
ظهَرَت أول قائمة لعجائبِ الدُّنْيَا السّبعة الساحرة في عامِ 225 قبل الميلاد، إذ إنها استوحيت من الفنون الإغريقية والديانات المتبعة في زمنِ بنائِها في العصورِ القديمةِ، ولكنَّ معظمها لم يبقَ على حالتِه الأصليَّةِ حديثًا بفعل الظروفِ الإنسانيّةِ والطبيعيةِ القاهرةِ المُختلفةِ، لذلك مَكَثَت الأهرامات الفرعونيّة وحيدةً في مصر مُتجذرةً في أراضيها مُنذُ بناِئها دون تغيير، وفيما يأتي ذكرها:[٢]
- أهرامات الجيزة: تقعُ أهرامات مصر في محافظةِ الجيزة في مصر على الجهةِ الغربيَّةِ من نهرِ النيل، وتتكون من ثلاثةِ أهراماتٍ، وهي؛ هرم خوفو "الهرم الأكبر"، وهرم خفرا، وهرم مُنقرع، وبُنيت هذه الأهرامات قبل 2500 عام كضريحٍ مقدسٍ لملوكِ الفراعنةِ، وما زالت أسرارُ بنائها وسحرها العلميّ العجيب يشغلُ عقول العلماء وتُحيرهم إلى يومنا هذا، وقد وُضعت العديد من النظرياتِ حول طريقة حساب زوايا بنائها وآلية نقل مليوني حجر يزن كل منها ثلاثين طنًا لبنائها مثل استخدام أدوات مخصصة لذلك، وتربع هرمُ خوفو لقبَ أطول بناء بشري لمدة 4000 عام قديمًا.
- حدائقُ بابل المعلقة: بُنيت هذه الحدائق البديعة في تصميمها والمعبرة عن أسمى معاني الحب كإهداء من الملك البابليّ نبوخذ نصّر الثاني لزوجته أميتيس أميديا كما يُروى، ويُعَدُّ التدرج في طبقاتِ بنائِها سببًا لتسميتها بالحدائقِ المٌعلقةِ، فهي تبدو للوهلة الأولى كأنها تطفو في الهواء الطلق، وربما تسبب بذلك منظرُ أشجارها التي تَقَعُ على ارتفاعِ خمس وسبعين قدمًا بفضلِ أرضياتها المُدعمة بالعمدان الحجريّة شاهقة الارتفاع، رغم ذلك يظنُ بعض علماءُ العصر الحديث أنها خرافة من صُنعِ الخيال لعدم ذكرها في أي من الكتب والمخططات البابلية القديمة.
- تمثال زيوس: يُعَدُّ من أجمل الأعمال الفنية عالميّا، ويظهر هذا التمثال كرمزٍ بارز للإله الإغريقيّ زيوس إله الرّعد الذي يرقد بهيبته على قاعدةٍ خشبيّةٍ، وبني هذا التمثال من طبقات من العاج، وتغطيه ألواح من الذهبِ في معبد زيوس في أوليمبيا القديمة، وبناه النحات المدعو بفيدياس، لكن تآكلت طبقات هذا النصب الرائع البالغ من الطول أربعين قدمًا في حريقٍ ضخمٍ في عام 462 ميلاديًّا.
- معبد آرتميس: تُعَدُّ آرتيمس رمزًا لآلهة الصيد الإغريقيَّة، إذ بنيت لها سلسلة كبيرة من المعابد الدينيّة العريقة والأضرحة في المدينة الساحليَة إفسيس، وهي الساحل الغربيّ في تركيا حاليًّا، واكتشفت أنقاض أحدث معبد بُني لآرتميس في عام 1860م في تركيا، وما يميز معابد آرتميس أدراج مداخلها، وعمدانها الرخاميّة ذات الطراز المعماريّ اليوناني.
- ضريح موسولوس: بُني هذا الصرح الملكيّ قديمًا في الجنوب الشرقيّ لتركيا قبل تعرضه لزلازل عديدة أدت لاختفائه؛ تكريمًا لوفاة الملك موسولوس حاكم هليكارناسوس بأمر من آرتيميسا، وصنع من الرُّخامِ الأبيض بتصاميمٍ ذات الطراز المعماريّ الإغريقيّ الفرعونيّ الخلاب على ارتفاعٍ شاهقٍ يبلغ 135 قدمًا، ويمكن رؤية ما اكتُشِفَ من آثار حطامه في المتحف البريطانيّ العالميّ.
- تمثال رودس العملاق: تُعَدُ هذه المنحوتة البرونزية المبنية منذ 280 عامًا قبل الميلاد والمشابهة لتمثال الحريَة الأمريكيّ حاليًا الأطول في العهد القديم في القرية الإغريقيّة لرودس، ويعتَقِدُ المؤرخون أنه تمثالٌ عارٍ ضخمٌ لرجلٍ يمتلكُ في يديهِ رُمحًا وشُعلةً ناريًّة مُثبتًا في هيكله الإنشائيّ على قدميه، إذ إنَّه يُعَدُّ رمزًا لإلهِ الشّمسِ "هيليوس"، ويبلغُ من الارتفاعِ مئة قدم.
- منارة الإسكندريَة: بُنيت منارة الإسكندرية وعلى قمتها تمثالٌ يرجحُ المؤرخون أنه يعود للإسكندر المقدونيّ على يد ملوك البطالمة في أرض الفراعنة؛ لتوجيه السفن إلى الميناء في ظلام الليل الحالك، وعُثِرَ على العديدِ من آثارِ هذه المنارة في نهرِِ النيلِ، فقد أصيبت بالكوارثِ الزلزاليَّةِ المتكررةِ على مدى مئات السنين، مما أدى لتحطّمها واختفائها.
نظام اختيار عجائب الدنيا السبعة
يُعَدُّ رقم سبعة رقم الحظ، ورمزًا للكمالِ لدى الإغريقيين القُدامى، إذ لطالما تساءلت فلاسفتهم عن سحرِ هذا الرقم العجيب، ولذلك اختار الكتاب الإغريق القدامى كتبهم الفلسفيَّة التي جمعها اليونانيّون فيما بعد سبع تحفٍ معماريّةٍ إنشائيَّة عُرفت لدى البشريَّةِ جميعًا، إذ تطابقت ستة من اختياراتِهم التي بُنيت معظمها في أزمنة وعصور مختلفة، أما عجائب الدُّنْيَا السّبعة الجديدة فاختيرت على شروطٍ معينة، ومنها؛ بناؤها من قبل الإنسان، وقيمتها المعماريَّةِ أو الجماليَّةِ الفنيَّةِ، فانْتُخِبَت ماتشو باتشو وتشيشن ايتزا والبتراء الورديّة وتاج محل والمدرج الرومانيّ في روما وسور الصين العظيم وتمثال المسيح في عام 2007م بتصويت من قبل 600 ملايين شخص.[٣][٤]
عجائب الدنيا الطبيعية
اختيرت عجائب الدنيا السبعة الطبيعية الغابرة في قائمة لسبعِ تحفٍ ربانيّة إعجازية في خلقها وتكوينها الطبيعي الكيميائيّ أو الفيزيائيّ أو الجيولوجيّ من قبل محطة "السي إن إن" الأمريكية في عام 1997م، علمًا أنه يوجد جدل حولها في الوقت الحالي، ومن تلك العجائب؛ جبل إيفريست الذي يُعَدُّ أعلى جبلٍ في العالم ويرتاده السياح من كل بقاع الأرض، والأخدود الأعظم الفريد في تكوينه الجيولوجي، وخليج مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية الذي تحيطه جبالٌ عجيبة الشكل، والأضواء الشماليّة المتلونة بدرجاتِ الأحمرِ والأخضرِ والبنفسجي والأزرق، وبركان باريكوتين في جزيرة باركيتوين في المكسيك الذي ثار فجأةً في عام 1943 ميلاديًا، بالإضافة إلى أكبر وحدات شعبٍ مرجانية عالميًّا مكونة من 3800 شعبة تدعى الحيّد المرجانيّ، واكتشفها جيمس كوك، وكانت آخر هذه القائمة شلالات فكتوريا المتلألئة العجيبة التي اكتشفها ديفد ليفنجستون الأوروبيّ في عام 1855م، وعبّر عن دهشته الكبرى عند رؤيتها لأول مرة.[٥]
مراجع
- ↑ "?Whatever happened to the seven wonders of the world", homeaway, Retrieved 2019-12-11. Edited.
- ↑ History.com Editors (2019-08-16), "Sevens Wonders of the Ancient World"، history, Retrieved 2019-12-10. Edited.
- ↑ " What Are the New Seven Wonders of the World", wonderopolis, Retrieved 2019-12-10. Edited.
- ↑ "The Seven Wonders of the Ancient World", unmuseum, Retrieved 2019-12-10. Edited.
- ↑ Lee Krystek, "Seven Wonders of the Natural World"، unmuseum, Retrieved 2019-12-10. Edited.