مفهوم الدولة الإسلامية
إن كثير من الشباب يتساءلون عن مفهوم الدولة في السلام وعن ملامحها في الفقه الإسلامي، فقد ارتكزت الأمة الإسلامية في مرجعيّتها على الشريعة الإسلامية التي تناولت عددًا من المواضيع بدقة، والتي لا تحتاج إلى اجتهاد، ففي الطهارة مثلاً تناولت الشريعة أمور الطهارة مثل طهارة الإنسان وبدنه وثيابه ومكانه وأنواع المياه وأنواع النجاسات وكذلك في العبادات مثل الصيام والحج والزكاة والصلاة، كما تحدّثت الشريعة الإسلامية عن شروط الصلاة وكيفية أدائها والزكاة ومقاديرها ونصابها وكيفية تأديتها، والصيام والحج كذلك، وفي المواريث كذلك نجد القسمة بأرقامٍ لا يمكن للإنسان أن يجتهد فيها مثلا قال الله تعالى: {وللذكر مثل حظ الأُنثيين} [سورة النساء: الآية رقم 11]، ولا يمكن الاجتهاد في هذه المسائل نظرًا لتغيّر المكان والزمان.[١]
كما توجد في الشريعة الإسلامية تفاصيل مفهوم الدولة الإسلامية ومؤسساتها وكيفية إدارتها، فهي عبارة عن ملامح عامة وقيم ثابتة في الإسلام، تستنبط منها الدولة الإسلامية أهم القواعد في الأحكام والقوانين وما كيفيتها وما أشكالها، مثل كم عدد أهل الشورى، إذ يمكن إيجاد هذه التفاصيل في الشريعة الإسلامية وفي أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم واجتهاد الفقهاء في الشورى رغم ورود التفصيل في الشورى في آيتين من القرآن الكريم وقد سميت سورة كاملة باسم الشورى هذه إشارة إلى وجوب الشورى، وماهية العدل في الإسلام، وكيفية تطبيقه وتحقيقه، فهذه التفصيلات لا يوجد عنها الكثير في الإسلام وإنما يوجد كثير من المؤشرات التي لا بد أن تتوفر لتحقيق مظاهر العدل [١].
أركان الدولة
ترتكز الدولة الإسلامية على الشريعة الإسلامية في مراجعها ومصادرها لاستنباط القوانين والأحكام، لذلك فإن لهذه الدولة عددًا من الأركان التي تقوم عليها، ونذكر هذه الأركان هي:
- الشعب: هو أول عناصر الدولة الإسلامية، الذي يتألف ممن يؤمنون برسالة الإسلام شرعًا ودينًا وعقيدةً ونظامًا سياسيًا، لتنحصر غايتهم في الدعوة لله وتوحيده، وتطبيق الدستور الإسلامي في كافة مناهج الحياة.
- الإقليم: ويقصد به حدود الدولة الإسلامية، مهما اتسعت رقعتها.
- السيادة: للدولة نوعان من السيادة هما السيادة العامّة والشخصية المعنوية أو القانونية وهي المعيار التقليدي للدولة الحديثة، الذي يميّزها عن الجماعات أخرى.
وفي الوقت الحديث تُعرَّف الدولة بأنها مجموعة كبيرة من الناس الذين يسكنون بصفةٍ دائمة في إقليمٍ جغرافي معين ويخضعون لتنظيم سياسي معين أو لسلطة عليا أو سيادةٍ ما[٢].
الإسلام
يُقصَد بالإسلام الإقرار بالتوحيد مع التصديق به، والعمل بشريعة الله عز وجل، وقد عرّف العلماء الإسلام على أنه التعبّد لله تعالى، ويكون ذلك بالالتزام بالشريعة الإسلامية التي أنزلها على رسله، ابتداء من خلق الكون إلى أن يرث الله تعالى الأرض ومن عليها، ويشتمل ذلك على الاستسلام لله تعالى باطنًا وظاهرًا، فالإسلام قولٌ وعملٌ وعقيدة، وقد جاء جميع الانبياء؛ بمن فيهم إبراهيم ، وعيسى وموسى ونوح عليهم السلام، يدعون إلى الإسلام، ونستدلّ بذلك من آياتٍ من القرآن الكريم، كما يعرّف الإسلام بمعناه الخاص أنه الشريعة الإسلامية التي أنزلها الله عزوجل على نبيه محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم، وختم بها رسالته، وجمع فيها الأديان السابقة، لقوله تعالى: (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) {سورة آل عمران: آية رقم 85}، وقوله: (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّـهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ) {سورة آل عمران: آية رقم 19}، ومن اتّبع رسالة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- سمّي مسلمًا، أمّا من رفضها فيسمّى كافرًا، وذلك لأنه اتبع هواه ولم يستسلم لله تعالى، ولا يجوز مقارنة كل من الديانة اليهودية أو النصرانية بالإسلام، أو الجزم بأنها ديانات مقبولة عند الله تعالى مثل الإسلام، ومن يفكر بذلك فقد خرج عن ملّة الشريعة الإسلامية[٣].
المراجع
- ^ أ ب "مفهوم الدولة في الإسلام"، aljazeera، اطّلع عليه بتاريخ 28-06-2019. بتصرّف.
- ↑ "المبحث الأول ـ أركان الدولة الإسلامية ونشأتها وشخصيتها المطلب الأول ـ أركان الدولة الإسلامية:"، al-maktaba، اطّلع عليه بتاريخ 28-06-2019. بتصرّف.
- ↑ "منهجنا الإسلام .. جماعتنا الأمة رابط المادة: ، islamway، اطّلع عليه بتاريخ 17-07-2019. بتصرّف.