خطبة عن عيد الفطر
الحمدُ لله ربّ المشارق والمغارب، خلقَ الإنسان من طين لازب، ثم جعله نطفة بين الصّلب والتّرائب، خلق منه زوجه وجعل منهما الأبناء والأقارب، تلطّف به، فنوع له المطاعم والمشارب، وحمله في البَرِّ على الدّواب، وفي البحر على القوارب، نحمَده تبارك وتعالى حمد الطامع في المزيد والطالب، ونعوذ بنور وجهه الكريم من شرّ العواقب، وندعوه دعاء المستغفر الوجل التائب، أن يحفظَنا من كلّ شرٍّ حاضر أو غائب، وأشهد أنّ لا إله إلا الله القوي الغالب، شهادةَ متيقن بأنّ الوحدانيّة لله أمر لازم لازب، أمّا بعد أخوة الإسلام، فإنّ الله تعالى جعل لنا في العام الواحد عيدين نحتفل بهما، وهما عيد الفطر السّعيد، وعيد الأضحى المبارك، أمّا عيدُ الفطر فهو أوّل العيدين، إذ يحتفلُ فيه المسلمون بعد الفروغ من أداء فريضة الصّوم في شهر رمضان المبارك وتحديًا في أوّل يوم من أيام شهر شوال، وقد سُمّي بعيد الفطر كون المسلمون يفطرون بعد صيام شهر كامل، إذ احتفل المسلمون في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام بعيد الفطر لأوّل مرة كان في السنة الثانية من الهجرة.
السنن المستحبة في يوم عيد الفطر
ومن المُحبّب القيام بمجموعة من الأعمال والسّنن في أوّل أيام عيد الفطر وهي ما يلي:
- الابتداء بأداء تكبيرات العيد بعد صلاة الفجر كذلك في ليلة العيد بعد الفروغ من فريضة العشاء.
- الدعاء بعد أداء فريضة صلاة الفجر.
- إخراج زكاة الفطرة والتي تقدّر بصاع عن كلّ فرد من أفراد الأسرة المُعالة من الشّخص، قبل دخول وقت صلاة العيد على كما ورد مفصّلاً في كتب الفقه المعتمدة، علمًا بأنّ زكاة الفطر هي من الواجبات المؤكّدة على كلّ مسلمٍ، كما أنّها شرط من شروط قبول صيام شهر رمضان المبارك.
- الاغتسال من بعد الفجر الى وقت صلاة العيد.
- ارتداء أحسن الثّياب واستخدام العطر والطّيب.
- تناول وجبة الافطار اوّل النّهار قبل أداء صلاة العيد، والأفضل الاقتداء بسنة النّبي صلى الله عليه وسلم بالإفطار على تمر.
- التّوجه للمسجد أو السّاحة المُخصّصة لأداء صلاة العيد وهي عبارة عن ركعتين، يقرأ بهما الإمام في الركعة الأولى سورة الفاتحة وسورة الأعلى، من ثم يكبّر بعد القراءة ستّ تكبيرات، من ثم يركع ويسجد، ثمّ ينهض للرّكعة الثّانية، ويقرأ فيها سورة الفاتحة وسورة الشّمس، من ثمّ يكبرّ أربع تكبيرات ويكمل صلاته.
- المعايدة وتقبل التّهاني، فقد كان أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ إذا التقوْا يومَ العيدِ يقولُ بعضُهم لبعضٍ: (تقبل اللهُ منَّا ومنكَ) [المصدر : فتح الباري لابن حجر | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن].
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فيا معشر المسلمين استغفروا الله يغفر لكم ويرحمكم، وصلي اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.