محتويات
التواضع
غالبًا ما يُعرف التواضع بأنه عكس الغرور، وهو الامتنان والخضوع والاعتراف بالجميل، ووضع احتياجات الآخرين أمام الاحتياجات الفردية، وعدم التفكير بالنفس، والاعتراف بعدم معرفة كل شيء، ويكون التواضع في إعطاء شخص ما أمامه الدور في الطابور إذا كان في عجلة من أمره، كما أن مساعدة مدير شركة ما لموظفيه في التنظيف والأمور المختلفة يعد من التواضع، وفي مثال آخر عن التواضع لاعب كرة السلة الذي يسجل عددًا كبيرًا من الأهداف وحده ولكنه بدلًا من ذلك يستغل الفرص ويمرر الكرة إلى زملائه الموجودين في الفريق حتى يتمكنوا من التسجيل أيضًا..[١]
الإفراط في التواضع يجلب المذلة
يوجد اعتقاد سائد بأن التواضع والعمل الجاد يشكلون وصفة سحرية رابحة لتحقيق أي نجاح، ولكن يجب التحلي بالقليل من الثقة والفخر واحترام الذات لأن هذا ما يجعل للشخص قيمة عند نفسه وعند الآخرين، ويعد التواضع مصدر قوة فعلًا ولكن التواضع في غير موضعه يمكن أن يكون مذلة، وتوجد عدة أسباب رئيسية تقلل من شأن التواضع، ومن هذه الأسباب:[٢]
- اختلاف مفهوم التواضع بين الناس: يختلف معنى التواضع من شخص لآخر، فمن المهم فهم تصورات الآخرين حول التواضع، لأن الناس قد يعتقدون أن المتواضع هو شخص خجول أو خائف.
- الإفراط في التواضع يقلل من الصفات الجيدة لدى الفرد: يجب على الفرد إظهار بعض الثقة والفخر عند القيام بشيء يستحق ذلك، لأن التواضع مع أنه سمة مهمة وجيدة، ولكن الإفراط فيه يمكن أن يقلل من عدد الآراء الإيجابية ومدح الآخرين لإنجازات الفرد.
- عدم معرفة الآخرين القيمة الحقيقية للشخص المتواضع: في الغالب يظن المتواضعون أن أفعالهم قد تتحدث عنهم، وأنه لا داعي للتحدث عن إنجازاتهم والفخر بها، ويفضلون التركيز على العمل والنجاح بصمت، ولكن الحقيقة أن التواضع قد يمنع الناس من معرفة القيمة الحقيقية للشخص خاصة في مكان العمل.
- عدم معرفة المتواضع قيمته الحقيقية: يمكن للتواضع المفرط أن يمنع الشخص من اكتشاف مهاراته وصفاته المميزة التي تجعله مختلفًا، فيعيش الحياة دون أي أهداف أو طموح.
- الناس قد يستغلون المتواضعين للاستفادة منهم: قد يتحول التواضع المفرط إلى مأساة إذا أصبح الآخرون يضعون أعباءهم على المتواضع، فيمكن أن يجد نفسه يعمل لساعات طويلة في أمور ليست من شأنه.
- التواضع صفة مكتسبة: لا يولد أحد متواضعًا، وإنما هي صفة مكتسبة.
- تحول المتواضع إلى تابع: إن الإفراط في التواضع يؤدي إلى إقصاء الشخص عن المناصب القيادية لأن القيادة تعني تحمل المسؤولية الكاملة والوقوف وراء القرارت المأخوذة، فيشعر الناس أن المتواضع غير مستعد للقيادة وتحمل هذه الضغوط.
- التواضع يؤثر على القوة: وخاصة في التفاوض ومقابلات العمل؛ إذ يجب أن يكون الشخص واثقًا ليقنع الآخرين بقوته وجدارته.
الصفات الحقيقية للمتواضعين
يأخذ الناس غالبًا نظرة سيئة عن التواضع، ويُربط التواضع بالذل والخضوع، ولكن الأشخاص المتواضعين في الواقع هم عكس ذلك تمامًا، فهم واثقون بأنفسهم لدرجة أنهم يحققون ذاتهم عن طريق مساعدة الآخرين بعيدًا عن البحاجة للتفاخر والغرور، ومن أهم صفات المتواضعين:[٣]
- الوعي بالموقف: معرفة الموقف وفهمه من جميع النواحي من أهم خصائص الذكاء الاجتماعي، والمتواضع يدرك الموقف جيدًا ويستوعب نفسه والآخرين، لذلك فإنه يوجه تركيزه نحو الخارج لاستيعاب شامل للموقف والأشخاص.
- الحفاظ على العلاقات: إن المتواضع يساعد الآخرين والأصدقاء أكثر من غيره، مما يساعده على الحفاظ على علاقاته الشخصية والمهنية.
- اتخاذ القرارات الصعبة بسهولة: يضع المتواضع دائمًا احتياجات الآخرين قبل احتياجاته، لذلك فعند مواجهة القرارات الصعبة يؤخذ القرار بناء على المصلحة المشتركة بدلًا من المصلحة الذاتية.
- وضع الآخرين في المقدمة: يعرف المتواضع قيمة نفسه جيدًا لذلك لا يشعر بالحاجة إلى تقديم نفسه على الآخرين وإظهار أنه يعرف أكثر من الغير، بل على العكس.
- الاستماع للآخرين: يستمع المتواضع إلى الآخرين بتركيز قبل تحدثه وإبداء رأيه، ولا يحاول السيطرة على المحادثة لأنه حريص على فهم الآخرين.
- الفضول: يسعى المتواضع إلى المعرفة، ويتعلم من كل المواقف والتجارب التي يمر بها، ويتطلع دائمًا إلى المزيد من العلم.
- إبداء آرائهم: لا يخاف المتواضع من إبداء رأيه عن الأشياء لأنه لا يخاف من أن يكون مخطئًا، ولا تُهمه نظرة الناس له.
- القناعة: لا يعتقد المتواضع أن نجاح شخص يعني فشل شخص آخر بالضرورة، بل يرى أنه يوجد الكثير من الفرص التي تكفي الجميع.
- تقبل الانتقادات: يتقبل المتواضع الآراء والانتقادات بصدر رحب، ويطلبها باستمرار أيضًا لأنه يعرف أنها طريق لتحسين ذاته.
- طلب المساعدة: من أهم ما يميز المتواضع اعترافه بعدم امتلاكه جميع الإجابات، وطلبه المساعدة من الآخرين عند الحاجة.
أهمية التواضع
إن التواضع مهم جدًا لتطوير الذات، فهو يساعد في التعرف الجيد على الجوانب التي تحتاج إلى تحسين وتطوير، كما يجمع بين العديد من الصفات التي تساعد في التواصل مع الناس وكسب احترامهم، وعندما يكون القائد متواضعًا، فإنه يقدر الموظفين، ويشعر بالرحمة والتعاطف اتجاههم، ويسمح لهم بإبداء الآراء والنقد، بل يطلب النصيحة من الجميع، مما يجعل علاقته بمن يعمل عنده ومعه أفضل، مما يزيد من إنتاجية الموظفين.،[٤] ومن العوامل التي تجعل للتواضع أهمية كبيرة:[٥]لا
- التواضع وصية: إن التواضع أمر ووصية من الله، فالتواضع والتسليم بأمر الله والخضوع له يقربنا من الله.
- التواضع يجعلنا فضوليين: إن التواضع يجعل الفرد يتطلع إلى المعرفة والتعلم والفضول اتجاه كل شيء مثل الأطفال.
- التواضع يظهر الامتنان: إن التواضع يجعل الإنسان قادرًا على تقديم الشكر والامتنان الصادق لله على نعمه وللآخرين أيضًا.
- التواضع يجعل نقاط الضعف نقاط قوة: إن التواضع يعني الاعتراف بوجود نقاط ضعف.
المراجع
- ↑ "Examples of Humility", examples.yourdictionary, Retrieved 25-12-2019. Edited.
- ↑ Deji Akingbade, "8 Reasons Why You Should Not Be Too Humble At Work"، lifehack, Retrieved 25-12-2019. Edited.
- ↑ Jeff Boss (1-3-2015), "13 Habits Of Humble People"، forbes, Retrieved 25-12-2019. Edited.
- ↑ "The Importance of Humility in Life", faithisland,18-6-2015، Retrieved 25-12-2019. Edited.
- ↑ Rachel Bruner (25-6-2019), "10 Reasons We Should Develop Humility"، learnreligions, Retrieved 25-12-2019. Edited.