حديث عن طاعة ولي الامر

حديث عن طاعة ولي الامر
حديث عن طاعة ولي الامر

حديث عن طاعة ولي الامر

ورد في الصحيح المسند أن عبد الله بن عمر حدثه أنه كان ذات يوم عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأقبل عليهم رسول الله مع نفرٍ من أصحابه، فقال: [(يا هؤلاءِ، ألَسْتُم تعلَمونَ أنِّي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم إليكم؟) قالوا: بلى، نشهَدُ أنَّكَ رسولُ اللهِ، قال: (ألَسْتُم تعلَمونَ أنَّ اللهَ أنزَل في كتابِه: مَن أطاعني فقد أطاع اللهَ؟)، قالوا: بلى، نشهَدُ أنَّه مَن أطاعكَ فقد أطاع اللهَ, وأنَّ مِن طاعةِ اللهِ طاعتَك، قال: (فإنَّ مِن طاعةِ اللهِ أن تُطِيعوني، وإنَّ مِن طاعتي أن تُطِيعوا أئمَّتَكم, أطِيعوا أئمَّتَكم، فإن صَلَّوْا قُعودًا، فصَلُّوا قُعودًا)][١]، ومما ورد في شرح الحديث، أن الإمام في الصلاة جُنّة وسترٍ لك وللمصلّين من خلفه، ومتابعته في الصلاة واجبة، وقد رُوِيَ عنه -صلى الله عليه وسلم- عدّة روايات تحث المسلمين على طاعة الإمام وولاة الأمر، وفي الحديث السابق وجّه النبي السؤال لأصحابه وفيه النداء؛ تحفيزًا لعقولهم وجذب انتباههم، واستخرج عليه الصلاة والسلام شهادة الناس بسؤاله عن رسالته من الله، وهو تمهيد لما سيبنه لهم من وجوب طاعة ولي الأمر والإمام، ثم أخبرهم بوجوب طاعته وأن طاعة الله من طاعته، وأن طاعة ولاة أمورهم من طاعة الله، ولكنَّ الطاعة تكون في غير معصية.[٢]


هل تجب طاعة ولي الأمر في المعاصي؟

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}[٣]، وقد ورد عن الإمام ابن باز رحمه الله أن الآية السابقة بنصها الصريح تُوجِب عليك وعلى كافة المسلمين طاعة ولي الأمر، ويُقصد بولاة الأمر هنا الأمراء والعلماء، وبالاحتكام للسنة الصحيحة عن النبي يتبين لك أن طاعة ولي الأمر لازمة فيما شرعه الله لا في المعاصي والمحرمات، فإن أمر ولي الأمر بالمعصية فلا طاعة له، ولكن لا ينبغي الخروج عليهم،

فقد روُي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: [خِيارُ أئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ ويُحِبُّونَكُمْ، وتُصَلُّونَ عليهم ويُصَلُّونَ علَيْكُم، وشِرارُ أئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ ويُبْغِضُونَكُمْ، وتَلْعَنُونَهُمْ ويَلْعَنُونَكُمْ، قالوا: قُلْنا: يا رَسولَ اللهِ، أفَلا نُنابِذُهُمْ عِنْدَ ذلكَ؟ قالَ: لا، ما أقامُوا فِيكُمُ الصَّلاةَ، لا، ما أقامُوا فِيكُمُ الصَّلاةَ، ألا مَن ولِيَ عليه والٍ، فَرَآهُ يَأْتي شيئًا مِن مَعْصِيَةِ اللهِ، فَلْيَكْرَهْ ما يَأْتي مِن مَعْصِيَةِ اللهِ، ولا يَنْزِعَنَّ يَدًا مِن طاعَةٍ][٤]، ويأتي الحديث السابق موضّحًا عدم جواز خروج المسلمين على الحاكم في حال عدم امتثاله لأمر الله، ويرى الإمام ابن باز -رحمه الله- أن الخروج على الحاكم يسبب فسادًا كبيرًا، وشرًا عظيمًا يختل به الأمن وتضيع به الحقوق، كما وضح أيضًا بأنه لا يجوز إزالة الشر بما هو أشرّ منه، بل يجب درء الشر بما يخففه أو يزيله.[٥]

المراجع

  1. رواه الوادعي، في الصحيح المسند، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:761، صحيح.
  2. "شروح الأحاديث"، الدرر السنيّة، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-06T22:00:00.000Z. بتصرّف.
  3. سورة النساء، آية:59
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عوف بن مالك الأشجعي، الصفحة أو الرقم:1855، صحيح.
  5. "وجوب طاعة ولاة الأمور بالمعروف"، الإمام ابن باز رحمه الله، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-06T22:00:00.000Z. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :