حديث عن رحمة الله

حديث عن رحمة الله
حديث عن رحمة الله

أحاديث نبوية عن رحمة الله

لقد وصف الله تعالى نفسه بالرحمة فهو الرحيم بعباده جميعًا، وكذلك وصف نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بذلك، وتتجلى صفة رحمة الله تعالى في عدد كبير من الأحاديث النبوية الشريفة تعرّف على بعضٍ منها:[١]

  • عن أبي هريرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: [إنَّ اللَّهَ كَتَبَ كِتابًا قَبْلَ أنْ يَخْلُقَ الخَلْقَ: إنَّ رَحْمَتي سَبَقَتْ غَضَبِي، فَهو مَكْتُوبٌ عِنْدَهُ فَوْقَ العَرْشِ][٢].
  • عن أبي هريرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: [جعل اللهُ الرحمةَ مائةَ جُزءٍ ، فأمسك عنده تسعةً وتسعين جزءًا ، وأنزل في الأرضِ جزءًا واحدًا ، فمن ذلك الجزءِ تتراحمُ الخلقُ حتى ترفعَ الفرُس حافرَها عن ولدِها خشيةَ أن تُصيبَه][٣].
  • عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: [قَدِمَ علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَبْيٌ، فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنَ السَّبْيِ قدْ تَحْلُبُ ثَدْيَهَا تَسْقِي، إذَا وجَدَتْ صَبِيًّا في السَّبْيِ أخَذَتْهُ، فألْصَقَتْهُ ببَطْنِهَا وأَرْضَعَتْهُ، فَقَالَ لَنَا النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أتُرَوْنَ هذِه طَارِحَةً ولَدَهَا في النَّارِ قُلْنَا: لَا، وهي تَقْدِرُ علَى أنْ لا تَطْرَحَهُ، فَقَالَ: لَلَّهُ أرْحَمُ بعِبَادِهِ مِن هذِه بوَلَدِهَا][٤].


كيف تظهر سعة رحمة الله بعباده؟

تظهر رحمة الله سبحانه وتعالى في عباده في عدد من الأمور، تعرّف عليها فيما يلي:[٥][٦]

  • ستر الذنوب في الدنيا وغفرانها في الآخرة: فمن رحمة الله تعالى بعباده المؤمنين ستره لذنوبهم ومعاصيهم التي قاموا بها في الحياة الدنيا، ومغفرته سبحانه وتعالى لذنوبهم في الآخرة.
  • عِظم رحمة الله تعالى: وقد تجلى ذلك بقول الله تعالى: {وَرَحمَتي وَسِعَت كُلَّ شَيءٍ}[٧]، فقد جعل الله تعالى الرحمة مائة جزء، فأنزل منها جزءًا واحدًا لكي يتراحم الخلق وأمسك عنده 99 رحمة، فالله تعالى أرحم من الأم بطفلها، ورحمته سبحانه وتعالى وسعت حتى الحيوانات والطيور ولم تقتصر على البشر، بل إن رحمة الله تعالى تسبق غضبه بكثير.
  • مغفرة الذنوب: فالله تعالى يغفر الذنوب صغيرها وكبيرها، فمهما فعلت من ذنوب وخطايا، استغفر الله تعالى وتب إليه توبة نصوحة، وسيغفر لك إن شاء الله، ففي حديث عن عبد الله بن عمر قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [إنَّ اللَّهَ يُدْنِي المُؤْمِنَ، فَيَضَعُ عليه كَنَفَهُ ويَسْتُرُهُ، فيَقولُ: أتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا، أتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ فيَقولُ: نَعَمْ أيْ رَبِّ، حتَّى إذَا قَرَّرَهُ بذُنُوبِهِ، ورَأَى في نَفْسِهِ أنَّه هَلَكَ، قالَ: سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ في الدُّنْيَا، وأَنَا أغْفِرُهَا لكَ اليَومَ، فيُعْطَى كِتَابَ حَسَنَاتِهِ، وأَمَّا الكَافِرُ والمُنَافِقُونَ، فيَقولُ الأشْهَادُ: {هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا علَى رَبِّهِمْ ألَا لَعْنَةُ اللَّهِ علَى الظَّالِمِينَ}[٨]][٩].
  • نجاة الهالكين: فالله تعالى من واسع رحمته أنه ينجّي بعض الأشخاص الذين أشرفوا على الهلاك أو الموت بقدرته سبحانه وتعالى ولحكمة يعلمها هو، فعلى العبد أن لا يحكم على هلاكه مهما حصل لأنه سبحانه وتعالى قادر على أن ينجّيه ويرزقه في أي وقت حتى لو شارف على الهلاك.


قد يُهِمُّكَ

ومن رحمة الله تعالى بالبشر أنه أرسل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، فالرسول هو الرحمة المُهداة إلى الناس أجمعين، وقد تجلّت الرحمة في حياة النبي بعدة صور منها:[١٠]

  • رحمة الرسول بكبار السن والأطفال: ورحمته بالكبير والصغير لا تعدّ ولا تُحصى ولكن يمكن اختصارها بالحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: [ليس منَّا من لم يرحَمْ صغيرَنا ويُوقِّرْ كبيرَنا][١١].
  • رحمة الرسول بالمخطئين: وقد كان الرسول عليه السلام رحيمًا رؤوفًا بالمخطئين الذين أسرفوا على أنفسهم، خاصة أولئك الذين جاؤوا إلى النبي يعترفون بذنوبهم ليرفع عنهم الذنب، فيأتي الرسول ليرفع عنهم إسرافهم على أنفسهم.
  • رحمة الرسول بالأسرى: فقد تجاوز الرسول صلى الله عليه وسلم عن الكثير من الأسرى وعفا عنهم وأرجعهم إلى ديارهم، بل كان يعاملهم معاملة حسنة وهم أسرى عند المسلمين.
  • رحمة الرسول بالحيوان: وقد تجاوزت رحمة الرسول الكريم الإنسان ووصلت إلى الحيوان، فقد أخبرنا الرسول عن مغفرة الله تعالى لزانية لرأفتها بكلب، ونهى عليه السلام عن قتل الحيوان أو تعذيبه دون سبب.
  • رحمة الرسول في مجال العبادة: فقد جاء رجل إلى الرسول الكريم يشكوه إطالة الإمام في الصلاة، فأمر النبي بعدم تنفير المصلين والاقتصاد وعدم الإطالة في الخطبة والصلاة لأن من المُصلّين المريض ومنهم الكبير ومنهم الضعيف.


المراجع

  1. محمد بن عبدالعزيز الشمالي، "إنها الرحمة"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-30. بتصرّف.
  2. رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم:7554، صحيح.
  3. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:3095، صحيح.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:5999، صحيح.
  5. ماجد شاهين، "سعة رحمة الله تعالى بعبادة"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-30. بتصرّف.
  6. الشيخ أحمد أبو عيد، "الشيخ أحمد أبو عيد"، سعة رحمة الله بعباده، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-30. بتصرّف.
  7. سورة الأعراف، آية:156
  8. سورة هود ، آية:18
  9. رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:2441، صحيح.
  10. أ.د. راغب السرجاني، "الرحمة في حياة رسول الله"، قصة الاسلام، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-30. بتصرّف.
  11. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أنس بن مالك وعبدالله بن عمرو بن العاص وابن عباس، الصفحة أو الرقم:5445، صحيح .

فيديو ذو صلة :