قناة السويس
قناة السويس هي ممر مائي اصطناعي يوجد في مصر ويربط بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر ليوفر طريقًا بحريًا مختصرًا بين قارة أوروبا وبقيّة العالم من جهة والمناطق الواقعة حول المحيط الهندي وغربي المحيط الهادئ من جهة أخرى، وتنقسم القناة بحسب الطول إلى قسمين أحدهما شمال البحيرات والآخر جنوبها، أما من ناحية العرض فتنقسم إلى ممرين في أغلب أجزائها بحيث تسمح للسفن من العبور في كلا الاتجاهين، ومنذ حفرها في القرن التاسع عشر حتى أصبحت حركة السفن بين أوروبا وآسيا أسرع فهي تختصر أكثر من أسبوعين في الرحلة الواحدة مقارنة بالرحلة التي كانت تتم عبر رأس الرجاء الصالح والتي تستغرق وقتًا أطول، وترجع فكرة تأسيسها إلى زمن حملة نابليون بونابرت على مصر ولكنها لم تر النور إلا في عهد المهندس الفرنسي فرديناند دي لسبس الذي استطاع إقناع والي مصر حينذاك محمد سعيد باشا بالمشروع والحصول على موافقة الباب العالي، فشرع في حفر القناة سنة 1859م، واستمر الحفر عشر سنوات حيث افتتحت سنة 1869م، وفي سنة 1956م قام الرئيس المصري جمال عبد الناصر بتأميمها مما تسبب في إعلان كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل الحرب على مصر في ما يسمى بالعدوان الثلاثي، ولقد شهدت القناة عدة مشاريع توسعة على مر تاريخها وهي تلعب دورًا محوريًا في حركة التجارة العالميّة إذ يمرّ عبرها ما بين 8-12% من حجم التجارة العالميّة وهي رافد أساسي من روافد الاقتصاد المصري.
أهميّة قناة السويس
تحظى قناة السويس بمكانة كبيرة بالنسبة لمصر والعالم العربي بل والعالم ككلّ، وتتمثّل أهميتها في النقاط التالية:
- الربط بين أوروبا ودول شرق آسيا فمنذ بدء تنامي التجارة بين الدول الأوروبيّة ودول شرق آسيا الغنيّة بالمواد الأوليّة تزايدت الحاجة إلى ممر مائي يربط بينهما على اعتبار أن الطريق البريّة طويلة وتتطلب أسابيع للوصل بالإضافة إلى أخطارها الجمة.
- المساهمة في حركة الملاحة العالميّة إذ تمرّ بقناة السويس يوميًا حوالي خمسين سفينة مما يعني حوالي 17 ألف سفينة في السنة الواحدة وهو ما يبرز أهميّة قناة السويس بالنسبة للملاحة العربيّة والعالميّة.
- المساهمة في التجارة العالميّة إذ تستوعب قناة السويس حوالي 11% من حجم التجارة العالميّة فهي تعتبر الشريان الرئيسي في المبادلات التجاريّة العالميّة بين القارات المختلفة.
- المساهمة في الاقتصاد المصري إذ تبلغ إيرادات قناة السويس حوالي ستة مليارات دولار سنويًا وهو مبلغ هام يساهم في دفع الاقتصاد المصري وتنميته وينعكس إيجابيًا على حركة العُملة في الداخل.
- تعزيز مكانة مصر فقد منحت قناة السويس مصر دورًا إقليميًا ودوليًا فباعتبار أن القناة تمر من الأراضي المصريّة فإنّها منحتها مكانة هامة في المنطقة العربيّة وفي العالم ككلّ؛ لأنّ مصر تسيطر على أهم الممرات المائية في العالم.
- اختصار الرحلة بين قارة أوروبا وقارة آسيا إذ تختصر قناة السويس المسافة بين الطرفين وتتقلّص الرحلات بنحو أسبوعين أو أكثر وتنخفض المسافة المقطوعة بآلاف الكيلومترات.
أهمّ الممرّات المائيّة في العالم
يُعرف الممر المائي بأنه كل مجرى مائي يمكن استخدامه للملاحة، وتتمثّل في الأنهار والبحيرات والبحار والمحيطات والقنوات، وتستعمل الممرات المائية في التنقل والتجارة نظرًا لكونها من أرخص الوسائل بالإضافة إلى اختصارها للوقت وتجنبها لوعورة الطرقات والتضاريس على اليابسة، وهناك عدة ممرات مائية تتفاوت مكانتها وأهميّتها بحسب موقعها واهتمام الدولة بها وحدودها البحرية مع الدول الأخرى وسنذكر فيما يلي بعضًا من أهم الممرات المائية في العالم بشيء من التفصيل على النحو التالي:
- مضيق البوسفور: يوجد مضيق البوسفور في تركيا ويمثل نقطة الربط بين البحر الأسود وبحر مرمرة، وتصنف مياه مضيق البوسفور ضمن مجال الملاحة العالميّة التي تستوعب سنويًا أكثر من خمسين ألف سفينة عابرة.
- مضيق جبل طارق: يوجد مضيق جبل طارق بين شبه الجزيرة الإيبيريّة وشمال أفريقيا وهو يربط بين مياه البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، وسمي بهذا الاسم تيمنًا بالقئدالمسلم طارق بن زياد كونه أول من عبره.
- قناة بنما: تربط قناة بنما بين المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ، وهي من أهم الممرات المائيّة في العالم، وتمر من القناة سنويًّا أكثر من 14 ألف سفينة.
- مضيق هرمز: يسمّى مضيق هرمز بمضيق باب السلام، وهو يقع في منطقة الخليج العربي وهو المنفذ البحري الوحيد لكل من العراق والكويت والبحرين وقطر، ويفصل بين مياه الخليج العربي من ناحية ومياه خليج عمان وبحر العرب والمحيط الهندي من ناحية ثانية، وتمر به ما بين عشرين إلى ثلاثين ناقلة نفط يوميًا، وتنتقل عبره حوالي 40% من النفط المنقول بحرًا على مستوى العالم.
