ماهو سبب صيام يوم عاشوراء

يوم عاشوراء

يشير مفهوم يوم عاشوراء إلى اليوم العاشر من شهر محرم، أي أول شهر من الأشهر الهجرية، ويطلق عليه في اللغة العربية مصطلح عاشوراء على وزن فاعولاء، ويدل ذلك على اليوم العاشر، وهو واحد من أبرز المظاهر والطوابع الدينية لدى المسلمين بغض النظر عن اختلافهم المذهبي والمنهجي كأهل السنّة والشيعة، وقد لقي يوم عاشوراء اهتمامًا خاصًا حتى يومنا هذا لدى المسلمين اقتداءً بسنّة النبي -عليه الصلاة والسلام- ففي هذا اليوم نجّى الله تعالى سيدنا موسى عليه السلام هو وقومه، حينما تبع فرعون وجنوده للقضاء على سيدنا موسى وأتباعه حال خروجهم من مصر، فكانت النتيجة عقاب الله تعالى لفرعون وجنده بالغرق، ونجاة سيدنا موسى ومن معه، فشكر بني إسرائيل الله تعالى على منّته وفضله بصيام هذا اليوم، فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنه، أن النبي -عليه الصلاة والسلام- حينما رأى اليهود يصومون عاشوراء، قال: (ما هذا اليومَ الذي تَصومونهُ قالوا: هذا يومٌ صالحٌ هذا يومٌ نَجَّى اللهُ فيه بَنِي إسرائيلَ من عدُوِّهم فصامهُ موسى عليهِ السلامُ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: أنا أحقُّ بِموسَى منكم فصامهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وأَمَرَ بصومِه) [مسند أحمد| خلاصة حكم المحدث: صحيح].[١]


سبب صيام يوم عاشوراء

توجد العديد من الأحاديث والروايات حول أهمية يوم عاشوراء وفضله لدى المتديّنين من مختلف الديانات كالإسلامية، والنصرانية واليهود، إذ يحتفل اليهود به، ويؤدون طقوسهم الدينية في هذا اليوم شكرًا لله تعالى على إنقاذ سيدنا موسى -عليه السلام- وأما الأنصار فيقدّسون هذا اليوم مراءاة لليهود وتقليدًا لهم، في حين كان العرب في زمن الجاهلية يصومونه، فَعَنْ عَائِشَةَ أم المؤمنين رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قالَتْ: (كَانَتْ قُرَيْشٌ تَصُومُ عَاشُورَاءَ في الجَاهِلِيَّةِ، وَكانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَصُومُهُ) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، لكن، عندما جاء الإسلام وبعد الهجرة إلى المدينة المنورة أوصى النبي -عليه الصلاة والسلام- أصحابه بصيامه، إذ إن المسلمين أولى من اليهود بتذكر قصة نجاة موسى -عليه السلام- وهم أولى بالأجر والثواب من غيرهم، فَعَنِ نافع مولى ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمَا، أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قالَ: (كانَ عَاشُورَاءُ يَصُومُهُ أهْلُ الجَاهِلِيَّةِ، فَلَمَّا نَزَلَ رَمَضَانُ قالَ: مَن شَاءَ صَامَهُ، ومَن شَاءَ لَمْ يَصُمْهُ) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، أي أن المسلمين كان عليهم صيام هذا اليوم، وهذا دليل على مدى عظمه ومكانته عند الله تعالى، لكن بعد فرض الصيام في شهر رمضان، أصبح صيام عاشوراء سُنّة فمن شاء صامه ونال أجره، ومن شاء تركه.[١]


مراتب صيام عاشوراء

اختلف أهل العلم في بيان مراتب صيام عاشوراء، إلا أنهم قد أجمعوا على وجود ثلاث مراتب، وهي:[٢]

  • صوم الأيام التاسع والعاشر والحادي عشر فعن عبدالله بن عباس رضي الله عنه، أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (صوموا يومَ عاشوراءَ وخالفوا فيهِ اليهودَ وصوموا قَبلَهُ يومًا أو بعدَه يومًا) [ مسند أحمد| خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن] وذلك إذا تم صيام الأيام الثلاثة حصل على فضيلة وأجر الصيام.
  • صوم يوميّ التاسع والعاشر أو العاشر والحادي عشر فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنه، أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (صُومُوا يومَ عاشوراءَ، وخالفُوا فيه اليهودَ، صومُوا قبلَه يومًا أو بعدَهُ يومًا) [الجامع الصغير| خلاصة حكم المحدث: صحيح] وذلك من أجل مخالفة صيام اليهود.
  • صوم العاشر وحده فعن أبي قتادةَ رضِيَ اللهُ عنه، أن النبي -عليه الصلاة والسلام- حينما سُئل عن صيام عاشورء قال: (أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبلها). [صحيح أبي داود| خلاصة حكم المحدث: صحيح] ولم يذكر في هذا الحديث وجوب صيام يوم قبله أو بعده، إلا أن العلماء أجمعوا على أفضلية صيام يوم قبله أو بعده، وكرهوا صيام عاشوراء وحده.


فضل صيام عاشوراء

اشتمتلت الأحاديث النبوية الشريفة على صور كثيرة تدل على أهمية هذا اليوم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (صوموا يومَ عاشوراءَ يومٌ كانَتِ الأنبياءُ تصومُهُ فصومُوهُ). [الجامع الصغير| خلاصة حكم المحدث: صحيح] ومن الأنبياء الذين صاموا هذا اليوم سيدنا نوح وموسى -عليهما السلام- ولهذا كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يراقب هلال شهر محرّم بالذات من أجل تحديد يوم عاشوراء بدقة، وفضل هذا اليوم عظيم عند الله تعالى، فصيامه مع صيام يوم سابق له أو يوم تالٍ له، ينال الصائم شرف تكفير ذنوب ارتكبها العام السابق، فعن أبي قتادة رضي الله عنه، أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (صيامُ يومِ عرفةَ إنِّي أحتسِبُ على اللهِ أنْ يُكفِّرَ السَّنةَ الَّتي قبْلَه والسَّنةَ الَّتي بعدَه وصيامُ يومِ عاشوراءَ إنِّي أحتسِبُ على اللهِ أنْ يُكفِّرَ السَّنةَ الَّتي قبْلَه). [الجامع الصغير| خلاصة حكم المحدث: صحيح] وأما ما يرد بين الناس على تخصيص أدعية خاصة، والإكثار من الصالحات كزيارة المريض، والاغتسال، والتعطّر والتجمّل، والبكاء والعويل على مقتل سيدنا الحسين بن علي في هذا اليوم، فهي بدع لا أساس لها من الصحة ولا يجوز الإقبال عليها.

ختامًا، تجدر الإشارة إلى أنّ صيام يوم عاشوراء كان فرضًا قبل أن يُفرَض صيام شهر رمضان، وذلك في شهر الله المحرم، وعندما فُرِض صيام شهر رمضان أصبح اختياريًا، فمَنْ يشاء صيام يوم عاشوراء صامه، ومَنْ شاء تركه فلا إثم عليه، وقد جاء ذلك بوضوح في ثبت أحاديث لكلٍ مِن: معاوية في الصحيحين، ولدى ابن مسعود، وكذلك جابر بن سمرة في مسلم، وقيس بن سعد بن عبادة، وذكر ذلك أيضًا عند النسائي.[٣]


المراجع

  1. ^ أ ب "كل المعلومات عن يوم عاشوراء و فضل صيام يوم عاشوراء"، أخبارك، 20-09-2018، اطّلع عليه بتاريخ 24-05-2019. بتصرّف.
  2. "مراتب صوم يوم عاشوراء"، إسلام ويب، 11-04-2011، اطّلع عليه بتاريخ 24-05-2019. بتصرّف.
  3. "فضل صيام عاشوراء"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 30-05-2029. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :