يوم القيامة
يوم القيامة أو يوم الحساب، هو يوم عظيم يجمع فيه الله سبحانه وتعالى النّاس ليحاسبهم على ما فعلوا في حياتهم الدّنيا إن كان خيرًا فخير لهم، وإن كان شرًّا فإن الله أعد لمن كفر به وبآياته عذاب شديد، ولا يأتي يوم القيامة فجأةً، بل توجد العديد من العلامات والإشارات الصّغرى والكبرى التي تدل على اقتراب موعده، وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم في الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة عن بعض هذه العلامات، ففي الحديث النبوي الشريف عندما سأل أبو هريرة الرسول عن أشراطها أجاب: (قالَ: يا رَسولَ اللَّهَ، مَتَى السَّاعَةُ؟ قالَ: ما المَسْؤُولُ عَنْها بأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ، ولَكِنْ سَأُحَدِّثُكَ عن أشْراطِها: إذا ولَدَتِ الأمَةُ رَبَّها، فَذاكَ مِن أشْراطِها، وإذا كانَتِ العُراةُ الحُفاةُ رُؤُوسَ النَّاسِ، فَذاكَ مِن أشْراطِها، وإذا تَطاوَلَ رِعاءُ البَهْمِ في البُنْيانِ) [ أبو هريرة| خلاصة حكم المحدث:صحيح]، وقد حدثت بعض علامات السّاعة الصّغرى، وأمّا العلامات الكبرى يكون موعدها عند اقتراب نهاية العالم وقُرب حساب النّاس، لذا يجب على المسلم أن يتهيأ لذلك اليوم بعمل الأعمال الصّالحة والإكثار من فعل الخيرات والطّاعات، حتى يفوز بجنّة عرضها كعرض السماوات أعدها الله لعباده المتّقين الطّائعين له، والقائمين بكل ما أوكلهم الله به من عبادات. [١]
ظهور نار من الحجاز
وقد أخفى الله سبحانه وتعلى موعد قيام السّاعة عن النّاس، ليزدادوا من فعل الطّاعات والخيرات، ولكن يوجد عدد من الإشارات التي تدل على اقترابها، ومن هذه الإشارات، ظهور نار من الحجاز، وظهور نار من الحجاز هي علامة من علامات السّاعة الصّغرى، وتختلف اختلافًا كليًّا عن النّار التي ستظهر في آخر الزّمان من بلاد اليمن والتي ستطرد النّار إلى محشرهم ففي الحديث النبوي الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى تَخْرُجَ نارٌ مِن أرْضِ الحِجازِ تُضِيءُ أعْناقَ الإبِلِ ببُصْرَى) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: [صحيح]، وبُصرى هي منطقة في بلاد الشّام، فقد أشار الحديث إلى خروج حمم بركانيّة ملتهبة من باطن الأرض في منطقة الحجاز، وأنَّ هذه الحمم ستكون قويّة وكثيفة لدرجة أنّ أهل الشّام سيشعرون بها، ويُدركون نيرانها، على الرّغم من أنّ المسافة بين الحجاز وبلاد الشام تحتاج إلى مسيرة يوم كامل يقطعها المسافر. [٢]
التفسير العلمي لظهور النّار من الحجاز
وقد حدثت هذه العلامة من علامات السّاعة الصّغرى وهي ظهور نار من الحجاز ما بين العامين، 1057م _ 1256م، فقد حدث زلزالان كبيران في هذه الفترة في منطقة خيبر في الحجاز، وقد رافق الزّلزالين أصوات إنفجارات عالية، وحصلت ثورات بركانيّة ضخمة، وهزّات أرضيّة عنيفة أخرجت الملايين من أطنان الحمم البركانيّة والنّيران باتجاه الجنوب، وقد بيّنت الدّراسات العلميّة أنّ منطقة خيبر في الحجاز هي من أكثر الأماكن المعرّضة لخطر الزّلازل، فالحجاز تحتوي على أعلى درجة من الحرارة الأرضيّة وخاصّة منطقة خيبر، ولا تزال هذه الحمم البركانيّة نشطة لكنها خفيفة ولا يُشْعَر بها، وقد يأتي يوم وتندفع فيه هذه الحمم البركانيّة من باطن الأرض إلى سطحها من جديد متى شاء الله لها ذلك. [٣]
المراجع
- ↑ جمانة بعلوشة، "ما هو علامات يوم القيامة؟"، ujeeb، اطّلع عليه بتاريخ 17-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "من أشراط الساعة .. ظهور نار الحجاز"، articles.islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 17-6-2019. بتصرّف.
- ↑ د/ مها عبد الرحمن أحمد نتو، "من أبحاث المؤتمر العالمي العاشر للإعجاز العلمي في القرآن والسنة بدولة تركيا 1432هـ - 2011م"، eajaz، اطّلع عليه بتاريخ 17-6-2019. بتصرّف.