محتويات
الضجيج والإزعاج
يسمى الضجيج والإزعاج بالتلوث السمعي أو تلوث الضوضاء الذي ينتشر على سطح الأرض بكثرة ويزداد يومًا بعد يوم مع تقدّم العالم وتطور العلم والتكنولوجيا، ويُعرّف التلوث السمعي بأنه أصوات عالية وشديدة غير مرغوب بها تسبب مع الوقت العديد من الأضرار الصحية والنفسية لدى الإنسان، وينتشر بكثرة في المدن الصناعية والمناطق المزدحمة بوسائل النقل المختلفة مثل السيارات والطائرات وغيرها من الوسائل ذات الأصوات العالية والمزعجة وفي مراكز العمل أكثر منه في القرى والمناطق النائية، ولدى الأذن قدرة محددة لسماع الأصوات، ففي الأحوال الطبيعية الأذن قادرة على سماع كل الأصوات التي تتراوح بين الصفر ديسيبل و140 ديسيبلًا، وتعدّ الأصوات التي تصل ما بين درجة 120 ودرجة 140 مضرة جدًا بالنسبة للأذن ولا يستطيع البعض تحمل صخبها، والأصوات التي يسمعها الإنسان وهو داخل الباص أو عربة متحركة تصل ذبذباتها إلى 85 ديسيبلًا والأصوات الناتجة عن آلات البناء والترميم التي يسمعها الإنسان تصل ذبذباتها بقوة 105 ديسيبل وهذا ما يسبب الأذى الشديد للإنسان.[١]
أسباب الضجيج والإزعاج
يوجد عدد من الأسباب التي أدت إلى حدوث ظاهرة الضجيج والإزعاج في أنحاء العالم، منها:[٢]
- الوسائل والمعدات الصناعية: تعدّ الوسائل والمعدات الصناعية من أكبر الأمور المسببة للإزعاج والضجيج في أنحاء العالم، وزاد الأمر سوءًا مع زيادة التطور والتقدم العلمي، إذ أصبح الإنسان يستخدم أدوات ومعدات صناعية تصدر أصواتًا مزعجة لترميم وبناء كل ما نراه من حولنا من مبانٍ وعمارات وبيوت ومجمعات تجارية، ومن الأمثلة عليها الطواحين والمطابع الخاصة بطباعة الأوراق للصحافة والجرائد، وأدوات البناء الميكانيكية، مثل أدوات الحفر الميكانيكية وأدوات الثقب الميكانيكية وغيرها الكثير، وأُثبت أن معظم الناس الذين يسكنون في مناطق مثل المدن الصناعية والمناطق التجارية المُكتظة التي توجد فيها عمليات ترميم مستمرة يشتكون من الضوضاء وأصبحت لديهم مشكلة صحية فعلية في السمع.
- المعدات المنزلية الكهربائية: تستخدم النساء عددًا كبيرًا ومتنوعًا من المعدات المنزلية الكهربائية التي تسبب قدرًا كبيرًا من الضوضاء والإزعاج، ومن هذه الأدوات؛ المكنسة الكهربائية ذات الصوت العالي وماكينة غسل الملابس وطنجرة الضغط وأنواع الخلاطات المختلفة مثل خلاط الكيك والحلويات وخلاط العجين وخلاط السوائل، كما أن المكيفات الكهربائية التي تستخدم بكثرة في فصل الصيف تسبب الإزعاج، بالإضافة إلى الهاتف المنزلي والهاتف النّقال أو ما يسمى بالجوال وجهاز التلفاز وجهاز الراديو والأجهزة الخاصة بالموسيقى، وتسبب جميعها إزعاجًا في المنزل قد لا يدركه الإنسان ولكنه يؤذي الأذن بنسبة كبيرة.
- وسائل النقل المختلفة: تتطور وسائل النقل مع التطور المستمر في العالم، وتعدّ وسائل النقل من أهم مسببات التلوث السمعي في أنحاء العالم، خاصة في المناطق المزدحمة وسكك القطار الحديدية بسبب أعداد المركبات المتزايدة المتواجدة في الطريق التي تزيد من الازدحام في الشوارع، منها السيارات والحافلات والدراجات الهوائية والعديد من الوسائل الأخرى، وتعاني المناطق السكنية التي تقع بالقرب من الشوارع العمومية والمتاجر والمناطق القريبة من مكاتب العمل من الضوضاء والإزعاج أو القريبة من المطارات مثل مدينة لندن ومدينة شيكاغو، إذ إن الصوت الصادر عن الطائرة أعلى بكثير من الأصوات الصادرة عن وسائل النقل الأخرى، مما يسبب للسكان أمراضًا كثيرة في الأذن ويؤثرعلى حاسة السمع.
الآثار الصحية للإزعاج والضوضاء
يترتب على التلوث السمعي عدد من النتائج والآثار الصحية على جسم الإنسان وحتى الحيوانات والطبيعة، منها:[٣]
- تصيب الإنسان والحيوان بالأمراض: يسبب التلوث السمعي الموجود في أنحاء العالم عددًا مختلفًا من الأمراض التي تصيب الإنسان والحيوان، كما أنه يؤدي إلى الوفاة، فتبعًا لمنظمة الصحة العالمية فإن حياة الإنسان قلت بنسبة مليون سنة في الصحة والعافية في كل سنة في أنحاء أوروبا فقط.
- يؤثر على تصرفات الإنسان: يؤثر التلوث السمعي في التصرفات العامة للإنسان فعند تعرضه للضوضاء مدة زمنية محددة فإنه يؤثر على تصرفاته تأثيرًا سلبيًا، إذ يصبح أكثر غضبًا وتوترًا، وترتفع نسبة العنف لديهم، والتأثير الأكبر يكون على تصرفات الأطفال، إذ عند دراستهم في أماكن مزعجة سيلاحظ الأهل التوتر والضغط وعدم الرغبة في الدراسة.
- يؤثر على تحكم الحيوانات: يقلل التلوث السمعي من قدرة الحيوانات على التحكم بنفسها وتصرفاتها لأن معظم الحيوانات الموجودة في العالم تعتمد بنسبة عالية على حاسة السمع لاصطياد فريستها والتواصل مع الحيوانات الأخرى من حولها، فعند وجود نسب عالية من الضوضاء يصبح هذا الأمر صعبًا جدًا بالنسبة لهم.
حاسة السمع
تعدّ حاسة السمع من الحواس الخمسة لدى الإنسان التي لا يستطيع التخلي عن أحدها، وتُعرّف بأنها قدرة الإنسان على سماع الأصوات والإحساس بالذبذبات من حوله، وتحمل له كافة المعلومات والأخبار التي تجري في المكان الذي يتواجد به الشخص، ويحتاج الصوت لوسط للانتقال من خلاله، مثل الهواء أو الماء أو حتى التربة، إذ تلتقط أذن الإنسان الأصوات والذبذبات ثم تُنقل إلى الدماغ ليُحللها ويفهمها، واتضح مما سبق أن حاسة السمع تتأثر بالضجيج والإزعاج، كما أنها يمكن أن تتضرر بسبب ذلك.[٤]
المراجع
- ↑ Richard E. Berg, Jerry A. Nathanson، "Noise pollution "، britannica, Retrieved 11-11-2019. Edited.
- ↑ "causes of noise pollution", eartheclipse, Retrieved 12-11-2019. Edited.
- ↑ "What Is Noise Pollution?", worldatlas, Retrieved 12-11-2019. Edited.
- ↑ "Hearing (sense)", newworldencyclopedia, Retrieved 12-11-2019. Edited.