أثر التواضع في التعامل مع الناس

أثر التواضع في التعامل مع الناس

إن التواضع من الصفات المحمودة الكريمة التي تحث الأخلاق على التحلي بها في كل المجتمعات وفي كل الأديان منذ الأزمنة البعيدة، وقد حث الإسلام بدوره على التحلي بخلق التواضع لما فيه من محبة وبعد عن المشاحنات التي قد تنشأ بين الناس، كما أنه يحد من الكراهية ويساعد على وجود روح التعاون بين أفراد المجتمع.^[١]، ويعرّف التواضع لغةً: بالتذلل، وترك الترفع، واصطلاحًا: هو وضع الإنسان نفسه بمنزلة دون التي يستحقها، وهو وسطي بين معنى الضِعة والتكبر، فالأولى ازدراء المرء لقيمة نفسه والثانية رؤيته لنفسه أفضل من الجميع حوله، وكلاهما مذموم.^[٢]

التواضع في الإسلام

التواضع من الصفات المحببة التي دعا الإسلام للتمسك بها، والباحث في التاريخ الإسلامي يرى أنه خلق تحلى به رسول الله عليه الصلاة والسلام وكبار صحابته، حتى أكثرهم شدة وقوة، وغالبًا ما تترافق شدة التواضع مع الانتصارات والفتوحات كدليل على أنه رفعة لصاحبه، فهذا رسولنا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام يدخل مكة بعد فتحها متذللًا لله عز وجل حانيًا رأسه شاكرًا لله على نعمائه، وهذا خليفة المسلمين عمر ابن الخطاب ينام مغطى بعبائته تحت ظل شجرة مرتاحًا هانئًا ليفاجئ رسول كسرى وقد ظنه في قصر كبير والخدم من حوله، وكان تواضعه رسالةً واضحةً لكسرى على قوة المجتمع الإسلامي وتماسكه، إنه التواضع الذي جعله سواء مع رعيته إلا بتكليف منهم له، وهو ذاته تواضع عمر الفاروق الذي ذكر بالكتاب المقدس كعلامة مميزة لمن سيفتح بيت المقدس حينما رآه الصليبيون قادمًا إليهم بثيابه المتواضعة على بعير يُجلس عليه خادمه؛ إذ كانا يتناوبان الركوب عليه، فيسلمونه مفاتيح بيت المقدس ويدخلها المسلمون طوعًا وسلمًا، إن التواضع يُعلي من شأن صاحبه مهما كانت الظروف، تواضع يحول الكراهية إلى محبة والغيرة إلى غِبطة وما أشد حاجتنا إليه في كل زمان.^[٣][٤]

صور التواضع

نذكر ما يلي من صور التواضع^[١]:

• معاملة الناس بود ومحبة بعيدًا عن الأنفة والتكبر.
• مجالسة المرء لمن هم دونه مالًا مما يكسبه حبهم ويجبر خواطرهم.
• ترك الإسراف والبذخ في سبيل إظهار الغنى للناس.
• حسن الاستماع إلى الناس وأخذ آرائهم على محمل الجد.
• الابتعاد عن ازدراء الناس وتجنبهم.
• الحرص على الحديث بصوت منخفض والمشي باعتدال لقوله سبحانه وتعالى (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ ۚ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) [لقمان: 19].
• تقديم المساعدة لمن يحتاجها إن كان بالإمكان.
• الحد من حديث المرء عما يمتلكه أمام من هم دون ذلك كأن يفخر بماله وسيارته وغير ذلك.
• رد التحية على من عرف المرء ومن لم يعرف في الطريق فهذا من شأنه أن يشيع المحبة والتسامح بين الناس.

التواضع الواجب

• التواضع لله تعالى: هو أمر مفروض على المؤمن وهي أعظم وأجل مظاهر التواضع لما فيها من تذلل وخشوع وافتقار إلى الله سبحانه وتعالى مما يقرب العبد من ربه.
• التواضع بين يدي الوالدين: وهو من رضى الله سبحانه وتعالى؛ إذ قرن رضاهما باسمه سبحانه وتعالى في العديد من الآيات القرآنية كدليل على مدى أهميته.
• تواضع الزوجين لبعضهما: وتواضعهما معًا لأبنائهما مما يشيع جوًا من الراحة والسكينة في الاسرة.^[٥]

المراجع

1. ^ ^{أ ب} هاجر (6/3/2017)، "مفهوم التواضع وأهميته"، المرسال، اطّلع عليه بتاريخ 16/7/2019. بتصرّف.
2. ↑ "معنى التواضع لغة واصطلاحا"، موسوعة الأخلاق، اطّلع عليه بتاريخ 16/7/2019. بتصرّف.
3. ↑ "حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر"، مقولة، اطّلع عليه بتاريخ 16/7/2019. بتصرّف.
4. ↑ رحاب علي (19/7/2018)، "عمر الخطاب"، ابجديه، اطّلع عليه بتاريخ 16/7/2019. بتصرّف.
5. ↑ "بحث عن التواضع وأهميته"، موقع محتوى، اطّلع عليه بتاريخ 16/7/2019. بتصرّف.