يوم عرفة
يعد يوم عرفة أفضل الأيام عند المسلمين، ويوافق اليوم التاسع من الشهر الثاني عشر الهجري وهو شهر ذي الحجة، إذ يقف الحجاج يوم عرفة على جبل عرفة، وهو جبل قريب من مكّة المكرمّة، ويعد أبعد المشاعر المُقدّسة من مكة، إذ يَبعُد عنها حوالي 22 كم، كما أنّه خارج حدود الحرم، وتبدأ شعائر هذا اليوم بعد أن يُصلي الحجاج صلاة الفجر في منى، وتبعد منى عن مكة المكرمة حوالي 7 كم، فينتظرون فيها إلى حين شروق الشمس، وبعد ذلك يسلكون طريقهم إلى عرفة وهم يرددون التلبية، (لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك)، ويقضون فيها نهارًا كاملًا حتى غروب الشمس، إذ يدعون الله في هذا اليوم ويبتهلون إليه كثيرًا مقتدين في ذلك بفعل سيد البشر والمرسلين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، ويتخلل هذا اليوم خطبة يُلقيها إمام الحُجّاج ويستمعون إليها عند زوال الشمس، والزوال هو الوقت قبل صلاة الظهر بخمس دقائق، وهو وقت انعدام الظلال، ثمَّ يصلّون خلف الإمام الظهر والعصر جمعًا وقصرًا بأذان واحد وإقامتين، ومن السنة أن يُصلي الحجّاج في مسجد نمرة.[١]
لماذا سُميَّ يوم عرفة بهذا الاسم؟
قد تتساءل عن سبب تسمية يوم عرفة بهذا الاسم، يمكننا الإجابة بأن يوم عرفة سمي بذلك لاجتماع الحجاج على جبل عرفة في هذا اليوم، ويذكر العلماء بأن اسم يوم عرفة مشتق من المعرفة، كما أنهم يذكرون بأن عدة أحداث وقعت في هذا المكان جعلته يسمى بعرفة، ومن تلك الأحداث أن سيدنا آدم وحواء عندما نزلا إلى الأرض تفرقا وشاء الله أن يجمع بينهما في هذا المكان، لذلك أطلق عليه اسم عرفة، وقيل بأنه سمي بذلك لأنه مشتق من الاعتراف، ففيه يلبي الحجاج ويكبرون ويهللون ضارعين لربهم ومعترفين بذنوبهم وعصيانهم وفزعين من عذاب الله تعالى، ولسان حالهم يردد: "ربنا اغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت يا غفار"، وقيل أيضًا بأن عرفة مشتق من العَرف بفتح العين، وهي الرائحة الطيبة؛ وذلك لأن المذنبين عليه يتوبون من ذنوبهم ويبدلهم الله بذلك ريحًا طيبة.[٢]
فضل يوم عرفة
يوم عرفة من الأيام التي أقسم الله تعالى بها في كتابه المُبارك، إذ شرّف الله تعالى هذا اليوم وفضّله بفضائل عظيمة، فقد خصص هذا اليوم بالأجر والثواب العظيم دونًا عن بقية أيام السنة، ففي هذا اليوم يعمّ عباده بالرحمات ويكفر عنهم السيئات، إذ إنه مغفرة لذنوب سنتين، وفيه يمحو عن عباده الزلّات ويُعتق رقابهم من النار، وفي هذا اليوم العظيم يُرى إبليس صاغرًا حقيرًا، وفي هذا اليوم أكمل الله الدين وأتم النِعَم على المسلمين، اليوم الذي تغشاه النفحات الإلهية، يوم البذل والعطاء والسخاء، اليوم الذي يتوحّد فيه الناس في الوقوف على صعيد واحد مُجردين من كلّ الروابط إلّا رابطة الإيمان والعقيدة، يُنشدون ويُناجون إلهًا واحدًا إله البشرية جمعاء، كما أن يوم عرفة هو اليوم الذي فيه استجابة للدعاء وتحصيل الخيرات، فحقًا عليك اغتنامه لتحصل على الخير الوفير ولتغشاك رحمة خالقك.[٣]
قد يُهِمُّكَ
يُستحب في هذا اليوم العظيم العديد من الأعمال التي تُقربك إلى الله عز وجل وتجعلك تغتنم هذا اليوم المُبارك، ومن الأعمال التي يستحب أن تؤديها في هذا اليوم ما يلي:[٤]
- استحضر مِنّة الله بإكمال الدين في مثل هذا اليوم وإتمام النِعَم.
- تأمل في مُباهاة الله تعالى بأهل عرفة.
- انوِ من الليل صيام عرفة لما في صيامه فضل عظيم كما ذُكِر من قبل.
- قم بالأعمال الصالحة فيه كما في الأيام العشر أو سائر أيام السنة، فالأعمال الصالحة مُستحبّة في مثل هذا اليوم العظيم، ومن تلك الأعمال: قيام الليل، والاستغفار بالسَحَر، والصدقة، والصلاة على وقتها، وشغل الوقت بقراءة القرآن وتدبر معانيه، والحرص على أذكار الصباح والمساء والإكثار من ذكر الله عزّ وجلّ.
- احرص على التكبير، ويُستحب أن يكون جهرًا وبصوت مُرتفع.
- ارجُ من الله الفضل العظيم ومغفرة الذنوب والعتق من النار، واستثمر وقت استجابة الدعاء واطلب فيه ما تتمنى منه سبحانه.
المراجع
- ↑ "يوم عرفة"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 17-6-2020. بتصرّف.
- ↑ "يوم عرفة"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 17-6-2020. بتصرّف.
- ↑ "فضائل يوم عرفة"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 17-6-2020. بتصرّف.
- ↑ "خطوات عملية لاستثمار يوم عرفة العظيم"، almunajjid، اطّلع عليه بتاريخ 17-6-2020. بتصرّف.