ما معنى صلاة البردين

الصلاة

الصلاة عمود الدين والركن الثاني من أركان الإسلام الخمسة، وهي خمس صلوات مفروضة على المسلم في اليوم والليلة، قال تعالى: {إنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} [النساء: 103]، يقيم المسلم صلواته الخمس في وقتها المحدد لها فلكل صلاة وقت يؤديها المسلم فيه ولا تصح في وقت غيره إلا بعذر شرعي، والصلوات الخمس هي: صلاة الفجر، صلاة الظهر، صلاة العصر، صلاة المغرب، صلاة العشاء، وتسمى كل من صلاة الفجر والعصر بصلاة البردين، وفي هذا المقال سنبين معنى صلاة البردين، وفضل المحافظة عليها، وعقوبة تاركها [١].


صلاة البردين

الترغيب في العبادات

خلق الله تعالى الإنسان وفطره على رغبات وملذات وأمور كثيرة تميل إليها النفس البشرية، وهو سبحانه أعلم بما خلق، وعندما جاءت تعاليمه عز وجل جاءت لتضبط النفس البشرية ورغباتها وتقيمها على النهج القويم الذي أراده الخالق ورضيه لعباده، فلما فرض الله الصلوات الخمس جعلها موزعة على مدار اليوم والليلة؛ لبيقى المسلم في طاعة وذكر وصلة دائمة بالله عز وجل في هذه الصلوات المؤقتة بأوقات معينة، ولأن النفس تميل للراحة والسكون فرغب الله كثيرًا بآداء الصلوات على وقتها المحدد لها، وخاصة تلك التي أوقاتها في وقت راحة المسلم ووقت انشغاله، وجعل ثواب آدائها في وقتها مضاعف عن غيرها من العبادات من باب الحث على الطاعة وترغيب النفس بالقيام بالفرض على أكمل وجه، فالمسلم الحق يترك فراشه وقت الفجر ليؤدي صلاة الفجر على موعدها أملًا في الثواب والأجر من الله تعالى، وخوفًا من العقاب والجزاء الأوفى الذي يناله من تكاسل عن آداء صلواته في موعدها المحدد لها[٢].

معنى صلاة البردين

في الحديث النبوي الشريف: (مَن صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، فاضل الله تعالى العبادات وثوابها؛ لما تتميز به عن غيرها من العبادات الأخرى، وكان جزاء من أداها دخول الجنة، وفي الحديث الشريف البَرْدين بفتح الباء وتسكين الراء هما صلاة الفجر وصلاة العصر؛ وسبب التسمية لأنهما يكونان في وقت يكون الجو باردًا لطيفًا؛ ففي الصباح الباكر وقت الفجر يكون الهواء باردًا ورطبًا، ووقت صلاة العصر يكون بعد انكسار حرارة الشمس والدخول في وقت اعتدال الجو، وأجر من حافظ على صلاتهما في الوقت المحدد لهما هو دخول الجنة؛ لأن وقت الفجر يكون عند لذة النوم، فيصعب على المسلم القيام في هذا الوقت والتهيؤ للصلاة وآدائها في وقتها، أما صلاة العصر فحظيت بهذه الأهمية كونها تأتي في وقت ينشغل فيه الناس بأعمالهم وأمورهم المعيشية؛ فمن باب أولى أن من حافظ عليهما حافظ على بقية الصلوات[٢].

فضل المحافظة على صلاة البردين

للمحافظة على صلاة البردين فضائل ومزايا كثيرة منها ما يأتي[٣]:

  • المحافظة على صلاة البردين في وقتهما سبب لدخول الجنة والنجاة من النار؛ لقوله صل الله عليه وسلم: (لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَقَبْلَ غُرُوبِهَا، يَعْنِي الفَجْرَ وَالْعَصْرَ) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • آداء صلاة البردين في وقتهما سبب لرؤية الله عز وجل يوم القيامة كما أخبر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.
  • تشهد الملائكة لمن تعاهد صلاة البردين وحافظ عليهما في الأوقات المحددة، وفي الحفاظ عليهما مغفرة للذنوب.
  • قراءة القرآن وقت الفجر قراءة مشهودة.
  • وقت صلاة الفجر وقت أقسم الله تعالى به لأهميته عنده سبحانه وبركته عن سائر الأوقات.
  • من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله تعالى وحفظه وأمانه.
  • صلاة الفجر على موعدها تعادل فضل صلاة القيام.
  • من حافظ على صلاة الفجر جعل الله له نورًا في وجهه ونورًا في حياته وجعله من أهل النور.
  • ركعتا الفجر في وقتهما خير من الدنيا وما فيها.
  • وقت صلاة الفجر وقت فيه بركة وخير كثير.
  • خص الله تعالى صلاة العصر والمحافظة عليها بعد التعميم على باقي الصلوات.
  • تتنافس صلاة الفجر وصلاة العصر على أيهما الأفضل، ولذلك حُق على المسلم أن يتنافس على الحفاظ عليهما ليشهد الخير والفضل الكبير الذي أودعه الله فيهما، ولينال الأجر والجنة التي هي غاية المنى.

عقوبة من ترك صلاة البردين

صلاة البردين من الصلوات الخمس المفروضة على المسلم؛ لذا فإن من تعمّد ترك صلاة البردين فقد ضيّع الخير والأجر الكبير كما هو موضح في العبارات الآتية[١]:

  • الصلاة المفروضة يثاب فاعلها ويعاقب تاركها عامدًا متعمدًا، وعليه فمن فاتته فريضة دون سبب أو مانع كالنسيان أو النوم مثلًا فإن عليه قضاء هذه الصلاة متى ذكرها، ولكن صلاة البردين لأوقاتهما خصوصية ربانية وخير وبركة في الدين والمال ومضاعفة الحسنات، فقد شبه النبي الكريم من فاتته صلاة البردين كمن فاته ماله وأهله وفقدهم، وفي معركة الخندق عندما انشغل المسلمون بالقتال عن صلاة العصر حتى فات وقتها حزن النبي عليه السلام لهذا الأمر حزنًا شديدًا.
  • صلاة الفجر من أثقل الصلوات على المنافقين، فمن ترك صلاة الفجر كان فيه من علامات النفاق، فلو علم الناس الخير الذي فيهما لأتوهما ولو حبوًا.
  • وقت صلاة الفجر وقت البركة وتوزيع الأرزاق، فمن ضيع وقت الفجر ضيع بركة يومه وبركة رزقه.


أوقات الصلوات

وضحت السنة النبوية الشريفة أوقات الصلوات الخمس عن طريق الشمس، وتختلف أوقات الصلوات بالساعات من بلد لآخر؛ بسبب اختلاف وقت الشروق والزوال ووقت غروب الشمس من بلد لآخر، وفيما يأتي ذكر موجز لأوقات الصلوات كما جاء في الحديث النبوي الشريف[٤]:

  • وقت صلاة الظهر: بداية دخول وقت الظهر من زوال الشمس عن وسط السماء إلى أن يصير ظل كل شيء مثله أي طوله.
  • وقت صلاة العصر: يبدأ وقت العصر بانتهاء وقت الظهر، أي عندما يصبح ظل كل شيء مثله، وينتهي عند اصفرار الشمس، ويبقى هناك متسع لوقت العصر لمن اضطر ولم يدرك وقتها، وهو من اصفرار الشمس إلى قبيل غروبها.
  • وقت صلاة المغرب: يبدأ وقت صلاة المغرب مباشرة بعد انتهاء وقت العصر وهو لحظة غروب الشمس إلى مغيب الشفق الأحمر.
  • وقت صلاة العشاء: يدخل وقت العشاء مع انتهاء وقت المغرب وهو عند غياب الحمرة وزوالها من السماء، ويستمر إلى منتصف الليل.
  • وقت صلاة الفجر: يبدأ وقت الفجر من طلوع الفجر الثاني وينتهي بطلوع الشمس، ومعنى الفجر الثاني هو البياض المعترض في الأفق ناحية المشرق ويمتد من الشمال إلى الجنوب، والفجر الأول يبدأ قبل الفجر الثاني بساعة تقريبًا.


المراجع

  1. ^ أ ب sarah (15-8-2017)، "سبب تسمية صلاة البردين بهذا الاسم"، المرسال، اطّلع عليه بتاريخ 2-7-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب محمد قيس (28-8-2018)، "ما هي صلاة البردين"، مقالات، اطّلع عليه بتاريخ 2-7-2019. بتصرّف.
  3. "ما معنى صلاة البردين"، المجنون ، اطّلع عليه بتاريخ 2-7-2019. بتصرّف.
  4. محمد المنجد (8-1-2002)، "مواقيت الصلوات الخمس"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 2-7-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :