تاريخ سقوط الخلافة العثمانية

تاريخ سقوط الخلافة العثمانية
تاريخ سقوط الخلافة العثمانية

الخلافة العثمانية

تأسست الدّولة العثمانية في بدايات القرن الرابع عشر على يد عثمان الأول أرطغرل وكانت إمارة صغيرة داخل حدود العالم الإسلامي، وكانت تعتمد الغزو ضد الصليبيين، وبدأت الإمارة في التوسّع شرقًا وضمّت العديد من الأرضي، وبذلك أصبحت أقوى دولة في العالم، وقد ساهمت في توحيد العالم الإسلامي تحت رايةٍ واحدة، وكان لها الدور في نشر الإسلام ووصوله لدول أوروبا، وبذلك حماية الشرق العربي والإسلامي من الغزو الاستعماري والدفاع عن المقدّسات الإسلامية، وكان للخلافة العثمانية دور عظيم في نشر الإسلام وحمل رايته إلى العالم وإلى جنوب شرق أوروبا ويتضّح ذلك في المساجد الموجودة في أوروبا والآثار الإسلامية والجهود الكبيرة والعظيمة التي قامت بها الدولة العثمانية، وكفالتها للحرية الدينية، مما أدّى ذلك إلى اتّساع نطاق ورقعة الإسلام[١].


تاريخ سقوط الخلافة العثمانية

كانت نهاية الدولة العثمانية الإسلامية عام 1341 للهجرة وهي كانت آخر إمبراطورية إسلامية، وقد سعت الدولة العثمانية إلى جلب كافّة المسلمين تحت رعايتها واستعادة الخلافة الإسلامية، وكانت أولى الإشارات على ذلك في معاهدة كيتشوك كاينارجي مع روسيا، وقد طالبت فيها الدولة العثمانية بولايتها ووصياتها على المسلمين حتى لو كانوا مقيمين خارج دولتها والهدف من ذلك؛ تحديد مسلمي شبه جزيرة القرم، كما استطاع العثمانيون المحافظة على العلاقات المستقرّة مع الدول الأخرى واستمرت لقرون عديدة وساعد ذلك في الصمود بوجه محاولات ممالك ودول أوروبا لانتزاع الأراضي من الإمبراطورية مترامية الأطراف.[٢]

لم يستطع الأوروبيون أن يحتلوا أجزاء من الدولة العثمانية إلا في عهد السلطان عبد الحميد الثاني وفي عام 1326هجريًا؛ فكان نقطة تحوّل في تاريخ الدولة العثمانية وقد بذل السلطان جهده لترسيخ نظام الخلافة الإسلامية وأطلق شعار (يا مسلمي العالم اتحدوا)، وكان عهده أكثر أوقات الدولة العثمانية صعوبة ونجاحًا في الوقت نفسه، فكان أول دستور أصدره عبد الحميد للدولة عام 1293، وأثناء ذلك حدث أمران مهمّان هما اضطراب في بلاد البلغار المسيحية، وقد كانوا مدفوعين من القوى الغربية للثورة على العثمانيين، مما أدى إلى استخدام العنف لنزع فتيل الفوضى، والحدث الثاني نجاح الجيش العثماني في ضم الجبل الأسود وضم صربيا من قلب أوروبا، وذلك أدّى إلى غضب القوى الغربية وروسيا وبسبب ذلك؛ دخلت الدولة العثمانية في حرب مع روسيا خرجت الأمور عن نطاق سيطرة السلطان عبد الحميد، وكانت الضربة القوية للحكم العثماني، فقامت قوات متمردة بقيادة الجنرال محمد شوكت باشا بدخول إسطنبول وقمع التمرّد العسكري وترجيح القوى المناوئة للسلطان، وهذا التاريخ يعرف بأحداث 31 مارس {1327هجريًا/1909ميلاديًا}وقد عزل السلطان شقيقه في الحكم قبل نهاية الحرب العالمية الأولى ثم تولى الحكم أخوه محمد السادس.[٢]

تصاعد في تلك الفترة نشاط مصطفى كمال أتاتورك وقد نجح في استثمار الخط الشعبي من الوضع الذي آلت إليه تركيا وتواجد احتلال الدول الأجنبية على أراضيها بعد ما كانت إمبراطورية مترامية الأطراف، إذ قامت بعدة إجراءات انتهت بإلغاء الخلافة ومنصب السلطان وكانت نهاية الدولة العثمانية في ربيع الأول 1341، وخلال القرن العشرين الميلادي نأت بنفسها عن قضايا المنطقة والعالم الإسلامي والعربي، ومع الغرب عامة، وظل ذلك الحال حتى عام 1423هجريًا 2002 ميلادي حتى أتى حزب العدالة والتنمية إلى السلطة في البلاد وهو حزب سياسي له جذور إسلامية وقد بدأ انتهاج سياسة أقرب إلى قضايا العالم الإسلامي والعربي[٢].


الفتوحات الإسلامية في عهد الخلافة العثمانية

لقد كان ولاء الدولة العثمانية إسلاميًا؛ فقد اهتم السلاطين بالألقاب الدينية بجانب أسمائهم مثل: خليفة، ولقب حامي حمى الحرمين الشريفين، ولقد حرصوا على تطبيق الشريعة الإسلامية تطبيقًا صارمًا، وواصل عثمان الأول مؤسس الدولة العثمانية جهوده في نشر الإسلام وواصل الجهاد الإسلامي ضد الصليبيين، وتمكّن بعده مراد الأول ثالث أمراء العثمانيين من دخول البلقان وحقق العديد من الانتصارات، واستولى الجيش العثماني على العديد من مدن الشرق أوروبا، واستمرت الفتوحات في البلقان وتساقطت مدنها أمام العثمانيين وأصبحت معظم البلقان تحت الحكم العثماني، ثم فتح محمد الثاني القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية وذلك الفتح كان نقطة التحوّل في تاريخ العثمانيين والصّراع بين الإسلام والنصرانية، وشرع محمد الفاتح بتنفيذ مشروع الاستيلاء على روما، وتعددت مظاهر الطابع الإسلامي في السياسة العامة للدولة، وذلك بدءًا بالمراسيم التي كانت تتخذ عند تقليد السلاطين العثمانيين عرش السلطنة؛ إذ كان يستلم عرش السلطنة السلطان الجديد بموكبٍ رسمي يتجه إلى مسجد أبي أيوب الأنصاري ويتسلم الحكم في جو ديني، وقد استولى السلطان سليمان القانوني على بلجراد ورودس وبودابست ووصلت القوات إلى فيينا وهي أخر نقطة وصل لها العثمانيون في فتوحاتهم في أوروبا[٣].


المراجع

  1. "الخلافة العثمانية ودورها في نشر الإسلام"، blogs.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-07-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت "نهاية الإمبراطورية العثمانية"، www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-07-2019. بتصرّف.
  3. "التاريخ الإسلامي"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 10-07-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :