كيف تم حفر قناة السويس

• ذات صلة
• جامعة ميشيغان: تخصصاتها وشروط القبول بها
• ما هو عمق قناة السويس

قناة السويس

تعدّ قناة السويس Suez Canal ممّرًا مائيًا اصطناعيًا، افتُتح في عام 1869، تمتد من الشمال إلى الجنوب عبر برزخ السويس في مصر لتصل بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، وتمتد طولها إلى 193 كم من بور سعيد شمالًا إلى السويس جنوبًا.

تفصل قناة السويس بين قارتي أفريقيا وآسيا، إضافة إلى أنّها توفر أقصر طريق بحري بين أوروبا والأراضي الواقعة حول المحيط الهندي وغرب المحيط الهادئ، وتُعدّ واحدة من أهم الخطوط التجارية الأكثر استخدامًا في العالم، كما تضمّ قناة السويس عددًا من البحيرات منها؛ بحيرة المنزلة، وبحيرة التمساح، والبحيرات المُرّة الكبرى، والبحيرات المُرّة الصغرى.^[١]

تُعدّ قناة السويس أطول قناة مائيّة في العالم، كما تُشكّل أقصر حلقة وصل بين الغرب والشرق، بسبب موقعها الجغرافي المميّز، الذي جعل لها أهميّة خاصةً للعالم ولمصر أيضًا؛ لأنّ قناة السويس تُساعد على تطوير النقل البحري، وحركة التجارة العالميّة؛ إذ يعدّ النقل البحري أقلّ تكلفة بالنسبة لوسائل النقل الأخرى؛ إذ يُنقل أكثر من 80% من حجم التجارة العالمية عبر الممرات المائية؛ فساعدت قناة السويس على تقليل المسافة، وتوفير الوقت، والكلفة لتشغيل السفن التجارية التي تعبر القناة.^[٢]

كيف حُفِرت قناة السويس؟

تم حفر قناة السويس في البداية يدويًا بالفؤوس والسلال من قِبَل العمالة المصريّة الذين أُجبروا على العمل، بعدها قام العمّال الأوربيّون بحفر القناة بالجرافات والمجارف البخارية، كما أُثبت بعد ذلك أنّ أعمال الحفر المائي أقلّ تكلفة من أعمال الحفر الجاف؛ لذلك غُمرت الأرض بالماء، وجُرفت الرمال والطمي منها قدر المستطاع، باستثناء المناطق التي توجد فيها طبقات صخرية، وانتُهٍي من حفر قناة السويس في شهر آب من عام 1869؛ إلّا أنّ التوسعة الخاصة بقناة السويس الجديدة، حُفرت باستخدام العديد من الآلات الحديثة المخصصة للحفر، الأمر الذي سرع من عملية توسعتها، وافتتاح القناة الجديدة.^[٣]

كم استغرق حفر قناة السويس؟

استغرقت أعمال حفر قناة السويس 10 سنوات، وعمل على هذا المشروع حوالي 1.5 مليون من العمالة المصرية، ولسوء الحظ، رفض الكثير من المستثمرون البريطانيون، والفرنسيون، والأمريكيون الاستثمار في القناة، فكانت أغلب الأشخاص التي عملت على بناء القناة من العمالة، الذين تلقّفهم الموت أثناء العمل في القناة من شدة الجوع، والعطش، والحر، وبسبب مرض الكوليرا، والأمراض والأوبئة الأخرى.

كانت مصر في ذلك الوقت، تحكمها بريطانيا وفرنسا، وبعد عدّة ثورات ضد حكم الاستعمار، نشأت اختلافات سياسيّة في المنطقة، التي سببّت أثرًا سلبيًا على بناء القناة، إلى جانب القيود التكنولوجيّة في ذلك الوقت الذي أدّت إلى ارتفاع تكلفة بناء قناة السويس إلى 100 مليون دولار، أيّ أكثر من ضعف المبلغ المقدّر لبنائها.^[٤]

تاريخ حفر قناة السويس

في آواخر عام 1700م، كان نابليون أول من جاء بفكرة بناء قناة عبر برزخ السويس، اعتُقد أنّ بناء قناة تسيطر عليها فرنسا على برزخ السويس، سيُسبّب مشكلات تجارية لبريطانيا؛ إذ يتوّجب عليها دفع المستحقات لفرنسا أو إرسال البضائع عبر النقل البري، أو حول الجزء الجنوبي من أفريقيا.

وبدأت الدراسات الخاصة بخطة نابليون في عام 1799، ولكنّها باءت بالفشل، وذلك لسوء التقدير في القياس؛ إذ ظهر اختلاف في مستويات البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، ممّا سببّ الخوف من إغراق دلتا النيل.^[٥]

وفي عام 1854، قام القنصل الفرنسي السابق للقاهرة فرديناند ديليسبس Fredinand de Lesseps بعقد اتفاق مع الحاكم العثماني لمصر بحفر قناة على بعد 100 ميل عبر برزخ السويس، وبعد هذا الاتفاق، قام فريق دولي من المهندسين بوضع خطة حفر للقناة، وفي عام 1856، شُكِلت شركة قناة السويس، ومنحها الحق في تشغيل القناة لمدة 99 عامًا بعد الانتهاء من العمل، ثمّ بدء بناء القناة في 1859.

حُفِرت القناة في البداية يدويًا، ثم باستخدام المجارف البخارية الأوروبية، ولكنَّ نشوء الخلافات بين العمّال ووباء الكوليرا أبطأ من عملية البناء، فلم يكتمل حتى عام 1869، وذلك بعد أربع سنوات من الموعد المحدّد لحفرها. وعندما افتتحت قناة السويس لأول مرّة، كانت تبلغ من العمق 25 قدمًا، وعمقها من الأسفل 72 قدمًا، وعرض سطحها من 200 إلى 300 قدمًا، فكان يبحر أقلّ من 500 سفينة في العام الأول من بداية تشغيل القناة، ولكن بدأت التحسينات المهمّة في عام 1876، ممّا أدى إلى نمو سريع في تشغيل القناة، لتصبح واحدة من أكثر الخطوط التجارية البحرية استخدامًا في العالم.^[٦]

افتتاح قناة السويس

افتُتِحت قناة السويس رسميًا في يوم 17 من شهر نوفمبر لعام 1869م من قبل الخديوي إسماعيل باشا، بإقامة احتفالًا كبيرًا حضره آلاف المدعوون، وكان إسماعيل باشا حريصًا على استغلال هذا الحدث ليبهر القادة الأوربيّين، فقام بدعوتهم إلى حفل الافتتاح، ومنهم الامبراطور النمساوي فرانز جوزيف، وأمير ويلز، وأمير هولندا، والامبراطورة الفرنسية أوجينيز

كما قام إسماعيل باشا بالاحتفاء بضيوفه؛ إذ شُيدت مقاعد جلوس خشبية مزخرفة، ومزيّنة بالزهور والأعلام لآلاف المدعوين، ليشهدوا على هذا الافتتاح الكبير لقناة السويس، كما تعقّب هذا الافتتاح عروض الألعاب الناريّة الباهرة، إضافة إلى أنّهم قاموا برحلات بحرية ضخمة على نهر النيل، وتناولوا الطعام أثناء الاستراحات عند المعابد القديمة أو في الخيام في الصحراء المزخرفة بالحرير ذي اللون الأحمر والأصفر، إضافة إلى ذلك، حضروا بعض الاحتفالات العربيّة التقليديّة التي تتميّز بالموسيقى والرقص العربي، وعروض فرسان البدو والعروض النارية، كما استمرّت هذه الاحتفالات لعدّة أسابيع.

وبالرغم من الاستخفاف بمشروع قناة السويس في البداية، إلّا أنّ الانتهاء من بنائها وإقامة حفل الافتتاح الضخم، أدى إلى إدراك بريطانيا تمامًا لما يحمله هذا المشروع من أهمية استراتيجيّة كبيرة، ففي عام 1875 اشترت بريطانيا الأسهم الماليّة لمصر في القناة، وبعد سبع سنوات في عام 1882، قامت بغزو واحتلال مصر بعد الانتفاضة القوميّة.^[٧]

المراجع

1. ↑ "Suez Canal", britannica, Retrieved 31-5-2020. Edited.
2. ↑ "Importance & Advantages", suezcanal, Retrieved 31-5-2020. Edited.
3. ↑ "Suez Canal", britannica, Retrieved 31-5-2020. Edited.
4. ↑ "Suez Canal", history, Retrieved 31-5-2020. Edited.
5. ↑ Amanda Briney, "Suez Canal History and Overview"، thoughtco, Retrieved 31-5-2020. Edited.
6. ↑ "Suez Canal opens", history, Retrieved 31-5-2020. Edited.
7. ↑ "What Is the History Behind the Suez Canal?", historyhit, Retrieved 31-5-2020. Edited.