محتويات
فضل قيام الليل
كما هو معلوم فإن في الليل ساعات معيّنة لإجابة المسلمين وتحقيق لذة المناجاة، فالإنسان المسلم الذي يصلي في الليل عادة ما يحسن عمله في ساعات النهار، وتجوز صلاة قيام الليل سواء كانت في أول الليل أو كانت في أوسطها، أو حتى كانت في نهايتها طالما أن هذه الصلاة كانت بعد أداء المسلم لصلاة العشاء، إلا أنه من المفضل أن تؤجل إلى الثلث الأخير من الليل، إذ إن العبد المسلم أقرب ما يكون إلى ربه في الثلث الأخير من الليل، فأإ الله سبحانه وتعالى كان قد امتدح في محكم التنزيل أقوامًا كانت جنوبهم تتجافى عن مضاجعهم وهم يدعون الله سبحانه وتعالى خوفًا منه وتضرعًا وطمعًا فيما عنده من خير عميم وحسنات ونعم ومغفرة، إذ أنهم قد أخفوا لله سبحانه وتعالى أعمالهم وعباداتهم في الليل، فإن الله تعالى قد أخفى لهم من الخير والثواب العظيم ليوم القيامة، فمدحهم الله تعالى وأثنى عليهم في القرآن الكريم، وبيّن ما ينتظرهم من الجزاء والعاقبة الحسنة.[١]
كما أن الله سبحانه وتعالى قد أمر النبي الكريم محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم بقيام الليل والتهجد، وقام النبي محمد عليه الصلاة والسلام الليل حتى أن قدميه قد تفطرت، ورقّ قلب السيدة عائشة رضي الله عنها على النبي عليه الصلاة والسلام وسألته عن سبب ذلك على الرغم من أن الله سبحانه وتعالى كان قد وعده بمغفرة شاملة، فأجابها بأنه يريد أن يكون عبدًا شاكرًا لله سبحانه وتعالى، وقد دعا النبي محمد عليه الصلاة والسلام إلى مكارم الأخلاق والصلاة وقيام الليل والناس نيام، كما بيّن الله سبحانه وتعالى وأثنى على قوم كانوا يحرصون على قيام الليل، فبين أنهم من المحسنين، وأنهم ممن يستحقّون رحمة الله سبحانه وتعالى، ومن الجدير ذكره أن ركعات صلوات قيام الليل تُساهم بصورة هامة في جعل العبد المسلم ينال الشرف العظيم عند الله سبحانه وتعالى، فالدعاء في جوف الليل يُصنف على أنه من أفضل الدعاء، وكان الصحابة رضوان الله عليهم يُحبون الصلاة في جوف الليل، لأنهم يختلون بربهم سبحانه وتعالى.[١]
ومن أفضال قيام الليل أيضًا أنه يعين صاحبه على ترك ذنوبه ومعاصيه، كما يذيقه لذة العبادات ويُساهم في وصول العبد المسلم إلى التوفيق من الله سبحانه وتعالى، كما أن قيام الليل يجعل المسلم طيب القلب، نشيطًا، فيُعينه الله سبحانه وتعالى على سائر أعماله، فلا يبدو على صاحبه التعب والإرهاق، وإنما تجده في حالة من النشاط والحيوية والإيجابية على الدوام، ويكون وجهه مشعًا بالنور، في حياته وعند موته.[٢]
أمور تعين العبد المسلم على قيام الليل
إن عبادة قيام الليل - وللأسف - باتت منسية في قلوب المسلمين، فلا يكاد العبد المسلم يقوم بها مرةً في العام، وتوجد الكثير من الأمور التي يمكن أن تساعد العبد المسلم على أداء هذه العبادة العظيمة، ومن هذه الأمور:[٣]
- ترك العبد المسلم لما يقوم به من ذنوب ومعاصٍ، فالذنوب والمعاصي تحجب الصلة بين العبد المسلم وربه سبحانه وتعالى، فهي سبب كل بلاء ونكد وشقاء قد يعيشه العبد المسلم، حتى أنها سبب حرمانه في الحياة الدنيا والآخرة.
- الدعاء، فقيام الليل هو منحة وهبة غالية وثمينة، يمنحها الله سبحانه وتعالى لمن يشاء من عباده، فهو توفيق من الله عز وجل، ولا يمنحه إلا لمن يُريد أن يوفقه، لذلك يتوجب على العبد المسلم أن يدعو الله سبحانه وتعالى بأن يوفقه ويُعينه على قيام الليل.
- على العبد المسلم الاهتمام بأكل الحلال وتجنب أكل الحرام قطعيًا.
- القيلولة تساعد العبد المسلم وتعينه على القيام في الليل.
- يتوجب على العبد المسلم أن يُكثر من ذكر الله سبحانه وتعالى، فذكر الله تعالى يعطيه القوة والمقدرة، كما يعطيه التوفيق والانتصار على الهوى وعلى الشيطان الرجيم، بل والانتصار على النفس أيضًا، فيكثر العبد المسلم من تسبيح الله سبحانه وتعالى قبل النوم.
- وأخيرًا فإن من أسباب قيام العبد المسلم لليل، هو امتلاك قلب طاهر ونفس سليمة خالية من كل حقد وكره أو حسد أو ضغينة أو أنانية أو كراهية.
عبادات يمكن القيام بها مع قيام الليل
إن وقت قيام الليل - كما هو معروف - يبدأ منذ صلاة العشاء وحتى بزوغ الفجر وطلوعه،[٤] ويجب على العبد المسلم أن لا يُفوّت هذه الفرصة العظيمة لكسب الأجر والثواب، فعليه أن يُكثر من الدعاء والتوبة والإنابة إلى الله سبحانه وتعالى، كما يجب عليه أن لا يُفوّت ركعات يصليها في جوف الليل، وبذلك يحظى العبد المسلم بفرصة السعادة من خلال منجاة الخالق سبحانه وتعالى في وقت السحر المبارك، كما أنه يغتنم بذلك تجارةً لا تخسر مع الله سبحانه وتعالى أبدًا من خلال تلاوة القرآن الكريم، فيسعد بشفاعة القرآن الكريم له يوم القيامة أيضًا، ومما يمكن أن يساعد العبد المسلم ويعينه على قيام ليله التقليل من الطعام والشراب، فكثرة الطعام تؤدي إلى كثرة النوم بطبيعة الحال.[١]
آداب قيام الليل
توجد الكثير من الآداب التي يجب على العبد المسلم أن يلتزم بها عند رغبته في قيام الليل، ومن هذه الآداب:[١]
- توفُر النية الصادقة التي يجب على العبد المسلم أن ينويها لقيام الليل عند نومه، فمن غلبه النوم وهو ينوي قيام الليل يكتب الله سبحانه وتعالى له ما نوى.
- على العبد المسلم أن يفتتح قيامه للّيل بركعتين خفيفتين، وهذا ما كان النبي محمد عليه الصلاة والسلام يفعله ويأمر الصحابة رضوان الله سبحانه وتعالى عنهم بالقيام به.
- كما يجب أن يوقظ العبد المسلم أهله أيضًا حتى ينالوا الشرف العظيم بقيام الليل، حتى أن النبي محمد عليه الصلاة والسلام كان يتفقد الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم حتى يرى من حظي بشرف قيام الليل.
- عندما يغلب على العبد المسلم النعاس وهو يقوم الليل، فإنه يتوجب عليه أن يتوقف عن الصلاة حتى يهب عنه النوم.
- على العبد المسلم أن لا يشق على نفسه عندما يرغب بقيام الليل، فيقوم الليل على قدر ما لديه من طاقة مع الالتزام بقيامه الليل، لذلك إن دوام العبد المسلم على فعله أفضل بكثير من العمل الذي لا يستمر عليه العبد المسلم.
المراجع
- ^ أ ب ت ث يوسف علي (6-8-2013)، "فضل قيام الليل"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 27-11-2019. بتصرّف.
- ↑ " " ما يعودُ على المسلم من قيام الليل في الدنيا والآخرة ""، kalemtayeb، اطّلع عليه بتاريخ 27-11-2019. بتصرّف.
- ↑ خالد الحسينان ، " فضل قيام الليل"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 27-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "فضل قيام الليل "، islamqa، 29-3-2018، اطّلع عليه بتاريخ 27-11-2019. بتصرّف.