كيف تستعد لشهر رمضان

كيف تستعد لشهر رمضان
كيف تستعد لشهر رمضان

الاستعداد لشهر رمضان

يعد شهر رمضان من أعظم الشّهور الروحانيّة التي يجب على المسلم استغلالها في العبادات والطاعات، فأساس النّجاح في جميع الأمور هو التخطيط الجيّد والتهيئة المسبقة، والاستعداد لشهر رمضان لا يكون بالمال أو تخزين الطّعام، بل بالاستعداد الرّوحاني والبدني لاستقبال هذا الشّهر العظيم وللاستفادة من نفحاته الإيمانيّة والرّوحانيّة التي تعود على المسلم في حياته القادمة، وفي هذا المقال سنبين لكم كيفية الاستعداد البدني والروحي لشهر رمضان وأفضل الأعمال التي يمكن أن يؤديها المسلم في هذا الشهر الفضيل.[١]


الاستعداد البدني لشهر رمضان

يحتاج رمضان إلى تغيير الرّوتين اليومي والاستعداد المسبق له ليساعد المسلم في إمضاء هذا الشّهر الفضيل بصحّة بدنيّة أقوى وتعب إرهاق أقل، وفيما يلي بعض النّصائح التي تساعد المسلم في تهيئة بدنه وصحّته الجسديّة للشّهر المبارك:[٢][٣]

  • البدء بممارسة تمارين رياضية من شأنها زيادة قوّة تحمّل البدن؛ مثل التي تركّز على تقوية عضلات القلب، وعضلات السّاقين، ويمكن البدء بربع ساعة يوميًّا، وزيادتها تدريجيًّا، وذلك بهدف تقوية البدن على تحمّل طول الوقوف في صلاة القيام والتّراويح، وفي حال النيّة لآداء العمرة في شهر رمضان، فيجب إعطاء تمارين التحمّل أولويّة وزيادتها.
  • تقليل ساعات النّوم استعدادًا لقيام الشّهر الفضيل، فإذا كانت عدد ساعات النّوم ثماني ساعات يمكن تقليصها إلى ست، وهكذا.
  • الإكثار من تناول الخضار والفواكه؛ لرفد الجسم بالفيتامينات والعناصر الغذائيّة التي تقوّيه قبل البدء بالصّيام.
  • محاولة تقليل التّدخين بتقليل عدد السّجائر اليوميّة؛ لتعويد الجسم على انخفاض نسبة النّيكوتين التي ستحصل عند بدء الصّيام، والبعض يستغل هذا الشّهر الفضيل والامتناع عن التدخين في نهاره للإقلاع نهائيًّا عن التدخين، فكل ما يتطلّبه الأمر قوّة الإرادة والعزيمة.
  • التقليل من المشروبات الغنيّة بالكافيين مثل الشّاي والقهوة؛ لتجنّب الشّعور بأوجاع الرأس والصّداع النّاتج عن حاجة الجسم للكافيين المعتاد عليها في وقت النّهار.
  • الامتناع التّام عن المشروبات الغازيّة قبل فترة من بدء صيام رمضان، لما لها من أضرار على المعدة، والكبد، والكلى.
  • الزّيادة التدريجيّة لكميّة الماء المتناول؛ للحفاظ على رطوبة الجسم، ووقايته من الجفاف، مع التأكيد على ضرورة تناول ما يكفي من الماء ما بين فترتي الفطور والسّحور.[٤]
  • تنظيف الجسم من السّموم المتراكمة فيه من جرّاء تناول الوجبات الدّسمة الغنيّة بالدّهون، والإكثار من تناول منتجات الألبان.[٤]
  • البدء بقيام اللّيل في الأيّام السّابقة لشهر رمضان ومحاولة الإطالة فيها؛ لتعويد الجسم وتهيئته للوقوف في صلاة التّراويح.
  • التّقليل من كميّة الطّعام المتناول لتهيئة المعدة على استقبال كميّات أقل من الطّعام عن الكميّات المعتادة، بهدف تحمّل الجوع في نهار شهر رمضان، ويمكن تحقيق هذه النقطة بمبادرة صوم القضاء في شهر شعبان؛ لتجنّب المشقّة الحاصلة من الصّوم في بداية رمضان، إلى جانب تحصيل الأجر للصّيام بهذا الشّهر السّابق لرمضان، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: [لمْ أَرَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يَصُومُ في شهرٍ أكثرَ من صِيامِهِ للهِ في شَعْبانَ، كان يَصُومُ شَعْبانَ إلَّا قَلِيلا، بَلْ كان يَصُومُهُ كلَّهُ][٥].
  • الحرص على النّوم باكرًا والاستيقاظ قبل الفجر بساعة أو أكثر؛ لتنبيه الجسم على تعوّد قيام اللّيل، ويمكن الاستعانة بفترة القيلولة لإعادة شحذ طاقة الجسم، واستعادة نشاطه للتقويته على إمضاء فترات النّهار لحين موعد النّوم.
  • وضع جدول لتنظيم الرّوتين اليومي في رمضان يحتوي على أهداف يرغب الصّائم بتحقيقها فيه، والتّقليل التدريجي من عدد السّاعات المقضيّة على مشاهدة التّلفاز، أو أمام شاشات الأجهزة الذكيّة في تصفّح العالم الافتراضي.
  • شراء جميع الحاجيّات التي يحتاجها الصّائم لرمضان والعيد بشهر شعبان؛ لتجنّب إضاعة الوقت عليها في شهر رمضان، إذ تزدحم الأسواق في آواخره لقضاء حوائج العيد.


الاستعداد الرّوحي لشهر رمضان

يحتاج المسلم للاستعداد الرّوحي لاستقبال شهر رمضان المبارك، فالنفسيّة الجيّدة والمشتاقة للصّيام والقيام أهم من الاستعداد البدني، لما للرّوح من قوّة وسطوة على الجسد، والعقل، وداعم لهما، وفيما يلي بضع لتهيئة الرّوح للشّهر الفضيل:[٦]

  • الإكثار من الدّعاء الذي يطلب فيه المسلم الإعانة والمدد من الله سبحانه وتعالى على صيام الشّهر الفضيل وقيامه، وتقبّله منه، فالدّعاء يعد من المعينات على الطّاعات، وهو مخ العبادة.
  • استحضار النيّة الخالصة لصيام رمضان إيمانًا واحتسابًا، وعقدها على العديد من الأمور للحصول على أجر النيّة،،لما رواه أبو هريرة رضي الله عنه في الحديث القدسي: [إذا تَحَدَّثَ عَبْدِي بأَنْ يَعْمَلَ حَسَنَةً، فأنا أكْتُبُها له حَسَنَةً ما لَمْ يَعْمَلْ، فإذا عَمِلَها، فأنا أكْتُبُها بعَشْرِ أمْثالِها، وإذا تَحَدَّثَ بأَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً، فأنا أغْفِرُها له ما لَمْ يَعْمَلْها، فإذا عَمِلَها، فأنا أكْتُبُها له بمِثْلِها][٧]، ومن أمثلة عقد النيّة على الطّاعات التّالية:
    • نيّة تلاوة وتدبّر القرآن الكريم مع ختمه بالشّهر الفضيل.
    • نيّة التّوبة الصّادقة عن أي ذنب أو معصية سابقة، والعزم على عدم العودة لها.
    • نيّة استغلال الشّهر الفضيل لبداية جديدة مليئة بالطّاعات، والعمل الصّالح، وحسن التّعامل مع الآخرين، والعزم على الاستمرار عليها.
    • الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر بالأفعال والأقوال بنيّة نشر تعالم الدّين الحنيف بين المسلمين، وتصحيح أي بدع أو معتقدات خاطئة لهم في العبادات.
  • مطالعة الكتب أو الكتيّبات التي تختص بأحكام الصّيام والقيام في شهر رمضان.
  • صيام أيّام من شهر شعبان لتهيئة النّفس على روتين الصيام.
  • تلاوة الآيات القرآنيّة المختصّة بالصّيام، وتدبّر معانيها وتفسيرها.


أفضل الأعمال في شهر رمضان

خير الأعمال التي يتقرّب بها العبد إلى الله سبحانه وتعالى تأدية الفرائض على وقتها وإتقانها وجعلها خالصة لوجهه الكريم، بعدها تأتي النّوافل التي تسد النّقص الحاصل في الفرائض وسبب في اكتساب المزيد من الأجر والحسنات، وأفضل وقت للاجتهاد بالنّوافل شهر رمضان حيث الخير والبركات ومضاعفة الحسنات، ومن أفضلها نذكر ما يلي:[٨][٩]

  • المواظبة على صلاة التّراويح، وصلاة قيام اللّيل وتكثيفها في العشر الأواخر.
  • الإكثار من إخراج الصّدقات، فقد كان النّبي صلّى الله عليه وسلّم جوادًا، ويزيد من جوده عليه الصّلاة والسّلام في رمضان، إذ يكون كالرّيح المرسلة، مع مراعاة أن تذهب الصّدقات لمستحقّيها من الأيتام، والأرامل، والمحتاجين من الفقراء والمساكين، وإعطاء الأولويّة لذوي القربى دون نسيان المحتاجين من خارج العائلة ليعم الخير والبركة على المجتمع.
  • إقامة الموائد الرّمضانيّة لإفطار الصّائمين، فيأخذ أجره وأجرهم دون أن ينقص من أجرهم شيء.
  • الإكثار من قراءة القرآن الكريم وحسن تدبّره، كيف لا وشهر رمضان الشّهر الذي نزل فيه القرآن على نبي الثّقلين عليه الصّلاة والسّلام.
  • الحرص على آداء صلاة الشّروق وصلاة الضّحى لما لهما من فضل عظيم.
  • الاعتكاف في المسجد قدر المستطاع، ففيه يخلو المسلم بذاته مع بارئه، ويتفرّغ للصّلاة، والتّلاوة والذّكر، والدّعاء، وما يجتهد به من العبادات.
  • الذّهاب لتأدية مناسك العمرة في رمضان إن أمكن.
  • تحرّي ليلة القدر لقيامها ونيل عظيم أجرها.
  • الإكثار من الدّعاء، والاستغفار، والتّسبيح، والتّهليل.
  • الحرص على صلة الأرحام، بالتّزاور والتّحاب بين أفراد العائلة، وشمول الجيران، والأصدقاء.
  • الإكثار من الصّلاة على رسول الله، وتحديد ورد يومي لذلك.


المراجع

  1. "كيف تستعد لشهر رمضان ذهنيا وبدنيا نصائح هامة لك"، thaqafnafsak، اطّلع عليه بتاريخ 2020-3-6. بتصرّف.
  2. "كيف تستعد لصوم رمضان؟"، sehatok، اطّلع عليه بتاريخ 2020-3-6. بتصرّف.
  3. "30 خطوة في شعبان للاستعداد لرمضان "، ar.islamway، اطّلع عليه بتاريخ 2020-3-6. بتصرّف.
  4. ^ أ ب "كيف تستعد لشهر رمضان ذهنيا وبدنيا نصائح هامة لك"، thaqafnafsak، اطّلع عليه بتاريخ 2020-3-6. بتصرّف.
  5. رواه الألباني ، في مختصر الشمائل، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 256، صحيح.
  6. "كيف تستعد لشهر رمضان ؟"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 2020-3-6. بتصرّف.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 129 ، [صحيح].
  8. "خير الأعمال في رمضان"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 2020-3-6. بتصرّف.
  9. "من الأعمال الصالحة في شهر رمضان وبيان ثوابها "، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 2020-3-6. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :