محتويات
الزواج في الإسلام
الزواج في اللغة، هو اقتران أحد الشيئين بالآخر، وارتباطهما ببعضهما البعض، وصار كل منهما زوجًا للآخر بعد أن كان كل واحد منهما منفردًا، وأمّا الزواج اصطلاحًا؛ هو العقد الذي يُعطي الزوجين حق الاستمتاع ببعضهما البعض على الوجه المشروع، فهو عقد بين رجل وامرأة لتكوين أسرة صالحة ومجتمع مسلم.
يختلف حكم الزواج من شخص إلى آخر وفقًا لظروفه وقدرته، فقد يكون الزواج مندوبًا أو مستحبًا أو مكروهًا أو محرمًا، فالزواج مقرون بالقدرة الماليّة والاستطاعة الجنسيّة للشخص الذي يريد الزواج، فهو واجب في حق كل من يستطيعه ولديه القدرة على تحمل تبعاته، وخاف على نفسه من الوقوع بالإثم والضرر إذا لم يتزوج، والزواج مستحب للقادر الذي لا يخاف على نفسه من الوقوع في الضرر أو الإثم في حال عدم زواجه، ومكروه ترك الزواج من غير عذر شرعي.
وقد وردت الكثير من الأحاديث النبوية التي تدل على أهميّة الزواج وكراهة تركه من دون سبب، ومنها حديث أنس بن مالك رضب الله عنه عن الرسول صلى اله عليه وسلم قال: [جَاءَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ إلى بُيُوتِ أزْوَاجِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، يَسْأَلُونَ عن عِبَادَةِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأنَّهُمْ تَقَالُّوهَا، فَقالوا: وأَيْنَ نَحْنُ مِنَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قدْ غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ وما تَأَخَّرَ، قالَ أحَدُهُمْ: أمَّا أنَا فإنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أبَدًا، وقالَ آخَرُ: أنَا أصُومُ الدَّهْرَ ولَا أُفْطِرُ، وقالَ آخَرُ: أنَا أعْتَزِلُ النِّسَاءَ فلا أتَزَوَّجُ أبَدًا، فَجَاءَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إليهِم، فَقالَ: أنْتُمُ الَّذِينَ قُلتُمْ كَذَا وكَذَا، أما واللَّهِ إنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وأَتْقَاكُمْ له، لَكِنِّي أصُومُ وأُفْطِرُ، وأُصَلِّي وأَرْقُدُ، وأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فمَن رَغِبَ عن سُنَّتي فليسَ مِنِّي].[١][٢]
مراحل الزواج في الإسلام
توجد عدد من المراحل التي يتم بها الزواج في الإسلام، وهذه المراحل التي تقع اليوم هي نفس مراحل الزواج التي وقعت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم:
- مراحل الزواج تبدأ بالخطبة، فالخطبة هي الوعد بالزواج ويُمكن فسخها والتراجع عنها متى أراد أحد الخاطبين ذلك، وهي الفترة التي يتعارف الطرفان فيها، فيُمكن لأهل العروس أن يستفسروا عن الخاطب وأخلاقه وحاله، فلا حرج في ذلك، فقد يخطب إليك من لا تعرفه فتحتاج لبعض الوقت للتريّث قبل إتمام الزواج، فالتحري عن الخاطب أفضل وأثبت قبل وقوع عقد الزواج أو الدخول، وتبقى المرأة أجنبيّة عن الخاطب، لأنّ الخطبة مجرد وعد بالزواج.
- المرحلة الثانية عقد القرآن، وفي هذه الحالة تصبح المرأة زوجة للرجل بموجب ذلك العقد، ولكن لا يعني ذلك إباحة الدخول بها؛ إلّا بمراعاة الأعراف والتقاليد، وعدم الدخول بالمرأة قبل الزفاف، لذلك فالمرأة تصبح زوجة بمجرد عقد قرانهما وللزوج حق التمتع بها، والشرط الثاني هو مراعاة العرف السائد، فإذا كان العُرف يقتضي عدم الدخول يجب الالتزام به، وعدم الخروج عن العادات والتقاليد لئلا تتعرض للمشكلات والعقبات منذ بداية ارتباطك.
- المرحلة الأخيرة للزواج في الإسلام مرحلة الدخول، فتصبح المرأة زوجة للرجل مع قدرته على الخلوة و الدخول والاستمتاع بها وممارسة حقوقه الشرعيّة كرجل.[٣]
أهميّة الزواج في الإسلام
توجد عدد من الفوائد التي يجنيها الزوجان من الزواج، ومن أهمها:[٤]
- الزواج موافق لسنة الأنبياء والمرسلين، وهو سنة الله تعالى في الأرض.
- الزواج موافق للفطرة السليمة التي خلق الله تعالى عليها البشر.
- الزواج موافق للحاجة الإنسانية في قضاء الوطر بالحلال بعيدًا عن الحرام.
- من خلال الزواج يمكنكَ إنجاب الولد الصالح، وتحقيق حلم الأبوة الذي يطمح إليه الكثيرين.
- الزواج أغض للبصر وأحصن للفرج.
- الزواج عبادة، وطريق لحصد الحسنات والصدقات، لامتثال المتزوجين لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم والتأسي به.
- الزواج فيه تكثير للأمة، وقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم على التزاوج والتوالد، فقال صلى الله عليه وسلم: [تزوجوا الودودَ الولودَ فإني مكاثرٌ بكم الأممَ يومَ القيامةِ][٥].
- الزواج تحصين للمرأة المسلمة بصيانتها وحفظها، والإنفاق عليها.
- تقوية الروابط ووشائج الصلة بين المجتمعات من خلال علاقة المصاهرة والنسب.
- الزواج يساعد على الاستقرار النفسي والاجتماعي، ويقوّي المسلم ويُعينه على الإقبال على الله تعالى.
- الزواج فيه سكن ومودة، وهو طريق لتحقيق السعادة وراحة البال، خاصة عند الإرتباط بالمرأة الصالحة.
قد يُهِمُّك
توجد عدد من الصفات التي يبحث عنها الرجل في المرأة، وأيضًا عدد من الصفات التي تبحث عنها المرأة في الرجل، وهذه الصفات هي:[٦]
- الأصل: فالكثير من الأشخاص عندما يريدوا الزواج والارتباط، فإنهم يبحثون عن أصل وجذور وأخلاق الشخص الذي يريدون الارتباط به، فأخلاق الناس والشعوب متباينة وفصائلهم مختلفة ومتعددة، لذلك من الواجب علينا النظر في أصول الناس قبل الإقدام على الزواج والارتباط.
- الدّين: فالدّين هو المنهج الإنساني القويم الذي تقوم عليه الإنسانيّة جمعاء، فالدّين إنما هو الذي يجعل الإنسان إنسانًا كاملاً في صفاته وأخلاقه، وهذا الدّين إذا التقى مع المعدن الإنساني الطيّب ووافق القبول بين الطرفين، فإنها ستكون علاقة مستقرة قويمة، وكذلك بالنسبة للمرأة، فإذا كانت ترتدي الحجاب ويدل ظاهرها على الخير والصلاح، وحصل قبول بين الطرفين كانت العلاقة سويّة ناجحة.
- الحب: فالكثير من الراغبين في الزواج يجعلون الحب شرط أساسي من شروط إتمام الزواج، فالحب قبل عقد الزواج هو من الأمور المحرمة خاصة إذا واعد الرجل المرأة وخلا بها، وأمّا الحب المشروع الذي يكون بعد عقد الزواج الذي فيه الطهارة والاستقامة والإخلاص والطهارة، فهو مهم لإتمام الزواج.
- المال أو الغِنى: وأقل الغِنى في المتقدّم للزواج هو الكفاف والقيام بالواجبات الزوجيّة، فهو من الشروط التي لا غنى عنها مطلقًا في الزواج، ولكن ينظر الكثير من الناس في وقتنا الحالي إلى مسألة المال ليس فقط لمجرد الكفاف، وإنما لاقتناء الزخارف والزينة وبهرج الدنيا، وهذا ما يفسد الزواج.
- الأخلاق: فالأخلاق هي من أهم ما يبحث عنه المتزوجون في بعضهما البعض، فالأخلاق الحميدة مثل الصدق والأمانة والوفاء، سبب في بقاء العشرة والألفة والمحبة بين الأزواج، وهي سبب في دوام المحبة والمودة بين الزوجين.
- الجمال: فالعديد من الأزواج يشترطون جمال الطرف الآخر عند اختيارهم لزوج أو زوجة المستقبل، ولكن الجمال درجات ويختلف من شخص لآخر.
- البِكارة: وهو الرجل أو المرأة التي لم يسبق لهما الزواج، وهو من الشروط المحببة لدى الزواج، وقد حثّ الرسول صلى الله عليه وسلم بالبحث عن الزوجة البكر، ففي الحديث عن جابر بن عبدالله عن الرسول صلى الله عليه وسلم: [تزوَّجتُ امرأةً فأتيتُ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ أتزوَّجتَ يا جابرُ ؟ فقلتُ نعم فقالَ بِكْرًا أم ثيِّبًا فقلتُ لا بل ثيِّبًا فقالَ هلَّا جاريةً تلاعبُها وتلاعبُكَ فقلتُ يا رسولَ اللَّهِ إنَّ عبدَ اللَّهِ ماتَ وترَكَ سبعَ بَناتٍ أو تسعًا فَجِئْتُ بمن يقومُ عليهنَّ . قالَ فدعا لي][٧].
المراجع
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 5063، خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
- ↑ الشيخ مهنا نعيم نجم، "تعريف الزواج وحكمه"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 11-7-2020. بتصرّف.
- ↑ "مراحل الزواج في ضوء الشرع"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 11-7-2020. بتصرّف.
- ↑ الشيخ أسامة بدوي، "ما فوائد الزواج في الإسلام؟"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 11-7-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن حبان، في المقاصد الحسنة، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 198، خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
- ↑ "لزواج في ظل الإسلام"، al-eman، اطّلع عليه بتاريخ 11-7-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 1100، خلاصة حكم المحدث : صحيح.