حديث صحيح عن اللعن

حديث صحيح عن اللعن
حديث صحيح عن اللعن

حديث النهي عن اللعن

نرى بعض الأشخاص ممّن يتداولون كلمات اللّعن بين بعضهم البعض، وبالرّغم من أنّ اللسان جزءًا صغيرًا من جسم الإنسان، إلا أنّ شروره كثيرة، ويُمكن تعريف اللعن على أنّه الإبعاد والطرد من رحمة الله تعالى، وفي حال قلت اللهم العن فلانًا، أنت تعني اللهم اطرده وأخرجه من رحمتك، ولهذا السّبب يُعد لعن الآخرين من الكبائر والتي لا تُكفّر إلا بتوبة نصوح، ويقول علماء الدين أنه حتى لو كان الإنسان كافرًا لا يجوز لعنه، فعن عمر بن الخطّاب رضي الله عنه قال: [أنَّهُ سَمِعَ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ في الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ مِنَ الفَجْرِ، يقولُ: اللَّهُمَّ العَنْ فُلَانًا وفُلَانًا وفُلَانًا، بَعْدَ ما يقولُ سَمِعَ اللَّهُ لِمَن حَمِدَهُ، رَبَّنَا ولَكَ الحَمْدُ، فأنْزَلَ اللَّهُ: {ليسَ لكَ مِنَ الأمْرِ شيءٌ} إلى قَوْلِهِ {فَإنَّهُمْ ظَالِمُونَ}][١][٢] فالمسلم أرفع من أن يُهان ويُسب، وحقّه محفوظ ومصون؛ لهذا السبب ذكر الرسول صلّ الله عليه وسلّم بعض الأحاديث التي تُحرّم اللعن، وهي:[٣]

  • عن أبي الدرداء رضي الله عنه، قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: [إِنَّ اللَّعَّانِينَ لَا يَكُونُونَ شُهَدَاءَ وَلَا شُفَعَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ][٤] وفي الحديث تهديد لمن يلعن الآخرين بحرمانه من الشفاعة، ومن أخذ الشهادة منه على الأمم، بتبليغ رسلهم في يوم القيامة.
  • عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، قال: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: [لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلاَ اللَّعَّانِ وَلاَ الفَاحِشِ وَلاَ البَذِيءِ][٥] وفي الحديث الشريف صفات المسلم التي ينبغي عليه الابتعاد عنها؛ ومن ضمنها النهي عن لعن الناس وسبّهم.
  • عن عمران بن الحصين رضي الله عنه قال: قالَ رسول الله صلّ الله عليه وسلّم: [إذا قال الرجلُ لِأَخِيهِ: يا كَافِرُ فهوَ كَقَتْلِه، و لَعْنُ المُؤْمِنِ كَقَتْلِه][٦] فاللعن بمثابة القتل من حيث التحريم، أو العقاب، أو الإبعاد، ذلك أنّ القتل إبعاد من الحياة واللعن إبعاد من رحمة الله.


ما هو اللعن ولماذا نهى عنه الرسول؟

قالَ المناوي في "فيض القدير": "اللعن: طرد عن رحمة اللّه، فمن طرد ما هو أهل لرحمته عن رحمته فهو بالطرد والإبعاد عنها أحق وأجْدر" ومن المعروف أنّ النبي محمّد صلّى الله عليه وسلّم نهى عن اللعن في أحاديثه الشريفة التي ذكرناها سابقًا، لأنّ الإنسان لا يستحق مثل هذا السّب والشتم، فهو مُعزز مُكرّم عند الله سبحانه وتعالى، عدا عن حُرمة لعن الحيوانات والرّيح وغيرها من الأمور، إذًا، لا يجوز اللعن في أي حالة، فقال صلّ الله عليه وسلّم: [لا تَلاعَنوا بلَعنةِ اللَّهِ، ولا بغَضبِهِ ولا بالنَّارِ][٧] وقال ابن عثيمين في هذا الحديث: "يعني لا يلعن بعضكم بعضا بلعنة الله، فيقول لصاحبه لعنك الله، ولا بغضبه فيقول غضب الله عليك، ولا بالنار فيقول أدخلك الله النار، كل هذا حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم لأنه قدْ يُقال لمن لا يستحقه".[٨]

منع الله تعالى عباده من تداول اللعن ليُبيّن للنّاس أنّ عرض الإنسان وكرامته مصونة ومحفوظة، كما أنّه مُحترم، وتقلّبات حاله تأتي من الله وحده وليس من العبد، فهو أعظم من أن يُلعن ويُذم من قِبل العباد الآخرين، فكيف يُريد اللّعان طرد المُسلم من رحمة الله وهو أقرب النّاس لله تعالى؟، وكيف يُلعَن ويُدعى عليه بالهلاك وأقرب النّاس له في حاجته؟ فاحذر من هذه الآثام وتجنّب اللعن على الآخرين أو الأشياء والأحوال.[٣]


مَعْلومَة: أحاديث عن الملعونين

لعن الله تعالى فئات عديدة من الأشخاص الذين جرى ذِكرهم في أحاديث النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ومن الضروري جدًا الابتعاد عن التشبّه بهؤلاء الملعونين والملعونات تجنبًا لعذاب الله تعالى وسخطه، أدرجنا لك مجموعة من الأحاديث التي توضّح لنا الملعونين والملعونات في الديّن، وهي:[٩]

  • قالَ صلّ الله عليه وسلّم: [لعن اللهُ الخمرَ وشاربَها وساقِيَها وبائعَها ومبتاعَها وعاصرَها ومعتَصِرَها وحاملَها والمحمولةَ إليه][١٠].
  • قالَ صلّ الله عليه وسلّم: [لعنَ اللهُ الراشي ، والمرتشي في الحكمِ][١١].
  • قالَ صلّ الله عليه وسلّم: [لعن اللهُ آكلَ الرِّبا، ومُوكِلَهُ، وشاهِدَيْهِ، وكاتِبَهُ، هم فيه سواءٌ][١٢].
  • قالَ صلّ الله عليه وسلّم: [لَعَنَ اللَّهُ السَّارِقَ، يَسْرِقُ البَيْضَةَ فَتُقْطَعُ يَدُهُ، ويَسْرِقُ الحَبْلَ فَتُقْطَعُ يَدُهُ. [وفي رواية]: مِثْلَهُ، غيرَ أنَّه يقولُ: إنْ سَرَقَ حَبْلًا، وإنْ سَرَقَ بَيْضَةً][١٣].
  • قالَ صلّ الله عليه وسلّم:[لعن اللهُ المتشبهاتُ من النساءِ بالرجالِ والمتشبهينَ من الرجالِ بالنساءِ][١٤].
  • قالَ صلّ الله عليه وسلّم: [ألا أخبِرُكم بالتَّيسِ المُستعار؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: هو المحلِّل، لعن اللهُ المحَلِّلَ والمحَلَّلَ له][١٥].
  • قالَ صلّ الله عليه وسلّم: [لعنَ اللهُ النائِحَةَ، والمسْتَمِعَةَ][١٦].
  • قالَ صلّ الله عليه وسلّم: [لَعَنَ اللَّهُ الوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ، وَالنَّامِصَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ المُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ][١٧].
  • قالَ صلّ الله عليه وسلّم: [لعَن اللهُ مَنْ ذبَح لغيرِ اللهِ ولعَن اللهُ مَنْ آوى مُحدِثًا ولعَن اللهُ مَنْ لعَن والديهِ ولعَن اللهُ مَنْ غَيَّر تُخومَ الأرضِ يَعني المَنارَ][١٨].
  1. سورة آل عمران، آية:128
  2. رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:4559 ، صحيح.
  3. ^ أ ب "إياكم واللعن"، طريق الاسلام، اطّلع عليه بتاريخ 12/1/2021. بتصرّف.
  4. رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن أبو الدرداء، الصفحة أو الرقم:2598 ، صحيح.
  5. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:7566 ، صحيح.
  6. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عمران بن الحصين ، الصفحة أو الرقم:710 ، صحيح.
  7. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن سمرة بن جندب، الصفحة أو الرقم:1976 ، صحيح.
  8. "النهي النبوي عنِ اللعن (لا تلاعنوا)"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 12/1/2021. بتصرّف.
  9. "الذين لعنهم الله"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 12/1/2021. بتصرّف.
  10. رواه الألباني ، في إرواء الغليل، عن عبدالله بن عمر ، الصفحة أو الرقم:2385 ، صحيح.
  11. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:7236 ، صحيح.
  12. رواه الألباني ، في صحيح الجامع، عن جابر بن عبدالله ، الصفحة أو الرقم:5090 ، صحيح.
  13. رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:1687 ، صحيح.
  14. رواه محمد جار الله الصعدي، في النوافح العطرة، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:270 ، صحيح.
  15. رواه الكمال بن الهمام، في شرح فتح القدير، عن عقبة بن عبد السلمي ، الصفحة أو الرقم:4/162، صحيح.
  16. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:7253، صحيح.
  17. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن مسعود ، الصفحة أو الرقم:2125 ، صحيح.
  18. رواه أحمد شاكر ، في مسند أحمد، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:2/156، إسناده صحيح.

فيديو ذو صلة :