ما حكم المرتد عن الاسلام

ما حكم المرتد عن الاسلام
ما حكم المرتد عن الاسلام

ما حكم المرتد عن الإسلام؟

ظهر في الآونة الأخيرة العديد من الأشخاص ممن ارتدوا عن الدين الإسلامي، ولم يكن ذلك في زمننا هذا فحسب، بل ظهر ذلك في زمن الصحابة كذلك، وقد تتساءل عن حكم ذلك في الإسلام، اعلم بأن حدّ الردة عن الإسلام هو القتل، فمن ارتد عن الإسلام يُقتل بنص صريح كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكان عليٌ رضي الله عنه قد حرق قومًا لردتهم، فبلغ ابن عباس ذلك فقال: "لو كنت أنا لم أحرقهم"، ولعلك تتساءل حول عدم إقدام النبي على فعل ذلك في زمانه، يأتي ذلك لمصلحةٍ شرعيّة، فقد امتنع النبي عن ذلك حتى لا يُقال أن محمدًا يقتُل أصحابه، وقد سار الصحابة على الحكم الشرعي الصحيح للمُرتد عن الإسلام وهو القتل، وقتلوا من ارتد عن الدين، وإن باب قتل المرتد من أعظم أبواب الفقه، ومن أنكره فقد كفر، ولا يُشتَرَط بالمرتد أن يكون مُحاربًا للإسلام والمسلمين، فمن دخل الإسلام ثم خرج منه وإن لم يحارب المسلمين يُقتَل حدًا، وهو أمر لا خلاف فيه بين أهل الإسلام.[١][٢]


مشروعية حد الردة

إن حدّ الردة في الإسلام هو القتل، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية حول حديث النبي عن قتل من بدّل دينه: "وقتل هؤلاء واجب باتفاق المسلمين، لكن في جواز حرقهم نزاع، فعليٌ رضي الله عنه رأى حرقهم، وخالفه ابن عباس وغيره من الفقهاء لقول النبي صلى الله عليه وسلم: [لا تُعَذِّبُوا بعَذَابِ اللَّهِ، ولَقَتَلْتُهُمْ كما قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ][٣]، وفي حديثٍ آخر حول حدّ الرّدة ومشروعيته قول النبي عليه الصلاة والسلام: [لا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، يَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأَنِّي رَسولُ اللَّهِ، إلَّا بإحْدَى ثَلاثٍ: النَّفْسُ بالنَّفْسِ، والثَّيِّبُ الزَّانِي، والمارِقُ مِنَ الدِّينِ التَّارِكُ لِلْجَماعَةِ][٤]، وقال الإمام النووي رحمه الله عن قتل المرتد: "وقد أجمعوا على قتله، أي قتل المرتد عن الإسلام، لكنهم اختلفوا في استتابته هل هي واجبة أم مستحبة، وفي قدرها، وفي قبول توبة المرتد أم لا، وهل المرأة كالرجل في ذلك أم لا"، وورد عن الإمام مالك، والشافعي، وأحمد وبعض الجماهير من السلف أنه يُستتاب وورد عند بعضهم الآخر أنه لا يُستتاب وحتى لو تاب فتوبته تنفعه عند الله ولكن لا يسقط قتله.[٢]


قد يُهِمُّكَ: أسباب الردة عن الإسلام

للردة عن الإسلام مجموعة من الأسباب، وينبغي أن يكون المرتد بالغًا عاقلًا راشدًا حتى يكون ضمن دائرة الردّة، وفيما يلي نجمل لك أسباب الردة والتي يمكن حصرها في ثلاثة أسباب:[٥]

  • الكفر بالله والتحلل من الإسلام بسب الذات الإلهية، أو سب النبي صلى الله عليه وسلم، أو سب أي كتاب من كتب الله تعالى المنزّلة على أنبيائه ورسله، أو حتى الاستهزاء بأي شيء من ذلك.
  • إنكار حكم مُجمع عليه في الإسلام، مثل إنكار وجوب الصلاة أو الزكاة، أو صوم، أو الحج، وأي ركن أو حكم آخر، أو التفريق بين حكم وحكم آخر، أو إنكار فعل محرّم كشرب الخمر أو الربا أو الزنا وما إلى ذلك.
  • فعل بعض أفعال الكفر، مثل إلقاء القرآن الكريم بين النفايات، أو السجود لصنم ونحو ذلك من الأفعال.


المراجع

  1. "ما حكم المرتد عن الإسلام"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-06. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "حد الردة"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-06. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:3017، صحيح.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:6878، صحيح.
  5. "كتاب: موسوعة الفقه الإسلامي"، نداء الإيمان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-06. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :